شفق نيوز/ رسم موقع "ميليتاري تايمز" الأمريكي المتخصص بالشؤون العسكرية، النهج الدقيق الذي تسير عليه الولايات المتحدة في التعامل مع الهجمات التي تعرض لها قواتها في العراق وسوريا، مشيرة الى "الموقف الصعب" الذي يواجهه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني هو الآخر للتعامل مع الموقف، حيث مارس ضغوطا على الفصائل العراقية لعدم تصعيد هجماتها، مقابل امتناع واشنطن عن استهدافهم بشكل كبير.

 

وتحت عنوان "كيف تحقق الولايات المتحدة التوازن في الرد على الهجمات على قواتها"، قال التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ إنه منذ 17 اكتوبر/تشرين الاول الماضي، برز تصاعد في الهجمات التي يشنها وكلاء إيران، الناشطين تحت اسم "المقاومة الاسلامية في العراق"، حيث شنوا أكثر من 60 هجوما بالصواريخ والطائرات المسيرة، واوقعوا، برغم انها هجمات غير فعالة بدرجة كبيرة، أكثر من 60 اصابة في صفوف الجنود الامريكيين. 

وذكر التقرير؛ أنه كرد على هجمات الفصائل، فإن الولايات المتحدة، "سارت على خط دقيق" حيث رد الجيش الامريكي 3 مرات فقط بينما تعمل إدارة الرئيس جو بايدن على التوازن في جهودها لردع المسلحين من دون اثارة صراع أوسع في الشرق الاوسط.

وبحسب البنتاغون، وقع 29 هجوما في العراق و32 في سوريا من جانب الفصائل المدعومة من إيران، مشيرا الى ان انه لدى الولايات المتحدة، نحو 2000 جندي في العراق، بموجب اتفاق مع حكومة بغداد، ونحو 900 جندي في سوريا، وذلك بشكل أساسي لمواجهة تنظيم داعش، وايضا لاستخدام قاعدة التنف في اقصى الجنوب لمراقبة وكلاء ايران الذين ينقلون الأسلحة عبر الحدود.

وبعدما لفت التقرير إلى أن هجمات الفصائل تأججت بعد سقوط آلاف القتلى الفلسطينيين في الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني، اشار الى ان الفصائل المدعومة من إيران عززت تهديداتها بالانتقام، بما في ذلك حزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن، والمسلحون في العراق وسوريا. 

وتابع التقرير؛ أن مجموعة من الفصائل المدعومة من إيران بدأت تنفيذ هجماتها تحت اسم المقاومة الاسلامية في العراق، وشنت الموجة الاخيرة من الهجمات على القواعد التي تضم القوات الامريكية في العراق وسوريا.

واضاف التقرير ان هذه الهجمات وضعت رئيس الوزراء السوداني في موقف صعب، مشيرا الى ان السوداني برغم وصوله الى السلطة بدعم من الجماعات التي تدعمها ايران، الا انه يريد ايضا استمرار العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة، وقد أعرب عن تأييده للوجود العسكري المستمر للقوات الأمريكية في العراق. 

وذكر التقرير بان وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن، حذر خلال اجتماعه مؤخرا مع السوداني، من عواقب استمرار الميليشيات المدعومة من إيران بمهاجمة المنشآت الأمريكية في العراق وسوريا، فيما قام السوداني بعدها بزيارة إلى طهران والتقى بالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وهو لقاء اعتبره المسؤولون الأمريكيون، بمثابة تطور إيجابي.

ونقل التقرير عن مسؤول في احدى الميليشيات المدعومة من إيران، قوله إن السوداني مارس "ضغوطا كبيرة" على الميليشيات للامتناع عن تنفيذ هجمات خلال زيارة بلينكن، في حين أن السوداني تعهد بدفع الاميركيين الى عدم الرد بقوة على الميليشيات التي نفذت الضربات. 

وأشار التقرير إلى أنه منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، قامت إدارة بايدن باستدعاء سفن حربية وطائرات مقاتلة وانظمة دفاع جوي والمزيد من القوات الى الشرق الاوسط في حملة لردع الجماعات المسلحة عن توسيع الصراع، الا انه اضاف ان الرد العسكري الأمريكي على الهجمات على الجنود الأمريكيين كان في حده الادنى، مضيفا ان هناك مخاوف داخل إدارة بايدن من أن تنفيذ انتقام كبير قد يتسبب في تصعيد العنف واثارة المزيد من الهجمات القاتلة. 

وذكر التقرير ان المنتقدين لادارة بايدن يقولون ان الرد الامريكي ضئيل مقارنة بالهجمات الستين والاصابات في صفوف الأمريكيين، والاهم من ذلك انه يمثل فشلا واضحا في ردع الجماعات المهاجمة. 

حساسيات الحكومة العراقية

وذكر التقرير؛ أنه على الرغم من أن نحو نصف هجمات الفصائل استهدفت قواعد امريكية في العراق نفسه، إلا أن الولايات المتحدة نفذت غارات جوية انتقامية ضد مواقع في سوريا فقط.

وتابع التقرير؛ أن البنتاغون يدافع عن ضرباته العسكرية هذه بالقول انها تستهدف مواقع الحرس الثوري الايراني، وهو له تأثير مباشر اكثر على طهران، مضيفا أن الهدف هو الضغط على طهران من اجل ان تبلغ الميليشيات بوقف الهجمات، مشيرين إلى أن هذه المواقع المستهدفة اختيرت، لأنها مستودعات اسلحة ومراكز لوجستية تابعة للميليشيات، وبالتالي فإن تدميرها يؤدي إلى تآكل القدرات الهجومية للمسلحين.

لكن التقرير اعتبر ان احد الاسباب الرئيسية لتركيز الهجمات الامريكية على سوريا هو أن الولايات المتحدة لا تريد المجازفة بتنفير الحكومة العراقية من خلال توجيه ضربات داخل حدودها، وهو ما قد يؤدي إلى مقتل أو جرح عراقيين.

وبعدما ذكّر التقرير بأن واشنطن اغتالت في اوائل يناير/كانون الثاني 2020، الجنرال الايراني قاسم سليماني، ونائب قائد الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، وهو ما ادى الى توتر العلاقات مع الحكومة العراقية والى تصاعد المطالبات بانسحاب كافة القوات الامريكية من العراق، قال التقرير ان واشنطن تعتبر ان وجودها في العراق حاسم في إطار الحرب ضد داعش، وهو ايضا ضروري من أجل دعم قواتها المتمركزة في سوريا ونفوذها المستمر في المنطقة. 

ترجمة: وكالة شفق نيوز

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي القواعد الامريكية في العراق محمد شياع السوداني الفصائل المسلحة المدعومة من إیران الولایات المتحدة فی العراق وسوریا هجمات الفصائل فی سوریا

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحذر من تصاعد الأزمة في السودان بسبب الحرب

حذرت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، من أن الحرب الأهلية المتواصلة في السودان بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تزداد عنفا واتساعا مع وقوع مجازر مروعة وأعمال عنف جنسي جماعية.

وأفاد مسؤولون أمميون في جلسة لمجلس الأمن بأن قادة الصراع لا يظهرون أي رغبة في التفاوض، بل يبدو أنهم يراهنون على حسم المواجهة عسكريا.

وأوضح مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، راميش راجاسينغهام، خلال تقريره أمام مجلس الأمن، أن "النزاع في السودان يهدد بمزيد من التصعيد"، وأن تصاعد الأعمال العسكرية من الطرفين قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المدنيين الذين يعانون من نقص في الغذاء والأمن.

وأشار التقرير إلى أن المواجهات تسببت حتى الآن في مقتل الآلاف وتشريد الملايين، كما أصبحت المجازر والعنف الجنسي سمة مروعة لهذا النزاع.

وأبدت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، روز ماري ديكارلو، قلقها من استئناف العمليات العسكرية بشكل مكثف مع نهاية موسم الأمطار، حيث يواصل الطرفان تجنيد المقاتلين وتوسيع هجماتهم، مؤكدة أن الجيش وقوات الدعم السريع "مقتنعان بقدرتهما على تحقيق النصر" على الرغم من المعاناة الإنسانية التي خلّفتها الحرب.

وأعربت الوكيلة عن استنكارها لتدفق الأسلحة إلى السودان، متهمة بعض الحلفاء المفترضين للطرفين المتحاربين بالتواطؤ في إدامة العنف.

المجاعة والأمراض

في الأثناء، كشف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقرير حديث أن نحو نصف سكان السودان، أي حوالي 26 مليون شخص، يواجهون انعدام الأمن الغذائي، مع تزايد مخاطر المجاعة في مختلف أنحاء البلاد.

وأوضح التقرير أن الصراع الدائر منذ 19 شهرا أدى إلى تدهور شديد في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أن نسبة الوصول إلى الخدمات الصحية تراجعت إلى 15.5% فقط بعد أن كانت 78% قبل الحرب.

وفي ما يتعلق بعمليات النزوح، أفادت الأمم المتحدة بأن عدد النازحين تجاوز 11 مليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال، مع تنامي الحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، خاصة في ظل صعوبة الوصول إلى بعض المناطق التي تستمر فيها الاشتباكات.

ورغم إعادة فتح معبر آدريه الحدودي مع تشاد في أغسطس/آب الماضي، الذي سمح بمرور "أكثر من 300 شاحنة" تحمل مساعدات لـ1.3 مليون شخص، فإن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى مناطق النزاع لا تزال "غير كافية" وإن "بعض المناطق لا يمكن الوصول إليها"، بحسب تقرير راجاسينغهام.

وأضاف راجاسينغهام أن هذا الصراع خلق معاناة شديدة، وأصبحت الظروف مواتية لحدوث وفيات على نطاق غير مسبوق.

ويتفاقم الوضع الصحي في السودان مع انتشار أمراض مثل الكوليرا التي أودت بحياة أكثر من 800 شخص وأصابت نحو 28 ألفا آخرين. ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، تسببت الحرب في نزوح أكثر من 14 مليون شخص، مما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم هذا العام.

وتتصاعد الضغوط الدولية على طرفي النزاع لوقف القتال وبدء المفاوضات، وسط تحذيرات أممية من وقوع كارثة إنسانية تهدد حياة الملايين، في ظل نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية.

ودعت منظمات حقوق الإنسان الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى تكثيف جهودهم من أجل وضع حد للعنف وإحلال السلام في السودان الذي بات يواجه أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه الحديث.

مقالات مشابهة

  • فصائل عراقية مسلحة تشن 3 هجمات بالمسيرات على إسرائيل
  • قصف هدفين عسكريين وسط وشمال الأراضي المحتلة بمسيرات الفصائل العراقية
  • الأمم المتحدة تحذر من تصاعد الأزمة في السودان بسبب الحرب
  • شينكر: أولوية واشنطن إبعاد العراق عن الصراع الإقليمي ورفضنا طلباً للسوداني
  • غارات أمريكية ضد مواقع مليشيا موالية لإيران في شرق سوريا
  • واشنطن تعلن ضرب 9 أهداف لمجموعات مرتبطة بإيران في سوريا
  • هجمات أمريكية على مواقع لجماعات مقربة من إيران في سوريا
  • ماذا ينتظر النظام السياسي في العراق من عودة ترامب
  • السوداني لمحمد بن سلمان: موقف العراق ثابت في منع توسعة الصراع بالمنطقة
  • بعد انفجارات في قلب العاصمة… إعلان حالة تأهب الجوي في أوكرانيا من قصف جوي مع تصاعد الهجمات الروسية