يحتوي على قرابة ألفي قطعة أثرية وتراثية متحف نزوى.. التواصل الحضاري بين الماضي والحاضر
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
نزوى ـ العُمانية: يُتيح متحف (نزوى) الذي يتمركز وسط ولاية نزوى بمحافظة الداخلية لزائريه فرصةً للإبحار في رحلةٍ عبر التاريخ للتعرف على التراث والثقافة والحضارة العُمانية. وقال محمد بن أحمد أمبوسعيدي صاحب ومدير متحف نزوى: إن المتحف الذي تشرف عليه المديرية العامة للمتاحف بوزارة التراث والسياحة يضم نحو ألفين من المقتنيات المعروضة، مقسمة على 8 قاعات تم اختيارها بعناية، وهي: قاعة المخطوطات، وقاعة الأسلحة، وقاعة الإنسان، وقاعة التواصل الحضاري، وقاعة النحاس، وقاعة الحِرف اليدوية، وقاعة الفخار، وقاعة المرأة.
وأضاف أن المقتنيات الموزعة على قاعات المتحف تُبرز قُدرة العُماني على تسخير الطبيعة في تمكين البناء والاستقرار، والتركيز على التراث العُماني المادي وغير المادي.
وأوضح أن رؤية المتحف تهدف إلى الارتقاء بالمنظومة السياحية التُراثية في سلطنة عُمان بشكلٍ عام وولاية نزوى بشكل خاص والتي تُعد مقصدًا سياحيًّا رئيسًا في سلطنة عُمان، إضافة إلى إظهار دور نزوى التاريخي والحضاري وجعل المتحف مركزًا للإشعاع الحضاري ومرجعًا تاريخيًّا متكاملًا لمن يرغب في سبر أغوار التاريخ العُماني والتعرف على مقتنيات السكان قديمًا واستخداماتها المختلفة.
ووضّح أن المتحف يهدف أيضًا إلى إيصال رسالة للعالم عن التراث العُماني في جميع المجالات الثقافية، ليُصبح مقرًّا دائمًا من أجل خدمة المجتمع في التواصل الثقافي بين الماضي والحاضر، وحفظ وترميم التراث الثقافي، وتعزيز أنشطة المجال المتحفي كعرض القطع الأثرية والأدوات المستخدمة في صناعة التراث الإنساني القديم.
وبشأن المقتنيات قال محمد بن أحمد أمبوسعيدي: إن المتحف يحتوي على قرابة ألفي قطعة أثرية وتراثية، تمثّلت في المخطوطات العُمانية التي يعود تاريخها لأكثر من 400 سنة، ونوادر من الفُخار العُماني، والنُحاسيات العُمانية المصنوعة يدويًّا، والأبواب والنوافذ والأخشاب ذات النقوش والألوان والأشكال المتنوعة، والمعدات والآلات والمواد المستخدمة في الحِرف والصناعات اليدوية.
■ ألفا قطعة أثرية ضمن المقتنيات المعروضة
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الع مانیة الع مانی
إقرأ أيضاً:
«قارب ماجان».. إرث يعكس تفرّد الملاحة الإماراتية
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
انطلقت في مجلس المنهل بأبوظبي، مساء أمس، أولى جلسات ملتقى متحف زايد الوطني، تحت عنوان: «دور متحف زايد الوطني في الحفاظ على التراث البحري: مشروع قارب ماجان»، وشهدت الجلسة التي أدارها عمار البنا، أمين متحف معاون في متحف زايد الوطني، وشارك فيها موزة مطر سيف، مدير إدارة أمناء المتحف وإدارة المقتنيات بالإنابة، والنوخذة مروان المرزوقي، والباحثة في المتحف عائشة المنصوري، تسليط الضوء على الإرث البحري الإماراتي وأهمية قارب ماجان كرمز يعكس براعة الأجداد في الملاحة وبناء السفن.
تأتي هذه الجلسة التي جاءت بالتعاون مع مجالس أبوظبي في مكتب شؤون المواطنين والمجتمع، ضمن الجهود المستمرة للحفاظ على التراث الوطني وتعزيز التفاعل المجتمعي، وقدم المشاركون رؤى مميزة حول أهمية التراث البحري الإماراتي ودوره في تشكيل الهوية الوطنية، كما سلطوا الضوء على مشروع قارب ماجان، الذي يُعد رمزاً لإحياء تقنيات بناء القوارب التقليدية التي ارتبطت بتاريخ الملاحة في منطقة الخليج العربي منذ العصر البرونزي.
إحياء التراث البحري
تناولت الجلسة أبرز المحاور المتعلقة بالملاحة البحرية القديمة، من بينها أهمية مشروع قارب ماجان، المستوحى من قوارب العصر البرونزي التي أبحرت في مياه الخليج العربي، والدروس المستفادة من تقنيات بنائه، ودوره في تعزيز المعرفة بالتاريخ الإماراتي. ويأتي المشروع ثمرة تعاون بين متحف زايد الوطني، وجامعتي زايد ونيويورك أبوظبي، في إطار الحفاظ على التراث الوطني وإثراء البحث العلمي.
تجربة حية
أشارت موزة مطر سيف، مدير إدارة أمناء المتحف وإدارة المقتنيات بالإنابة، إلى أن قارب ماجان ليس مجرد نموذج بحري، بل تجربة حية تربط الأجيال الجديدة بجذورهم التراثية، مؤكدة على الجهود المتواصلة التي يقوم بها متحف زايد الوطني في حفظ وصون الموروث.
وتحدثت عائشة المنصوري، الباحثة في متحف زايد الوطني، عن تجربتها منذ أن كانت طالبة تدرس في جامعة زايد، موضحة أن المشروع لم يكن سهلاً، ومرَّ بمراحل صعبة، إلا أن الطموح من أجل بلوغ الغاية المهمة كان له أثر كبير في إنجازه، وأنها اكتسبت خبرات واسعة من المشاركة فيه.
فيما أكد النوخذة مروان المرزوقي أن الجهود والتحديات في إكمال المشروع استمرت 16 شهراً، وكان من بين أهم التحديات الأدوات التقليدية المستخدمة في بناء القارب، مضيفاً أن المشروع يهدف إلى تسليط الضوء على تقنيات بناء القوارب التقليدية، ودورها في التبادل الثقافي والتجاري مع الحضارات القديمة.
فيما أشار مقدم الجلسة عمار البنا، أمين متحف معاون في متحف زايد الوطني، إلى أنها ستكون منطلقاً لسلسلة نقاشات تُقام في مجالس مجتمعية في أبوظبي والعين والظفرة، لتعزيز التفاعل مع المجتمع، وربط الأجيال بالهوية الوطنية.
مشروع أثري
يُعد قارب ماجان مشروعاً أثرياً استوحي تصميمه من تقنيات بناء السفن القديمة التي تعود إلى 2100 قبل الميلاد، ويبلغ طول القارب 18 متراً، وقد أبحر بنجاح قرب سواحل أبوظبي، قاطعاً 50 ميلاً بحرياً بسرعة 5.6 عُقد، باستخدام شراع مصنوع من شعر الماعز، وقد تم بناؤه بمواد تقليدية، مثل القصب المحلي وحِبال من ألياف النخيل، وغُلّف بمادة القار التقليدية المكتشفة في جزيرة أم النار، وكان المشروع قد أطلقه متحف زايد الوطني عام 2021، بالتعاون مع جامعتي زايد ونيويورك أبوظبي، بهدف الحفاظ على التراث البحري وفهم أنماط حياة سكان المنطقة القدامى، وشارك فيه متخصصون وطلبة جامعيون، مما عزز الخبرات البحثية والتفاعل العملي مع التراث الإماراتي.