جريدة الوطن:
2025-02-02@17:58:23 GMT

نهضة عنوانها التضافر والتلاحم

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

نهضة عنوانها التضافر والتلاحم

أهمُّ ما يميِّز سلطنة عُمان من وجهة نظري الشخصيَّة البسيطة، هو هذا التلاحم والتضافر الملحوظ بَيْنَ القيادة والشَّعب، وهو تلاحم قائم على الثِّقة المتبادلة القائمة على أُسُس راسخة ممتدَّة طوال التاريخ العُماني التليد. فكافَّة مُكوِّنات الطَّيف العُماني، حكمًا ومحكومين، يضعون في الأساس مصلحة بلدهم، ويعملون بشكلٍ جماعي وعقلٍ جمعي على رفعة وطنهم، فهناك حالة عُمانيَّة متفرِّدة قلَّما تجدها، قائمة على ترابط منسوج بعناية، يحاول الوصول نَحْوَ أهدافه الرئيسة بثقة كبيرة، وينطلق من رؤية شاملة لمفهوم الترابط بَيْنَ الوطن والمواطن، رؤية عميقة ترتكن على كافَّة الأسباب الممكنة لِتعززَ روح الولاء، وترسِّخَ تفاعل القيادة مع شَعبها الوفي، ما يُسهم في تعميق مبدأ وثقافة الانتماء.


هذه الرؤية الَّتي آمَنَ بها المغفور له بإذن الله تعالى السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ كانت بوَّابة النَّجاح لِمَا تَحقَّق من إنجازات نهضويَّة كبيرة طوال مدَّة حُكمه، وهي رؤية طوَّرها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ وعمل على تنميتها بشكلٍ ملحوظ، وجعلها بوَّابة العمل الوطني، حيث عمَّق هذا الترابط عَبْرَ بوَّابة المشاركة الشَّعبيَّة في التخطيط والتنفيذ معًا، وكانت رؤية «عُمان 2040» الطموحة خير مُعبِّر عن تلك الرؤية السَّامية لِمُجدِّد نهضة عُمان المباركة، والَّتي تعمل على بناء منظومة وطنيَّة شاملة تنصهر لِتؤسِّسَ دَوْرًا مجتمعيًّا بارزًا في بناء الولاء والتلاحم والانتماء الوطني، حيث يدرك جلالته أهمِّية هذا الدَّوْر الوطني في تحقيق جلِّ الأهداف الوطنيَّة المنشودة.
ويأتي تأكيد جلالة السُّلطان المُعظَّم على هذا الدَّوْر الشَّعبي الملحوظ والمتنامي منذ تولِّي جلالته مقاليد الحُكم، حيث أشار جلالة القائد أثناء خِطابه الأخير أثناء افتتاح دَوْر الانعقاد السَّنوي الأوَّل للدَّوْرة الثَّامنة لمجلس عُمان، إلى دَوْر أبناء عُمان الأساسي فيما تَحقَّق خلال الأعوام الأربعة الماضية من إنجازات متواصلة في مسار التنمية الشاملة، حيث حرص جلالته دائمًا على المُضي قُدُمًا نَحْوَ ترسيخ مبدأ المشاركة الشَّعبيَّة. فسلطنة عُمان باتَتْ محمَّلةً بطموحات شَعبيَّة ووطنيَّة كبيرة، وباتَتْ تستشرف مستقبلًا جديدًا قائمًا على طموحات وآمال وتطلُّعات شَعبيَّة مُتجدِّدة، قائمة على ما تَحقَّق من منجز رغم عِظَمِ التحدِّيات والأزمات الَّتي واجهتها في السَّنوات القليلة الماضية، فخطط الإنقاذ قَدْ حقَّقت المنشود، وبَقيَ المُضي قُدُمًا في الطريق المرسوم برؤى سامية ثاقبة وحكيمة، تدرك المتغيِّرات في عالَمنا المعاصر.
إنَّ التَّوجيهات السَّامية لِتَعظيمِ المشاركة الشَّعبيَّة والعمل على تنمية دَوْر الشَّباب العُماني، وتأهيله لكَيْ يتقدَّمَ مَسيرة البناء والأمل في التوجُّه نَحْوَ إحداث التنمية الشَّاملة المستدامة المنشودة، خصوصًا مع مساعي تجديد عهد النَّهضة المباركة، الَّتي سيكُونُ للشَّباب العُماني دَوْر كبير؛ كونه باتَ يُشكِّلُ ديموغرافيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا، متحوِّلًا رئيسًا، في جُملة من المتغيِّرات الَّتي تعيشها سلطنة عُمان، في طريقها نَحْوَ المستقبل، الَّذي باتَ يعتمد على مبدأ اللامركزيَّة، سواءً في التخطيط أو التنفيذ، وهو نهج يسعى إلى تمكين المُجتمع المحلِّي مِن إدارة شُؤونه والإسهام في بناء وطنِه.
إبراهيم بدوي
ibrahimbadwy189@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الع مانی ع مانی

إقرأ أيضاً:

«محطات وملامح الشعر العُماني» في ندوة بمعرض الكتاب

استضافت «القاعة الدولية»، بلازا «2»، في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة بعنوان «الشعر العُماني: مشكلات وملامح»، شارك فيها عدد من الشخصيات البارزة: الكاتب والشاعر الدكتور إسماعيل السالمي، الأكاديمي الدكتور محمد الحجري، الكاتب والشاعر سعيد الصقلاوي، الدكتور محمد المهري، وأدار الندوة الشاعر سامح محجوب.

الشعر العُماني في الجاهلية وصدر الإسلام

بدأ الشاعر سامح محجوب، بكلمة استعرض فيها أهمية الشعر كمرآة تعكس حياة العرب وتاريخهم، حيث قال: «الشعر هو سجل تاريخنا في أفضل صورة، وهو ما يجسد عمق الثقافة العربية».

ومن جانبه، ألقى الدكتور إسماعيل السالمي، كلمته، التي أكد فيها أهمية الشعر العماني في العصور المختلفة، بدأ حديثه بالتطرق إلى الشعر العماني في العصر الجاهلي، وصدر الإسلام، مشيرًا إلى أن الشعر العماني في تلك الفترات كان يعكس ارتباط الشعراء بالأرض العمانية.، وألقى أبياتًا من قصيدته الشهيرة «عشقت مصر»، قائلاً: «عشقت مصر التي بالحب قد فطرت قلبي»، ليوضح التأثير العميق الذي تركته مصر في الثقافة العمانية، كما أشار إلى بعض الشعراء العمانيين البارزين في تلك الفترات، مثل: يزيد بن العاتكي، وأبو جزيمة، وأوس بن زيد العبدي، متحدثًا عن تأثيرهم في الثقافة الشعرية العمانية، كما ذكر بعض شعراء صدر الإسلام، مثل: كعب بن زهير، والسيد الحميري.

ندوة عن الشعر العُماني بمعرض الكتاب الشعر العماني في العصرين النبهاني واليعربي

وانتقل الدكتور محمد الحجري، في حديثه، إلى الشعر العماني في العصرين النبهاني واليعربي، موضحًا أنه على الرغم من الوضع السياسي المضطرب في تلك العصور، إلا أن الشعر العماني ازدهر بشكل ملحوظ، وأوضح أن الشعر في عمان خلال تلك الفترات، كان متأثرًا بشكل كبير بالطبيعة الخاصة للتاريخ العماني، مشيرًا إلى أن عمان كانت بعيدة عن تأثيرات العواصم الكبرى، مثل: بغداد، ودمشق، وأن العصر النبهاني بدأ في القرن السادس الهجري بعد سقوط الإمامة العمانية الثانية، ويعد من العصور التي شهدت ازدهارًا في الأدب والعلم لمواجهة الصراعات السياسية، مؤكدا على دور العلماء، مثل: أسد البحار ابن ماجد، في فترة العصر النبهاني.، تحدث الحجري، عن أبرز الشعراء في هذين العصرين، مثل: سليمان بن مظفر النبهاني، محمد بن مداد الناعبي، وخلف بن سنان الغافري، مشيرًا إلى أن هؤلاء الشعراء أسهموا بشكل كبير في إثراء الأدب العماني.

ندوة عن الشعر العُماني بمعرض الكتاب الشعر العماني في دولة البوسعيد

من جهته، تحدث الدكتور محمد المهري، عن الشعر العماني في عصر دولة البوسعيد، حيث أشار إلى دور الشعراء في توظيف التراث في القصائد المدحية، وأوضح أن الشعراء العمانيين في هذا العصر، قد اعتمدوا على التراث العربي الإسلامي، واستخدموا الأمثال العربية لتوثيق الوقائع والأحداث المُهمة في حياة السلطان، والمجتمع العماني، وتناول المهري، الحديث عن تأثر الشعراء العمانيين بالمتنبي، في قصائدهم المدحية، حيث استشهد بأمثلة من شعر المجيزي، في مدح السلطان فيصل بن تركي، وكيف أن الشعر العماني في هذه الفترة، قد شهد تحولات كبيرة في توظيف التراث الديني واللغوي.

ندوة عن الشعر العُماني بمعرض الكتاب مصر في النص الشعري العماني

كما ألقى الشاعر سعيد الصقلاوي، الضوء على العلاقة الوطيدة بين مصر، وعمان، في الشعر العماني المعاصر، وأكد أن العديد من الشعراء العمانيين قد كتبوا عن مصر، مستعرضًا العلاقة التاريخية العميقة بين البلدين، حيث إن هناك العديد من المحطات التاريخية التي انعكست في الشعر العماني، مثل: العدوان الثلاثي على مصر، انتصار العاشر من رمضان، ومعركة حطين، وأن هذا التضامن الشعري يظهر بشكل جلي في قصائد مثل: «قبلة الوطنية» لعبد الله الطائي، و«العدوان الثلاثي» لعبد الله الخليلي، وأشار إلى دور الثقافة المصرية، في التأثير على الثقافة العمانية، مؤكدًا أن الصحافة المصرية كانت تصل إلى «زنجبار»، أثناء الحكم العماني، مما أسهم في تبادل ثقافي كبير بين البلدين.

ندوة عن الشعر العُماني بمعرض الكتاب

وختامًا، أكد المشاركون بالندوة، أهمية «الشعر العماني» كجزء حيوي من تاريخ الأدب العربي، وأثره العميق في تشكيل الهوية الثقافية للعمانيين، سواء في العصور القديمة أو المعاصرة.

اقرأ أيضاًضيف شرف معرض الكتاب 2025.. سلطنة عمان تقدم ندوات وأزياء وشعرًا وفرقًا موسيقية تراثية وحديثة

غدًا.. الإعلان عن مجالات جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها الـ11

مقالات مشابهة

  • البطولة: صراع متواصل بين الأندية لضمان البقاء وتجنب خوض مباريات السد
  • وكيل الأزهر: الكليات العلمية بالأزهر تعيش نهضة حقيقية
  • «محطات وملامح الشعر العُماني» في ندوة بمعرض الكتاب
  • العقد الاجتماعي العُماني.. نموذج الالتزام الأخلاقي
  • بهدف تحقيق نهضة مستدامة.. الحاج حسن يُطلق توزيع بطاقة المزارع في الجنوب
  • وكيل «الأزهر»: كليات الطب تشهد نهضة حقيقية وتواكب التطورات العلمية
  • سوق ماقوسة الحضاري بالمنيا.. مرحلة أولى في نهضة اقتصادية
  • حقيقة رحيل ماني عن النصر
  • نهضة بركان يهزم الجيش الملكي ويتجه نحو التتويج بأول لقب للبطولة الإحترافية في تاريخه
  • البطولة.. نهضة بركان يبتعد في الصدارة بانتصاره على الجيش الملكي بثنائية