الغارديان: ما هو سر تعاطف الشعب الأيرلندي مع القضية الفلسطينية؟
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا أعده روري كارول مراسل شؤون أيرلندا، وليزا أوكارول قالا فيه إن تعاطف أيرلندا مع المعاناة في غزة متجذرة في تجربتها التاريخية.
وقالا إن لقطات الفيديو انتشرت على منصات التواصل الإجتماعي وتم تبادلها حول العالم مثيرة الإعجاب والغضب والسؤال المحير: لماذا يبدو الساسة الأيرلنديون أكثر صراحة في شجبهم لقصف إسرائيل غزة؟
وقد وصف رئيس وزراء أيرلندا، ليو فاردكار الهجوم على غزة بأنه "يصل للإنتقام"، أما وزير الخارجية مايكل مارتن فوصفه "بغير المتناسب"، وذهبت المعارضة أبعد منهما ووصفت العملية في غزة بأنها جريمة جماعية، وارتدى بعضهم الكوفية الفلسطينية في البرلمان.
وكان رد المعلقين المؤيدين لإسرائيل على الموقف الأيرلندي بأنه ضيق أفق وإنكار لـ"حق " إسرائيل الدفاع عن نفسها بعد هجوم حماس الذي قتل 1.200 اسرائيليا وتم أسر أكثر من 240 شخصا في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وحث وزير التراث الإسرائيلي أميخاي إلياهو الفلسطينيين على الهجرة إلى أيرلندا أو الصحراء، ورغم أن الحكومة الإسرائيلية تبرأت من كلامه إلا أن تصريحاته أكدت على مفهوم استثنائية أيرلندا من بين دول الإتحاد الأوروبي.
وشهدت أيرلندا تظاهرات مؤيدة لفلسطين وحاولت أحزاب المعارضة وفشلت في إجبار الحكومة الأيرلندية على إحالة "إسرائيل" إلى محكمة الجنايات الدولية وطرد السفيرة الإسرائيلية في دبلن، دانا إرليتش. ووقع أكثر من 600 أكاديمي أيرلندي حثوا فيها المعاهد العليا والجامعات الأيرلندية على قطع علاقاتها مع المؤسسات الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن جيلان وهبة عبد المجيد، السفيرة الفلسطينية في أيرلندا "يشعر الشعب الأيرلندي بالعاطفة الحارة عن فلسطين، وفي الحقيقة يفهمون ما يحدث" و "أشعر بالشرف لأنني هنا". وفي المقابلة التي أجريت معها في مكتب البعثة الفلسطينية بدبلن، أثنت فيها على الحملة لوقف إطلاق النار، وقالت إنها شرفت بالتصفيق الحار في مؤتمر الشين فين حيث هتف المشاركون "فلسطين حرة". وتقول عبد الحميد إن الفلسطينيين تشاركوا في لقطات فيديو للمشرعين الأيرلنديين الذين دعموا قضيتهم و "يرون الدعم".
ويقول نيال هولوهان، الدبلوماسي المتقاعد والذي عمل كممثل للحكومة الأيرلندية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية برام الله مابين 2002- 2006 إن التعاطف مع فلسطين متجذر بالتاريخ الأيرلندي و "نشعر أننا كنا ضحية على مر القرون، وجزء من نفسيتنا وشعورنا بالداخل الوقوف مع الطرف المستضعف".
وتقول جين أوهلمير، أستاذة التاريخ بكلية ترينتي بدبلين ومؤلفة كتاب "صناعة الإمبراطورية: أيرلندا، الإمبريالية وبداية العالم الحديث" إن أيرلندا هي أقدم مستعمرة بريطانية ونموذجا لفلسطين وهو "ما شكل وبدون شك الكيفية التي يتواصل فيها الشعب الأيرلندي مع نزاعات ما بعد الإستعمار".
وحتى قبل النزاع الأخير، استخدمت أجزاء من أيرلندا الشمالية التقسيمات القبلية بالوكالة، فالأعلام الإسرائيلية هي للجماعات الموالية للتاج البريطاني والأيقونات والرموز الفلسطينيية هي للجمهوريين.
وهناك عامل آخر يتعلق بحجم الجالية اليهودية التي لا تزيد عن 2.500 مقارنة مع العدد في بريطانيا وفرنسا، وهي نسبة لا تتجاوز عن 0.05% من سكان أيرلندا، مما يعني "الحرية في اتخاذ المواقف المبدئية التي يرونها" كما يقول هولوهان، الدبلوماسي المتقاعد.
وكانت أيرلندا أول دولة تعترف بالدولة الفلسطينيية في 1980 وأول من شجب علنا المفوض الهنغاري أوليفر فارهيلي عندما أعلن من طرف واحد وعبر منصات التواصل الإجتماعي تعليق كل التمويل الأوروبي لفلسطين. واتهم فاردكار، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسلا فاندر لين بأنها "تفتقد التوازن" في تعاطفها مع إسرائيل. ووجدت أيرلندا دعما من جين أسيلبورن، وزير خارجية لوكسمبرغ المنتهية ولايته والذي أخبر الصحافيين وقبل آخر قمة لوزراء الخارجية في بروكسل أن الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي وعلى مدى العقد الماضي "لم تعر اهتماما" بالدولة الفلسطينيية وباستثناءين "هناك دولتان حاولتا وضعها على الأجندة، أنا وأيرلندا".
وتحاول أيرلندا حث الإتحاد الأوروبي نحو موقف "أكثر عدلا" وتحاول تجنب الركض بمفردها، كما يقول هولوهان، ملاحظا أن فرنسا والدول الأعضاء الأخرى رددت دعوتها لوقف إطلاق النار: " نريد أن نبقى داخل الإجماع الأوروبي".
وتعاطفت أيرلندا ذات الدافعية للوقوف مع المستضعف، مع الحركة الصهيونية ومحاولاتها إنشاء دولة يهودية على أرض فلسطين. وردت عصابات إرغون بالمثل حيث اتخذت من مثال المتمردين الأيرلنديين في قتالها البريطانيين في أربعينات القرن الماضي.
إلا أن احتلال الضفة الغربية عام 1967 وغزو لبنان عام 1982 حيث نشرت دبلن قوات حفظ سلام ووضعتها في مرمى النيران، ساهم في زيادة تعاطف أيرلندا مع الفلسطينيين. ويقول موريس كوهين، رئيس مجلس الممثلين اليهود في أيرلندا "تحول الأمر إلى رواية مفادها، إذا كان الأيرلنديون قاتلوا لإخراج المحتلين، فإن الفلسطينيين يقاتلون لإخراج المحتلين". وقال إن الناس نسوا أن أول رئيس لإسرائيل حاييم هيرتسوغ، والد الرئيس الحالي ايستحاق هيرتزوغ، ولد في بلفاست ونشأ في دبلن.
ويقول إن هناك تصاعدا بـ"معاداة السامية " على منصات التواصل الإجتماعي أما شجب حماس فقد كان مجرد روتين، وهناك حالة فقدان ذاكرة جماعي وانتقائي لهجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر. ويقول هولوهان، الدبلوماسي المتقاعد إن الشعب الأيرلندي لديه "نقطة ضعف" لحماس التي وصفها بالمنظمة الإسلامية القمعية المتطرفة " وببساطة لا يعرفون الكثير عنها".
وعبر سيران بيري، عضو المجلس المحلي الذي دعم قرارا فاشلا لرفع العلم الفلسطيني فوق المبنى الرئيسي لدبلن عن أمله بأن يدفع الغضب بسبب معاناة غزة الحكومة الأيرلندية إرسال رسالة قوية لواشنطن وبروكسل "من الجنون، والمذهل أن نرى أناسا لا يطالبون بوقف إطلاق النار".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الغارديان غزة غزة الاحتلال الإسرائيلي تضامن ايرلندا الغارديان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مدحت العدل: نقف صفا واحدا خلف الرئيس السيسي في دعم القضية الفلسطينية
قال الشاعر والكاتب الكبير مدحت العدل، إن وجوده، بالإضافة إلى تواجد كل الشعب المصري بمختلف فئاته أمام معبر رفح، يعكس وحدة الشعب المصري وتضامنه في مواقفه الوطنية، مؤكدا أن المشاركين كافة في هذا التضامن، من فنانين وغيرهم، يؤكدون أن مصر دولة واحدة وشعب واحد في دعم القضية الفلسطينية، وأنهم يقفون صفا واحدا مع قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي تهدف إلى الحفاظ على حقوق الفلسطينيين.
مصر ضد التهجير القسري وتدعم السلاموشدد «العدل»، خلال تصريحات لقناة «إكسترا نيوز»، أن الشعب المصري يرفض تماما التهجير القسري للفلسطينيين أو أي مساس بمصالحهم، مضيفا أن مصر، التي كانت دوما داعية للسلام، تساند بقوة إقامة السلام في المنطقة، وهي مع الحلول السلمية التي تراعي حقوق الفلسطينيين، مشيدا بتوجيهات الرئيس السيسي، مشيرا إلى أنه تحلى بضبط النفس وسعى دائما لإيجاد حل سلمي عبر المفاوضات، يتناسب مع قيم مصر.
وشهد معبر رفح توافد آلاف المواطنين من مختلف القوى السياسية والأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، الذين اصطفوا خلف القيادة السياسية في رفضها لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تشير إلى تهجير الفلسطينيين قسريا من أراضيهم إلى مصر والأردن، وهو ما يُعتبر محاولة لتصفية القضية الفلسطينية؛ إذ لا يمكن تصور وجود أرض بلا شعب.
معبر رفح يهتز بالهتافاتوقد اهتز معبر رفح بعشرات الهتافات التي رددها المشاركون في الوقفة التضامنية؛ إذ حرص المنظمون على ترديد العديد من الشعارات، أبرزها «بالطول بالعرض مش هنسيب الأرض»، و«شعب مصر وراك يا ريس»، بالإضافة إلى «الشعب يؤيد رفض التهجير» و«لا لا للتهجير»، وسط تمايل الأعلام المصرية والفلسطينية وحمل بعض اللافتات التي تؤيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأدى المشاركون صلاة الجمعة في معبر رفح، ثم واصلوا وقفتهم التضامنية لرفض تهجير الفلسطينيين، وتأييد قرارات الرئيس السيسي، التي تؤكد على رفض إخلاء الأراضي الفلسطينية من سكانها قسريا، كما أكد المشاركون أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم تشكل انتهاكا صريحا لحق تقرير المصير الفلسطيني، وأن مصر لن تشارك في هذه الجريمة.