سكاي نيوز تحلل دور قطر الرئيسي وتاريخها في مفاوضات تحرير الرهائن
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
في التحدي المستمر المتمثل في مفاوضات الرهائن، برزت قطر كلاعب محوري، حيث استخدمت نفوذها الدبلوماسي لتسهيل المحادثات وتأمين إطلاق سراح الرهائن.
واضطلعت الإمارة الخليجية الصغيرة، وفقا لتحليل سكاي نيوز، مرة أخرى بدور كبير في معالجة المخاوف الجيوسياسية الأكثر إلحاحاً في المنطقة.
وتنبع أهمية قطر في المفاوضات المتعلقة بالرهائن من خط اتصالاتها المباشر مع حماس على مر السنين، حيث استضافت قطر مكاتب سياسية لعدة جماعات يعتبرها الغرب منظمات إرهابية، بما في ذلك حماس، وحركة طالبان الأفغانية، وجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
جدير بالذكر أن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس في المنفى، يقيم في قطر.
وينطوي النهج الذي تتبعه قطر على التعامل مع المجموعات التي تتردد الحكومات الأخرى في الجلوس معها، مما يجعلها جهة دبلوماسية فريدة من نوعها في المنطقة.
وعلى الرغم من استضافة مكاتب سياسية للجماعات المصنفة على أنها إرهابية، فإن قطر تعد أيضًا موطنًا لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، و هذا التوازن في سياستها الخارجية يمكّن قطر من التعامل مع القضايا المعقدة وأن تكون في طليعة المناقشات حول المشاكل الأكثر تحديًا في العالم.
إن مشاركة قطر في مفاوضات الرهائن ليست تطوراً جديداً، ففي عام 2017، وفي خضم الحرب الأهلية السورية، تفاوضت قطر بنجاح على صفقة معقدة لإطلاق سراح الرهائن في العراق، بما في ذلك أفراد من أسرة آل ثاني الحاكمة في قطر، وبحسب ما ورد تضمن الاتفاق تسوية مالية كبيرة مع ميليشيا عراقية.
وبعد ذلك بعامين، لعبت قطر دورا محوريا في تسهيل إطلاق سراح الرهينتين الغربيتين المحتجزتين لدى طالبان في أفغانستان. وهذا العام، عادت البلاد إلى دائرة الضوء مرة أخرى، حيث تتوسط في صفقة تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة.
في حين تنحاز قطر تقليديا إلى تعاطف الدول ذات الأغلبية المسلمة، وخاصة فيما يتعلق بشعب غزة، فإنها تواجه حاليا ضغوطا دولية للاستفادة من نفوذها على حماس من أجل إطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين، إن نجاح قطر في تأمين إطلاق سراح عدد محدود من الرهائن خلال الصراع المستمر يؤكد قدرتها وفعاليتها في إدارة المفاوضات المعقدة.ج
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قطر مفاوضات الرهائن الرهائن الإسرائيليات 50 ألف حامل في غزة إطلاق سراح
إقرأ أيضاً:
ما حقيقة موقف حزب الله من مفاوضات وقف إطلاق النار؟!
منذ بدأ الحديث عن مفاوضات "جدية" لوقف إطلاق النار في لبنان، برعاية الوسيط الأميركي آموس هوكستين، ثمّة سؤال أساسي يُطرَح عن الموقف الفعلي والحقيقي لـ"حزب الله" من الاتفاق، حتى لو صحّ أنّ الحزب سبق أن "فوّض" رئيس مجلس النواب نبيه بري، أو "الأخ الأكبر" بإدارة التفاوض، معلنًا القبول بما يقبل به الأخير، استكمالاً للنهج الذي كان قد أرساه الأمين العام السابق للحزب السيد الشهيد حسن نصر الله.ولعلّ الشكوك المثارة حول موقف الحزب، تجد ما تنطلق منه من التسريبات التي صوّرت الاتفاق على أنه يشكّل "تراجعًا" للحزب على أكثر من مستوى، ولا سيما بتخلّيه عن الكثير من الثوابت التي كان نصرالله قد أرساها، وكرّرها الأمين العام الجديد الشيخ نعيم قاسم، بدءًا من "الربط المطلق" بين جبهتي غزة ولبنان، وصولاً إلى رفض النقاش بأيّ تفصيل قبل وقف إطلاق النار، خلافًا لمبدأ "التفاوض بالنار" الذي كرّسته إسرائيل في نهاية المطاف.
وعلى الرغم من أنّ الشيخ قاسم في كلمته التي جاءت متزامنة مع جولة المفاوضات، رفض الدخول في التفاصيل، إلا أنّه كان لافتًا حرصه على "توضيح" هاتين النقطتين بالتحديد، قبل تحديد "سقف" التفاوض بثابتتين هما وقف الحرب بشكل كامل وحفظ السيادة اللبنانية، فهل هذا يعني أنّ "حزب الله" يوافق على التسوية المطروحة، وبالتالي أنّ موقفه إيجابي منها، وأنّه جاهز لوقف إطلاق النار، متى أعلنت إسرائيل سيرها به؟!
موقف الحزب من وقف النار
بعيدًا عن "الجدل" المثار حول موقف "حزب الله" من التسوية، يؤكد العارفون بأدبيّات الحزب أنّ الأخير أبدى "كامل الانفتاح" على مفاوضات وقف إطلاق النار منذ ما قبل اغتيال أمينه العام السابق السيد حسن نصر الله، بدليل الواقعة التي أصبحت معروفة لدى الجميع بأنّ الأخير كان قد أبلغ المفاوضين موافقته على وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، قبل أن يتبيّن أنّ إسرائيل حينها كانت تخدع العالم بأسره، لتقترف جريمتها باغتيال السيد نصر الله.
وحتى بعد اغتيال السيد نصر الله، وانتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا للحزب خلفًا له، حرص الحزب أكثر من مرّة على تأكيد انفتاحه على مفاوضات وقف إطلاق النار، وهو ما أكّده الشيخ قاسم في أكثر من مناسبة، حين كان يحرص على التأكيد أنّ الحزب منفتح على أيّ اتفاق إذا كان يلبّي تطلعاته، ولكنه لن "يستجدي" مثل هذا الاتفاق، تحت أيّ ظرف من الظروف، وهو ما ثبّته بتأكيد جاهزيته لكل السيناريوهات، بما في ذلك "حرب استنزاف طويلة".
وإذا كان صحيحًا أنّ الاتفاق قد يناقض في مكانٍ ما، الثوابت التي كان الحزب يكرّرها، وأهمّها أنّ وقف إطلاق النار لن يحصل قبل إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، بل أنّ أيّ نقاش بهذا المعنى مؤجّل لما بعد انتهاء الحرب، فإنّ العارفين بأدبيّات الحزب يشدّدون على أنّ هذه الثابتة كانت قائمة في "زمن" جبهة الإسناد، إلا أنّ الحزب سبق أن أعلن أنّ "حرب الإسناد" تحوّلت إلى "التصدّي للعدوان"، ما يعني أنّ العناوين والظروف اختلفت أيضًا.
ما يرفضه "حزب الله"..
بهذا المعنى، لا يعتبر "حزب الله" التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ، "تراجعًا أو هزيمة"، فما كان يسري في السابق على "جبهة الإسناد" لم يعد ساريًا اليوم، بما في ذلك حتى الحديث عن "التفاوض بالنار" الذي كان الحزب يرفضه سابقًا، لكنه اليوم يمضي به، ولكن بالاتجاهَين، كما أوضح الشيخ قاسم في كلمته الأخيرة، حين قال إنّ الحزب يفاوض اليوم بشأن التسوية، "وإسرائيل تحت النار"، بمعنى أنّ عملياته مستمرّة، ولم تتأثّر بالمفاوضات القائمة.
لا يعني ما تقدّم أنّ "حزب الله" يقبل بأيّ اتفاق وبأيّ تسوية، فسقف الاتفاق واضح، وقد اختصره الشيخ قاسم أيضًا ببندين أساسيّين هما حفظ السيادة اللبنانية ووقف الحرب بشكل كامل، وهما يحملان الكثير من الدلالات، إذ يتضمّنان "البوصلة" التي يسير الحزب بموجبها، وفي صلبها رفض كلّ ما يُثار من اجتهادات حول احتفاظ إسرائيل بـ"حرية الحركة" في الداخل اللبناني بعد الاتفاق، أو ربما "استنساخ" النموذج الجاري في سوريا بشكل أو بآخر لبنانيًا.
تحت هذا السقف فقط، يصبح الاتفاق مقبولاً، بحسب ما يقول العارفون بأدبيّات "حزب الله"، الذين يؤكدون وجود تناغم كامل بهذا المعنى بينه وبين المفاوض اللبناني الرسمي، ممثلاً برئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، علمًا أنّ الأساس يبقى في الموقف الإسرائيلي برأي هؤلاء، فالأخير هو الذي اعتاد التنصّل من الاتفاقات، أو حتى الانقلاب عليها، وما جرى في مفاوضات من غزة، مرارًا وتكرارًا، خير دليل على ذلك.
الكرة في ملعب إسرائيل، لا "حزب الله"، يقول العارفون ردًا على محاولات "التشكيك" بموقف الأخير من المفاوضات. على العكس، يقول هؤلاء إن الخطاب الأخير للأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، يمكن أن يُفهَم بوصفه "تهيئة للجمهور" لمثل هذا الاتفاق، خصوصًا بحديثه عن "مفهوم الانتصار"، المرتبط بالأهداف المُعلَنة من الحرب، منعًا لأيّ تأويلات أو استفسارات أو استنتاجات قد تأخذ منحى آخر ومختلفًا... المصدر: خاص لبنان 24