مسقط ـ «الوطن» :
ضمن فعاليات الموسم الثقافي لكلية الآداب والعلوم الاجتماعية جامعة السلطان قابوس، تم تنظيم جلسة حوارية بعنوان (المرأة العمانية نجاحات بحثية وابتكارية)، وذلك بالتعاون مع صالون المواطنة الثقافي، شاركت في الجلسة كل من: مها بنت محمد الحبسية رئيس نادي عمان بلوك تشين والبرمجيات المفتوحة، ومنار بنت حمد الجهورية الرئيسة التنفيذية لشركة بلامور، ونبراس بنت حمدان الشكيلي طالبة بكلية العلوم في الجامعة مبتكرة وحاصلة على جوائز محلية ودولية وعالمية، وقامت بإدارة الجلسة نهاد بنت محمد الكندية.


أقيمت الجلسة بحضور الدكتورة سعاد بنت علي أمبوسعيدية مساعد عميد الكلية للدراسات الجامعية الأولى ومجموعة من الأكاديميين والطلبة وألقت الدكتورة بدرية بنت ناصر الوهيبية رئيس صالون المواطنة الثقافي كلمة أكدت فيها على رؤية الصالون المتمثلة في ترسيخ القيم العمانية الأصيلة بما يتوافق مع العصر الحديث وتعزيز الهوية الوطنية، وأضافت أن أهداف الصالون تنبثق من رؤية عُمان 2040 ورؤيته تكمن في (ايجاد شباب عماني معتز بهويته الثقافية ومشارك في التنمية الثقافية المستدامة)، وتم تقديم عرض عمل مرئي إعداد الصالون حول المرأة العمانية.
ومن منطلق كون المرأة عنصرا لا يتجزأ للتطوير والتنمية في المجتمع، عرضت خلال الجلسة نماذج ناجحة لمشاركة المرأة في مجال الابتكار والبحث العلمي، حيث قدمت أولا نبراس الشكيلية تجربتها في مجال الابتكار والبحوث العلمية وفكرة ابتكارها لتوفير ديزل حيوي من النباتات السامة غير المستغلة في سلطنة عمان والتحديات التي واجهتها والانجازات التي حققتها، وتحدثت مها الحبسية عن تقنية البلوك تشين وتضمينها في بناء شبكة عبر منصة الايثيريوم بهدف حماية أجهزة انترنت الأشياء وتطرقت لتحديات التقنية والفرص والانجازات التي حققتها، واختتمت الجلسة مع تجربة منار الجهورية التي تناولت عن بدايات الفكرة لتأسيس مصنع خاص بالشركة، مؤكدة بالارتباط الوثيق بين ريادة الأعمال والابتكار، وأشارت إلى وجود العديد من التحديات المرتبطة بتنقية الطباعة ثلاثية الأبعاد والحاجة إلى نشر ثقافتها في المجتمع، وأكدت المشاركات في الجلسة الحوارية على أهمية الشغف للاستمرار والمواصلة في الإبداع والابتكار وتحقيق الأهداف والإنجاز.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

التقليد الأعمى قاتل للإبداع والابتكار

قال الشاعر:

ونحارب التقليد طول زماننا … مع حبنا للعلم المتجرد
وكذا الأئمة حبهم متمكن … من كل نفس يا برية فاشهدي
إنا نرى التقليد داءً قاتلاً … حجب العقول عن الطريق الأرشد

التقليد الأعمى هو ما يتبعه الأفراد والجماعات من خلال تقليد الآخرين فيما يقومون به سواء قولاً أو فعلاً بحذافيره، لتطبيقه على واقعهم، في زمننا الذي يشهد تطورات متسارعة ومتغيرات جذرية في كل مناحي الحياة، أصبحت الحاجة للإبداع والابتكار أكثر إلحاحاً من أي وقت قد مضى، وإن التقليد الأعمى، بإتباع نفس الخطى والنماذج والأفكار التي سبق وأن قام بها الآخرين، يمثل عقبة كبيرة تعترض طريق الإبداع والابتكار والتجديد نحو المتطلب الحالي، ويُعد كقاتل صامت يغتال الأفكار الخلاقة عند مهدها.

التقليد الأعمى قاتل للإبداع والابتكارعلى النحوالآتي:

أولاً: يؤدي التقليد الأعمى إلى ركود فكري، عندما يتبنى الأفراد والمنظمات نماذج سبق وتم تجربتها بدلاً من السعي لتقديم أفكار جديدة وذكية، فإنهم بذلك يحرمون أنفسهم والمجتمع من فرصة اكتشاف إمكانيات جديدة وطرق مبتكرة لحل المشكلات، وإن الاعتماد على النماذج المستهلكة يمنع العقل من استكشاف الأفق الجديد ويُبقيه حبيساً داخل دائرة مفرغة من التكرار.

ثانياً: يُفقد التقليد الأعمى القدرة على التميز في سوق تنافسي داخلياً وخارجياً، فالمنظمات التي تعتمد على تقليد المنتجات والخدمات الموجودة تُعرّض نفسها لخطر الفشل في الوقوف أمام المنافسين الذين يمتلكون روح الابتكار والقدرة على تلبية احتياجات العملاء الفريدة والمتغيرة، إن التميز في الإبداع والابتكار يأتي من الجرأة على الخروج عن المألوف والبحث عن أشياء غير مسبوقة.

ثالثاً: يؤدي التقليد الأعمى إلى إلغاء الهوية الشخصية الفردية والجماعية، عندما يستسلم أفراد المجتمع لموجة التقليد الأعمى، يُفقدون فرصتهم لتعزيز هويتهم الخاصة وإبراز مواهبهم الفريدة، وهذا ينعكس سلباً على المجتمع ككل، حيث تقل الفرص لتطوير ثقافات غنية ومتنوعة تعتمد على الإبداع والإبتكار كوسيلة للتعبير عن الذات.

رابعاً: الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي، كُثرَ مستخدمين برامج الذكاء الاصطناعي والاعتماد المفرط عليه بدل الاعتماد الذاتي، للبحث عن المعلومات والمقالات والبحوث العلمية، مما أدى إلى قلة الإبداع والابتكار في الإنتاجية.
أسباب التقليد الأعمى:

• الجهل الذي أصبح منتشراً بسبب عدم الاعتماد على الأفكار الشخصية وتطويرها وقلة الإطلاع والبحث.
• الركون إلى آخر ما تحصل عليه الفرد من الشهادات العملية ويضن أنه وصل إلى قمة العلم والمعرفة.
• ضعف التطوير الذاتي ومجالسة أهل الخبرة والأخذ بمشورتهم.
• استثقال وضعف الشخصية نحو التفكير الإبداعي والابتكاري.
• الإيمان بأن تقليد الآخرين مسرع للأعمال واستفادة من عمل الآخرين.

الخلاصة، يتطلب الأمر من الأفراد والجماعات والمنظمات، إدراك أن التقليد الأعمى، لن يوفّر الراحة وسرعة الإنجاز، وإنما يقتل كل ما هو جديد ومبتكر في مهده.

يجب علينا تشجيع ودعم الإبداع والابتكار، والسعي دوماً، نحو الأفكار والسبل الإبداعية المبتكرة، التي تُحدث فرقاً وحدثاً ومتغيراً حقيقياً في عالمنا، إن الوقت قد حان لنضع حدًا لثقافة التقليد الأعمى، ونعانق مستقبلًا قائماً على الإبداع والابتكار، وقدوتنا في ذلك سيدنا قائد وعرّاب الرؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه.

مقالات مشابهة

  • أكاديمي من جامعة السلطان قابوس يترأس جلسة دولية حول الذكاء الاصطناعي
  • طلاب من 8 دول يشاركون في معرض "بترو برزة" بجامعة السلطان قابوس
  • بحث التعاون البحثي والأكاديمي بين جامعتي السلطان قابوس وتالين
  • بدء فعاليات معرض بترو برزة بجامعة السلطان قابوس في نسخته الثانية
  • تواصل فعاليات الحملة القومية للتحصين ضد الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع في قنا
  • جامعتا السلطان قابوس وتالين تبحثان تعزيز التعاون الأكاديمي
  • أدباء وباحثون: القراءة.. صانعة الخيال والابتكار الثقافي
  • التقليد الأعمى قاتل للإبداع والابتكار
  • إدارة ترامب تواصل حربها على الجامعات عبر إلغاء منح وشروط صارمة
  • ما هي مؤسسة كناري ميشن التي تقمع مناهضي الاحتلال ومن يمولها؟