رأي الوطن: صمودكم سيفشل مخططهم الخبيث
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
تكشَّفت النِّيَّات الخبيثة الَّتي يحملها كيان الاحتلال الصهيونيِّ للفلسطينيِّين في قِطاع غزَّة، حيث يسعى هذا الكيان المارق الإرهابيُّ إلى زيادة المعاناة الإنسانيَّة للفلسطينيِّين باستخدام كافَّة أوْجُه القمع والإرهاب والحصار؛ لإجبار سكَّان قِطاع غزَّة على النزوح، لِتُسطِّرَ هذه النَّازيَّة الجديدة مرحلةً جديدة من مراحل التهجير القسريِّ، وتخلُق نكبةً مُتجدِّدةً، تُماثلُ نكبة عام 1948 والَّتي شهدت مذابح وجرائم مسطورةً في صفحات التَّاريخ خلَّفت تهجير أكثر من (750) ألف فلسطينيٍّ، دُونَ أنْ يتمَّ محاسبة كيان الاحتلال الصهيونيِّ على جرائمه ومذابحه، وفي ظلِّ وجود المادَّة (49) من اتفاقيَّة جنيف الرابعة الَّتي تحظُر الإخلاء القسريَّ وتُجرِّمه، ما يؤكِّد أنَّ القوانين وحدها والقرارات لا تستطيع معالجة الأزمة، ولا تستطيع إيقاف العدوان.
وعلى ذات الطريق، وبنَفْسِ المنهجيَّة القذرة، يَسيرُ كيان الاحتلال الصهيونيِّ، ويعمل على إجبار سكَّان قِطاع غزَّة على التهجير القسريِّ، من الشمال إلى الجنوب، في خطَّة وضحت معالمها للعالَم أجمع تهدف إلى الاستيلاء على كامل الأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة، وتصفية القضيَّة عَبْرَ نيَّته على إجبار سكَّان قِطاع غزَّة على النزوح نَحْوَ سيناء المصريَّة، ثمَّ اختلاق موقفٍ مُشابهٍ في الضفَّة يقوم هذا الكيان الإرهابيُّ بعدها بشَنِّ عدوان متصاعد على سكَّان الضفَّة، وقَبلهم عرب الـ48، وهو ما يؤكِّد أنَّ مجازر كيان الاحتلال الصهيونيِّ في قِطاع غزَّة، وما ارتكب من جرائم ضدَّ الإنسانيَّة في فلسطين، من قتْلِ أطفالٍ ومَدنيِّين وكبار سِنٍّ، لِيتجاوزَ عدد الشهداء (12) ألف شخص، واستخدام المجاعة والماء والدَّواء سلاحًا للحرب، وعقابًا جماعيًّا ضدَّ شَعب غزَّة، ما هي إلَّا خطَّة مدروسة موضوعة مسبقًا، ولَمْ تكُنْ ردًّا على عمليَّة «طوفان الأقصى» كما يشيع كيان الاحتلال وحلفاؤه.
إنَّ استمرار كيان الاحتلال الصهيونيِّ في مُخطَّطه الخبيث عَبْرَ مواصلة إصدار أوامر إخلاء للمَدنيِّين الفلسطينيِّين في شمال غزَّة ومطالبتهم بالتوجُّه إلى الجنوب، في الوقت الَّذي يواصل فيه هجماته على الجنوب، خصوصًا مُخيَّمي النصيرات والبريج للاجئين، يؤكِّد نيَّات التهجير القسريِّ، الَّذي ـ للأسف الشديد ـ يوجد مَنْ يُروِّج له، ويُمهِّد له الطريق عَبْرَ بوَّابة إقامة مُخيَّمات لجوء ومُدُن طبيَّة، ستكُونُ النواة الأولى لِتحقيقِ أهداف الكيان الصهيونيِّ الخبيثة، الَّتي تتَّضح رويدًا رويدًا، حيث باتَ قِطاع غزَّة مقبرةً تكاد لا تصلُح للسُّكنى جرَّاء التدمير المُمنهَج، في جريمةٍ نازيَّة لَمْ يَعُدْ السُّكوت عَلَيْها مقبولًا، وباتَ أمام أصحاب الضَّمير الحُرِّ في هذا العالَم موقفٌ واحد لا يُمكِن الحياد عَنْه، وهو الوقف الفوريُّ لإطلاق النَّار وحماية المَدنيِّين الفلسطينيِّين، ووقف النَّقل القسريِّ، وتوفير المساعدات الإنسانيَّة على نطاق واسع دُونَ أيَّة عوائق، لإنقاذ أرواح المَدنيِّين ووضعِ حدٍّ لمعاناتهم واسعة النطاق.
ويظلُّ الوقوف أمام هذا المُخطَّط الصهيونيِّ، الفاشل بالضرورة، رهينة صمود الشَّعب الفلسطينيِّ، ورفْضِه إحداث نكبة جديدة للقضيَّة الفلسطينيَّة، وتماسُك كافَّة مُكوِّنات الطَّيف الفلسطينيِّ كَيَدٍ واحدة ضدَّ هذا العدوان الغاشم، وترك الفرصة للمقاومة للتصدِّي لهذا العدوان. فوحدة أبناء فلسطين هي الطريق الوحيد لردع النَّازيَّة الجديدة، لذا نشدُّ على أيادي أبناء فلسطين ونطالِبُهم بالتماسك والصَّبر أمام المُخطَّطات الصهيونيَّة العدوانيَّة الَّتي باتَتْ واضحة، والمدعومة من قِبل حلفاء الكيان وأعوانهم، فما النَّصر إلَّا صبر ساعة، وعلى الجانب المناصِر للقضيَّة الفلسطينيَّة مواصلة مطاردة مُجرِمي الحرب الصهاينة، والعمل على وقف العدوان في أسرع وقتٍ، فالفلسطينيون يدفعون فاتورة الأطماع الصهيونيَّة، الَّتي لَنْ تقفَ بالتأكيد على الحدود التاريخيَّة لدَولة فلسطين، فنحن أمام نظام إرهابيٍّ يسعى للسيطرة من النِّيل إلى الفرات.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: کیان الاحتلال الصهیونی
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تشهد أكبر هجرة منذ عقود.. هل بدأ انهيار الحلم الصهيوني؟
بمرور أكثر من عام على حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة المحاصر، نجحت "صواريخ" المقاومة التي وصلت لعمق الأراضي المحتلة، في هزّ استقرار دولة الاحتلال المزعومة وإفشال مخطّط تجميع اليهود حول العالم، والهجرة للأراضي المحتلة.
ومنذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شهدت دولة الاحتلال الإسرائيلي حالات هجرة غير مسبوقة. وعلى مدار عام من "طوفان الأقصى" غادر نحو 700.00 مستوطن نحو الخارج بشكل دائم، وفق معطيات إسرائيلية، ما يعكس زيادة هائلة بلغت 285 في المئة، من معدلات الهجرة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.
وفقًا لبيانات غير رسمية، غادر حوالي 40,400 إسرائيلي البلاد في النصف الأول من عام 2024، ما يعكس زيادة ملحوظة مقارنة بالأعوام السابقة، وهناك تزايد في هجرة المهنيين، بما في ذلك الأطباء والمبرمجين والعلماء، بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الناجمة عن الحرب والتوترات الداخلية في دولة الاحتلال الإسرائيلي.
الاحتلال يعود للخلف
في الوقت الذي يفتح فيه الأبواب على مصراعيها لهجرة اليهود حول العالم، لموازنة عدد اليهود داخل الأراضي المحتلة مع أعداد الفلسطينيين، أعادت عملية "طوفان الأقصى" دولة الاحتلال، خطوات إلى الخلف، حيث قدّرت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، عدد السكان بنحو 9.9 ملايين نسمة، بينهم أكثر من مليوني عربي.
وأعلن جهاز الإحصاء الفلسطيني، أن عدد الفلسطينيين في فلسطين قد بلغ نحو 7 ملايين و300 ألف، في حين يقدّر عدد اليهود بنحو 7 ملايين و200 ألف مع نهاية عام 2023، ما يعني أن عدد الفلسطينيين يزيد على عدد اليهود في فلسطين التاريخية.
الوطن الآمن
تعكس هذه الأرقام شعورًا متزايدًا بعدم الأمان والفوضى التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي، في وقت تواصل فيه المقاومة الفلسطينية توجيه ضربات موجعة للآلة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، وهذه الحالة من عدم الاستقرار تدفع العديد من الإسرائيليين للبحث عن ملاذات آمنة في دول أخرى، مما يؤثر سلبًا على الاستقرار الديموغرافي في دولة الاحتلال.
في حين أن الاحتلال الإسرائيلي دائمًا ما يصور نفسه كـ"الوطن الآمن" لليهود من جميع أنحاء العالم، إلا أن الأوضاع الحالية تُظهر أن تلك الفكرة أصبحت موضع شك، وتضع حكومة الاحتلال الإسرائيلية في أزمة لاستعادة ثقة المهاجرين.
وهذه الهجرة تمثل تهديدًا وجوديًا ليس فقط للاحتلال، بل للمشروع الصهيوني بأسره، في ظل التحديات الديمغرافية والاقتصادية المتزايدة، إذ يشير مراقبون إلى أن تركيبة السكان في دولة الاحتلال الإسرائيلي بدأت تتآكل؛ ما يعكس تغيرًا ديمغرافيًا مقلقًا يؤثر على مستقبل دولة الاحتلال الإسرائيلي المزعومة كدولة يهودية.
فيما أظهرت الأرقام المبكرة أيضا، أن عدد المهاجرين اليهود إلى الاحتلال الإسرائيلي قد انخفض مع الشهر الأول بعد تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بنسبة 50 في المئة مقارنة مع بداية العام، ثم انخفض العدد بنسبة 70 في المئة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، إذ هاجر فقط ألفا شخص إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في تلك الفترة.
أسباب الهجرة من الأراضي المحتلة
قلق أمني: حالة من الخوف وعدم الاستقرار الناجمة عن الأحداث التصعيد العسكري، والقصف المتواصل بين المقاومة في غزة وحزب الله في لبنان، والعديد من المستوطنين يفضلون مغادرة الأراضي المحتلة بحثًا عن الأمان في دول أخرى.
الضغوط الاقتصادية: الوضع الاقتصادي المتأثر بالحرب الدائرة في قطاع غزة وجنوب لبنان وارتفاع تكاليف المعيشة، دفع بعض المستوطنين إلى التفكير في الهجرة كخيار لتحقيق مستوى معيشة أفضل في الخارج.
صور من قاعات الخروج مطار بن غوريون في تل أبيب عن هجرة المستوطنين الصهاينة على نطاق واسع للأراضي المحتلة نتيجة تعزيز احتمالية الصراع بين حزب الله والجيش الإسرائيلي
هذة الأرض لا تتسع لهويتين أما نحن أو نحن #جنوبيّ_لبنان✌️????????#فلسطين_المحتلة ✌️???????? pic.twitter.com/h2DPb1B2Xh — ابو الباسل // A _s_s_i // (@assi_aroq) June 23, 2024
الهجرة إلى دول معينة
وجهات الهجرة: تصدّرت كل من ألمانيا وكندا قائمة الدول التي يسعى المستوطنون للهجرة إليها، حيث تتمتع هذه الدول بسمعة جيدة من حيث الأمان والاستقرار السياسي، والدعم الكامل للاحتلال الإسرائيلي، كما ذهب البعض إلى البرتغال التي أعلنت فتح أبوابها للقادمين من المستوطنين.
مستقبل الاحتلال الإسرائيلي
أكد المختص بالشأن الإسرائيلي، فراس ياغي، في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أنّ: "هجرة المستوطنين التي تسبّبت فيها معركة طوفان الأقصى بالتأكيد لها تأثير على مستقبل إسرائيل ذاتها، ولكن يجب العودة إلى نتائج الانتخابات الأخيرة داخل الاحتلال الإسرائيلي، والتي أسفرت عن حكومة يمينية ذات توجّهات دينية بقيادة نتنياهو، مدعومة بأحزاب الصهيونية الدينية مثل بن غفير وسموتريتش".
وأوضح ياغي، أن: "هذا التغير في الهوية السياسية الإسرائيلية خلق صراعاً داخلياً بين التيار الليبرالي والتيار الديني، مما دفع مئات الآلاف للاحتجاج على السياسات الحكومية"، مضيفا أن "الأزمة تعمّقت مع أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث اهتزت ثقة المستوطن في الأمن، خصوصاً بعد فشل جيش الاحتلال في حماية المستوطنين خلال عملية طوفان الأقصى".
وتابع: "هذا الموقف لم يهدد وجود إسرائيل كدولة بقدر ما ضرب مفهوم "الأمن" الذي تعتمد عليه كدولة الآمن والأمان لليهود حول العالم، فإن العملية شكّلت ضربة قاصمة لثقة المجتمع الإسرائيلي في الجيش وأجهزة الأمن".
وقال ياغي إنّه: "رغم الرد العسكري العنيف من قبل الاحتلال الإسرائيلي على هذه العملية، إلا أن المخاوف الأمنية لم تهدأ، فالشعور بعدم الأمان بات يتزايد بين المستوطنين، خاصة في المناطق القريبة من الحدود مع غزة، مما دفع البعض إلى التفكير في مغادرة البلاد بشكل نهائي".
وأضاف أنّ: "التقارير الإعلامية تشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواجه موجة هجرة عكسية غير مسبوقة. فمنذ بداية الحرب الأخيرة، غادر نحو ما يقرب من 700 ألف إسرائيلي البلاد، في ظاهرة تعكس حالة عدم الثقة المتزايدة في قدرة الدولة على توفير الأمن والاستقرار".
هذه اللغة الذي يفهمها العدو
ضربات حيدرية تسبب هجرة عكسية وخوف ورعب في نفوس المستوطنين،
فلسطين ستنتصر والدماء الزكية هي وقود الانتصار بإذن الله
سلمت الايادي #حزب_اللہ pic.twitter.com/L83YO9CsyH — علياء الحسني???????? (@Alia2Hassani) November 18, 2024
وأشار ياغي إلى أن "العملية وضعت إسرائيل أمام واقع جديد، والمفاهيم التوراتية المتطرفة باتت تهيمن على المشهد السياسي، ما أدى إلى تصاعد الهجرة العكسية، وأشارت الاستطلاعات إلى أن 24 في المئة من الإسرائيليين يفكرون في الهجرة".
كذلك، يهاجر شهرياً نحو 2200 شخص، خاصة وأن النخب الاقتصادية والأكاديمية من أهم الشرائح المهاجرة ما يضع الاحتلال الإسرائيلي في موقف حرج، إضافة إلى الأمن، والاقتصاد الذي يعاني من تداعيات الحرب، كما أن هناك أيضاً مخاوف من هيمنة التيار الديني المتطرف على كافة مفاصل الدولة.
وتابع ياغي أن خروج النخب الاقتصادية والعلمية يشكل تهديدًا خطيرًا على اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعتمد على قوة عاملة ماهرة وقطاع تكنولوجي متقدم، وهجرة تلك النخب تعني انخفاض الإنتاجية، وتراجع في الابتكار والتكنولوجيا.
التأثيرات الاجتماعية
ومن ناحية أخرى، أكد فراس ياغي، أنه: "بعد عملية طوفان الأقصى يعاني مجتمع الاحتلال الإسرائيلي من تراجع في التماسك الداخلي، والفجوة تتسع بين الطبقات الاجتماعية وبين العلمانيين والمتدينين، وارتفاع معدلات الهجرة يساهم في تفكك المجتمع، مع زيادة الاستقطاب الاجتماعي بين من يفضل البقاء والتشبث بالدولة الصهيونية ومن يرى أن الحياة خارج الكيان الإسرائيلي أكثر أمانًا واستقرارًا".
تحديات وجودية لـ"إسرائيل"
واختتم ياغى حديثه قائلا إنّ: "الاحتلال الإسرائيلي يواجه الآن تحديات وجودية متعددة قد تهدد بقاءها على المدى الطويل، فمن الهجرة العكسية إلى تراجع الدعم الدولي، ومن تصاعد الصراع الداخلي بين التيارين الديني والعلماني إلى تدهور الأمن الداخلي".
"أيضا، استمرار التيار الديني المتطرف في فرض سيطرته على الحكم قد يزيد من هذه التحديات ويهدد بقاء إسرائيل كدولة علمانية، في ظل هذه التحديات، تواجه إسرائيل مصيرًا مجهولًا، حيث تتزايد التساؤلات حول قدرتها على البقاء في ظل هذه الأزمات المتراكمة".
الكيان الصهيوني والله انه يتألم ويتجرع نفس مرارت اهل غزة وفلسطين ولبنان
آلآف وربما ملايين المستوطنين تعج بهم الملاجأ
عيشتهم اصبحت صعبة ومكلفة للغاية التضخم وصل لمستويات غير مسبوقة هجرة المستوطنين لوطنهم الاصلي زادت بهذه الفترة خوف من قصف المطارات من حزب الله#حيفا_تحت_النار pic.twitter.com/fusne3FQvh — ???????????????????? (@Almamari008800) September 24, 2024