د. أماني القرم: السلوك الامبريالي الاسرائيلي: لماذا يصمت العالم؟
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
د. أماني القرم الضفة الغربية في حالة انزلاق.. هكذا تصف اسرائيل تدهور الاوضاع والعنف المتصاعد في الضفة .. اسرائيل ترى أن جنين /وبالتحديد مخيمها/ هو بؤرة المقاومة ومعمل تفريخ الغضب الفلسطيني .. ولذا /برأيها/ وجب تأديبها وسحقها .. فقامت بحشد أرتال من الدبابات والجنود المدججين بالسلاح المتطور واستخدمت الصواريخ على مساحة لا تتجاوز نصف كيلومتر للقضاء على هذه البؤرة في مشهد يوحى ببدء حرب شرسة بين دولتين متماثلتين في القوة ! وما حدث في جنين كان في غزة من قبل وبشراسة أكبر، وفي نابلس أيضاً وفي عدة مدن فلسطينية على مدار تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
اسرائيل هي اسرائيل المشروع الامبريالي الغربي الذي يحمل عقدة الرجل الابيض وتفوقه وينظر بدونية الى الشعوب الأصلية ويعتبرها أقل منزلة، وعليه فإن سلوكها يماثل تماما السلوك الاستعماري الامريكي والأوروبي ضد البشرة البنية والصفراء مع فارق الزمان والمكان واتحاد السيكولوجية والأهداف. في جنين هدفت اسرائيل إلى : تلقين درس لباقي مدن الضفة أن ما حدث في جنين يمكن أن يحدث في أية مدينة أخرى وفي أي وقت فلا رادع للقوة الاسرائيلية . بث الخوف واشاعة حالة من الصدمة لدى المدنيين الفلسطينيين بأنها (أي اسرائيل ) قادرة على فعل أي شيء ولا يوقفها شيء في سبيل اهدافها . توجيه رسالة الى الناس بأن النكبة التي عاشوها في العام 1948 حاضرة وتتكرر في كل لحظة، فالدعوة القسرية لاخلاء البيوت وترك الحال والمال فورا للنجاة بالحياة فقط، لم يكن هدفها حماية المدنيين كما تدعي اسرائيل إنما كانت رسالة تهديد للناس وفي نفس الوقت للمقاومين بأن حاضنتهم الشعبية باتت غائبة . ردود الفعل الدولية كانت مريبة جدا، فعلى سبيل المثال بريطانيا الاستعمارية دعمت حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها وأدان رئيس وزرائها الهندي الأصل “الارهاب الفلسطيني”، المانيا ذات التاريخ النازي دعت اسرائيل الى مراعاة ما سمته مبدأ “التناسب” في القانون الدولي أثناء العملية، وبالطبع امريكا كررت جملتها المملة أنها تدعم اسرائيل جملة وتفصيلاً في الدفاع عن نفسها. السؤال لماذا يصمت العالم واقصد الحكومات الغربية التي تتغنى بمجلدات واتفاقيات من حقوق الانسان على هذا السلوك . والجواب ببساطة لأنه يؤيد ما تقوم به اسرائيل. فالعالم الغربي لا يرى سوى “الارهابي الفلسطيني” الذي يشبه الأسمر في جنوب افريقيا والأحمر في الولايات المتحدة والعربي المستعمَر في الجزائر ومصر وليبيا وغيرها من الدول.. لا يستطيع الغرب ان يخرج من هذه العقلية الاستعمارية حتى لو انتهي الاستعمار وانهارت امبراطورياته. الغرب لا يستطيع ان يفهم كمية القهر والضغط وإهدار الكرامة التي تمارسها اسرائيل يوميا على الفلسطينيين لأنه مارسه من قبل ووجد له مبررات. الغرب لا يريد ان يفهم ان السبب الحقيقي للمقاومة الفلسطينية أيّا كان شكلها حتى لو وصفوها بالعنف أحياناً يكمن في الاحتلال واعتداءاته وأن زوال السبب كفيل بتغيير النتيجة. الغرب مقتنع بأن اعطاء تصاريح للعمال واستغلالهم وازالة حاجز هنا او هناك وسماح بالسفر احيانا وتحسين وضع اقتصادي ما هو تنازل من اسرائيل والفلسطيني يجب عليه ان يشكرها تجاه هذه العطايا ويصمت ويلتزم الهدوء ..ما هذا الافتراء ؟؟ ان الاوان لمعرفة من وماهية العدو الذي أمامنا، امريكا التي تستمر في تكرار ان لاسرائيل حق الدفاع عن نفسها أم اوروبا التي تتحرك داخل دائرة من الخطب البلاغية الكاذبة أم الاثنين معاً . لا يجب أن ننتظر أو نتوقع من اسرائيل سواء بحكومتها الحالية المتطرفة أو حتى لو تولت زمام الأمور فيها حكومة يسارية أي شيء لأنها صورة كربونية لمشروع غربي امبريالي مستعمر والاسرائيلي هو عميل للغرب الذي استغل المشكلة اليهودية وجعل اليهودي واجهة له. ما أكثر الدروس التي تريد اسرائيل تلقينها للفلسطينيين والحمد لله أنه لا من مجيب!! كاتبة فلسطينية
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
5 شهداء في جنين والاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة الغربية
سرايا - أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد 5 فلسطينيين في محافظة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، فيما أفادت مصادر بأن انفجارات دوت في مدينة جنين وسط اقتحام قوات الاحتلال المستمر للمدينة.
وأفادت المصادر ذاتها، أن قوات خاصة "إسرائيلية" اقتحمت منطقة بين بلدة قباطية وقرية مثلث الشهداء جنوبي جنين وحاصرت منزلا تواجد بداخله 3 شبان، قبل أن تقوم باستهدافهم بعدد من الصواريخ الحارقة والرصاص الحي.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال قضت على شابين فلسطينيين آخرين بالرصاص في الحارة الشرقية بمدينة جنين.
وخلال العملية العسكرية المتواصلة منذ فجر الثلاثاء دمرت قوات الاحتلال بنى تحتية وحاصرت مستشفيات المدينة وأصابت قرابة 9 من الفلسطينيين بالرصاص بحسب ما أفادت به جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
اشتباكات وانفجارات
وقالت شبكة قدس الإخبارية، إن جيش الاحتلال استهدف سيارات الإسعاف بشكل مباشر في الحي الشرقي بمدينة جنين، وإن مقاومين فجروا عبوات ناسفة بقوات الاحتلال في الحي الشرقي بجنين تزامنا مع سماع دوي انفجارات عنيفة.
وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إن الجيش "الإسرائيلي" عزز قواته في مخيم جنين بجرافات وآليات عسكرية، واحتجز سيارة إسعاف واعتدى بالضرب على طاقمها.
بدورها، قالت فصائل بمخيم جنين، في بلاغات منفصلة، إنها "تخوض اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال المتوغلة في المدينة ومخيمها، وحققت إصابات مباشرة في صفوف تلك القوات".
وفي حديث سابق للأناضول، قال محافظ جنين كمال أبو الرب إن الجيش "الإسرائيلي" دمر البنية التحتية للمدينة ومخيمها 15 مرة، داعيا المنظمات الدولية إلى التدخل لوقف عمليات التخريب، وإعادة إعمار ما تم تدميره.
وفي السياق، قال الجيش "الإسرائيلي"، في بيان، إن قوات الجيش وشرطة حرس الحدود وجهاز الأمن العام (شاباك) تنشط في منطقة جنين "ضمن سلسلة العمليات لمكافحة الإرهاب في شمال السامرة (الضفة الغربية)".
اقتحامات أخرى
وبالإضافة إلى العملية العسكرية "الإسرائيلية" المستمرة منذ فجر الثلاثاء في جنين، اقتحمت قوات الاحتلال مدنا وبلدات أخرى في الضفة الغربية وشنّت عمليات دهم واعتقالات.
فقد أفادت مصادر، أن قوات الاحتلال اقتحمت حي أم الشرايط، وبلدة المغير شمالي رام الله، ومدينتي البيرة وحلحول شمالي الخليل في الضفة الغربية المحتلة، وشنّت عمليات دهم واعتقال في صفوف المواطنين.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلدتي المغير وسلواد شمال رام الله وقرية أوصرين جنوب نابلس.
وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة، وسّع الجيش "الإسرائيلي" عملياته، كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر إجمالا عن 785 شهيدا، وقرابة 6 آلاف و450 جريحا، وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية حتى مساء الاثنين.
وبدعم أميركي، ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت قرابة 148 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
إقرأ أيضاً : أمانة عمان تنذر موظفين بالفصل .. أسماءإقرأ أيضاً : 6 اصابات بحوادث متفرقة على طرق خارجية .. تفاصيلإقرأ أيضاً : الأردن يؤكد التزامه بتقديم المساعدات الإنسانية لغزة أمام مجلس الأمن
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 904
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 20-11-2024 09:12 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...