علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
لم يشغل الكيان الصهيوني ورعاته صواريخ أنصار الله على منطقة أم الرشراش المحتلة المُسماة زورًا من المحتل بـ"إيلات"، ولا صواريخهم على القاعدة الصهيونية في جزر دهلك الإريترية والمقابلة للسواحل اليمنية، ولا أسْر أنصار الله مُؤخرًا لسفينة تجارية صهيونية بعد تهديدهم الأخير للصهاينة ورعاتهم بالقيام بذلك نصرة لفلسطين المحتلة وتعزيزًا لطوفان الأقصى بغزة، بقدر انشغالهم بكيفية الرد على الأنصار، وحيرتهم في كيفية هذا الرد ترهيبًا أم ترغيبًا؟
فقد احتكم أنصار الله في موقفهم هذا إلى فطرتهم السَّوية التي لم تدنسها نظريات ولا فرضيات ولا طول حسابات ولا برامج ولا مساومات سياسية، لهذا كان موقفهم تجاه فلسطين أولى القبلتين وثالث الحرمين، موقف شرعي وأخلاقي تُمليه شرائع الأخوة في الدم والشراكة الوثقى مع فلسطين في الثوابت والتاريخ والحضارة والمصير.
وحين أعود الى مطلع المقال وأُجيب على حقيقة ما يشغل الكيان الصهيوني ورعاته اليوم في التعامل المناسب مع أنصار الله، فعليهم العودة والتساؤل عن مواقف اليمن قبل 21 سبتمبر 2011 وبعده، وكان عليهم أن يدركوا هذا التحول التاريخي في اليمن وألا يتعاملوا مع اليمن بأثر رجعي وكما اعتادوا مع المحيط العربي.
المزاج العام العربي واليمني مؤيد لما أقدم عليه أنصار الله اليوم، حتى ممن خالفهم ورفع السلاح ضدهم؛ إذ إنَّ فلسطين في الوجدان العربي ليست أرضًا محتلة؛ بل عصب كرامة وتحرر ورمزية نصر عربي قادم من الهيمنة والتبعية للغرب، والموقف من فلسطين هو موقف بالإنابة عن كل أرض عربية محتلة، وكل مظلمة وحق على وجه الأرض بغض النظر عن الجغرافيا والعرق والديانة.
اليمن- وكما هو معلوم- ومنذ عام 2015 مُمزق ومُدمر ومُحاصَر برًا وبحرًا وجوًا، وتحت البند السابع، فما الجديد الذي يمكن للصهيوني ورعاته أن يضيفوه على المشهد اليمني لعقابه؟!
أنصار الله في تعريف خصومهم "ميليشيات" وليسوا دولة، والقوانين والعقوبات تسري على الدولة ولا تسري على "الميليشيات"، وهنا الحيرة الكبرى للصهاينة ورعاتهم في موقفهم من أنصار الله وكيفية ردعهم.
أنصار الله في عقيدتهم القتالية لا يبزهم أحد، وهذه شهادة كل من واجههم في ميادين القتال، وفوق هذا إطالة الحرب على اليمن وعدم حسمها مبكرًا منحت الأنصار المزيد من التعاطف الشعبي في اليمن والمزيد من الأنصار في محافظات اليمن كذلك. لذا نقول إن عقليات الأثر الرجعي والخيارات المُعلبة التي مورست في اليمن من أي طرف كان، لم تقوِ عود ونفوذ أنصار الله فحسب، بل أتت بثمار ونتائج عكسية نراها اليوم وبالعين المجردة.
"طوفان الأقصى" وكما أقول وأكرر، ليس مواجهة بين فصائل مقاومة وعدو غاصب محتل على أرض غزة؛ بل طوفان حقيقي ومتعدد الأبعاد والنتائج والارتدادات كذلك، سيُسقط الكثير من الأوراق الجافة من على الأشجار، وسيُعيد تشكيل الوعي العربي بشقية الرسمي والشعبي، وهذا مقتل الصهاينة ورعاتهم، وما يسعون إلى وأده من اليوم الأول لوقف الطوفان عبر مشاريع ومخططات إذعان لا حصر لها ستُمارس على النظام الرسمي العربي ترهيبًا وترغيبًا، وأشد فتكًا واستفزازًا مما مضى من تطبيع وسلام وأخواتها.
اليوم.. اكتشف الأمريكي المفتون بجسمه وقوة عضلاته والمغيب لعقله، أن مشروع السلام الذي عطله وأعاقه مرارًا في اليمن، تلذذًا وسادية منه في تعذيب اليمنيين وإطالة معاناتهم بلا مبرر، اكتشف أن السلام وعلى هشاشته كان سيجنبه الكثير من التنازلات الكبيرة للأنصار في ظل الطوفان والتي أصبحت بلا جدوى؛ حيث ستكون- افتراضًا- هناك نواة دولة ونواة حكومة وطنية توافقية، وستنفرج البلاد والعباد، وسينهمك الناس في ممارسة طقوس وثقافة السلام والتسامح والإعمار، ولكنهم اختاروا طريق الشقاء لليمن فشقوا بقرارهم.
قبل اللقاء.. مشكلة الأمريكان ومن تبعهم في النهج من الصهاينة لاحقًا أنهم لا يستخدمون قوة العقول في السياسة؛ بل قوة الأجسام، لهذا يفشلون حين تواجه أجسامهم عقول خصومهم، و"طوفان الأقصى" اليوم خير برهان.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عمليات كتائب القسام في اليوم الـ412 من "طوفان الأقصى"
غزة - صفا
تواصل كتائب الشهيد عزّ الدين القسام الجناح العسكريّ لحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) تصديها لآليات الاحتلال الإسرائيلي وجنوده المتوغلين في قطاع غزة ضمن معركة "طوفان الأقصى" ومواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 412 يوما.
وفيما يلي أبرز عمليات كتائب القسام يوم الخميس 21 نوفمبر/ تشرين ثاني 2024:
- كتائب القسام: استهدفنا دبابة صهيونية من نوع "ميركفاه" بقذيفة "تاندوم" بالقرب من منطقة الصفطاوي غرب معسكر جباليا شمال القطاع
- كتائب القسام: تمكن مجاهدونا من الاشتباك مع قوة صهيونية راجلة قوامها 15 جندياً والإجهاز عليهم من مسافة صفر في منطقة ميدان بيت لاهيا شمال قطاع غزة