انتشرت على منصات التواصل العبرية مؤخرا أغنية بعنوان "أطفال جيل النصر" لمجموعة من صغار السن في إسرائيل، يحثون فيها جنود الاحتلال على إبادة كل شيء في غزة.

وبثت هيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية "كان" الأغنية تحت عنوان "سنبيد الجميع في غزة"، لكنها اضطرت لاحقا إلى حذف الكليب بعد أن أثار ردودا عالمية غاضبة.

وتعبّر كلمات أغنية "أطفال جيل النصر" عن الدعم لجنود الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن، وتحث الأطفال في إسرائيل خاصة، وكل اليهود عامة، على تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ووصفت الهيئة الإسرائيلية الأغنية العنصرية بـ"أغنية الصداقة"، مؤكدة أن "كلماتها الجديدة تعبّر عن أبناء الجيل المنتصر، وأنه في غضون عام لن يتبقى شيء هناك (في إشارة لإبادة كل شيء في غزة)، وسيعود هؤلاء الأطفال إلى منازلهم (مستوطنات غلاف غزة)، وسيشاهد العالم كيف نقضي على عدونا (الفلسطينيين)".

وحسب وسائل إعلام عبرية، فإن الأغنية الجديدة هي نسخة معدلة من أغنية "الشرور"، التي كتبها الإسرائيلي الراحل حاييم غوري.

ويقوم بأداء النسخة الجديدة من الأغنية أطفال إسرائيليون تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عامًا، و"جميع هؤلاء الأطفال تم إجلاؤهم من منازلهم في مستوطنات غلاف قطاع غزة قبل نحو 45 يوما"، وفق الإعلام العبري.

الأغنية الجديدة تمت معالجتها وإنتاجها من قبل مجموعة "روزنباوم" للاتصالات، وكتب كلماتها عوفر روزنباوم وشولاميت ستوليرو، اللذين أكدا حرصهما على عدم تغيير الجوقة (فرقة موسيقية) من أغنية "الشرور" المعروفة في كل بيت في إسرائيل.

وقال مؤلف الأغنية الجديدة عوفر روزنباوم لوسائل إعلام عبرية إن "أطفال الكليب هم جيل النصر، هؤلاء الأطفال يقفون أقوياء، فخورين، ويحبون وطنهم، وليس لديهم سوى طلب واحد، لن يتكرر مرة أخرى: دولة إسرائيل مدينة لهم ولأسرهم ولجميع المواطنين بالأمن، ولن نحقق هذا الأمن إلا من خلال تحقيق نصر كامل في غزة دون أي تنازلات".

وقال أحد الأطفال المشاركين في الأغنية، ويدعى عدن نيزوف (11 عامًا) من مستوطنة سديروت، "أعلم وأعتقد أن جنودنا سينتصرون على الإرهابيين وستعود مدينتي وتزدهر وسأتمكن من العودة إلى دياري".

كلمات أغنية "الشرور" المعدلة:

ليل الخريف يهطل على ساحل غزة

الطائرات تقصف دمارا دمارًا

هنا الجيش الإسرائيلي يعبر الخط

للقضاء على حاملي الصليب المعقوف

عام آخر لن يكون هناك شيء

وسنعود بالسلامة إلى وطننا

خلال عام، سنقضي عليهم جميعًا

ثم نعود لحراثة حقولنا

وسنتذكر جميعا

جمال الكريستال ونقاءه

لأن مثل هذا الشر

لن يدع قلوبنا تنسى

حبا مقدسا بالدم

سيعود ليزهر بيننا

والآن انتهت الكلمات

وتبقى روحنا تصرخ

لأن روحنا ليست وطنا فقط

لأن روحنا اليوم أيضا تقاتل

مع أمة واحدة، مع الخلود إلى الأبد

لن نتوقف ونحمي بيوتنا

لن نسكت وسنفعل لن ترى أبدًا

كيف يتم تدمير أعدائنا اليوم

وسنتذكر جميعا

جمال الكريستال ونقاءه

لأن مثل هذا الشر

لن يدع قلوبنا تنسى

حبا مقدسا بالدم

سيعود ليزهر بيننا

وتضمنت الأغنية الجديدة دعوة صريحة لإبادة جماعية تحت مسمى "الصداقة"، يتخللها مشاهد تذرف فيها الدموع وتقام الجنائز على الجنود، وتشبه فيها الغارات الجوية على غزة بالخريف.

وحظي فيديو الأغنية بانتقادات لاذعة وأثار جدلا واسعا، حيث اعتبر نشطاء أن انجراف إسرائيل وتماديها في جرائمها قد بلغ بها إلى حد تحريضها على الكراهية على لسان أطفالها أيضا، مستهجنين ما افتقدته كلمات الأغنية من إنسانية.

وتساءل الصحفي دان كوهين، عبر حسابه على منصة "إكس"، عن سبب تلقين الاحتلال الكراهية للأطفال.

Israeli children sing, "We will annihilate everyone" in Gaza.

This video was uploaded and deleted by state broadcaster @kann_news.

Why do they teach their children to hate?pic.twitter.com/9Olz5YSLNP

— Dan Cohen (@dancohen3000) November 19, 2023

في حين علق المحلل الجيوسياسي باتريك هيننغسن قائلا "يحتاج الأميركيون إلى فهم أن الصهيونية هي أيديولوجية عنصرية وإبادة جماعية، تماما مثل أي حركة أو طائفة أخرى للتفوق العرقي".

Americans need to understand that Zionism is a racist and genocidal ideology, just like any other ethno supremacy movement or cult… https://t.co/ZYjf5oSsU0

— Patrick Henningsen (@21WIRE) November 20, 2023

وقالت الناشطة ليما بال إن ما "يتعلمه الأطفال من طرق الحرب هو منح الأولوية للتدمير والقتل، وتأييد الحرب والإبادة الجماعية!".

Children being instructed in the ways of war, taught to prioritize destruction, killings, and educated to endorse warfare and genocide! https://t.co/H2GpD5xuQX

— Lema (@Lemapal) November 19, 2023

ويتعرض الأطفال في قطاع غزة لمعاناة شديدة جراء الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، حيث استشهد وجرح الآلاف منهم بسبب القصف العنيف الذي يستهدف المنازل والمدارس والمستشفيات.

وتزيد مأساة الأطفال في غزة في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق وسياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال ضدهم، إذ قطع عنهم الكهرباء والمياه والغذاء.

وأدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأطفال في القطاع خلال الحرب الإسرائيلية، وأكدت أنه لا يوجد مكان آمن يلجؤون إليه، وأن عدد الأطفال الذين قتلوا في القطاع منذ بداية الحرب تجاوز 5 آلاف، في حين تجاوز عدد مصابين الصغار 9 آلاف.

وأفادت المديرة التنفيذية لليونيسيف كاثرين راسل أن الانتهاكات بحق أطفال غزة تشمل القتل والتشويه والاختطاف واستهداف المدارس والمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وهي أمور تدينها المنظمة الدولية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأغنیة الجدیدة الأطفال فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

“الحرب الشاملة انطلقت في الشرق الأوسط”.. خبير سياسي يكشف عن مخطط أمريكي إسرائيلي للقضاء على غزة وتهجير الضفة الغربية وتدمير “المقاومة” في لبنان

الجديد برس:

أكد الدكتور ناصر زيدان، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية، في حديثه لإذاعة “سبوتنيك” الروسية، أن الحرب الشاملة قد بدأت بالفعل في الشرق الأوسط، موضحاً أن هناك قراراً أمريكياً إسرائيلياً يهدف إلى السيطرة على المنطقة العربية.

وأشار زيدان إلى أن “ما حدث في 7 أكتوبر وعلى الرغم من تأييدنا الكامل له لا يبرّر هذا المنسوب من الوحشية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية”، مؤكداً أنه “لا نية جدية لدى الإدارة الأمريكية في إيقاف الحرب، سواء في غزة أو لبنان، حيث أقرت مجدداً مبالغ لدعم إسرائيل”.

كما تناول تصريح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي اعتبر أن هناك “صفحة جديدة للشرق الأوسط”، مشيراً إلى أن هذا المشروع لا يمكن تحقيقه بدون الرضى الأمريكي. ولفت إلى وجود تنسيق مع الدولة العميقة في الولايات المتحدة، التي تسعى للسيطرة على المنطقة بسبب اعتبارها تهديداً للممرات إلى الشرق ودول آسيا وأوروبا.

وفيما يتعلق بقوى المقاومة، أوضح زيدان أن هناك “تنسيقاً كاملاً بين رؤية الدولة العميقة في أمريكا والرؤية الإسرائيلية، إذ يتفاءلون بأنهم باغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر لله، أزالوا عقبة في وجه تحقيق مشروعهم، ولكنهم يعرفون أن ما قبل الاغتيال ليس كما بعده وهم مخطئون في مقاربتهم، لا سيّما وأنهم يعتقدون أن قوى المقاومة قد تلاشت، بينما في الواقع منسوب الغضب قد ازداد”.

وعن تصريح جاريد كوشنر، صهر ترامب، أشار زيدان إلى أن “هذا الفريق يفترض أن الملف يتعلق بإيران، وكل ما يجري يرتبط بها، لكننا نرى أنّ هناك خفايا دبلوماسية تناقض هذا الأمر، حيث يوجد نوع من التفاوض بين إيران وأمريكا، وبالتالي، فإن محاربة إيران عبر قصف المدنيين تعتبر بروباغندا”.

وبيّن أن “المشروع الإسرائيلي يهدف إلى القضاء على غزة، وقد تم تنفيذ نحو 70% منه، وهناك مشروع آخر، اعترضت عليه بريطانيا بحسب المعلومات، ويتعلق بتهجير الضفة الغربية، وتم تأجيله، أمّأ بالنسبة للبنان، فهناك وجهتان، تدمير شعور “المقاومة” والقدرة العسكرية لها”.

وقال زيدان إن “النجاح في بعض الخطوات خلال المعركة لا يعني ربح الحرب، وتوسيع العدوان الإسرائيلي قد يزيد من الخسائر، لكنه أيضاً يعزز من حالة “المقاومة”، وبالتالي لا يمكن التطبيع معها، ويكشفها أمام المجتمع الدولي بدليل ما حصل في محكمة العدل الدولية حول هذا الأمر حيال إعلان فلسطين دولة واقعة تحت الاحتلال”.

وفيما يتعلق بجبهات الإسناد، رأى زيدان أنها تشير إلى وجود من يدافع عن فلسطين ولبنان، رغم أن التأثيرات تبقى محدودة. كما أكد أن “إسرائيل” تضرب بشكل تكتيكي، حيث تسعى لتحقيق أهداف جيوسياسية واقتصادية، مشيراً إلى أهمية مدينة الحديدة في اليمن التي تحتوي على مؤيدين لـ “أنصار الله”، وتركز عين “إسرائيل” على ميناء الحديدة.

مقالات مشابهة

  • قنابل بدل الهدايا.. معهد الأيتام بغزة لم يسلم من العدوان الإسرائيلي (صور)
  • مجلس الحرب الإسرائيلي يقرر ردا صارما على إيران
  • الحرب قاسية.. مصدر إسرائيلي يؤكد إصابة قاعدة جوية بضربة إيران
  • الردّ الإيراني سيُقابل حتمًا بردّ إسرائيلي... إنها الحرب الشاملة
  • السودان: المنسقية العامة للنازحين واللاجئين تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية في دارفور
  • الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مجموعة من الأطفال في البريج وسط غزة.. شهيدان وجرحى
  • اليوم الـ361 من الحرب.. قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على غزة
  • مصادر أمنية: الجيش اللبناني يعيد نشر قواته في نقاط حدودية تحسبا لهجوم بري إسرائيلي
  • “الحرب الشاملة انطلقت في الشرق الأوسط”.. خبير سياسي يكشف عن مخطط أمريكي إسرائيلي للقضاء على غزة وتهجير الضفة الغربية وتدمير “المقاومة” في لبنان
  • مجلس الوزراء الإسرائيلي يوافق على المرحلة التالية من الحرب ضد حزب الله