kشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا أعدته ليز سلاي قالت فيه إن التصعيد المتدرج على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية يهدد بمخاطر حرب كبيرة.

وذكرت الصحيفة في تقريرها الذي أعدته من صور اللبنانية وترجمته "عربي21"، "أن النزاع الثانوي الذي اندلع على طول الحدود اللبنانية- الإسرائيلية بالترادف مع حرب غزة قد استقر على روتين، ففي كل يوم  وعلى مدى الأسابيع الستة الماضية، هاجمت إسرائيل لبنان وضرب حزب الله إسرائيل، بحيث تحول شكل من المواجهة من حالة أضربني وأضربك إلى تبادل مستمر لإطلاق النار".

 

وأضافت، "أن معظم الضربات كانت على مسافة 4-5 أميال من الحدود على الجانبين، وهو قرار مقصود منهما لحصر المواجهة واحتواء العنف ومنع حرب مدمرة".

وتابعت، "أن مدى وكثافة المواجهة تتزايد بشكل مستمر، ففي يوم السبت قصفت المقاتلات الإسرائيلية مصنعا للألمنيوم في بلدة النبطية الواقعة على بعد 12 ميلا، وأبعد من المحور التقليدي للحرب الذي قبل فيه الطرفان  بممارسة الرد الانتقامي".


وأوضحت الصحيفة، "أن الطرفان يستخدمان أسلحة قاتلة، حيث ترسل إسرائيل وبشكل منتظم المقاتلات لكي تضرب أهدافا لحزب الله، فيما يرسل الأخير مسيرات قتالية وصواريخ من العيار الثقيل، حيث أعلن يوم السبت أنه أسقط مسيرة إسرائيلية، وهو ما نفته إسرائيل. وردت إسرائيل لاحقا مستهدفة ما وصفته نظاما صاروخيا متقدما أرض- جو لحزب الله".

وأشارت، "إلى أن المسؤولين الإسرائيليين زادوا من خطابهم المتشدد، حيث قال المتحدث باسم القوات الإسرائيلية دانيال هاغاري، " سيدفع المواطنون اللبنانيون الثمن الأكبر لهذه التهورات وقرار حزب الله الدفاع عن حماس". 

وأضاف في حديث الأسبوع الماضي، "لدى الجيش الإسرائيلي خطة عمليات لتغيير الوضع الأمني في الشمال".

وبينت الصحيفة، أن إسرائيل قصفت في الأسابيع الأولى من الحرب في المساء فقط، حسب قول أديبة فناش، 65 عاما من بلدة الضهيرة التي تعتبر واحدة من عدة أفراد بقوا في البلدة التي تقع على الحدود و "الآن من الصباح حتى الليل" و"التصعيد كل يوم".  

وبحسب الصحيفة فإن التصعيد المتقطع لم يتطور إلى حرب واسعة يخشاها الكثيرون، لكن كل انتهاك للإتفاق غير المكتوب بين حزب الله وإسرائيل يجلبهما قريبا لحافة الحرب، فالحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل عام 2006 أدت لمقتل  1.200 لبناني و 165 جنديا إسرائيليا وتركت مناطق واسعة من الجنوب مدمرة.



ويحذر الطرفان أن أي حرب اليوم ستكون أكثر دمارا لكنهما عبرا عن إشارات عدم الرغبة في مواجهة جديدة، ومع مرور الأيام وتطاير الصواريخ، فالمخاطر من ارتكاب طرف منها خطأ أو يفرط في الدر تتزايد، وفقا لاندريا تينتي، المتحدثة باسم القوات المؤقتة التابعة للأمم المتحدة في لبنان.

وقالت "أي شيء يفعله طرف ويقرر الطرف الآخر أنه مفرط" سيطلق العنان لحرب أكبر. وفي مدينة صور التاريخية، بلدة الصيادين والشوارع المرصوفة، فالمخاوف كبيرة من انتشار العنف لبقية لبنان.

 وحصل الجنوب خلال الـ 17 عاما على أطول مدة هدوء منذ خمسة عقود، وانتعشت البلدة وجذبت إليها السياح إلى الشواطئ والحانات والفنادق وباتت فارغة الآن، وكذا المطاعم على رصيف الشاطئ.

وقال الصياد سامي رزق "نريد السلام والطعام على طاولتنا" و "لا نريد الحرب"، وسواء تم تجنب الحرب أم لا، فهذا هو السؤال، فقد بدأ تبادل إطلاق النار مع بداية القصف الجوي الإسرائيلي على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، حيث أطلق حزب الله وابلا من القذائف على مزرعة شبعا التي تحتلها القوات الإسرائيلية، وكتعبير عن التضامن مع حماس، ما أدى لرد انتقامي من إسرائيل.

وأكدت الصحيفة أن من الصعب الآن التكهن أي الهجمات هي رد أو تلك التي تستهدف الإستفزاز حسب قول تينتي.

وتقول ريتا الدرويش التي هربت من قرية حدودية قبل ستة أسابيع وهي واحدة من بين 14.000 شخصا فروا باتجاه صور، " لا أحد يسيطر عليها، ونريد وقفها، وهي خطيرة"، مع أن عدد الذين غادروا القرى الحدودية هو 46.000 شخصا انتقلوا لمناطق آمنة، بحسب منظمة الهجرة الدولية، والعدد يتزايد.



وهناك محاولات دبلوماسية من وراء الستار لمنع تكرار عام 2006، ويتم التركيز على كلام حسن نصر الله الامين العام لحزب الله، وفي خطابين ألقاهما منذ بداية الحرب، أشار نصر الله إلى أن الحزب يرى دورا في حرف النظر إلى الشمال وتخفيف الضغط عن حماس، بدلا من شن حرب شاملة.

ولا يعرف إن كان الحزب سيعبئ الشعب اللبناني لحرب جديدة، فالبلد يواجه معضلة سياسية وأزمة اقتصادية حادة، وفقا لواشنطن بوست.

وقالت امرأة فرت إلى صور إن بيتها وبيت جيرانها دمر جراء القصف الإسرائيلي بعد فرارهم. 

ونوهت الصحيفة، إلى أن الناس في المنطقة قلقين من نوايا إسرائيل وإن كانت تريد السيطرة على الحدود، فقد غزت إسرائيل لبنان مرتين واحتلت الجنوب ما بين 1978- 2000. 

ولدى معظم السكان اقتناع أن إسرائيل تريد السيطرة على البلد، كما يقول المهندس في صور سمير حسين " لقد كشفوا عن نواياهم عندما غزونا بالدم" و "يريدون أرضنا وغازنا وماءنا". 

من جهته يقول المحلل السياسي محمد عبيد والمقرب من الحزب إن خطاب إسرائيل المهدد لحزب الله ترك الأخير أمام خيارات صعبة "عندما يفكرون عن المستقبل، هل ستسمح للإسرائيليين الإنتصار في غزة؟" و "لو فعلوا فسيركزون على لبنان".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة التصعيد غزة حزب الله غزة حزب الله الاحتلال التصعيد جنوب لبنان صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لحزب الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

البحرين تدعو لتجنب التصعيد العسكري بين لبنان وإسرائيل وتطالب مجلس الأمن الدولي بتدخل عاجل

دعت البحرين، اليوم السبت، إلى تجنب التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية الإسرائيلية والحيلولة دون اتساع رقعة النزاع في المنطقة.

غالانت لهوكشتاين: ملتزمون بتغيير الوضع الأمني على الحدودية الشمالية مع لبنان ومستعدون لكل الاحتمالات "ألم نتعلم الدرس؟".. بن غفير يعارض التسوية مع حزب الله في الجبهة الشمالية

ووفقا لبيان نقلته صحيفة “الأيام” البحرينية، فإنه وفي إطار رئاسة مملكة البحرين للقمة العربية الـ33، تابعت البلاد ببالغ القلق تطورات الأحداث والتصعيد العسكري على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وأكدت البحرين في إطار تنسيقها مع لبنان على ضرورة تجنب التصعيد العسكري، والحيلولة دون اتساع دائرة النزاع في المنطقة، حفاظا على أمن لبنان، في إطار السعي إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في الإقليم.

كما دعت إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين والعمل على تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، واللجوء إلى الحلول السلمية عبر التفاوض بين البلدين حفاظا على حياة السكان المدنيين وأمن واستقرار المنطقة.

كما وأكدت دعمها لجهود مبعوثي الولايات المتحدة وفرنسا إلى لبنان  بهذا الصدد، ومساندة مساعيهما لخفض التصعيد والتوتر وتحقيق الأمن والاستقرار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وطالبت البحرين مجلس الأمن الدولي بالتدخل العاجل، وإيلاء الاشتباكات العسكرية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ما تستحقه من اهتمام، وإصدار قرار عاجل بوقف إطلاق النار حرصا على عدم اتساع دائرة الصراع، لما لذلك من تداعيات خطرة على الأمن والاستقرار.

ومنذ إطلاق حركة "حماس" عملية طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023 وما تبعها من حرب مدمرة على قطاع غزة، يستمر "حزب الله" في تنفيذ عملياته ضد إسرائيل، فيما تشهد الحدود اللبنانية الجنوبية ازديادا كبيرا في عدد العمليات وسط تحذيرات من خطورة الوضع ودعوات موجهة لجميع الأطراف من أجل وقف إطلاق النار وضبط النفس.

أما على الجانب الإسرائيلي، فقال يوآف غالانت إن "حزب الله" هو من بدأ الحرب، مشددا على أن من "واجب إسرائيل" تغيير الوضع، حسبما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مسؤول سياسي إسرائيلي كبير أنه إذا "واصل "حزب الله" مهاجمتنا فإن جنوب لبنان سيلقى مصير غزة".

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • The Spectator: احتمالات الحرب بين حزب الله وإسرائيل حقيقية.. ليس أمامنا سوى الانتظار
  • نصر الله يتحدّث.. وإسرائيل تصغي
  • مسؤول اسرائيلي : قوتنا تتلاشى والحرب مع لبنان كارثية
  • هذه آخر دراسة إسرائيليّة عن حرب لبنان.. كيف وصفتها؟
  • دراسة إسرائيلية: قوتنا العسكرية تتلاشى والحرب مع لبنان كارثية
  • البحرين تدعو لتجنب التصعيد العسكري بين لبنان وإسرائيل وتطالب مجلس الأمن الدولي بتدخل عاجل
  • ميقاتي: رغم تصاعد الحرب النفسية فإن لبنان سيتجاوز هذه المرحلة
  • ميقاتي: رغم تصاعد الحرب النفسية لبنان سيتجاوز هذه المرحلة
  • واشنطن بوست: الإدارة الأمريكية تسعى إلى اتفاق فوري لتجنب الحرب بين إسرائيل ولبنان مع تصاعد التوترات
  • بن غفير: علينا شن حرب شاملة على لبنان.. والاتفاقيات لا جدوى منها