النازيون الجدد وإبادات جماعية معاكسة!
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
عبد الله العليان
عندما حدثت الإبادة الجماعية في فترة حكم الحزب النازي في ألمانيا الموحدة في أوائل القرن العشرين، قبل الحرب العالمية الثانية، تحركت الدوائر الصهيونية في الغرب الأوروبي وفي شرق أوروبا، لطرح ما فعلته النازية في اليهود، التي وقعت في بعض مناطق أوروبا الغربية بين عام 1933 وحتى 1945، أو ما كانت تسمى بـ"الهولوكوست"، وتعتمد في رؤيتها على معاداة السامية كما فسرها الصهاينة المؤسسون للحركة اليهودية.
كل ذلك كان من أجل الاستعطاف ومحاولة تجريم ما حدث لهم على أيدي النازيين القدامى في ألمانيا، باعتبار أن ما قاموا به ضد السامية، وهو ما وجد صدى عند بعض الدوائر الغربية، ومنها الدول الكبرى التي كانت لها حروب وصراعات مع ألمانيا، ومع الدول العثمانية في قرون مضت، مما جعل بعض هذه الدول تؤيد وتجرم هذا الفعل، وهو ما جعل بعض هذه الدول الغربية تشجع الحركة الصهيونية التي ترأسها تيودور هرتزل، كما أشرت إلى ذلك في قصة التأسيس من أجل إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
ولا شك أن هذا المخطط له أهدافه في هذا المخطط في إقامة هذا الوطن في هذه الأرض العربية، وأهمها المملكة المتحدة وفرنسا، لكن الأكثر سعيًا بقوة في هذا الجانب بريطانيا، ومن خلال وعد وزير خارجية بريطانيا، والمعروف بـ"وعد بلفور" في إقامة هذا الوطن القومي للصهاينة. ومما جاء في هذا الوعد بالنص: "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وسوف تبذل قصارى جهدها من أجل تسهيل تحقيق هذا الهدف".
هذا التحرك كان له أهداف سياسية وإستراتيجية بعيدة المدى، وليس فقط من أجل استعطاف الحركة الصهيونية؛ بل إنهم أرادوا أن يفصلوا الوطن العربي الجناح الآسيوي عن الجناح الإفريقي الشمالي، بعد أن تم إخلاء المنطقة من النفوذ التركي من منطقة الشرق الأوسط، بعد هزيمتها مع دول المحور في الحرب العالمية الأولى، مع احتلال مصر وأغلب دول المنطقة بين بريطانيا وفرنسا، وهما من أخرجا أيضا اتفاقية (سايكس/بيكو)، وهي الخطة التي وقعت عام 1916، بين فرنسا والمملكة المتحدة والإمبراطورية الروسية بنحو عام قبل الثورة البلشفية 1917، وتم كشف هذا المخطط السري من قبل روسيا، وكان لهذه الاتفاقية مخططها الأساسي وهو تقسيم المنطقة العربية، إلى عدة دويلات صغيرة بعد استعمار بعضها من قبل هذه الاتفاقية، وتم اقتسام منطقة الهلال الخصيب: (حوض نهري دجلة والفرات، والجزء الساحلي من بلاد الشام) بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الدولة العثمانية، وحصل بعد التقاسم بين فرنسا وبريطانيا، وخرجت روسيا من الاتفاق بعد سقوط الإمبراطورية بعد كشفه، باعتباره مخططا إمبرياليا.
وبعدما تم تشجيع العصابات الصهيونية وتسليحها من قبل الدول الاستعمارية نفسها، والسيطرة على معظم أراضي عام 1948، وهو نتيجة لدعم هذه الدول الاستعمارية في دعم هذه العصابات المسلحة، في الوقت الذي كان الشعب الفلسطيني كان تحت الحماية بقوة عسكرية بريطانيا، بعد خروج الدولة العثمانية من فلسطين، وكل المناطق العربية، وسيطرة الدول الاستعمارية على المنطقة. وعندما قامت الدول العربية المحيطة وبعض الدول العربية القريبة من متطوعين في عام 1948 بشن حرب من أجل نجدة أهل فلسطين، لم تكن لديهم القدرة العسكرية الكافية لصد المحتلين، ولا الخطط العسكرية التي تمكنهم من المواجهة الحاسمة لهذه الحرب، في الوقت الذي كانت القوة الكبيرة والمهمة التي دخلت من المملكة المصرية آنذاك، اُكتشف أن الأسلحة التي أخذت من المخازن العسكرية في مصر، هي من القوات الانجليزية وربما رتبت لها، وظهرت أنها أسلحة فاسدة، وهو كشف عن ذلك في مقالاته في مجلة روز اليوسف الكاتب والروائي المصري المعروف إحسان عبدالقدوس- رحمه الله- وهذا ما برز أنه مخطط استعماري لإجهاض طرد المشروع الاستيطان الصهيوني في فلسطين؟
فماذا حدث بعد استيلاء المخطط الصهيوني على أراضي 1948؟
العنصرية الصهيونية أطلقت فكرة ما يسمى بـ(الترانسفير)، وهو التهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم بالقوة، وتحت تهديد السلاح من العصابات الصهيونية المؤيدة من بعض الدول الاستعمارية من أجل التوطين، وهي نظرة عنصرية للآخر، أو التقليل من إنسانيته، أو كما شبه ذلك وزير الدفاع الصهيوني الفلسطينيين بـ"حيوانات بشرية"!
وبعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023، عادت هذه الفكرة العنصرية إلى الواجهة، في تكرار لما تبنته النازية الألمانية، أو ما يسمى بمحرقة اليهود من قبل إدوارد هتلر، فقد استعادته الصهيونية نفسها على شعب آخر في الإبادة الجماعية المتكررة، ليس فقط في غزة بعد السابع من أكتوبر من الشهر الماضي، بل إن الإبادة الجماعية، بدأت منذ ما بعد حرب عام 1948، كما حصل من إبادات لمدنيين من أطفال ونساء وشيوخ في دير ياسين، وصبرا وشاتيلا، وكفر قاسم، وقانا في لبنان، ومدرسة بحر البقر في مصر، وأخيرًا المذابح التي جرت في غزة بعد السابع من أكتوبر الماضي، وهم بعشرات الألوف. وشملت الإبادة الجماعية من النازيين الجدد المستشفيات والمدارس، وهذه بلا شك جرائم حرب بكل المقاييس القانونية والأخلاقية والإنسانية.
يذكر الدكتور عبد الوهاب المسيري في بعض مؤلفاته عن العنصرية الصهيونية، وارتباطها بالرؤية النازية في التوجه الإقصائي، مسألة حقيقية فيقول: إن "البعد المعرفي والحضاري لدراستي عن الصهيونية، وأشرت إلى ضرورة دراسة الظاهرة النازية بالطريقة نفسها بحيث يُنظر إلى كل من الصهيونية والنازية باعتبارهما جزءًا لا يتجزأ من الفكر الغربي والحضارة الغربية، ومن ثم لا يمكن دراستهما بمعزل عن التيارات الفكرية والحضارية الغربية المختلفة، وهو أن الدراسات الغربية في الموضوع قلما تتجاوز البُعد السياسي الاعتذاري، فهذه الدراسات أخفقت في أن تبين أن النازية لم تكن انحرافًا عن الحضارة الغربية، وإنما هي تيار أساسي فيها كالصهيونية تمامًا".
وللحديث بقية...
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مجموعة دول غرب أفريقيا "الإيكواس" تمنح مهلة أخيرة للدول الثلاث التي شب انقلابيوها عن الطوق
ستة أشهر، ثم يتبين مصير العلاقة بين مجموعة دول غرب أفريقيا وبين ثلاثة أعضاء قرروا الخروج وتشكيل إطار إقليمي جديد، ليست الجغرافيا وحدها هي الرابطُ الأهم بين دوله، بل الانقلابات العسكرية والتحول الاستراتيجي في العلاقة بفرنسا والدول الغربية، وبناء شراكة جديدة مع روسيا. فهل نحن بصدد تفكك منظمة الإيكواس؟
اعلانقال رئيس مفوضية الإيكواس عمر عليو توراي في الجلسة الختامية لقمة رؤساء الدول الإقليمية، يوم الأحد، في العاصمة النيجيرية أبوجا إنه "إن الهيئة قررت تحديد الفترة الممتدة ما بين 29 كانون الثاني/يناير 2025 و 29 تموز/ يوليو 2025 كفترة انتقالية، مع إبقاء أبواب الإيكواس مفتوحة أمام الدول الثلاث خلال هذه الفترة".
وأمهلت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا كلا من: النيجرومالي وبوركينافاسو، ستة أشهر من أجل إعادة النظر في قرارها بالانسحاب من المنظمة.
جاء ذلك بعد حوالي عام، من خطوة هي الأولى من نوعها منذ ما يقارب الـ 50 عامًا من وجود المجموعة التي تضم 15 دولة، حين أعلنت المجالس العسكرية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، في كانون الثاني/ يناير الماضي، أنها قررت مغادرة مجموعة إيكواس، متهمة إياها بفرض عقوبات "غير إنسانية وغير مسؤولة" تتعلق بالانقلاب، والفشل في مساعدتهم على حل أزماتهم الأمنية الداخلية.
وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار و الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي وعمر توراي رئيس مفوضية الإيكواس قبل بدء اجتماع الإيكواس 15 كانون الأول ديسمبر 2024Olamikan Gbemiga/APوكان رئيس مفوضية المجموعة غرب الإفريقية عمر توراي قد قال إنه "على الرغم من أن المغادرة الوشيكة لبوركينا فاسو ومالي والنيجر من المجموعة أمر محبط"، فإن الإيكواس ترحب بـ"جهود الوساطة الجارية".
وأشاد توراي بالجهود التي يبذلها مبعوثو الكتلة لحل الأزمة. وقال "تؤكد هذه الجهود على التزامكم الجماعي بالحفاظ على السلام والوحدة في منطقتنا".
الدول الثلاث التي يحكمها انقلابيون، ترفض جهود الإيكواس، وبدأ المسؤولون الجدد فيها يفكرون في كيفية إصدار وثائق السفر بشكل منفصل عن الإيكواس وتشكيل تحالف خاص بهذه الدول المرتبطة بحدود جغرافية بينية، وبعلاقات متوترة مع فرنسا، وبتفاهمات جديدة مع روسيا. ومن المتوقع إنهاء علاقتها بمنظمة الإيكواس، في كانون الثاني/ يناير المقبل.
رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو يقف لالتقاط صورة قبل بدء اجتماع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا نيجيريا 15 كانون الأول ديسمبر 2024Olamikan Gbemiga/APقال بولا تينوبو رئيس نيجيريا ورئيس الإيكواس، إن التحديات التي يواجهها العالم وفي المنطقة تختبر قدرتها على العمل معًا. وقال "لا ينبغي لنا أن نغفل عن مسؤوليتنا الأساسية، وهي حماية مواطنينا وخلق بيئة مواتية حيث يمكن تطبيق الازدهار".
الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فايي يلتقط صورة قبل بدء اجتماع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا نيجيريا 15 كانون الأول ديسمبر 2024Olamikan Gbemiga/APما لك وما عليك.. ماذا عن الامتيازات؟إن التنقل بدون تأشيرة إلى الدول الأعضاء يعتبر من الفوائد الرئيسية لكون الدولة عضوًا في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. وليس من الواضح كيف يمكن أن يتغير ذلك بعد مغادرة الدول الثلاث للكتلة.
وسئل رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا عن مثل هذا الموضوع في تموز/ يوليو، فقال: "عندما تخرج من اتفاقية ... إذا كانت تتعلق بالتجارة الحرة وحرية تنقل الأشخاص، فإن خطر فقدان هذه التنازلات يظل قائمًا".
الرئيس الليبيري جوزيف بواكاي يلتقط صورة قبل بدء اجتماع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في أبوجا بنيجيريا 15 كانون الأول ديسمبر 2024Olamikan Gbemiga/APقالت الدول الثلاث "المارقة"، في بيان مشترك يوم السبت إنه في حين سيظل الوصول إلى أراضيها بدون تأشيرة لمواطني غرب إفريقيا الآخرين، فإنها "تحتفظ بالحق ... في رفض دخول أي مواطن من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا يقع ضمن فئة المهاجرين غير المقبولين".
ويقول باباكار ندياي، من معهد تمبكتو لدراسات السلام ومقره السنغال: إن هذا التقسيم يمثل التحدي الأكبر الذي تواجهه المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا منذ إنشائها، باعتبارها أعلى سلطة سياسية في المنطقة، منذ تأسيسها عام 1975.
Relatedارتفاع قياسي في أعداد الأطفال المصابين بالصدمة النفسية في بوركينا فاسومع زيادة حدة التوتر.. مالي والنيجر وبوركينا فاسو تنسحب من "إيكواس"مهرجان مسرحي.. بسمة في بحر من دموع النازحين في بوركينا فاسو.. البلد الذي مزقته الصراعات والانقلاباتلمحة أقرب إلى الموضوعيةويقول مجاهد دورماز، المحلل البارز في شركة الاستشارات العالمية للمخاطر فيريسك مابلكروفت (Verisk Maplecroft)، إن فرص عودة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إلى سابق عهدها ستكون ضئيلة غالبا، لأن الكتلة تريد العودة السريعة إلى الديمقراطية، وهو أمر لم تلتزم به المجالس العسكرية في الدول الثلاث المتمردة.
وأضاف دورماز أن السماح للمجالس العسكرية بالبقاء في السلطة "قد يعرض المزيد من التفتت الإقليمي للخطر"، في حين أن الاعتراف بها كسلطات شرعية من شأنه أن يمثل "انحرافًا خطيرًا عن المبادئ التأسيسية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا".
وقال إن الكتلة الإقليمية فشلت كذلك في إدارة الموقف بأفضل طريقة ممكنة، مضيفا: "أن ردود الفعل غير المتسقة أعطت للكتلة تجاه الانقلابات في المنطقة انطباعًا يوحي بأن موقفها متأثر أكثر بالطموحات السياسية للدول الأعضاء، أكثر من مبادئها التأسيسية لتعزيز الحكم الديمقراطي".
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في خطوة رائدة.. المغرب ينتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في أفريقيا تسمم غامض يصيب الأطفال في جنوب أفريقيا ويؤجج مشاعر الكراهية ضد الأجانب هل تستفيد أفريقيا من رئاسة ترامب؟ توقعات حذرة.. وأمل ضئيل غينيا بيساوبوركينافاسو -انقلابالمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (إيكواس)الاتحاد الأفريقيانقلابنيجيريااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next بعد أيام من رحيل الأسد.. الاتحاد الأوروبي يبحث تطبيع العلاقات مع هيئة تحرير الشام وإسقاط العقوبات يعرض الآن Next أوكرانيا: مقتل وإصابة 30 جنديًا من قوات كوريا الشمالية الداعمة لروسيا في معارك كورسك يعرض الآن Next مقتل الفلسطيني خالد نبهان.. الجد الذي أبكى العالم أثناء وداع حفيدته "روح الروح" يعرض الآن Next لليوم الثالث: نتنياهو يمثل أمام المحكمة في قضية الفساد يعرض الآن Next هجرة الأطباء السوريين وعودتهم إلى وطنهم بعد انهيار الأسد: أزمة تهدد المستشفيات الألمانية اعلانالاكثر قراءة بشار الأسد: لم أغادر الوطن وبقيت في دمشق حتى 8 ديسمبر الكرملين: لا قرارات نهائية بشأن مستقبل القواعد الروسية في سوريا حتى الآن زلزال بقوة 4.9 درجة يهز الجزائر لصوص بالعشرات بينهم رجال ونساء وأطفال.. جرائم نهب وحرق للبيوت داخل مجمع سكني قرب دمشق مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريابشار الأسدهيئة تحرير الشام إسرائيلروسياإيراندمشقسرقةداعشقطاع غزةعيد الميلادضحاياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024