باحثة: في عقل الانسان قاموس يضم أكثر من 40 ألف مفردة
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
ولي زمن القاموس الضخم الذي يوضع على أرفف الكتب، أو قاموس الجيب الذي يحمله المسافر في جعبته أثناء رحلته في الخارج.
واستعاض الإنسان المعاصر عن تلك المجلدات الضخمة أو الكتيبات الصغيرة التي تحتوي على عشرات الآلاف من المفردات اللغوية بقواميس إلكترونية وتطبيقات على الهواتف المحمولة يمكن الرجوع إليها وقت الحاجة، والحصول على الترجمة المطلوبة للفظ خلال أجزاء من الثانية.
اثبتت الدراسات العلمية أن العقل البشري يحتوي على قاموس فوري يعمل بمواصفات تفوق أفضل تطبيقات الترجمة والقواميس الإلكترونية، حيث يحتوي هذا القاموس على مفردات وأصوات وتركبات لغوية وعبارات ومعلومات نحوية تتيح للمتحدث أن ينتج عدداً لا نهائي من الجمل، كما يحتوي أيضاً على معجم مترادفات تسمح له بالربط بين الكلمات ذات الدلالات المتشابهة من حيث المعنى أو الصوت أو الشكل الإملائي.
القاموس العقلي يتفوق على الإلكتروني!
وفي حين أن القاموس الإلكتروني أو التقليدي يعتبر قاعدة بيانات قياسية لتبادل المعلومات اللغوية، تقول نيكول كاسترو، استاذة اضطرابات وعلوم التخاطب بجامعة بافلو في نيويورك إن "القاموس العقلي له مواصفات شخصية تختلف حسب الخبرات الفردية لكل إنسان، ورغم أن المفردات اللغوية قد تتشابه في عقول أبناء نفس اللغة، هناك أيضا كثير من الاختلافات في محتويات هذه القواميس العقلية ودلالات الألفاظ التي تتباين من شخص لآخر".
وأضافت كاسترو في تصريحات للموقع الإلكتروني The Conversation المعني بالأبحاث العلمية أن "كل شخص يغذي قاموسه العقلي من خلال التعليم وبيئة العمل والثقافة والتجارب الحياتية المختلفة، وهذه السمات الفردية للقواميس العقلية تعني أن حجم القاموس يختلف من شخص لآخر وتتباين باختلاف المرحلة العمرية.
ووجد الباحثون أن الأمريكي الناطق بالانجليزية ¨الذي يبلغ عمره في المتوسط عشرين عاما يعرف حوالي 42 ألف مفردة، وأن هذا العدد يرتفع إلى زهاء 48 ألف مفردة عند سن الستين. ويختزن بعض البشر عددا أكبر من المفردات حسب تجاربهم الحياتية المختلفة. وتتطرق كاسترو إلى نظرية "الخلية الجدة" بمعنى أن العقل البشري يختزن المفردات اللغوية على خلايا عصبية داخل المخ، أي أن هناك خلية عصبية لكل كلمة يعرفها الانسان يطلق عليها اسم "الجدة"، ولا تتفق كاسترو مع هذه النظرية، وتعتقد أن هناك منظومة متكاملة داخل المخ تحمل "منظومة المعالجة المتوازية الموزعة" بمعنى أن هناك شبكة من الخلايا العصبية داخل المخ تعمل بشكل متكامل لاسترجاع المعلومة اللغوية وقت الحاجة إليها.
تعرف الكلمة لكن لا تستطيع استحضارها في الوقت المناسب
وتوضح أنه عندما يقوم الانسان باسترجاع كلمة معينة مثل "كلب" على سبيل المثال، يتبادر إلى الذهن مجموعة من الأفكار التي ترتبط تلقائيا بهذه المفردة، مثل صوت نباح الكلب أو ملمس فرو الكلب أو ذكريات تخص الكلب الذي كان رفيق طفولتك، وقد تقترن هذه المفردة في الذهن بمشاعر أو انفعالات معينة ترتبط بتجارب الشخص السابقة في التعامل مع الكلاب.
وذكرت كاسترو أن العقل البشري يعمل بسرعة فائقة في استرجاع معاني المفردات، وأشارت إلى تجربة علمية لقياس سرعة استرجاع المعاني شارك فيها 24 طالبا جامعيا، وتم خلالها قياس النشاط الذهني للمتطوعين أثناء استعراض مجموعة من الصور.
ما الذي يجري داخل عقلنا خلال الحديث؟
وتبين من التجربة أن الانسان يستحضر اسم الغرض الظاهر في الصورة خلال 200 مللي ثانية من الاطلاع عليها. وبعد اختيار الكلمة التي تعبر عن الصور، يسترجع المخ المعلومات الخاصة بهذه اللفظة مثل طريقة نطقها، مع تجاهل المفردات الأخرى التي تتشابه معها ولكن لا تؤدي إلى نفس المعنى.
وبهذه الطريقة، يستحضر الشخص كما هائلا من الألفاظ خلال محادثة معينة دون أن ييدرك الآلية المركبة التي تجري داخل عقله دون وعي منه.
وفي هذا الإطار، تشير كاسترو إلى مشكلة تعرف باسم "الكلمة على طرف اللسان"، وهي أن يشعر الانسان أنه يعرف الكلمة المطلوبة في سياق معين، دون أن يستطيع استحضارها في الوقت المناسب، وتقول إن الانسان أحيانا يستطيع ذكر مترادفات للكلمة المطلوبة أو شرحها بمجموعة من العبارات دون القدرة على استرجاع المفردة المطلوبة في حينه.
وترى أن هذ المشكلة في التخاطب هي اضطراب طبيعي يرتبط بالتقدم في السن، ويرجعها بعض العلماء إلى تدهور القدرة على إخراج الأصوات الصحيحة للنطق بالكلمة التي يختارها العقل في سياق لغوي معين.
وتقول إن بعض الأشخاص يعانون من تفاقم اضطرابات النطق لدرجات تصل إلى عدم القدرة على الكلام بشكل كلي، وتحدث هذه المشكلات في حالات الحوادث أو الإصابات التي تؤثر على مراكز اللغة داخل المخ أو الجلطات أو بعض المشكلات الصحية المقترنة بالسن مثل خرف الشيخوخة.
وعادة ما يجد هؤلاء المرضى صعوبات في استرجاع الكلمات. وتشير إلى وجود أساليب علاجية حاليا تركز على خاصية التحليل الدلالي للألفاظ أو المعالجة الصوتية التي تتعلق بتحسين القدرة على اختيار وانتاج أصوات الكلمات، بل أن هناك ايضا تطبيقات إلكترونية تعمل على الهواتف المحمولة والكمبيوترات للمساعدة في عملية استرجاع الألفاظ لدى هؤلاء المرضى.
وتنصح كاسترو أنه في المرة القادمة التي تجري فيها حديثا مع شخص ما، يمكنك أن تتفكر للحظة في الآلية العقلية التي دفعتك لاختيار كلمة معينة دون غيرها في سياق الحديث، وأن تعرف أن هذه الكلمات التي تستخدمها هي وليدة ذلك القاموس الذي تحمله في عقلك، ويجعلك متفردا عن الآخرين.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: القدرة على داخل المخ أن هناک
إقرأ أيضاً:
رئيسة القومي لحقوق الإنسان: الإعلام الحر المستنير هو جناح مسيرة حقوق الإنسان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت السفيرة مشيرة خطاب، رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن اجتماعنا اليوم، تعبيرا عن إيماننا الراسخ بأهمية الحق في حرية الرأي والتعبير ودور الإعلام كشريك أساسي في رفع الوعي بأهمية حقوق الانسان والترويج لها بهدف تنفيذها، وأقول هنا ان هدفنا يجب ان يكون الممارسة علي ارض الواقع ، أي ممارسة كل انسان لكل الحقوق التي يضمنها له الدستور المصري والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التي التزمت بها مصر
وأضافت "خطاب"، خلال كلمتها بمؤتمرًا بعنوان "الإعلام وحقوق الإنسان، أن هذا المؤتمر يمثل فرصة سانحة لتوطيد أواصر التعاون بين المجلس القومي لحقوق الإنسان وأهم شريك ألا وهو المؤسسات الإعلامية، بهدف تحقيق رسالتنا المشتركة في نشر ثقافة داعمة لا نفاذ حقوق الإنسان تؤسس لمجتمع يقوم على أالاعتراف بالكرامة الإنسانية.
وقالت، إن الإعلام الحر المستنير هو جناح مسيرة حقوق الإنسان، فبدون دوراعلامي نشط، لن يتمكن المواطن من معرفة حقوقه والمطالبة لها، ومن هنا يأتي الترابط الوثيق بين الاعلام وحقوق الانسان، مجالان مترابطان يسهمان بشكل كبير في خلق القناعة بالاهمية الحرجة لحقوق الانسان وبفائدة التمتع الفعلي بها وبالحريات العامة ومنها الحق في حرية الرأي والتعبير، والتي تنبع من الحق في الكرامة الإنسانية، مضيفة أن الإعلام كان وما زال ممثلا لأصحاب الحقوق رقيب علي أداء الحكومة التي تتحمل مسئولية جعل الحقوق واقعا معاشا لكل مواطن مهما قلت حيلته او ضعف شأنه ، ليكون نافذة المجتمع على قضاياه، وصوت من لا صوت له، وأداة رئيسية لنقل هموم الأفراد وآمالهم. وفي ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم، خاصة مع الثورة الرقمية والتقدم التكنولوجي، بات الإعلام يلعب دورًا أكثر تأثيرًا، سواء من حيث التوعية بحقوق الإنسان أو التصدي لانتهاكاتها. ولكن هذا الدور يتطلب منا جميعًا التزامًا مشتركًا بالمهنية والموضوعية، وتجنب الانزلاق في فخ الأخبار المضللة أو المعالجات السطحية.
واوضحت رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن ندرك تمامًا أن استقلالية المجلس وقوته في أداء دوره لا تتحقق إلا بتكامل الجهود مع كافة المؤسسات وفي القلب منها المؤسسات الإعلامية. ولهذا، فإننا ندعو اليوم إلى حوار مفتوح وشراكة استراتيجية مع الإعلام، لإعلاء وتكريس قيم حقوق الإنسان كجزء لا يتجزأ من رسالة حقوق الانسان، مشددة علي أن المجلس القومي لحقوق الإنسان يعي تمامًا التحديات التي تواجه الإعلاميين في تناول قضايا حقوق الإنسان، ويدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
وتابعت: لذلك، فإننا نؤكد اليوم على استعدادنا الكامل للحوار ولا يفوتني الإشادة بالاراء القيمة التي عبرتم عنها في اجتماعنا بحضراتكم منذ شهرين بالمجلس الأعلى لتنظيم الاعلام برئاسة كرم جبر والذي عرضنا فيه للاستراتيجية الإعلامية للمجلس القومي لحقوق الانسان ولقائنا اليوم هو استمرار لسعينا لتبادل الرؤي مع القيادات الإعلامية المؤثرة، ولدعم وبناء قدرات الإعلاميين لتسهيل دورهم في إبراز قضايا حقوق الإنسان بشكل إيجابي وفعال يساهم في بناء الوطن وتحقيق آماله وطموحاته.
وأردفت: ونحن نحتفل بمرور 76 عام على الإعلان العالمي لحقوق الانسان، تلك المناسبة التاريخية التي شكلت نقطة تحول في مسار تعزيز وحماية حقوق الانسان عالميًا وعندما تم اعتماد القرار رقم 20/8 من قبل مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة عام 2012، كان هذا القرار بمثابة اعتراف رسمي أكد على ضرورة تعزيز وحماية حقوق الانسان في الفضاء الرقمي، ولذا فإن حماية حقوق الإنسان في عصر الإعلام الرقمي تتطلب رؤية شاملة وخطة واضحة، ومن هذا المنطلق، يحرص المجلس على العمل مع شركائه الإعلاميين لتعزيز الوعي بمخاطر التنمر الإلكتروني، وانتهاكات الخصوصية، والتحديات الأخرى التي باتت تهدد سلامة الأفراد على المنصات الرقمية. وفي الوقت نفسه، نؤكد أهمية الاستفادة من هذه المنصات كوسيلة لنشر الوعي وتعزيز القيم الإنسانية.
واختتمت بالتوجه بالشكر والتقدير لكل من ساهم في تنظيم هذا المؤتمر، ولكل الحضور الكريم الذي يعكس حرصهم على التواجد التزامهم بقضايا الوطن والمواطن. ونأمل أن تكون جلسات المؤتمر انطلاقة جديدة نحو شراكة استراتيجية مثمرة بين المجلس والإعلام، تُسهم في تحقيق تطلعاتنا المشتركة لمستقبل أكثر إشراقًا وكرامة لكل إنسان.
والجدير بالذكر اطلق المجلس القومي لحقوق الانسان ، صباح اليوم مؤتمرًا بعنوان "الإعلام وحقوق الإنسان: مقاربات حول دور الإعلام في رفع الوعي وحمايتها ورصد تنفيذها".
يأتي هذا المؤتمر في إطار الجهود المستمرة للمجلس لتعزيز الحوار حول القضايا الحقوقية، وإبراز الدور المحوري للإعلام في نشر ثقافة حقوق الإنسان.
ويشارك في المؤتمر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ورؤساء المجالس والهيئة الوطنية للاعلام ونقابة الصحفيين والإعلاميين، ونخبة من الخبراء الإعلاميين، وصناع القرار، وممثلي منظمات المجتمع المدني، إلى جانب مجموعة من الأكاديميين المتخصصين في حقوق الإنسان والإعلام. يناقش المؤتمر ثلاثة محاور رئيسية:
1. تعزيز دور المجلس القومي لحقوق الإنسان من خلال المعالجات الإعلامية المسؤولة.
2. التحديات التي تواجه الإعلام والمسؤولية المشتركة بين المجلس والإعلام.
3. حماية حقوق الإنسان في عصر الإعلام الرقمي.
أهداف المؤتمر:
يسعى المؤتمر إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الإعلام في حماية حقوق الإنسان، ودور الإعلام والمجلس في تعزيز أوضاع حقوق الإنسان، بالإضافة إلى تقديم توصيات عملية لتحسين أداء الإعلام وتعزيز الشراكات بين المؤسسات الإعلامية ومنظمات حقوق الإنسان.
الجلسات الرئيسية:
تشمل الجلسة الأولى نقاشًا معمقًا حول أهمية تعزيز دور المجلس القومي لحقوق الإنسان والإعلام في دعم أوضاع حقوق الإنسان بالبلاد ، بينما تركز الجلسة الثانية على التحديات المشتركة بين المجلس والإعلام وسبل مواجهتها. أما الجلسة الثالثة فتناقش حماية الحقوق الرقمية في ظل التحول الإعلامي الرقمي.
يهدف المؤتمر إلى الخروج بتوصيات عملية تُسهم في تطوير التعاون بين الإعلام والمجلس القومي لحقوق الإنسان، وتعزيز دور الإعلام كمدافع عن حقوق الإنسان، مع التركيز على مواجهة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة التي أصبحت تهدد المجتمعات في العصر الرقمي.