العدوان الإسرائيلي على غزة والانتخابات الرئاسية المصرية
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
يتساءل كثيرون لماذا لا تهبُّ رياح الديمقراطيَّة، والتداول السِّلمي للسُّلطة على منطقتنا العربيَّة؟! ويستغربون كيف استطاعت دوَل عديدة في آسيا وأميركا اللاتينيَّة، وحتَّى القارَّة الإفريقيَّة، قطع أشواط كبيرة على طريق الديمقراطيَّة والاستقرار السِّياسي، وأصبح لدَيْها رئيس سابق، وأحزاب سياسيَّة وبرلمانات بها معارضة قويَّة تستطيع مساءلة الحكومة، وسَحْب الثِّقة من المسؤولين، رغم أنَّها عانتْ مِثلنا عقودًا طويلة من الاستعمار والحروب والصراعات، والتدخُّلات الأجنبيَّة والانقلابات العسكريَّة والاضطرابات الداخليَّة، حتَّى عهد قريب.
هذا الوضع الَّذي تعيشه مطقتنا لا يصلح أن تنشأَ في ظلِّه أنظمة ديمقراطيَّة، حتَّى «إسرائيل» الَّتي يدَّعي الغرب أنَّها واحة الديمقراطيَّة في المنطقة، لا يحكمها منذ تأسيسها سوى جنرالات الجيش أو الأحزاب الدينيَّة المتطرِّفة، كما كان وجودها سببًا في انتشار التطرُّف والأفكار الإرهابيَّة المتشدِّدة في المنطقة العربيَّة، وظلَّ الأمن هاجسًا يؤرِّق دوَل الطَّوق الَّتي خاضت حروبًا مُتعدِّدة مع «إسرائيل»، وكان الجيش في نظر شعوب هذه الدوَل، هو الاختيار الأصوب لِتوَلِّي السُّلطة ـ من وجهة نظرهم ـ باعتباره صمام الأمان في مواجهة عدوٍّ لا يعرف إلَّا لُغة القوَّة. وسط هذه الأجواء تستعدُّ مصر لإجراء انتخابات رئاسيَّة، انتخابات تجري في صَمْتٍ دُونَ أن تنالَ أدنى قدر من اهتمام الشَّعب المصري، الَّذي اتَّجه جلُّ تركيزه صوب ما يحدُث في غزَّة، والخشية من المُخطَّطات الإسرائيليَّة لتهجيرِ أهلِها إلى شِبْه جزيرة سيناء، وسط هذه الأوضاع المُربِكة، يرى قِطاع عريض من الشَّعب المصري أنَّ الجيش وحده هو القادر على مواجهة هذه التحدِّيات، ويُرجئ المصريون النَّظر إلى ملفات الديمقراطيَّة والحُريَّات والتداول السِّلمي للسُّلطة إلى وقتٍ آخر يكُونُ أكثر هدوءًا.
محمد عبد الصادق
Mohamed-abdelsadek64@hotmail.com
كاتب صحفي مصري
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
عبد المحسن سلامة: أكبر مجزرة بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وقعت في عهد بايدن
قال عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين الأسبق، إن الحزب الديمقراطي في حالة مرض منذ فترة طويلة، خاصة مع ترشح جو بايدن للانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية.
وتابع «سلامة»، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج «المشهد»، المذاع على فضائية «ten»، أن كامالا هاريس لم تستطع إدارة الانتخابات الرئاسية بصورة جيدة، وخسرت أصوات العرب والمسلمين، ولم تُسوق للسياسات الاقتصادية والخارجية بشكل جيد، رغم أن السياسات الاجتماعية والاقتصادية للحزب الديمقراطي أفضل من الجمهوري.
تولي امرأة رئاسة الولايات المتحدة فكرة غير مستساغةوأضاف أن المجتمع الأمريكي حتى الآن غير مُستساغ لفكرة تولي امرأة رئاسة الولايات المتحدة، متوقعًا انتهاء الانتخابات الرئاسية الحالية بفوز دونالد ترامب.
استشهاد 50 ألف فلسطينيوأشار إلى أن أكبر مجزرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي حدثت بعهد الرئيس جون بايدن، إذ استشهد ما يقرب من 50 ألف شخص، و100 ألف مصاب، خلاف إبادة مدينة بالكامل، مشيرًا إلى أن الحرب في غزة إذا كانت في عهد ترامب لما حدثت بهذه الصورة.