رئيس زراعة البرلمان: لم يعد هناك أي نشاط للجمعيات الزراعية على أرض الواقع
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
انتقد النائب هشام الحصرى، رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، سوء أوضاع الجمعيات الزراعية، قائلا: البقاء لله في الجمعيات الزراعية".
جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة اليوم لمناقشة عدد من طلبات الإحاطة، من بينها طلب إحاطة مقدم من النائبة راوية مختار، بشأن المعوقات والتحديات التى تواجه الزراعة عند التعامل مع الجمعيات الزراعية بدورها في محافظة البحيرة.
وأضاف الحصرى، للأسف الشديد، لم يعُد هناك أي نشاط للجمعيات الزراعية على أرض الواقع، سوى إجراء الانتخابات وانتخاب أعضائها فقط، وتولي المناصب.
وتابع الحصرى، موجهًا اللوم لمسئولي الجمعيات: لا يجوز الاستمرار في هذا النهج بالجمعيات الزراعية، فالمرحلة الحالية تتطلب دورا وتفاعلا من الجمعيات الزراعية لتلبية احتياجات المزارعين في ظل استراتيجية الدولة واهتمام القيادة السياسية بالفلاح المصرى وقطاع الزراعة بشكل عام.
وأضاف النائب هشام الحصرى، لن نصمت أمام سوء أوضاعها، وأطالب الحكومة بتقديم رؤية واضحة لتطوير الجمعيات حتى تصبح بيت الفلاح، بشكل حقيقي، وتتولى القيام بدورها في توفير مستلزمات الإنتاج من مبيدات وتقاوى وغيرها، وكذلك تتولى تسويق المحاصيل، وتقديم كافة الخدمات للفلاح المصرى.
وتابع: أن من المنتظر وصول قانونى الزراعة والتعاونيات الزراعية من الحكومة قريبًا، ما سيكون فرصة لتفعيل دور الجمعيات الزراعية في الفترة المقبلة.
وناقشت اللجنة موضوع طلب الإحاطة المقدم من النائب محمد الطوخي القصبي، بشأن التقاعس في رفع مخلفات تطهير ترعة الإسماعلية بمركز الخانكة محافظة القليوبية، وطلب الإحاطة المقدم من النائب عبدالباقي تركيا، بشأن المطالبة بإحلال وتجديد كوبري عزبة فودة حبيب الواقع على مصرف سنتيماي عند الكيلو 4700 بمركز ديرب نجم محافظة الشرقية نظرًا لتهالكه مما يشكل خطرًا على حياة الأهالي.
كما ناقشت طلب الإحاطة المقدم من النائبة سناء أنور برغش، بشأن المطالبة برفع نواتج تطهير بعض ترع مركز دمنهور محافظة البحيرة لتسهيل الحركة المرورية، وحفاظًا على البيئة.
وناقشت طلب الإحاطة المقدم من النائب بلال النحال، بشأن التقاعس في إنهاء الأعمال الجارية على طريق المروحة والخاصة بمصرف كوم المدينة مركز المحمودية محافظة البحيرة، وطلب الإحاطة المقدم من النائبة نرمين بدراوي، بشأن عدم وصول مياه الري للمزارعين بالمشروع الغربي وبفرع كامل بزمام قرية شبرامنت مركز أبو النمرس، محافظة الجيزة، مما أضر بالإنتاجية الزراعية لمساحة 2000 فدان، وطلب الإحاطة المقدم من النائب عماد الدرجلى، بشأن عدم قيام مديرية الري بالجيزة بتطهير الترع التي تقع داخل مركزي البدرشين والعياط بشكل دوري.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: النائب هشام الحصري لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب الجمعيات الزراعية الجمعیات الزراعیة
إقرأ أيضاً:
من الريف إلى الينابيع الساخنة: قصة نجاح السياحة الزراعية في اليابان
على أحد التلال اليابانية الخضراء، تترامى الحقول كأمواج بحر هادئ، بين ضفتي مزرعة قديمة تحوّلت إلى وجهة سياحية فريدة. هنا، لا يأتي الزوار بحثًا عن فنادق فاخرة أو مراكز تسوق، بل يسعون وراء تجربة أصيلة تملأ أرواحهم بالدفء والهدوء. يحصدون الخضروات بأيديهم، يطهون الطعام بمكونات طازجة، ويجلسون حول موقد تقليدي يتبادلون الحكايات مع أصحاب المزرعة. إنها رحلة إلى عالم مختلف في تفاصيله، حيث لا يزال الإيقاع البطيء للحياة يحمل في طياته سحرًا لا يُقاوَم.
السياحة الزراعية هي نوع من السياحة يُتيح للزوار التعايش مع الحياة الريفية والمشاركة في الأنشطة الزراعية الحقيقية، مثل زراعة المحاصيل، وتربية الحيوانات، وإعداد المأكولات التقليدية من منتجات المزارع الطازجة. إنها تجربة تفاعلية، تعليمية، وثقافية تعزز الوعي بأساليب الزراعة المستدامة، وتُعمّق التواصل مع التراث المحلي والطبيعة.
يُعد استقبال الضيوف في منازل العائلات الريفية من أبرز أساليب السياحة الزراعية في اليابان. تتيح هذه التجربة للزائر التعرف على أسلوب الحياة التقليدي في الريف الياباني، حيث يُستقبل الضيوف بأذرع مفتوحة في بيوتٍ مبنية من الخشب والحجارة الطبيعية، وتكون تفاصيلها معبّرة عن التراث العريق.
من بين التجارب الفريدة التي تشتهر بها اليابان، يُذكر "منزل السين"، وهو بيت قديم تم تجديده بعناية ليجمع بين اللمسات التقليدية والعصرية. يقع هذا المنزل في منطقة هادئة، ويطل على مناظر طبيعية خلابة، ويضم حمامين ساخنين خارجيين يُعرفان بالينابيع الساخنة، وهي مصادر طبيعية للعلاج والاسترخاء. تمنح هذه الينابيع الساخنة الزائر إحساسًا بالراحة والانتعاش، إذ تُستخدم مياهها الطبيعية الدافئة لتدليك الجسم وتخفيف آلام اليوم الطويل.
هناك نموذج آخر رائع هو تجربة "بيت الضيافة الريفية"، الذي تحوَّل من منزل زراعي قديم إلى فندق صغير يقدم إقامة مميزة تجمع بين الراحة والتقاليد.يقدّم هذا البيت للضيوف وجبات متعددة الدورات تُعد باستخدام مكونات محلية طازجة، وتتميز بتركيزها على الأطباق التي تُبرز النكهات الأصيلة للمناطق الريفية. كما يتم تنظيم ورش عمل تعليمية لتعلُّم فنون الطبخ وصناعة الحرف اليدوية التقليدية، مثل صناعة الفخار والخزف، مما يتيح للزائر فرصة التعمق في الثقافة المحلية.
أما تجربة "المنزل الهادئ"، فهي مثال آخر على التجارب المميزة، حيث تحوَّل البيت الزراعي القديم إلى نُزُل فاخر يقدم تجربة سياحية متكاملة. يتيح هذا النُزُل للزائر المشاركة في الأنشطة الزراعية، مثل حصاد المحاصيل والعناية بالحيوانات، كما يُقدم جلسات تعريفية حول الزراعة العضوية وطرق الزراعة المستدامة. وتُضاف إلى ذلك جولات سيرًا على الأقدام لاستكشاف الطبيعة الخلابة المحيطة، وزيارات إلى أسواق القرى، حيث يُمكن التعرف على المنتجات التقليدية والحرف اليدوية المحلية.
وفي تجارب ناجحة أخرى، أظهرت دول أوروبية عدة نماذج تُبرز روح الاستدامة والابتكار في السياحة الزراعية. فقد نجحت النرويج في تحويل المزارع إلى وجهات سياحية تجمع بين الراحة والأنشطة الزراعية التقليدية. وقدمت العديد من المزارع النرويجية إقامة ريفية فاخرة، مع ورش عمل تعليمية حول الزراعة العضوية وإعداد الأطباق المحلية، مما يُعزز دخلا للمزارعين ويسهم في الحفاظ على البيئة.
وفي السويد، ظهر نهج مستدام في تطوير السياحة الزراعية، حيث أتيحت للمسافرين فرصة الإقامة في منازل المزارعين والمشاركة في الأنشطة الزراعية والتراثية. كما تُعقد ورش عمل وحلقات تعليمية تركز على الزراعة المستدامة والحرف اليدوية، مما يسهم في نقل المعرفة والتجارب بين الأجيال.
أما هولندا، فهي من الدول الرائدة في تقديم تجارب السياحة الزراعية، حيث تجمع بين جولات الدراجات بين المزارع، وزيارات للمزارع الحيوانية، وورش عمل لصناعة الجبن والمنتجات الحليبية. يعتمد النموذج الهولندي على استخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز التواصل بين المزارعين والزوار، مما يضفي بُعدًا عصريًا على التجربة الريفية التقليدية.
وتؤكد التجارب الدولية الناجحة والرائدة في السياحة الزراعية أن هذا النوع من السياحة يُعد فرصة استثمارية واعدة لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في المناطق الريفية، إذ يُساعد على توفير دخل إضافي للمزارعين، ودعم الصناعات المحلية. فمن خلال إقامة الزوار والمشاركة في الأنشطة الزراعية، يتم خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النشاط الاقتصادي في القرى والمناطق النائية. كما تُسهم هذه التجارب في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية المحلية من خلال نقل القصص والعادات والتقاليد عبر الأجيال. إضافة إلى ذلك، تُعد السياحة الزراعية وسيلة لتعزيز الوعي البيئي، حيث يتعلم الزائرون أهمية الحفاظ على الطبيعة، وتبنّي أساليب الزراعة المستدامة التي تحافظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. إن تبنّي هذه النماذج يُشكل استثمارًا واعدًا في مستقبل السياحة المستدامة، مع فتح آفاق جديدة للتنمية الشاملة التي تُثري المجتمعات وتدعم الاقتصاد المحلي.
لقد أثبتت التجارب الدولية أن السياحة الزراعية ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي استثمار حقيقي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فالدول التي نجحت في تحويل مزارعها إلى وجهات سياحية مزدهرة استطاعت تحقيق فوائد اقتصادية مستدامة، ودعم المجتمعات الريفية. فلماذا لا نستفيد من هذه التجارب، ونوظّف مواردنا الطبيعية ومناخ بلادنا المتنوع لجذب السياح الباحثين عن تجارب أصيلة؟
إن السياحة الزراعية ليست فقط وسيلة لتعزيز الاقتصاد الريفي، بل هي أيضًا فرصة للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية المحلية، إلى جانب نشر الوعي بأهمية الزراعة المستدامة وحماية البيئة. فمع التخطيط السليم والاستثمار الذكي، يمكن أن يتحول الريف إلى وجهة سياحية نابضة بالحياة، تفتح آفاقًا جديدة للتنمية والازدهار.