لماذا تتناقض مواقف ماكرون بشأن أحداث غزة؟.. خبراء يوضحون السبب
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
من اللحظات الأولى للعدوان المتواصل الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، دعمت فرنسا الرواية الإسرائيلية بشأن أحداث السابع من أكتوبر وعملية «طوفان الأقصى»، ولكن مع تزايد جرائم وانتهاكات الاحتلال بحق المدنيين، والضغوط الشعبية ضد فرنسا، تغير موقف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لدرجة أنه أصبحت لديه «آراء متناقضة» بشأن ما يجري في قطاع غزة.
الرئيس ماكرون أكد في الأيام الأولى للعدوان تضامن فرنسا مع إسرائيل، وإدانة عملية «طوفان الأقصى»، التي نفذتها الفصائل الفلسطينية، كما زار إسرائيل في الرابع والعشرين من أكتوبر الماضي، وأكد دعمه الشخصي لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وأن فرنسا تقف «كتف بكتف» مع دولة الاحتلال، قائلًا: «أريدكم أن تتأكدوا من أنكم لن تُتركوا وحدكم في هذه الحرب على الإرهاب، من واجبنا أن نحارب الإرهاب بلا أي لبس، وبدون توسيع نطاق هذا الصراع».
أراء إيمانويل ماكرون تتغيروبعد مرور أكثر من شهر على العدوان الإسرائيلي، ندد «ماكرون» بأعمال العنف التي ينفذها المستعمرون في الضفة الغربية وأعلن رفض باريس لما أسماها «سياسة ترهيب هدفها تهجير الفلسطينيين»، وأضاف أنه «لا شرعية في تعرض الأطفال والنساء وكبار السن في قطاع غزة للقصف».
وأعلن الرئيس الفرنسي، اليوم الاثنين، عن استئجار طائرة من سلاح الجو لنقل أكثر من 10 أطنان من الإمدادات الطبية إلى غزة خلال أيام، وهو تغيير في أراء ماكرون، يوضح التناقض بين الأيام الأولى من العدوان، والوقت الحالي.
خبير سياسي: «ماكرون» يتخذ نهج الغربالدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية، قال في تصريحات لـ«الوطن»، تعليقًا على تناقض مواقف «ماكرون»، إنه بعد يوم 7 أكتوبر والعمليات العسكرية في غزة، اتخذ الرئيس الفرنسي نفس النهج الذي ينتهجه معظم قادة الدول الغربية، ولم يستطع الوقوف على الحياد، وأكد على نفس ما يردده قادة الغرب بشأن مزاعم «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، والتعويض، بل والثأر من الفصائل الفلسطينية.
عوامل أدت إلى تغير موقف الرئيس الفرنسيوأوضح «صادق» أنه نتيجة لعدة عوامل، تغير موقف الرئيس الفرنسي، أبرزها الضغوط الشعبية من الجانب الفرنسي، حيث يقول مدير المركز العربي للدراسات السياسية»، أن «طبيعة المجتمع الفرنسي غيرت رأي ماكرون، فهناك ما يقرب من نصف المجتمع الفرنسي من أصول أفريقية وعربية، بالتالي هناك ضغوط من جانب الشعب الفرنسي على الإدارة الفرنسية، من أجل تغيير موقفها، بعد تصدير المشهد الإعلامي لقتل الأطفال وقصف المستشفيات والبنية التحتية».
وأكد «صادق» أن انتهاكات إسرائيل في قطاع غزة ضد القانون الدولي والإنساني، وبالإشارة إلى أن فرنسا ترفع شعار أنها «بلد الحريات»، فقد ساهم ذلك في تهييج الموقف الشعبي ضد الرئيس الفرنسي، وقامت فرنسا تحت الضغوط بتدشين قمة المساعدات الإنسانية في باريس، تمهيدًا لدخول المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح.
إسرائيل لم تحقق أي من أهدافها في غزةوأشار مدير العربي للدراسات السياسية إلى أن إسرائيل لم تحقق أي من أهدافها في غزة، ومع تغير موقف الولايات المتحدة من دعم مطلق لإسرائيل، إلى حديث عن دخول المساعدات، وعدم قتل المدنيين، وضرورة أن يكون هناك هدنة إنسانية، أدى كل ذلك إلى تغيير الموقف الفرنسي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي غزة فرنسا باريس أحداث غزة موقف ماكرون الرئیس الفرنسی تغیر موقف قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الدرك الفرنسي يدق ناقوس الخطر: بلادنا على وشك نزاع مسلح
يمانيون../
وجه المدير العام لقوات الدرك الفرنسي، الجنرال هوبير بونو اليوم الثلاثاء، تحذيرا من احتمال نشوب “نزاع مسلح وتعرض الأراضي الفرنسية للاعتداء”.. مؤكدا أن فرنسا تمر بـ”نقطة تحول” حساسة.
وسربت صحيفة “لوموند” رسالة لبونو موجهة إلى كبار قادة المناطق الإقليمية في فرنسا والجهات والمديرين المركزيين، وتتألف من ثلاث صفحات ومؤرخة بتاريخ 19 يناير 2025، أشار الجنرال بونو فيها إلى أن “البيئة الاستراتيجية الحالية أصبحت أكثر صرامة”.. مؤكدا أن فرنسا تمر بـ”نقطة تحول” حساسة.
وأوضح أن “جهات فاعلة ومنافسين يسعون إلى زعزعة استقرار البلاد، مما يستدعي تعزيز التنسيق مع القوات المسلحة وتطوير الدفاع الإقليمي العملياتي”.
وطالب الجنرال بونو، “أفراد الدرك بالاستعداد الكامل للحفاظ على دورهم في الدفاع عن الوطن”، كما شدد على ضرورة “المحافظة على التماسك الوطني الذي يعتبر العنصر الأهم في مواجهة التحديات الحالية”.
ودعا إلى تبني “الروح العسكرية”… مشيرا إلى “فرضية التورط في نزاع كبير”.
وقال: “التطورات السياسية في الولايات المتحدة، مع انعكاساتها ولا شك أن العواقب المحتملة على حلف الناتو ستدفع أوروبا إلى الالتزام بشكل أكبر بالدفاع عن نفسها، في حين تدخل الأزمة الأوكرانية عامها الثالث”.
وأردف: “يقع على عاتق قوات الدرك العاملة والاحتياطية البالغ عددها 135.000 واجب إعداد أنفسهم ليأخذوا مكانهم استعدادا لأي فرضية، ولا سيما من خلال تعزيز اكتساب وصيانة المعدات العسكرية “.
كما أكد على “أهمية تعزيز العلاقة بين قوات الدرك والجيش”.. مشيرا إلى “ضرورة استعداد الدرك للعب دور محوري في الدفاع العملياتي عن الأراضي”.
هذا وأوضح بعض البرلمانيين الفرنسيين في تقاريرهم، أن الوضع الأمني قد تدهور في مناطق عدة.