من اللحظات الأولى للعدوان المتواصل الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، دعمت فرنسا الرواية الإسرائيلية بشأن أحداث السابع من أكتوبر وعملية «طوفان الأقصى»، ولكن مع تزايد جرائم وانتهاكات الاحتلال بحق المدنيين، والضغوط الشعبية ضد فرنسا، تغير موقف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لدرجة أنه أصبحت لديه «آراء متناقضة» بشأن ما يجري في قطاع غزة.

الرئيس ماكرون أكد في الأيام الأولى للعدوان تضامن فرنسا مع إسرائيل، وإدانة عملية «طوفان الأقصى»، التي نفذتها الفصائل الفلسطينية، كما زار إسرائيل في الرابع والعشرين من أكتوبر الماضي، وأكد دعمه الشخصي لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وأن فرنسا تقف «كتف بكتف» مع دولة الاحتلال، قائلًا: «أريدكم أن تتأكدوا من أنكم لن تُتركوا وحدكم في هذه الحرب على الإرهاب، من واجبنا أن نحارب الإرهاب بلا أي لبس، وبدون توسيع نطاق هذا الصراع».

أراء إيمانويل ماكرون تتغير

وبعد مرور أكثر من شهر على العدوان الإسرائيلي، ندد «ماكرون» بأعمال العنف التي ينفذها المستعمرون في الضفة الغربية وأعلن رفض باريس لما أسماها «سياسة ترهيب هدفها تهجير الفلسطينيين»، وأضاف أنه «لا شرعية في تعرض الأطفال والنساء وكبار السن في قطاع غزة للقصف».

وأعلن الرئيس الفرنسي، اليوم الاثنين، عن استئجار طائرة من سلاح الجو لنقل أكثر من 10 أطنان من الإمدادات الطبية إلى غزة خلال أيام، وهو تغيير في أراء ماكرون، يوضح التناقض بين الأيام الأولى من العدوان، والوقت الحالي.

خبير سياسي: «ماكرون» يتخذ نهج الغرب

الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية، قال في تصريحات لـ«الوطن»، تعليقًا على تناقض مواقف «ماكرون»، إنه بعد يوم 7 أكتوبر والعمليات العسكرية في غزة، اتخذ الرئيس الفرنسي نفس النهج الذي ينتهجه معظم قادة الدول الغربية، ولم يستطع الوقوف على الحياد، وأكد على نفس ما يردده قادة الغرب بشأن مزاعم «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، والتعويض، بل والثأر من الفصائل الفلسطينية.

عوامل أدت إلى تغير موقف الرئيس الفرنسي

وأوضح «صادق» أنه نتيجة لعدة عوامل، تغير موقف الرئيس الفرنسي، أبرزها الضغوط الشعبية من الجانب الفرنسي، حيث يقول مدير المركز العربي للدراسات السياسية»، أن «طبيعة المجتمع الفرنسي غيرت رأي ماكرون، فهناك ما يقرب من نصف المجتمع الفرنسي من أصول أفريقية وعربية، بالتالي هناك ضغوط من جانب الشعب الفرنسي على الإدارة الفرنسية، من أجل تغيير موقفها، بعد تصدير المشهد الإعلامي لقتل الأطفال وقصف المستشفيات والبنية التحتية».

وأكد «صادق» أن انتهاكات إسرائيل في قطاع غزة ضد القانون الدولي والإنساني، وبالإشارة إلى أن فرنسا ترفع شعار أنها «بلد الحريات»، فقد ساهم ذلك في تهييج الموقف الشعبي ضد الرئيس الفرنسي، وقامت فرنسا تحت الضغوط بتدشين قمة المساعدات الإنسانية في باريس، تمهيدًا لدخول المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح.

إسرائيل لم تحقق أي من أهدافها في غزة

وأشار مدير العربي للدراسات السياسية إلى أن إسرائيل لم تحقق أي من أهدافها في غزة، ومع تغير موقف الولايات المتحدة من دعم مطلق لإسرائيل، إلى حديث عن دخول المساعدات، وعدم قتل المدنيين، وضرورة أن يكون هناك هدنة إنسانية، أدى كل ذلك إلى تغيير الموقف الفرنسي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي غزة فرنسا باريس أحداث غزة موقف ماكرون الرئیس الفرنسی تغیر موقف قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الداخلية الفرنسي يهدد بالاستقالة إذا لينت باريس موقفها في ملف الجزائر

لوح وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، بالاستقالة، إذا لينت باريس موقفها حيال الجزائر لكي توافق على استقبال رعاياها الموجودين في فرنسا بصورة غير نظامية، وذلك في مقابلة مع صحيفة لو باريزيان نشرتها السبت على موقعها الإلكتروني.

وأدى رفض الجزائر استقبال مواطنين يقيمون بصورة غير قانونية في فرنسا التي حاولت ترحيلهم إلى وطنهم وبينهم منفذ هجوم أوقع قتيلا في 22 فبراير في مولوز (شرق فرنسا)، إلى توتر العلاقات بين البلدين، والتي تدهورت أساسا منذ اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء في يوليو 2024.

ومعلوم أن الجزائر رفضت استقبالهم فأعيدوا إلى فرنسا حيث هم موقوفون.

وقال ريتايو في المقابلة، السبت، إنه سيواصل العمل بزخم كبير « طالما لدي قناعة بأنني مفيد وبأن لدي الوسائل ».

لكنه حذر من أنه « إذا طلب مني الاستسلام في هذه القضية التي تنطوي على أهمية كبرى بالنسبة لأمن الفرنسيين، فمن الواضح أنني سأرفض ».

وأضاف الوزير « لست هنا من أجل منصب ولكن لإنجاز مهمة، هي حماية الفرنسيين ».

مواقف ريتايو الذي يدلي بتصريحات نارية ضد الجزائر، خصوصا منذ سجن الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، جاءت ردا على سؤال بشأن الملف الجزائري و »الرد التدريجي » الذي يدعو إليه في حال رفضت الجزائر استقبال رعاياها الموجودين بصورة غير مشروعة في فرنسا.

والجمعة أعدت الحكومة الفرنسية قائمة بأسماء 60 من الرعايا الجزائريين الذين يتعين عليهم مغادرة الأراضي الفرنسية.

وفق ريتايو « سيعاد النظر في نهاية الرد في اتفاق العام 1968″، وتابع « سأكون حازما وأتوقع تنفيذ هذا الرد التدريجي ».

واتفاق التعاون في مجال الهجرة المبرم بين فرنسا والجزائر في 1968 يمنح وضعا خاصا للجزائريين لناحية التنقل والإقامة والعمل في فرنسا.

وسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التهدئة، معلنا أنه « يؤيد إعادة التفاوض » بهذا الاتفاق و »ليس الإلغاء ».

وندد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مطلع فبراير بــ »مناخ ضار » بين الجزائر وفرنسا، مشددا على وجوب أن يستأنف البلدان الحوار متى عبر الرئيس الفرنسي بوضوح عن رغبة في ذلك.

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: إسرائيل أبلغت إدارة ترامب بشأن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
  • ماكرون يؤكد التزام فرنسا وكندا بتحقيق سلام دائم في أوكرانيا
  • وكالة الأنباء تكشف الحقيقة بالأرقام وتضع حدا للنفاق الفرنسي 
  • وزير الداخلية الفرنسي يلوّح بالاستقالة إذا تراجعت باريس عن موقفها بشأن المهاجرين الجزائريين
  • عون الى فرنسا للقاء ماكرون ولا ضوء أخضر لأموال إعادة الإعمار...
  • وزير الداخلية الفرنسي يهدد بالاستقالة إذا لينت باريس موقفها في ملف الجزائر
  • حماس تعتبر أن "الكرة في ملعب إسرائيل" بشأن الهدنة في غزة
  • متلازمة «الإعلام هو السبب».. لماذا نبحث دائما عن شماعة؟
  • مظاهرات حاشدة في أنحاء كوريا الجنوبية قبل صدور حكم مهم بشأن عزل الرئيس
  • خبراء أمميون يتهمون إسرائيل باستخدام "العنف الجنسي والمنهجي" في غزة