عبر والي جهة الدار البيضاء سطات محميد مهيدية عن انزعاجه من تأخير انطلاق بعض مشاريع الشباب والثقافة بالدار البيضاء، في جلسة عمل جمعته مع وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، نهاية الأسبوع الماضي.

هذه المشاريع تتعلق ببعض دور الشباب ومراكز سوسيو رياضية ودور للثقافة بمختلف مقاطعات الدار البيضاء، جميعها كانت موضوع اتفاقيات إطار موقعة في وقت سابق.

وجرت مناقشة أسباب تأخر إنجاز هذه المشاريع، لاسيما تلك المتعثرة بسبب غياب عقار مناسب لإنجازها.

واتفق الطرفان على تجاوز هذه الإشكاليات، كما اتفقا على عقد اجتماعات دورية، يحضرها كتاب عامون ومدراء في الوزارة الوصية رفقة عمال ورؤساء المقاطعات المعنية بشكل منتظم.

وعرفت هذه الجلسة، حضور عمال مقاطعات العاصمة الاقتصادية، بالإضافة إلى العامل، مدير الوكالة الحضرية، ومدراء شركات الدار البيضاء للتهيئة، وCasa évent و Casa patrimoine ومسؤولي وزارة الشباب والثقافة والتواصل.

كلمات دلالية الدار البيضاء محميد مهيدية مشاريع الشباب والثقافة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الدار البيضاء الشباب والثقافة الدار البیضاء

إقرأ أيضاً:

عُمان في معرض القاهرة.. حضور بحجم التاريخ والثقافة

حين تحلُّ سلطنة عُمان غدًا ضيف شرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب فإنها لا تأتي محمَّلة بالكتب والمخطوطات فقط، بل تحمل على أجنحة الحرف تاريخًا متجذّرًا في الأصالة، وثقافة عبرت البحار والصحاري لتترك بصمتها في الشرق والغرب. إنها لحظة تلاق بين حضارتين عريقتين، تُعيدان اكتشاف بعضهما البعض في ضوء الكلمة المكتوبة، والذاكرة الممتدة، والتاريخ المشترك الذي لم ينقطع رغم تبدل الأزمنة ورغم تحولات السياسة وإرهاصاتها في العالم العربي.

إن أهم دلالة يمكن أن نقرأها في احتفاء معرض القاهرة الدولي للكتاب بسلطنة عُمان تتمثل في عمق الجذور الثقافية التي تربط بين مسقط والقاهرة، بين ضفاف النيل وسواحل عمان، حيث كان البحر رسول المعرفة والتجارة، وكانت القوافل التي تعبر الصحاري ذهابًا وإيابًا تحمل في متونها إلى جوار البضائع القصص والأشعار والأفكار التي صاغت الوجدان العربي على مدى قرون.

لم تكن عُمان صاحبة التاريخ العريق رغم ما يحيط بها من جبال شامخة وبحار مضطربة في معزل عن محيطها، كانت ساحة انتاج فكري وحضاري ومهدا لحضارة قامت على التسامح والانفتاح على الثقافات؛ ولذلك فإن عُمان تحضر في هذا المحفل الثقافي لتؤكد أن الثقافة كانت وما زالت جسرًا نحو المستقبل، وهي التي تعيد تشكيل الوعي في لحظة يبدو فيها العالم العربي في حاجة ماسة لبناء وعي جديد، وهي تسهم في بناء إنسان أكثر إدراكًا لجذوره وأكثر استعدادًا لمواجهة التحديات التي تفرضها العولمة وتحولاتها.

ستقدم عُمان في هذا المعرض إرثها الأدبي والثقافي الذي تميّز بالتوازن بين الأصالة والمعاصرة، حيث المخطوطات النادرة التي توثّق فكر العلماء والأدباء العمانيين، وحيث الأدب الحديث الذي يعكس تطلعات الجيل الجديد من الكُتّاب والشعراء. وسيكون للزائر فرصة الاطلاع على نتاج روائي متفرّد، وشعر متدفق، ودراسات عميقة توثق مسيرة الفكر العماني في مختلف المراحل.

لكن الحضور العماني في القاهرة لن يكون مقتصرًا على الكتب فقط، بل سيكون حوارًا حضاريًا مفتوحًا، تُطرح فيه قضايا الهوية، ومستقبل الأدب العربي، وأهمية حماية اللغة من التهميش في ظل ثورة التكنولوجيا، وكلها موضوعات تتقاطع فيها الرؤى بين عُمان ومصر، في محاولة جادّة لوضع أرضية لما يمكن أن يكون إرهاصات لمشروع ثقافي عربي متكامل.

ورغم أن العلاقات العمانية المصرية متجذرة عبر التاريخ في أبعادها السياسية والاقتصادية وليست في حاجة إلى ترميم إلا أن تعزيز الأبعاد الثقافية والفكرية من شأنه أن يقوي الروابط بين الشعوب أكثر مما تفعل الاتفاقيات الرسمية؛ ذلك أن الثقافة، حين تكون نابعة من روح الأمة، تُصبح قوة ناعمة لا تُنافسها السياسة، بل تُكملها، وتُعمّق حضورها في الوجدان الإنساني.

إن وجود سلطنة عُمان بكل هذا الزخم الحضاري والثقافي في معرض القاهرة للكتاب من شأنه أن يقول بصوات واضح ومسموع: إن الأمة العمانية ما زالت تحافظ على ثقافتها وتصون منجزها الفكري وتحتفي بمبدعيها وأمة بهذا المعنى وبهذا الفعل قادرة على أن تكون فاعلة في مسيرة التاريخ.

وإذا كان كبار مثقفي العالم العربي وصناع الثقافة والكتاب يحضرون كلهم معرض القاهرة للكتاب فإنهم جميعا يشاركون الاحتفاء بالمنجز الثقافي العماني الذي تحتفي به القاهرة باسم العرب جميعا، إنها لحظة مهمة للثقافة العمانية، حيث تُعيد فيها تقديم نفسها للعالم العربي، لا بوصفها، هذه المرة دولة الأمن والأمان ورمز الاتزان السياسي والتصالح، ولكن بوصفها مركزًا ثقافيًا عربيًا ومقرًا لواحدة من أهم الحضارات الإنسانية.

حين تفتح القاهرة أبواب معرضها السنوي للكتاب صباح الغد فإنها لا تفتحها لدور النشر والكُتّاب فحسب، بل تفتحها للتاريخ كي يتكلم، وللمعرفة كي تتدفق، وللأمم كي تتحاور.. وعُمان، بحضورها الثري، لن تكون مجرد ضيف، بل ستكون ركنًا أصيلًا في هذه المساحة من النور الضاح وستقول بملء فيها وفي مثقفيها أن الثقافة ليست ترفا بل هي قدرُ الشعوب التي تصرّ على أن تكتب مستقبلها بأقلامها، لا بأقلام غيرها.

مقالات مشابهة

  • وزير الشباب يبحث مستجدات وترتيبات تنفيذ دوري المدارس
  • عُمان في معرض القاهرة.. حضور بحجم التاريخ والثقافة
  • أوزين ينهى مسؤولي حزبه المحليين عن إبرام تحالفات بعد إعلان تنسيق مع "البيجيدي" في الدار البيضاء
  • وزارة الشباب والثقافة تواجه أزمة موارد بشرية حسب CDT والوزير بنسعيد يؤكد أن تدبيرها بخير
  • إحياء حفل الشاب حسني بالدار البيضاء يثير الجدل
  • السلطات تسارع الخطى في الدار البيضاء لإسكان قاطني دور الصفيح قبل المونديال
  • بنسعيد: ميزانية وزارة الثقافة كانت هزيلة في الحكومات السابقة
  • 200 مليون درهم لتأهيل ملاعب كرة قدم تحتضن الفعاليات الموازية لـ"كان 2025" بالدار البيضاء
  • الأعلى للثقافة يناقش «الاقتصاد البرتقالى والثقافة المصرية" غدًا
  • ذهول مقيمة أجنبية بالرياض من سرعة تنفيذ المشاريع والتطور بالمملكة.. فيديو