رصد دقيق لتحركات سفن العدو الصهيوني في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
يمانيون../
تزايدت الأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب عقب انشاء قناة السويس ليصبح أهم ثالث ممر مائي على مستوى العالم الذي تمر عبره ثلث التجارة العالمية حيث يمر عبره يومياً (3.3) مليون برميل نفط، وتمثل (4%) من الطلب العالمي على النفط.
كما ترتبط حركة التجارة العالمية ارتباطًا قويًا باستقرار مضيق باب المندب والبحر الأحمر، حيث تمر عبره (21) ألف سفينة سنوياً أي ما يعادل (10%) من الشحنات والبضائع البحرية العالمية، بما في ذلك معظم أنشطة التبادل التجاري بين آسيا وأوروبا.
وقد اتجهت الأنظار الأمريكية والإسرائيلية الى السيطرة على المضيق ومنطقة جنوب البحر الأحمر والقرن الافريقي عقب احتلال إسرائيل لمنطقة ام الرشراش (يلات) في العام 1949م.
وفي ظل الاحداث الدامية التي يشهدها قطاع غزة وما احدثته المقاومة من تغيير على مستوى المنطقة في المجالين العسكرية والسياسي عاد الحديث عن البحر الأحمر وباب المندب بعد منع السفن الإسرائيلية من عبور باب المندب , مذكرا بما قامت به مصر ابان حرب أكتوبر 1973م.
استهداف سفن العدو
انطلاقا من الموقف الديني والإنساني وما يوجبانه تجاه أهلنا المحاصرين في قطاع غزة وجرائم الإبادة التي يتعرضون لها على يد كيان العدو الصهيوني المحتل من جرائم غير مسبوقة يندى لها الجبين , انبرى السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي متقدما الأمة العربية والإسلامية بتلك القرارات الشجاعة بإسناد المقاومة في قطاع غزة والشعب الفلسطيني عسكريا والتأكيد- علاوة على ذلك- بأن البحر الأحمر وباب المندب بات مغلقاً امام تحركات سفن العدو الإسرائيلي حتى يوقف عدوانه على قطاع غزة بشكل كامل .
هذا القرار التاريخي والموقف الذي أكدته القيادة الثورية اكد صلابة الموقف والوقوف والدعم بكل الإمكانات العسكرية المتاحة لنصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لجرائم بشعة بالقصف والتدمير لكل مناحي الحياة في قطاع غزة بإسناد ومشاركة ودعم لا محدود من قبل أمريكا .
ترهيب وترغيب
اعلن قائد الثورة صراحة في سياق كلمته بمناسبة أسبوع الشهيد عن الترهيب والترغيب الذي حاولت من خلاله أمريكا وادواتها في المنطقة ثني اليمن عن مساندة المقاومة في غزة والشعب الفلسطيني إلا أن موقف القيادة والشعب اليمني والرد كان قويا على تلك المطالب والتهديدات التي اكدت الرفض وعدم الرضوخ لتلك التهديدات والتبعات مهما كانت, هذا الموقف التاريخي يجسد المسؤولية الدينية والإنسانية التي عرف بها الشعب اليمني واكدها وترجمها قائد الثورة من خلال التوجيهات للقوات المسلحة بتنفيذ الضربات الصاروخية وبواسطة الطيران المسير لمواقع العدو الصهيوني ومواصلة المساندة على كل المستويات .
إخفاء الهوية
وعقب هذا القرار والموقف الرسمي المعلن من قبل اليمن ادرك الاحتلال الصهيوني بان خط سير سفنه باتجاه باب المندب بات محفوفا بالمخاطر على الرغم أساليب الإخفاء والتمويه الذي تقوم به السفن الإسرائيلية التي تمر عبر البحر الأحمر ومضيق باب ا لمندب وعدم رفع العلم الإسرائيلي ولكن دقة المراقبة والمعلومات والتطور في مجال الرصد للقوات البحرية اليمنية والقدرات الدفاعية للقوات المسلحة بشكل عام بات يتابع أي تحركات لسفن العدو الصهيوني ويضع لها خططا لكبح جماحها وكسر غطرسة الاحتلال وردعه تجاه ما يقوم به من مذابح وحشية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة والشعب الفلسطيني.
واكد قائد لواء الدفاع الساحلي اللواء الركن بحري محمد علي القادري ان الرصد والاستهداف سيتم فقط للسفن الإسرائيلية ومن يتعامل مع كيان العدو حتى يوقف اعماله البربرية على غزة ..ونوه اللواء القادري ان القوات البحرية والدفاع الساحلي تتحمل مسؤولية تأمين الممر البحري والتجارة العالمية المارة من البحر ومضيق باب المندب.
وقال اللواء محمد القادري “نحن في القوات البحرية والدفاع الساحلي قمنا بتجهيز انفسنا واسلحتنا لتنفيذ أي مهمة عاجلة بعد خطاب السيد القايد في يوم الشهيد للرصد والبحث عن أي سفينه تابعة للكيان الصهيونى ..ونحن في القوات البحرية نعاهد السيد القايد العلم باننا جاهزين لدفاع عن سيادة وكرامة الامة العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني المظلوم من اي عدوان صهيوني ظالم ولن نتركهم حتي يقفوا عدوانهم علي الشعب الفلسطيني..وأضاف اللواء محمد القادري نطمئن المجتمع الدولي باننا حريصين على أمن ممر التجارة الدولي والمياه الإقليمية الدولية وعدونا هو إسرائيل فقط لحين وقفها الحرب علي غزه والشعب الفلسطيني.
قاعدة استخبارات الكترونية
ومنذ عام 2016م، أنشأت “إسرائيل” سراً قاعدة استخبارات إلكترونية متقدمة في إريتريا لمراقبة مضيق باب المندب الاستراتيجي، الذي تنتقل عبره معظم شحنات النفط الخليجية في طريقها إلى العملاء في جميع أنحاء العالم، حَيثُ تقع القاعدة على أعلى جبل في ارتيريا، إمبا سويرا، خارج العاصمة أسمرة.
قدرات عسكرية عالية
تواصل القوات البحرية مهامها في حماية المياه الإقليمية اليمنية ومراقبة التحركات للسفن الإسرائيلية التي تحاول المرور عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب وكان مصدر في القوات البحرية قد اكد في تصريح عن مصدر مسؤول رفيع ان القوات البحرية قادرة على استهداف السفن الإسرائيلية في أي مكان آخر لا يتوقعه العدو الصهيوني .
التعامل مع سفن العدو
وكان متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع قد اكد في بيان القوات المسلحة بتاريخ 14 نوفمبر 2023م ان القوات المسلحة اطلقت بعونِ اللهِ تعالى دفعةً منَ الصواريخِ الباليستيةِ على أهدافٍ مختلفةٍ للعدوِّ الإسرائيليِّ في الأراضي الفلسطينيةِ المحتلةٍ منها أهدافٌ حساسةٌ في مِنطقةِ أُمِّ الرشراشِ “إيلات” وذلك بعد 24 ساعةً فقطْ من عمليةٍ عسكريةٍ أخرى نفذتْها قواتُنا المسلحةُ بالطائراتِ المسيرةِ على ذاتِ الأهداف.
وأشار العميد سريع في بيان القوات المسلحة: “إنَّ القواتِ المسلحةَ وضمنَ عملياتِها العسكريةِ ضدَّ العدوِّ الإسرائيلي تؤكدُ البَدءَ في اتخاذِ كافةِ الإجراءاتِ العمليةِ لتنفيذِ التوجيهاتِ الصادرةِ بشأنِ التعاملِ المناسبِ مع أيّ سفينةٍ إسرائيليةٍ في البحرِ الأحمر.
وأضاف: “إن القواتِ المسلحةَ لن تترددَ في استهدافِ أي سفينةٍ إسرائيليةٍ في البحرِ الأحمرِ أو أيِّ مكانٍ تطالُه أيدينا ابتداءً من لحظةِ إعلانِ هذا البيانِ.. واللهُ على ما نقولُ شهيد”.
واختتم البيان بالقول: “إن عملياتِ القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ ضدَّ العدوِّ الإسرائيلي لن تتوقفَ حتى يتوقفَ العُدوانُ الإسرائيلي على إخوانِنا في غزةَ الباسلة”.
تأثير إغلاق باب المندب
وعن أهمية اغلاق مضيق باب المندب في وجه الملاحة الإسرائيلية تطرق الباحث عبدالله بن عامر الى ما قامت به جمهورية مصر العربية في حرب الـ6 من أكتوبر من العام 1973م من خلال التعاون مع اليمن (الشطرين) حينها بإغلاق باب المندب امام السفن الإسرائيلية (المتجهة من والى ايلات).
العدو يخفي خسائره
وأوضح بن عامر انه خلال أيام الحرب (الأيام الأولى) كان الإسرائيلي يُكابر ولا يتحدث عن اية اضرار حتى لا يمنح الطرف الآخر انجازاً في حين ان اقتصاده كان يتكبد خسائر بشكل يومي لدرجة ان بعض المصانع توقفت ولم يكشف الإسرائيلي عن خطورة اغلاق باب المندب الا اثناء مفاوضات وقف الاشتباك او وقف اطلاق النار ولم يطرحها الإسرائيلي بنفسه بل الأمريكي، وكان كيسنجر يلح على الجانب المصري بإنهاء اغلاق باب المندب وهنا شعرت مصر بأنها اتخذت خطوة مهمة كان لها دور في اخضاع الإسرائيلي اثناء تلك المفاوضات لدرجة ان الإسرائيلي اشترط انهاء اغلاق باب المندب مقابل فك الحصار على الجيش المصري الثاني وهذه النقطة تحدث بها اكثر من كاتب مصري قبل أن تتكشف للعالم الخسائر في الاقتصاد الإسرائيلي ويمكن العودة الى ما كتبه هيكل عن تلك المرحلة واهمية البحر الأحمر في المعركة”.
الزاوية الاستراتيجية
وقال بن عامر ” اتحدث بهذه المعلومات حتى لا يتأثر البعض بما سيقال غداً او بعد غد لأن هناك من لا عمل له الا التشكيك والاستخفاف ولهذا يجب ترك كل هؤلاء جانباً وقراءة الخطوة من زاويتها الاستراتيجية وتأثيراتها على المعركة في غزة لاسيما وقد بدأ بعض الخبراء المصريين يحذرون من تداعيات الخطوة اليمنية ويتخذونها دليلاً على ضرورة وقف اطلاق النار في غزة”.
وتابع ” ولهذا تجاهلوا أي حديث يقلل من شأن هذه الخطوة لأن السفن المتجهة من والى ايلات بدأت بالفعل تتخذ مسارات أخرى وهي مسارات مكلفة مادياً او توقفت عن المرور في البحر الأحمر إضافة الى القطع الحربية الإسرائيلية وبمعنى اشمل ان مثل هكذا خطوات تؤثر حتى لمجرد الإعلان فقط فكيف سيكون عليه الامر والقرار بات خاضعاً للتنفيذ العملي وسيدرك الجميع أهمية هذه الخطوة في الضغط ليس على الإسرائيلي فقط بل وعلى الأمريكي والاوروبي والعربي أيضاً من أجل التوجه نحو وقف اطلاق النار.. واذا ما كان هناك وقف لإطلاق النار فسوف يطرح الإسرائيلي شرطاً يتضمن انهاء الإجراءات اليمنية بمعنى اننا امام معادلة باتت حاضرة وقوية ومؤثرة”.
ثقل عسكري وسياسي
منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في الـ7 من أكتوبر المنصرم كان اليمن قيادة وحكومة وشعبا ولا يزال المتصدر للشعوب العربية والإسلامية في اسناد المقاومة عسكريا وشعبيا من خلال المسيرات الشعبية والدعم المادي لنصرة الأقصى في موقف تاريخي يجسد اصالة وعظمة الشعب اليمني في الوقوف الى جانب المقاومة في قطاع غزة والشعب الفلسطيني ودك مواقع العدو الصهيوني بالصواريخ الباليستية وارسال عشرات الطائرات المسيرة التي اصابت أهدافا حساسة للعدو الصهيوني في ام الرشراش (إيلات).. وإزاء هذا الموقف الذي شمل إيقاف تحرك السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر الى جانب الضربات المستمرة لمواقع العدو الصهيوني يؤكد خبراء عسكريون وسياسيون أن اليمن خرجت من الحرب العدوانية لتسع سنوات بمستوى متقدم في الجانب العسكري بما تمتلكه من قدرات عسكرية لا سميا في منظومة الصواريخ والطائرات المسيرة التي باتت اليد الطولى والسلاح القوي لليمن في توجيه ضربات نوعية على مديات بعيدة تصل الى اكثر من 2000 كيلو متر, وهذا التطور اللافت جعل من اليمن تمثل ثقلا سياسيا وعسكريا على مستوى المنطقة وبات اليمن قادرا على فرض معادلات كبيرة في قوة الردع مع الدول المعادية.
# القوات البحرية# القوات المسلحة اليمنيةً#اليمن#سفن العدو الصهيونيً#كيان العدو الصهيوني#مضيق باب المندب#معركة طوفان الأقصىالبحر الأحمرالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السفن الإسرائیلیة والشعب الفلسطینی الشعب الفلسطینی مضیق باب المندب العدو الصهیونی القوات البحریة فی قطاع غزة ان القوات من خلال فی غزة
إقرأ أيضاً:
يوم الشهيد| مصر لا تنسى أبناءها.. 9 مارس.. يوم حاسم في تاريخ العسكرية المصرية.. “البوابة نيوز”.. ترصد بطولات شهداء القوات المسلحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
سلام على من أتى الدنيا في صمت وأدى واجبه في صمت ورحل في صمت، وسلام على من أمن الناس دون أن ينتظر مقابل.
التاسع من مارس يوم الشهيد، الذي تحتفل به مصر منذ عام 1969، تزامنا مع ذكرى استشهاد القائد العسكري الفريق أول عبد المنعم رياض، على الجبهة المصرية.
وحتى لا ننسى شهداءنا الأبرار، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل صون تراب مصر، هنا نتذكرهم ونسلط الضوء على سيرتهم العطرة احتفالا بيوم الشهيد.
يوم الشهيدالفريق عبدالمنعم رياض.. الجنرال الذهبي
ولد عبد المنعم محمد رياض في 22 أكتوبر 1919، في قرية "سبرياى" إحدى ضواحى مدينة طنطا، ويعد الشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض، واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين،حيث شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف.
وقام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في ذلك الوقت بتكريم عبد المنعم رياض بمنحه رتبة فريق أول، ومنحه وسام نجمة الشرف العسكرية وهى أعلي وسام عسكري في مصر، ليصبح يوم التاسع من مارس تخليدًا للشهداء ممن ضحوا بأرواحهم للحفاظ على تراب الوطن فى مصر.
وفي التاسع من مارس عام 1969 كانت العسكرية المصرية على موعد مع حادث سطر التاريخ تفاصيله كاملة، عندما لفظ الفريق أول عبدالمنعم رياض أنفاسه الأخيرة شهيدا متأثرا بجراحه على الجبهة مع العدو في حرب الاستنزاف، ضاربا أروع الأمثال في التضحية والفداء من أجل حماية الوطن.
وكان الفريق أول عبدالمنعم رياض الذي لقبه قادة الاتحاد السوفيتي بالجنرال الذهبي يتقلد منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة في أثناء حرب الاستنزاف بين القوات المصرية وقوات الاحتلال الإسرائيلي في سيناء، ردا على عدوان عام 1967.
ورغم اشتعال المعارك على الجبهة حينها إلا أنه أراد الاطمئنان على القوات ومتابعة نتائج القتال بنفسه؛ فتوجه إلى الجبهة شمال الإسماعيلية إلا أن مدفعية العدو باغتته بضربة أصيب على إثرها إصابة بالغة، قبل أن يفارق الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية، ليسجل له التاريخ واحدة من أروع وأعظم قصص البسالة والشجاعة والفداء
استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض خلف شعورا بالغضب سيطر على كل المصريين، وجعل الجميع يصر على أن هذا الحادث سيكون نهاية البداية التي ظن العدو الإسرائيلي أنهم سطروها فكان الحادث نهاية للنظر إلى الخلف وبداية التطلع إلى الأمام وتحرير الأرض.
وخرج الشعب في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة، لتشييع جثمان البطل الذهبي بعدما منحة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رتبة فريق أول، ومنحه وسام نجمة الشرف العسكرية أرفع وسام عسكري في مصر، ليتحول يوم التاسع من مارس من كل عام إلى يوم الشهيد المصري، تخليدًا لذكرى واحد من أشهر العسكريين العرب خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
الفريق عبدالمنعم رياض.. الجنرال الذهبي
“البوابة نيوز”.. ترصد بطولات شهداء القوات المسلحة
تحتفل القوات المسلحة في يوم 9 مارس من كل عام بـ«يوم الشهيد»، تزامنًا مع ذكرى استشهاد الجنرال الذهبي الفريق أول عبد المنعم رياض 1969، والذي ضرب أروع مثال على التواجد في خط المواجهة، فكان دائما في الصفوف الأمامية تأكيدًا على تلاحم القائد مع جنوده في الميدان، ويأتي هذا الاحتفال تخليدا لأرواح الشهداء والتذكير بالتضحيات التي قاموا بها في سبيل الوطن.
خلال التقرير التالي ترصد «البوابة نيوز »، بعض نماذج الأبطال الذين نالوا الشهادة خلال الحرب.
الشهيد الطيار البطل الرائد عاطف الساداتالشهيد الطيار البطل الرائد عاطف الساداتكان الطيار المقاتل عاطف واحد من رجال القوات المسلحة البواسل الذين ساقهم القدر للاحتشاد في الصفوف الأمامية للجبهة، والمشاركة في الضربة الأولى الخاطفة والمفاجئة لشل حركة العدو الإسرائيلي في أكتوبر 1973 على طول الجبهة ومنعه من التنفس وقطع الإمدادات عن جنوده في سيناء الغالية.
حصد الرائد عاطف السادات، شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، في حرب الاستنزاف، خبرات كبيرة، جعلته قادر على التحكم في الطائرة السوفيتية سوخوي، والتي جعلت أسمه يبرز في العمليات الهجومية ضد الطائرات الإسرائيلية باتجاه سيناء خلال تلك الفترة، وأصبح فيما بعد ضمن التشكيلة الأساسية في سلاح الجو المصري رغم صغر سنه الذي لم يتجاوز الـ 25 عامًا.
وضع قيادات القوات المسلحة خطة محكمة من أجل قطع أطراف ورأس العدو، ومنعه من الاستنجاد بتل أبيب، ومواجهة مصيره المحتوم أمام الهجوم الدامي لقواتنا المسلحة، ولذلك اتفقوا على طلعتان متتاليتان بقوة 200 طائرة، لضرب مطارات الميلز وتمادا ورأس نصراني، بالإضافة إلى مركزين قيادة للعدو بمنطقة أم مرجم، وعشرة مواقع صواريخ، وثلاثة مراكز قيادة وسيطرة وإعاقة الكترونية، وعدد من محطات الرادار والمدفعية، وثلاث مناطق للشئون الإدارية وبعض نقاط خط بارليف الحصينة.
وُضع الرائد عاطف السادات، ضمن تشكيلة الضربة الجوية الثانية، ورغم أن وضع اسمه فقط ضمن المشاركين في حرب أكتوبر 73 يكفى فخرا وشرفا لأى مصري، إلا أن عاطف السادات استقبل الخبر بمزيد من الإصرار والعزيمة على تحقيق هدفه والمشاركة في أول ضربة.
ضمن 36 طائرة أخرى، انطلق الشهيد عاطف السادات ورفاقه لتنفيذ المهام المكلفين بها، وعندما أصبحوا فوق الهدف تمامًا، أطلق الشهيد صواريخ طائرته مفجرًا رادار ومركز قيادة صواريخ الهوك اليهودية للدفاع الجوي المحيطة بالمطار، وقام باقي التشكيل بضرب وتدمير مطار المليز وإغلاقه، للتأكد من تنفيذ المطلوب منه، قام الشهيد بدورتين كاملتين حول الهدف بجانب البحث عن أي أهداف أخرى لم تصبها الصواريخ، إلا أنه وفي الدورة الثالثة له بالطائرة سوخوي، أطلق العدو صاروخ مضاد للطائرات، تحطمت بسببه طائرته وانفجرت في الهواء وصعد روح الشهيد لخالقها.
الشهيد البطل إبراهيم الرفاعيالشهيد البطل إبراهيم الرفاعي
بعد تخرج الشهيد إبراهيم الرفاعي 1954، انضم إلى سلاح المشاة وكان ضمن أول فرقة قوات الصاعقة المصرية في منطقة (أبو عجيلة) وتم تعيينه مدرسًا بمدرسة الصاعقة، وعقب النكسة كان الانتقام واسترداد الأرض، بل وعدم جعل العدو ينام مرتاح البال مطمئنا بما استولى عليه من أرض، هو الشغل الشاغل لقيادات القوات المسلحة، وفي يوم 5 أغسطس 1968 بدأت القيادة العامة في التفكير بتشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين سميت فيما بعد بالمجموعة 39 قتال.
كان الهدف من هذه المجموعة هو القيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء، كمحاولة القضاء على إحساس العدو الإسرائيلي بالأمن، وبأمر من مدير إدارة المخابرات الحربية اللواء محمد أحمد صادق وقع الاختيار على الشهيد إبراهيم الرفاعي لقيادة هذه المجموعة، فبدأ على الفور في اختيار العناصر الصالحة.
وقامت المجموعة التي كان يقودها الشهيد إبراهيم الرفاعي، بأكثر من 80 عملية مختلفة من اقتحام وضرب ونسف واستطلاع، عندما حانت ساعة الصفر، كان الشهيد وفرقته على أهبة الاستعداد لتنفيذ المهام المطلوبة منهم على أكمل وجه، حيث قاد خلال الحرب عدد من العمليات الهامة بدأت بعملية ضرب مواقع العدو الإسرائيلي في شرم الشيخ ورأس محمد في 7 أكتوبر 1973، وعملية الإغارة على مطار الطور في 7 أكتوبر 1973.
كانت أخر عملية شارك في الشهيد هي عملية منطقة الدفرسوار، والتي كلف خلالها بمنع العدو من التقدم في اتجاه طريق 'الإسماعيلية / القاهرة'، ووقتها كان يعمل بكل جهد برفقة الجنود والتشكيلات العسكرية على سد ثغرة الديفرسوار، في 19 أكتوبر 1973، وهي الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، كان الشهيد صائما، عندما اعتلى إحدى التبات، رصدته إحدى دبابات العدو وقامت بإطلاق القذائف تجاهه فأصابته إحدى الشظايا فى القلب، حاملا سلاحه وجهازه اللاسلكي.
الشهيد البطل مبارك عبد المتجليالشهيد البطل مبارك عبد المتجليالتحق الشهيد البطل مبارك عبد المتجلي، بالمجموعة 139 قتال التابعة للصاعقة، كان ينتظر بفارغ الصبر قرار العبور ورد الكرامة واسترداد الأرض، وهو ما حدث بالفعل وقررت القيادة السياسية شن ضربات ضد العدو الإسرائيلي، وفي صباح يوم 6 أكتوبر 1973 صدرت الأوامر إلى بعض عناصر الصاعقة بعبور قناة السويس للقيام بعملية جزئية خلف خطوط القوات الاسرائيلية.
شارك البطل الشهيد مبارك عبد المتجلي ومجموعته في هذه العملية، بدأت قبل القرار الرسمي للعبور، وكان الهدف منها شل حركة امداد العدو الإسرائيلي من الداخل، وهو ما حدث بالفعل وتم تنفيذ المهمة بنجاح وكبدوا القوات الإسرائيلية خسائر فادحة.
كان الشهيد مبارك عبدالمتجلي واحدا من الأبطال الذين كبدوا العدو خسائر فادحة، واخترقت طلقة غادرة صدره، وتلامس المصحف الصغير في جيبه لينال الشهادة في منطقة محطة تنقية المياه، وحمل الرجال على أكتافهم جثمان الشهيد وتم اخلاؤه من المنطقة.
استمرت بطولات رجال القوات المسلحة حتى الآن فيما بعد حرب أكتوبر عام 1973 لاسترداد أرض سيناء الحبيبة والكرامة والعزة، والتي شهدها العالم أجمع في حربهم على الإرهاب منذ عام 2013 لحماية الوطن والمواطنين أيضًا مقدمين أروع مثال على خير أجناد الأرض.