مع تصاعد هجمات الفصائل: موقف صعب للسوداني ومسار دقيق لواشنطن
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
شفق نيوز/ رسم موقع "ميليتاري تايمز" الأمريكي المتخصص بالشؤون العسكرية، النهج الدقيق الذي تسير عليه الولايات المتحدة في التعامل مع الهجمات التي تعرض لها قواتها في العراق وسوريا، مشيرة الى "الموقف الصعب" الذي يواجهه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني هو الآخر للتعامل مع الموقف، حيث مارس ضغوطا على الفصائل العراقية لعدم تصعيد هجماتها، مقابل امتناع واشنطن عن استهدافهم بشكل كبير.
وتحت عنوان "كيف تحقق الولايات المتحدة التوازن في الرد على الهجمات على قواتها"، قال التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ إنه منذ 17 اكتوبر/تشرين الاول الماضي، برز تصاعد في الهجمات التي يشنها وكلاء إيران، الناشطين تحت اسم "المقاومة الاسلامية في العراق"، حيث شنوا أكثر من 60 هجوما بالصواريخ والطائرات المسيرة، واوقعوا، برغم انها هجمات غير فعالة بدرجة كبيرة، أكثر من 60 اصابة في صفوف الجنود الامريكيين.
وذكر التقرير؛ أنه كرد على هجمات الفصائل، فإن الولايات المتحدة، "سارت على خط دقيق" حيث رد الجيش الامريكي 3 مرات فقط بينما تعمل إدارة الرئيس جو بايدن على التوازن في جهودها لردع المسلحين من دون اثارة صراع أوسع في الشرق الاوسط.
وبحسب البنتاغون، وقع 29 هجوما في العراق و32 في سوريا من جانب الفصائل المدعومة من إيران، مشيرا الى ان انه لدى الولايات المتحدة، نحو 2000 جندي في العراق، بموجب اتفاق مع حكومة بغداد، ونحو 900 جندي في سوريا، وذلك بشكل أساسي لمواجهة تنظيم داعش، وايضا لاستخدام قاعدة التنف في اقصى الجنوب لمراقبة وكلاء ايران الذين ينقلون الأسلحة عبر الحدود.
وبعدما لفت التقرير إلى أن هجمات الفصائل تأججت بعد سقوط آلاف القتلى الفلسطينيين في الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني، اشار الى ان الفصائل المدعومة من إيران عززت تهديداتها بالانتقام، بما في ذلك حزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن، والمسلحون في العراق وسوريا.
وتابع التقرير؛ أن مجموعة من الفصائل المدعومة من إيران بدأت تنفيذ هجماتها تحت اسم المقاومة الاسلامية في العراق، وشنت الموجة الاخيرة من الهجمات على القواعد التي تضم القوات الامريكية في العراق وسوريا.
واضاف التقرير ان هذه الهجمات وضعت رئيس الوزراء السوداني في موقف صعب، مشيرا الى ان السوداني برغم وصوله الى السلطة بدعم من الجماعات التي تدعمها ايران، الا انه يريد ايضا استمرار العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة، وقد أعرب عن تأييده للوجود العسكري المستمر للقوات الأمريكية في العراق.
وذكر التقرير بان وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن، حذر خلال اجتماعه مؤخرا مع السوداني، من عواقب استمرار الميليشيات المدعومة من إيران بمهاجمة المنشآت الأمريكية في العراق وسوريا، فيما قام السوداني بعدها بزيارة إلى طهران والتقى بالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وهو لقاء اعتبره المسؤولون الأمريكيون، بمثابة تطور إيجابي.
ونقل التقرير عن مسؤول في احدى الميليشيات المدعومة من إيران، قوله إن السوداني مارس "ضغوطا كبيرة" على الميليشيات للامتناع عن تنفيذ هجمات خلال زيارة بلينكن، في حين أن السوداني تعهد بدفع الاميركيين الى عدم الرد بقوة على الميليشيات التي نفذت الضربات.
وأشار التقرير إلى أنه منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، قامت إدارة بايدن باستدعاء سفن حربية وطائرات مقاتلة وانظمة دفاع جوي والمزيد من القوات الى الشرق الاوسط في حملة لردع الجماعات المسلحة عن توسيع الصراع، الا انه اضاف ان الرد العسكري الأمريكي على الهجمات على الجنود الأمريكيين كان في حده الادنى، مضيفا ان هناك مخاوف داخل إدارة بايدن من أن تنفيذ انتقام كبير قد يتسبب في تصعيد العنف واثارة المزيد من الهجمات القاتلة.
وذكر التقرير ان المنتقدين لادارة بايدن يقولون ان الرد الامريكي ضئيل مقارنة بالهجمات الستين والاصابات في صفوف الأمريكيين، والاهم من ذلك انه يمثل فشلا واضحا في ردع الجماعات المهاجمة.
حساسيات الحكومة العراقية
وذكر التقرير؛ أنه على الرغم من أن نحو نصف هجمات الفصائل استهدفت قواعد امريكية في العراق نفسه، إلا أن الولايات المتحدة نفذت غارات جوية انتقامية ضد مواقع في سوريا فقط.
وتابع التقرير؛ أن البنتاغون يدافع عن ضرباته العسكرية هذه بالقول انها تستهدف مواقع الحرس الثوري الايراني، وهو له تأثير مباشر اكثر على طهران، مضيفا أن الهدف هو الضغط على طهران من اجل ان تبلغ الميليشيات بوقف الهجمات، مشيرين إلى أن هذه المواقع المستهدفة اختيرت، لأنها مستودعات اسلحة ومراكز لوجستية تابعة للميليشيات، وبالتالي فإن تدميرها يؤدي إلى تآكل القدرات الهجومية للمسلحين.
لكن التقرير اعتبر ان احد الاسباب الرئيسية لتركيز الهجمات الامريكية على سوريا هو أن الولايات المتحدة لا تريد المجازفة بتنفير الحكومة العراقية من خلال توجيه ضربات داخل حدودها، وهو ما قد يؤدي إلى مقتل أو جرح عراقيين.
وبعدما ذكّر التقرير بأن واشنطن اغتالت في اوائل يناير/كانون الثاني 2020، الجنرال الايراني قاسم سليماني، ونائب قائد الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، وهو ما ادى الى توتر العلاقات مع الحكومة العراقية والى تصاعد المطالبات بانسحاب كافة القوات الامريكية من العراق، قال التقرير ان واشنطن تعتبر ان وجودها في العراق حاسم في إطار الحرب ضد داعش، وهو ايضا ضروري من أجل دعم قواتها المتمركزة في سوريا ونفوذها المستمر في المنطقة.
ترجمة: وكالة شفق نيوز
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي القواعد الامريكية في العراق محمد شياع السوداني الفصائل المسلحة المدعومة من إیران الولایات المتحدة فی العراق وسوریا هجمات الفصائل فی سوریا
إقرأ أيضاً:
رويترز: فصائل عراقية مستعدة لنزع سلاحها لتجنب غضب ترامب
نقلت وكالة رويترز عن 10 من كبار القادة والمسؤولين العراقيين القول إن عدة فصائل مسلحة قوية مدعومة من إيران في العراق مستعدة ولأول مرة لنزع سلاحها، لتجنب خطر تصاعد الصراع مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ووفقا للمصادر -من بينها 6 قادة محليين لـ4 فصائل مسلحة رئيسية- تأتي هذه الخطوة لتهدئة التوتر في أعقاب تحذيرات متكررة وجهها مسؤولون أميركيون بشكل غير رسمي للحكومة العراقية منذ تولي ترامب السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي.
وأضافت المصادر أن المسؤولين أبلغوا بغداد أنه ما لم تتخذ إجراءات لحل الفصائل النشطة على أراضيها، فإن واشنطن قد تستهدفها بغارات جوية.
هدف أميركيونقلت رويترز عن عزت الشابندر، السياسي الشيعي الكبير والمقرب من الائتلاف الحاكم في العراق، قوله إن المناقشات بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعدد من قادة الفصائل المسلحة وصلت إلى مرحلة "متقدمة للغاية وتميل الجماعات إلى الامتثال لدعوات الولايات المتحدة لنزع سلاحها".
وأضاف أن "الفصائل لا تتصرف بعناد أو تصر على الاستمرار بصيغتها الحالية، وتدرك تماما أنها قد تكون هدفا للولايات المتحدة".
وحسب الوكالة، ينتمي قادة الفصائل الـ6 -الذين أجرت مقابلات معهم في بغداد ومحافظة جنوبية- إلى كتائب حزب الله وحركة النجباء وكتائب سيد الشهداء وحركة أنصار الله الأوفياء. واشترط هؤلاء القادة عدم نشر هويتهم لمناقشة هذه القضية بالغة الحساسية.
إعلان موافقة إيرانيةوقال قيادي في كتائب حزب الله أقوى الفصائل الشيعية -وهو يرتدي كمامة سوداء ونظارة شمسية- إن "ترامب مستعد لتصعيد الحرب معنا إلى مستويات أسوأ، نحن نعلم ذلك، ونريد تجنب مثل هذا السيناريو السيئ".
وأكد القادة أن حليفهم وراعيهم الرئيسي، الحرس الثوري الإيراني، منحهم موافقته على اتخاذ أي قرارات يرونها ضرورية لتجنب الانجرار إلى صراع قد يكون مدمرا مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
ووفقا لمسؤولين أمنيين يراقبان أنشطة الجماعات المسلحة، تنتمي هذه الفصائل إلى تحالف المقاومة الإسلامية في العراق، الذي يضم نحو 10 فصائل شيعية مسلحة تقود مجتمعة ما يقرب من 50 ألف مقاتل وبحوزتها ترسانات تشمل صواريخ بعيدة المدى وأسلحة مضادة للطائرات.
والتحالف ركيزة أساسية في محور المقاومة الذي يضم شبكة من الجماعات والفصائل المدعومة من إيران أو المتحالفة معها بالمنطقة، وأعلن مسؤوليته عن عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل والقوات الأميركية في العراق وسوريا منذ اندلاع حرب غزة قبل نحو 18 شهرا.
من ناحيته، قال فرهاد علاء الدين مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية -ردا على استفسارات حول محادثات نزع السلاح- إن رئيس الوزراء ملتزم بضمان أن تكون جميع الأسلحة في العراق تحت سيطرة الدولة من خلال "حوار بناء مع مختلف الجهات الفاعلة الوطنية".
وذكر المسؤولان الأمنيان العراقيان أن السوداني يضغط من أجل نزع سلاح جميع فصائل تحالف المقاومة الإسلامية في العراق، التي تعلن الولاء للحرس الثوري الإيراني أو فيلق القدس التابع له، وليس لبغداد.
ويقول مسؤولون وقادة إن بعض الفصائل أخلت بالفعل مقراتها الرئيسية إلى حد كبير وقلصت وجودها في المدن الكبرى، بما في ذلك الموصل ومحافظة الأنبار، منذ منتصف يناير/كانون الثاني الماضي خشية التعرض لغارات جوية.
إعلانوأضافوا أن عديدا من القادة عززوا أيضا إجراءاتهم الأمنية خلال تلك الفترة، بما في ذلك تغيير هواتفهم المحمولة ومركباتهم ومساكنهم بشكل متكرر.
وتواصل وزارة الخارجية الأميركية حث بغداد على كبح جماح الفصائل المسلحة، وقالت "يجب على هذه القوات أن تستجيب للقائد العام للقوات المسلحة العراقية، لا لإيران".
وأشار مسؤول أميركي -طلب عدم نشر هويته- إلى وجود حالات سابقة أوقفت فيها الفصائل المسلحة هجماتها بسبب الضغط الأميركي، وشكك في أن يكون أي نزع للسلاح طويل الأمد.
وأحجم الحرس الثوري الإيراني عن التعليق على هذا الأمر، ولم ترد وزارتا الخارجية الإيرانية والإسرائيلية على الاستفسارات.