حرب غزة.. مجازر إسرائيل تفضح زيف شعارات الغرب
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
في الوقت الذي لا يكاد يبدأ أي مسؤول غربي حديثا دون التأكيد على ما يطلق عليه: "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" فإنه يبدو أعمى تماما فيما يتعلق بآلاف الضحايا
من المدنيين وجلهم من الأطفال، ويبدو النظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية ممثلا في الأمم المتحدة ومنظماتها عاجزا تماما ليس فقط عاجزا عن إيقافها بل عاجزا أيضا عن حماية نفسه، فتقصف مبان تحمل أعلاما أممية ويقتل موظفوها في ضرب بعرض الحائط بكل اتفاقيات جنيف.
فهل تكتب هذه الحرب شهادة وفاة هذا النظام الدولي؟ هذا ما نناقشه مع ضيفتنا أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان الدكتورة نيفين مسعد
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة حركة حماس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
من حلب للجولان.. تداعيات نجاح المعارضة السورية على إسرائيل
انشغلت الصحف الإسرائيلية بأخبار هجوم المعارضة السورية، ونجاحاتها اللافتة في السيطرة على حلب وكامل محافظة إدلب، واستمرار تقدمها نحو حماة.
فقد نشرت صحيفة معاريف تحليلا للخبير الإسرائيلي، والباحث والمحاضر في قسم الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية بجامعة حيفا الدكتور يارون فريدمان، تناول فيه التأثير المحتمل للتغيرات المستقبلية في الخارطة السياسية السورية لصالح المعارضة على إسرائيل.
عوامل نجاح المعارضةوناقش الباحث العوامل التي أدت إلى تدهور الوضع العسكري للنظام السوري، ونجاح هجوم المعارضة السورية، وسرعة سيطرتها على حلب وإدلب.
واعتبر أن من العوامل الحاسمة في ذلك هو تراجع دور حزب الله في سوريا، مشيرا إلى أن "تطور الحرب مع إسرائيل، والذي تصاعد في الأشهر الأخيرة، أجبر الحزب على سحب قواته من سوريا للتركيز على الجبهة اللبنانية".
وأكد الباحث الإسرائيلي أن هذا الانسحاب ترك فراغا كبيرا في الجبهة السورية، حيث كان حزب الله قد حل محل الجنود السوريين من أصول سنية الذين انشقوا عن الجيش، وقد أدى غيابهم إلى إضعاف النظام السوري.
كما أشار إلى التراجع الكبير في الدعم العسكري الروسي، بسبب انشغال روسيا بحرب أوكرانيا، مما أدى إلى تقليص تدخله العسكري في سوريا.
وقد لفت فريدمان إلى أن القاعدتين العسكريتين الروسيتين في طرطوس واللاذقية، اللتين كانتا تشكلان جزءا أساسيا من دعم النظام السوري، لم تلعبا دورا مؤثرا في المعركة ضد المعارضة في شمال غرب سوريا، خاصة في حلب وإدلب، مما جعل النظام السوري أكثر عرضة للهجمات.
وفيما يتعلق بالجيش السوري نفسه، فقد أشار فريدمان إلى أن النظام السوري وقع في فخ التصور الخاطئ بأن الحرب قد انتهت بنجاح لصالحه.
ونتيجة لهذا التصور، بدأ النظام في تحويل جيشه إلى جيش متطوع، مع إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية، إضافة إلى ذلك، كانت الرواتب منخفضة جدا، مما أدى إلى انخفاض معنويات الجنود، وبالتالي ضعف في قدرتهم على مواجهة هجمات المعارضة.
وعليه، فقد فوجئ الجيش السوري بهجوم المعارضة على حلب، مما أثر على قدرة النظام على الدفاع عن المدينة، مشيرا أيضا إلى أن من بين أسباب فشل الجيش السوري في التصدي لهجمات المعارضة هو الاعتقاد الخاطئ بأن محافظة إدلب لم تعد تشكل تهديدا جديا.
وفي هذا السياق، لفت الكاتب الانتباه إلى الدور التركي الحاسم في المعركة، حيث كانت تركيا "تعمل خلف الكواليس على تعزيز هجمات المعارضة على النظام السوري، وتزويدها بالأسلحة، وهو ما يشير إلى تعزيز دور أنقرة في معادلة النزاع السوري".
الأسد أهون الشرين
ويركز الباحث الإسرائيلي على إحدى القضايا التي تثير القلق لإسرائيل، وهي الهوية الأيديولوجية للثوار الذين يقاتلون النظام السوري، "ففي الهجوم الأخير على حلب، كانت من بين الجماعات التي اجتمعت في غرفة العمليات المشتركة هيئة تحرير الشام".
ويزعم فريدمان أن "هذه الجماعات تمثل تهديدا ليس فقط للنظام السوري، بل أيضا للأقليات في المنطقة مثل العلويين والمسيحيين والشيعة"، كما يقول إن "أول ضحايا هذا التطور سيكون العلويون، يليهم المسيحيون، الشيعة، والإسماعيليون".
تغيرات متوقعةثم ينتقل للنقطة الأهم في تحليله، وهي تأثير التغيرات الممكنة في سوريا على إسرائيل، ويقول "من المؤكد أن إسرائيل ستستفيد من إضعاف الوجود الإيراني في سوريا، الأمر الذي سيضر بإمدادات الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله في لبنان، كما ستستفيد الولايات المتحدة أيضا إذا أجبر الروس على مغادرة سوريا".
لكن فريدمان يطرح في المقابل تساؤلا عن البدائل، قائلا إنه "إذا سقط الأسد، فإن المعارضة السورية التي تقودها جماعات سلفية قد تخلق تهديدا أكبر على الحدود الإسرائيلية، وهناك خطر من ظهور "داعش" جديد أو من نشوء دولة دينية سنية متطرفة، مما يشكل تهديدا أكبر لإسرائيل مقارنة بالنظام السوري الذي ظل، بالرغم من عدائيته، محافظا على الهدوء في مرتفعات الجولان لمدة 50 عاما".
ويعزز تحليله بالإشارة إلى أن "الأسد لم يتخذ أي خطوات لدعم حماس في غزة أو حزب الله في لبنان، في حين كانت المعارضة السورية تؤيد حماس في المقابل".
وتتعزز مخاوف الباحث الإسرائيلي من امتداد نجاحات المعارضة إلى جنوب سوريا القريبة من الحدود مع إسرائيل، فيقول "هناك قلق متزايد في جنوب سوريا، حيث بدأت بعض الفصائل المحلية في مناطق درعا والسويداء في التمرد ضد النظام السوري".
ففي السويداء -حيث كان الدروز في السابق موالين للنظام- بدؤوا في التظاهر ضد الأسد، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية.
وفي درعا -التي كانت تعتبر من أبرز معاقل المعارضة في بداية الحرب الأهلية- بدأت بعض الجماعات المحلية في البحث عن استقلالية أكبر عن النظام السوري، مما يزيد من ضعف النظام في هذا الجزء من سوريا.
ويلفت الانتباه إلى أن هناك مخاوف في إسرائيل من تعزز عدم الثقة في قدرة النظام على فرض سلطته في مناطق كانت تحت سيطرته في السابق.
ويرسم الباحث خارطة سوريا السياسية، بالقول إن سوريا "تبدو الآن مقسمة إلى 3 مناطق رئيسية للسيطرة: مناطق الحكم الذاتي الكردي في الشمال الشرقي تحت رعاية الولايات المتحدة، والمناطق المدعومة من تركيا في الشمال الغربي (إدلب وحلب وربما حماة قريبا)، والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية في الجنوب والوسط (اللاذقية وحمص ودمشق).
ويحذر في الوقت نفسه من أنه "مع استئناف العمليات العسكرية في شمال سوريا، فإن المليشيات الشيعية قد تحاول ملء الفراغ الناتج عن غياب حزب الله، مما يهدد بتصعيد إضافي في النزاع"، مشيرا إلى أن ذلك قد يكون بداية لـ"جولة ثانية" مما يسميه الحرب الأهلية السورية.
ويختم الباحث بالتحذير من أن "الإطاحة بالأسد قد تعني بداية عهد جديد من الفوضى وعدم الاستقرار، مع تصاعد القوى التي تهدد مستقبل سوريا وإسرائيل والمنطقة ككل" على حد زعمه.