طوفان الأقصى ترفع البطالة في إسرائيل إلى 10%
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
قال مكتب الإحصاءات المركزي الإسرائيلي اليوم الاثنين إن معدل البطالة في البلاد ارتفع إلى نحو 10% في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعدما أدت الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة إلى نزوح عشرات آلاف الإسرائيليين ممن كانوا يعيشون بالقرب من الحدود مع غزة.
وبلغ معدل البطالة 9.6% الشهر الماضي بواقع 428 ألفا و400 شخص عاطلين عن العمل مقابل 163 ألفا و600 في سبتمبر/أيلول الماضي قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول عندما شنت المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- عملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال.
واستدعت إسرائيل ما يقرب من 400 ألف من قوات الاحتياط للخدمة في أعقاب العملية وفق وكالة رويترز. وأظهرت بيانات رسمية أن إسرائيل منحت نحو 80 ألف إسرائيلي إجازة غير مدفوعة الأجر في الأسابيع القليلة الماضية.
وكان انخفاض معدل البطالة يدعم النمو الاقتصادي لإسرائيل، لكن في ظل فقدان كثيرين لوظائفهم أو وجودهم في إجازة فمن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد في الربع الأخير، وأن ينمو بنسبة 2.3% فقط في 2023 وهو أقل مما كان متوقعا.
الوظائف الشاغرة
وأفاد المكتب أن الوظائف الشاغرة تراجعت بنسبة 18% من 114 ألف وظيفة إلى 93 ألفا، جراء أوضاع الحرب التي تعيشها البلاد، وذلك عن الفترة بين 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حتى السابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وقال المكتب لقد أحدثت الحرب، وإخلاء المستوطنات واستدعاء قوات الاحتياط، تغيرا جذريا في سوق العمل، وفق تعبيره.
وتراجع عدد الوظائف الشاغرة للنادلين والسقاة بنسبة 28%، وللطهاة بنسبة 24%، في حين انخفض أيضا عدد الوظائف الشاغرة للمبرمجين بنسبة 12%.
من ناحية أخرى، وبسبب منع دخول العمال الفلسطينيين -في حين فر العديد من العمال الأجانب من البلاد- ظهر طلب غير مسبوق على العاملين في صناعة البناء والتشييد، وفق المكتب.
وأضاف أنه ارتفع عدد الوظائف الشاغرة للمهن مثل الجبس والبنائين وطبقات بلاط الأرضيات وعمال إطارات البناء، بنسبة 9%، وقفزت الوظائف الشاغرة لبناة المنازل بنسبة 47%، وهي وظائف كان يشغلها فلسطينيون.
وتوقفت الغالبية العظمى من هذه العمالة منذ اندلاع العدوان على غزة، في حين دخلت شريحة ضيقة من العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل هذا الشهر، خاصة أولئك العاملين في مجالي الزراعة والغذاء.
وتشهد سوق العمل الإسرائيلية اضطرابات كبيرة، ومن المقرر أن تطلق وزارة المالية دفع تعويضات للشركات، لتعويضها عن فقدان الدخل والنفقات المختلفة مثل الحاجة إلى توظيف عمال جدد.
ومنذ 45 يوما، يشن الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، تسببت في استشهاد أكثر من 13 ألف فلسطيني، بينهم أكثر من 5 آلاف و500 طفل، و3 آلاف و500 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الوظائف الشاغرة
إقرأ أيضاً:
عصر جديد لهذا النوع من الكمبيوتر .. الذكاء الاصطناعي هيخلي اللابتوب أقوى بكتير
يشهد العالم تحولًا كبيرًا في طبيعة العمل مع التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي، ما يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الوظائف المكتبية التقليدية.
يعتمد الصحفيون، المحاسبون، المبرمجون، وغيرهم على أجهزة الابتوب في أداء مهامهم اليومية، أصبحوا اليوم في مواجهة واقع جديد حيث يهدد الذكاء الاصطناعي بفرض تغييرات جذرية على سوق العمل.
صعود الذكاء الاصطناعي: تهديد للوظائف الرقمية؟الوظائف التي تعتمد على الابتوب لطالما تميزت بالمرونة، سواء من حيث إمكانية العمل عن بُعد أو تجنب التنقل والالتزام بالزي الرسمي. ومع ذلك، فإن هذه الامتيازات قد تكون في خطر مع التطورات السريعة في نماذج الذكاء الاصطناعي التي بدأت تُظهر كفاءة عالية في أداء المهام التي كانت تتطلب في السابق تدخلًا بشريًا.
على سبيل المثال، النماذج الحديثة مثل "GPT-4" من شركة "OpenAI" وصلت لمستويات أداء تقارب أو حتى تتجاوز الأداء البشري في مهام البرمجة.
كما أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل "DALL·E" و"Sora" تنافس الفنانين البصريين والمصممين، مما أدى بالفعل إلى انخفاض الطلب على خدمات التصميم المستقل.
حتى في المجالات البحثية، بدأت خدمات مثل "Deep Research" من OpenAI في إظهار كفاءة عالية في إجراء الأبحاث عبر الإنترنت، بينما تُظهر النماذج "الوكيلة" مثل "Operator" قدرة متزايدة على تنسيق المهام المعقدة بطريقة تشبه أداء المديرين البشريين.
على الرغم من التقدم الكبير في الذكاء الاصطناعي، لا تزال الروبوتات تعاني من صعوبات كبيرة في تنفيذ المهام الفيزيائية المعقدة.
يعزى هذا التفاوت إلى ما يُعرف بـ"مفارقة مورافيك"، والتي تشير إلى أن المهام التي تبدو سهلة بالنسبة للبشر، مثل المشي أو التقاط الأشياء، تتطلب قدرًا هائلًا من التعقيد بالنسبة للآلات.
السبب الرئيسي وراء ذلك هو نقص البيانات الواقعية اللازمة لتعليم الروبوتات كيفية التفاعل مع العالم المادي.
في المقابل، تُدرّب نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية على كميات هائلة من النصوص الرقمية، ما يتيح لها التعلم بشكل أسرع بكثير مقارنة بالروبوتات التي يجب أن تتعلم من خلال التجربة الحسية المباشرة.
هل نحن على أعتاب تغيير جذري؟وفقًا لدراسة أجرتها "Epoch AI"، يُمكن أن تحل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة محل حوالي 13% من الوظائف الحالية، خاصة تلك التي تعتمد بشكل أساسي على المهام الرقمية عن بُعد مثل البرمجة، والمحاسبة، والصحافة الرقمية.
ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن هذا التحول قد لا يؤدي بالضرورة إلى فقدان شامل للوظائف، بل ربما يعيد تشكيل سوق العمل، بحيث يتحول العاملون إلى وظائف يصعب أتمتتها، مثل التمريض، أو الحرف اليدوية، أو الأعمال التي تتطلب تفاعلًا إنسانيًا مباشرًا.
التكيف مع المستقبلفي ظل هذا الواقع الجديد، قد يكون الحل الأمثل هو تبني المرونة وتطوير المهارات التي يصعب على الذكاء الاصطناعي تقليدها، مثل الإبداع والمهارات الاجتماعية.
وبينما يواصل الذكاء الاصطناعي تقدمه السريع في المجالات الرقمية، تظل الوظائف التي تتطلب تدخلًا بشريًا مباشرًا في مأمن نسبي، على الأقل في الوقت الحالي.
ليس بالضرورة الذكاء الاصطناعي عدوًا للعمالة، بل قد يصبح أداة لتعزيز الإنتاجية، بشرط أن يتمكن البشر من التكيف مع التغيرات واستغلال هذه التقنيات لتحقيق أقصى فائدة ممكنة.