جريدة الوطن:
2024-12-25@21:11:35 GMT

«قبس من جلالته»

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

«قبس من جلالته»

من أيِّ وحيٍ سوف أكْتُبُهُ
هذا الذي لا شيءَ يَجْذِبُهُ

أمشي إلى المعنى بلا جهةٍ
والعِشْقُ في جنْبيَّ يَعْقُبُهُ

الأبجديةُ تصْطلي ولهًا
لو من دمي الرؤيا تُقرِّبُهُ

لا فكرةٌ إلا تضيقُ بهِ
هو شاسعٌ لا حدَّ يَشْطُبُهُ

آنستُ في عينيهِ أغنيةً
فمضيتُ كالناياتِ أطْلُبُهُ

الشعرُ في تأويلِهِ ثمِلٌ
من جرَّةِ التاريخِ يَشْرَبُهُ

شطحَ المجازُ أمامَ هيبَتِهِ
فبأيِّ آلاءٍ يُشَبِّبُهُ

كالوردِ يَعْبُقُ فيَّ من زمنٍ
لَمْ تَقْدرِ الأيامُ تُجْدِبُهُ

خفَّاقَةٌ في المجدِ سيرتُهُ
والدهْرُ كالمَشْدوهِ يَرْقُبُهُ

هو من تجلَّى نورُهُ قبسًا
وأنارَ ما الديجورُ يَحْجُبُهُ

لبِسَ السلامَ كبُرْدَةٍ ومضى
للحِقْدِ بالغُفْرانِ يُعْشِبُهُ

تُصْغي له الآفاقُ مُذْعِنةً
ويدورُ حولَ الصِّدْقِ كوكَبُهُ

عبر السرابَ ولَمْ يزلْ جَلِدًا
يمشي إلى العلياءِ موكِبُهُ

تتلو الحضارةُ في ملامِحِهِ
سِفْرًا كأنَّ الغيمَ يسْكِبُهُ

يرنو .

. فيخبو بالْتِفاتتِهِ
ما كانتْ الحُسَّادُ تُنْشِبُهُ
كسفينةٍ في البحرِ راسيةٍ
وشراعَهُ بأْسًا يُثوِّبُهُ

قد شابهَ النخلَ العصيَّ وإنْ
كانتْ مُلِمَّاتٌ تُشَذِّبُهُ

فاضتْ كؤوسٌ باسْمِهِ فإذَا
ظمِأَ الزمانُ تدورُ أنْخُبُهُ

وهو العظيمُ يَشُدُّ من قلقِ
الصحراءِ إيمانًا ويُخْصِبُهُ

يَجْري إلى المجهولِ في ثقةٍ
كالنهرِ والمسْعى يُشَعِّبُهُ

عثرَ الردى بخلودهِ فغَدَا
للصبرِ والخُيلاءِ يُنْسِبُهُ

في ظلِّهِ الشُّهداءُ مُذْ دَمُهُمْ
بالتَّضْحياتِ حِمىً يُطيِّبُهُ

فلَهُ العُمانيونَ كَمْ هَطَلوا
حُبًّا بأرْضٍ ليسَ تَنْضِبُهُ

لهُمُ الحياةُ تمُدُّ لهفَتَها
وتُزيحُ ما الماضي يُرَسِّبُهُ

ومرابطونَ لرفعِ رايتِهِ
رغْمَ الذي الأقدارُ تُنْصِبُهُ

قد طاولوا هِمَمَ المُحالِ فلو
حُلْمٌ نأى الإصرارُ يَجْلِبُهُ

ما زلتُ في الرؤيا يُسيّرُني
عِشْقٌ من الميلادِ يَعْقُبُهُ

سافرتُ في أسْمائِهِ ودَمي
جَمْرُ الصَّبابةِ ظَلَّ يُلْهِبُهُ

ماذا سأقْبِسُ من جلالتِهِ
قدْ شَفَّني بالوجدِ غيْهَبُهُ

يا أيُّها الوطنُ الأبيُّ أنا
من دَهْشةُ المعنى تُغرِّبُهُ

ناصر الغساني
شاعر عماني

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

ياسين: سنة 2024 كانت قاسية على العاملين في الدفاع المدني والإسعاف والإطفاء

أسف وزير البيئة منسق لجنة الطوارئ الحكومية ناصر ياسين لاستشهاد المعاون من فوج إطفاء طرابلس خليل أشقر والعنصر المتطوع في الدفاع المدني عبدالله محمد المهتدي، وقال "رحم الله خليل ورفيقه عبدالله اللذين استشهدا امس أثناء قيامهما بواجبهم بإطفاء حريق الميناء - طرابلس".
واضاف: "سنة 2024 كانت قاسية على العاملين في الدفاع المدني والإسعاف والإطفاء. منهم من قضى بغارات الاحتلال ومنهم نتيجة الإهمال. نسأل الله عز وجل ان يتغمدهم بواسع رحمته، وليكن العام المقبل عام الاستثمار في الدفاع المدني وفرق الإطفاء والإسعاف والمستجيب الأول". (الوكالة الوطنية)

مقالات مشابهة

  • حركة الجهاد: مفاوضات صفقة تبادل الأسرى كانت جدية ونحن في مرحلة عض الأصابع
  • ياسين: سنة 2024 كانت قاسية على العاملين في الدفاع المدني والإسعاف والإطفاء
  • في بغداد.. انتحار فتاة وإنقاذ امرأة كانت مختطفة و مقيدة بالاصفاد
  • أحمد الخميسي: ضغط الدقائق الأخيرة كانت مرعبة
  • منير حامد: قواتنا سيطرة على أسلحة نوعية وخطيرة كانت مخزنة في قاعد الزرق
  • الرميد: إذا كانت مقترحات تعديل مدونة الأسرة ستسهم في الحد من الانحدار الديمغرافي فمرحى و ألف مرحى
  • حكم تفسير الرؤيا ومن أي علم تستمد
  • بلاغ الديوان الملكي: الملك يترأس جلسة عمل خُصصت لموضوع مُراجعة مدونة الأسرة
  • جلالة الملك يترأس جلسة عمل حول مدونة الأسرة ويدعو لتعميق البحث في الإشكالات الفقهية
  • شايبي: “مرحلة التصفيات كانت مثالية بالنسبة لنا”