في التحدي المستمر المتمثل في مفاوضات الرهائن، برزت قطر كلاعب محوري، حيث استخدمت نفوذها الدبلوماسي لتسهيل المحادثات وتأمين إطلاق سراح الرهائن. 

واضطلعت الإمارة الخليجية الصغيرة، وفقا لتحليل سكاي نيوز، مرة أخرى بدور كبير في معالجة المخاوف الجيوسياسية الأكثر إلحاحاً في المنطقة.

وتنبع أهمية قطر في المفاوضات المتعلقة بالرهائن من خط اتصالاتها المباشر مع حماس على مر السنين، حيث استضافت قطر مكاتب سياسية لعدة جماعات يعتبرها الغرب منظمات إرهابية، بما في ذلك حماس، وحركة طالبان الأفغانية، وجماعة الإخوان المسلمين في مصر.

جدير بالذكر أن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس في المنفى، يقيم في قطر.

وينطوي النهج الذي تتبعه قطر على التعامل مع المجموعات التي تتردد الحكومات الأخرى في الجلوس معها، مما يجعلها جهة دبلوماسية فريدة من نوعها في المنطقة.

 وعلى الرغم من استضافة مكاتب سياسية للجماعات المصنفة على أنها إرهابية، فإن قطر تعد أيضًا موطنًا لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، و هذا التوازن في سياستها الخارجية يمكّن قطر من التعامل مع القضايا المعقدة وأن تكون في طليعة المناقشات حول المشاكل الأكثر تحديًا في العالم.

إن مشاركة قطر في مفاوضات الرهائن ليست تطوراً جديداً، ففي عام 2017، وفي خضم الحرب الأهلية السورية، تفاوضت قطر بنجاح على صفقة معقدة لإطلاق سراح الرهائن في العراق، بما في ذلك أفراد من أسرة آل ثاني الحاكمة في قطر، وبحسب ما ورد تضمن الاتفاق تسوية مالية كبيرة مع ميليشيا عراقية.

وبعد ذلك بعامين، لعبت قطر دورا محوريا في تسهيل إطلاق سراح الرهينتين الغربيتين المحتجزتين لدى طالبان في أفغانستان. وهذا العام، عادت البلاد إلى دائرة الضوء مرة أخرى، حيث تتوسط في صفقة تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة.

في حين تنحاز قطر تقليديا إلى تعاطف الدول ذات الأغلبية المسلمة، وخاصة فيما يتعلق بشعب غزة، فإنها تواجه حاليا ضغوطا دولية للاستفادة من نفوذها على حماس من أجل إطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين، إن نجاح قطر في تأمين إطلاق سراح عدد محدود من الرهائن خلال الصراع المستمر يؤكد قدرتها وفعاليتها في إدارة المفاوضات المعقدة.ج

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قطر مفاوضات الرهائن الرهائن الإسرائيليات 50 ألف حامل في غزة إطلاق سراح

إقرأ أيضاً:

هل يتحول اتفاق غزة إلى هدنة مؤقتة مع استعداد الاحتلال لاستئناف العدوان؟

نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تقريرا، أعدّه ميك كريفر، جاء فيه أنّ: "الإسرائيليون والفلسطينيون شعروا قبل شهر بأمر نادر للغاية، وهو التفاؤل". مبرزا: "بعد أشهر من المحادثات المتوقفة، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وبدا أن هناك مسارا حقيقيًا نحو نهاية الحرب".

وأضاف كريفر، خلال التقرير نفسه، أنّ: "الوضع تغير بشكل كبير منذ ذلك الحين" مشيرا إلى أنّ الهدنة التي استمرت 42 يوما بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، من المقرر أن تنتهي هذا الأسبوع ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لتمديدها. 

وتابع: "كان من المفترض أن يبدأ الجانبان محادثات بشأن إنهاء دائم للحرب في أوائل شباط/ فبراير؛ وبعد ثلاثة أسابيع، لم تبدأ المحادثات بعد" مستطردا أنه منذ التوصل إلى الاتفاق، حدث تحول في الأجواء بدولة الاحتلال الإسرائيلي. 

"تعزّزت ثقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعودة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وتحت ضغط من أعضاء اليمين المتشدد في حكومته للعودة إلى الحرب. ويبدو أن وقف إطلاق النار في غزة قد ينتهي به الأمر إلى أن يكون مجرد فاصل زمني عابر" بحسب التقرير نفسه.

ونقل عن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قوله لخريجي الضباط العسكريين، الأحد: "نحن مستعدون للعودة إلى القتال المكثف في أي لحظة، الخطط العملياتية جاهزة"، مؤكدا في الوقت ذاته التزامه الهش بوقف إطلاق النار عندما سافر إلى واشنطن للقاء ترامب في وقت سابق من هذا الشهر واختار عدم إرسال فريق تفاوض إلى قطر أو مصر.

واسترسل: "لقد استبدل نتنياهو قادة الأمن الإسرائيليين، الذين قادوا في السابق مفاوضات وقف إطلاق النار، بحليف سياسي، وهو وزيره للشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، الذي يقال إنه قريب من إدارة ترامب"، مضيفا: "حتّى خلال مفاوضات وقف إطلاق النار الأولية، كان من الواضح أن نتنياهو كان متشككًا في مرحلتها الثانية المحتملة".


ومضى بالقول: "كانت المرحلة الأولى مؤقتة بالنسبة له دائما"، موضحا أنها كانت وسيلة لإعادة بعض الأسرى الإسرائيليين ممّن كانوا محتجزين في قطاع غزة، وذلك دون إنهاء الحرب بشكل دائم أو الاضطرار إلى الحديث عن وضع غزة بمجرد انتهائها. 

"بعد مرور ما يقرب من سبعة عشر شهرًا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، لم يقدم نتنياهو رؤيته لمستقبل غزة، باستثناء قوله إن حماس والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لا ينبغي أن تحكما القطاع" تابع التقرير الذي أعدّه ميك كريفر.

وأكّد: "كانت المرحلة الثانية أكثر صعوبة"، في إشارة لكونها شهدت اتفاقا على إنهاء دائم للأعمال العدائية، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء المحتجزين في غزة في مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة، بما في ذلك من الحدود بين غزة ومصر.

وبحسب التقرير: "يواجه نتنياهو ضغوطا للعودة إلى الحرب. إذ هدّد وزير ماليته اليميني المتشدد، بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الائتلاف الحاكم إذا لم تستأنف الحرب بعد نهاية هذا الأسبوع. كما استقال إيتمار بن غفير من منصبه كوزير بسبب وقف إطلاق النار".

وكشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الثلاثاء، عن مصدر إسرائيلي وصفه بـ"المطّلع" أنّ: "الحكومة تحاول تمديد المرحلة الأولى "بقدر الإمكان" على أمل إطلاق سراح المزيد من الأسرى. ولكن من غير الواضح ما إذا كانت حماس، ستواصل إطلاق سراح الإسرائيليين دون التزام إسرائيلي بإنهاء الحرب".

وتابع: "رغم أن ترامب دافع عن وقف إطلاق النار ونسب إليه الفضل في ذلك، فإن رسالته منذ تولّيه منصبه لم تكن رسالة صانع سلام. فقد اقترح طرد الفلسطينيين من غزة، وهو يدرس رغبة بعض الإسرائيليين في ضم الضفة الغربية، وأعرب عن شكوكه بشأن مصير وقف إطلاق النار".

وأضاف: "يعود المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة هذا الأسبوع، لمحاولة إنقاذ وقف إطلاق النار. ولم يعرب عن تفاؤله عندما تحدث مع صهر الرئيس، غاريد كوشنر، في مؤتمر استثماري سعودي في ميامي الأسبوع الماضي. وقال ويتكوف: المرحلة الثانية أكثر صعوبة. لكنني أعتقد في النهاية أنه إذا عملنا بجد، فهناك فرصة حقيقية للنجاح".


ومضى بالقول: "بعد ساعات من إطلاق حماس سراح ستة أسرى إسرائيليين هذا الأسبوع، قالت الحكومة الإسرائيلية إنها لن تلتزم بجانبها من التبادل بإطلاق سراح 620 أسيرا فلسطينيا"، مردفا أنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي أعربت عن الفزع من مراسم حماس في تسليم الأسرى للصليب الأحمر. فيما قال مكتب رئيس الوزراء إن حماس يجب أن تتوقف عن "الاحتفالات المهينة".

وفي سياق متصل، وصف المتحدث باسم حركة "حماس"، عبد اللطيف القانوع، قرار الاحتلال الإسرائيلي بعدم إطلاق سراح الأسرى بأنه "انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار". بينما يشير منتقدو الحكومة الإسرائيلية إلى أن الاحتلال شنّ حملات دعائية.

مقالات مشابهة

  • مصدر لـCNN: فريق التفاوض الإسرائيلي سيعود من القاهرة الجمعة
  • إسرائيل تشترط إطلاق سراح الرهائن الأحياء لاستمرار تدفق المساعدات إلى غزة
  • إسرائيل تسعى لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق غزة وفق هذه الآلية
  • حماس: إطلاق سراح 600 فلسطيني ضمن اتفاق تبادل الأسرى مع إسرائيل
  • "حماس": التفاوض سبيل إسرائيل الوحيد لتحرير باقي الرهائن
  • اتفاق غزة.. حماس تلغي مراسم تسليم الرهائن قبيل إطلاق سراح مئات السجناء
  • دون مراسم..حماس تسلم جثث الرهائن الأربعة الإسرائيليين يوم الخميس
  • هل يتحول اتفاق غزة إلى هدنة مؤقتة مع استعداد الاحتلال لاستئناف العدوان؟
  • حماس تسلم الخميس جثث 4 رهائن لقاء الإفراج عن 600 فلسطيني ومفاوضات المرحلة الثانية تستأنف قريبا
  • حماس: لم يعرض على الحركة أي مقترح بشأن المرحلة الثانية رغم جاهزيتنا