عربي21:
2025-02-08@15:24:45 GMT

بين المقاومة وتشي جيفارا وأمثاله

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

في عالم التسلط والتجبر والبلطجة، يغدو المقاومون لهذا كله أيقونات ورموزاً، ليس في عصرهم فحسب، وإنما لعصور قادمة، مما يعني إضافتهم رصيداً وذخيرة للتاريخ المقاوم للهيمنة، والتجبر والوحشية. هذا ما حدثنا عنه التاريخ، وهذا ما نعيشه حين نستشهد بأولئك المقاومين على مدى التاريخ، الذين يشحنون أصحاب الهمم العالية في الصمود والتصدي، والصبر والمصابرة، وعدم التخلي عن المبادئ والقيم، مهما استشرس العدو.

فلا زلنا نستذكر الصحابة رضوان الله عليهم، الذين دكّوا عروش أعظم إمبراطوريتين في التاريخ فارس والروم، وهم لا يملكون شيئاً مما حازته تلك الإمبراطوريات من إمكانيات وقدرات، لكنها العقيدة والاستمساك بالمبادئ والقيم التي جعلتهم يتفوقون بها على عدوهم، وهو ما حصل مع مقاومين آخرين على مدى التاريخ وإن كان بدرجات متفاوتة بكل تأكيد.

اليوم يتكرر هذا الصمود للمقاومة الفلسطينية مع عجز الكيان الصهيوني على هزيمة المقاومين في وسطه، والذين تربوا في سجنه. فاليوم تصنع المقاومة في غزة بصمودها وثباتها، أيقونات حقيقية ليس لها فحسب، وإنما للمسلمين والإنسانية والتاريخ، تصنع أيقونات يضافون إلى أيقونات تاريخية في مقاومة البغي والتسلط والهمجية والاحتلال، أيقونات تثبت كل لحظة قدرتها على التفوق الأخلاقي والقيمي، وحتى العسكري والأمني على عدوها، وتثبت معه من جديد أن سقف الذكاء ليس ما يقرره ويمارسه الاحتلال، وسقف السلاح النوعي ليس سقفاً لهزيمة المقاومين، فلدى المقاومة سقوفها الخاصة في مواجهة الغزاة والمعتدين.

خروج الملايين من المتظاهرين في الغرب تنديداً بجرائم الكيان الصهيوني ودعماً لأهلنا في غزة يؤكد أن العالم كله، غربيه قبل شرقيه، قد طفح به الكيل في التغطية والتستر على جرائم الاحتلال الصهيوني المستمرة لعقود، ويثبت هذا الخروج من جديد تعطش العالم كله إلى أيقونات تقاوم هذا الاحتلال، وتقف في وجهه وقد كان ذلك، فنحن نسمع عن تحول رموز المقاومة الفلسطينية لأيقونات من أمثال تشي جيفارا.

خسر الكيان الصهيوني الكثير من مغامراته، وخسرت معه القوى الغربية التي راهنت على انتصاره في عدوانه الكثير، وظن هذا الكيان ومن وراءه أن فلسطين اليوم هي نفسها عام 1973 أو 1967 أو 1948، وظن الاحتلال أن آباءه المؤسسين لهذا الكيان المجرم هم أنفسهم قادة الاحتلال الصهيوني اليوم، لكن الفرق كبير وشاسع، والهوة كبيرة بين الزمنين، فلم تعد فلسطين وشبابها هم أنفسهم، بعد أن اعتمدوا على أنفسهم، ثم على الله، ومعهم دعم أمتهم المسلمة، في هزيمة هذا الكيان الصهيوني، على الرغم من تواطؤ الجيوش العربية على القضية الفلسطينية.

هذه الرمزيات الفلسطينية التي صنعها صمود غزة ألقت بتداعياتها المباشرة حتى على صنّاع السياسة في العالم العربي من خلال فرْملة التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ والذي وصل تطبيعه إلى العظم بزيارات قادة هذا الكيان إلى السعودية، ليتراجع اليوم السيد عبد الإله بنكيران، رئيس حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية سابقاً، عن خطأ حزبه في دعم التطبيع، وهو الأمر الذي سيعني تجمد عملية التطبيع لدى متحمسي الليكود العربي ربما لسنوات، ليس لعدم قناعتهم بها، وإنما لأن الظروف التي صنعتها غزة والمقاومة ستفرض على هؤلاء المطبعين وداعمي التطبيع الفرملة، فتسونامي غزة سيلقي بتداعياته على الثورات العربية وربيعها، وهو ما يستلزم تراجع مشروع الثورات المضادة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية المقاومة غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی هذا الکیان

إقرأ أيضاً:

القائد المصباح يظل هو أحد أيقونات هذه الحرب وأبطالها

يظل القائد المصباح هو أحد أيقونات هذه الحرب وأبطالها. لم يعرف الناس في البداية من هو و هل ينتمي للمؤسسة العسكرية أم هو مواطن مستنفر أم كما يقول أعداؤه أنه قائد كتائب الإسلاميين. الصفة الرسمية له أنه ينتمي للكتيبة الرابعة المساندة للجيش من كتائب المقاومة الشعبية الإثني عشر كما قال الفريق العطا. و قال العطا إنه لا يبحث في إنتماء السودانيين الذين يريدون القتال مع الجيش و لا يستطيع منعهم من ذلك بناءً على هذا الإنتماء. و قد جلس معهم في بداية الحرب و سألهم إذا ما كانوا ينتظرون مقابلاً سياسياً فأجابوا بالنفي . سألته مراسلة الحدث لينا يعقوب : إن كان بإمكان الجيش متابعة السلاح الذي بأيديهم فأجاب أنه سحب السلاح من كل هذه الكتائب بعد عمليات امدرمان الأولى و لم يتخلف أحد. و ذكر العطا بأن البعض يسمّي نفسه ب
“البراؤون” و غيرهم ب”الغاضبون” و هذا من حقهم.

ظهر المصباح مرة و على كتفيه رتبة الرائد ، لكن يبدو أنه لا يحمل رتبة رسمية للجيش السوداني “بعد”. لكنه ظهر في كل مناطق الإلتحام و شدة المعارك في بداية الحرب . التحق بالجيش في الأيام الأولى ، إن لم تكن الساعات الأولى . و قاتل مع الجيش حول وادي سيدنا و سركاب. ثم قاتل في عمليات أمدرمان الضارية حتى نجح الجيشان في الإلتقاء. أظهر مقدراته في إدارة معركة المسيرات التي قصمت ظهر المليشيا في تحرير الإذاعة و تواجد في منطقة محلية أمدرمان وقت المذبحة الكبرى التى لحقت بقوات المليشيا الهاربة من الإذاعة. كان يتحرك في كل الجبهات التي يتواجد فيها البراؤون. رأيناه في سنار و مدني و المصفى و عمليات تحرير بحري و دخل القيادة العامة يوم إلتقاء الجيوش .

الشاب كتلة من النشاط و لا شيء من مهاراته و قدراته تفوق إقدامه و شجاعته. كما يبدو محبوباً لدى زملائه و مطاعا بين شباب البرّاء مع إشاعته لجو من المرح الطفولي لكسر حدة كآبة الحرب و أحزانها ربما.

من غير الواضح إن كان الجيش يتعمد إظهار إنجازات البراء أكثر من غيرها أم لدى الكتيبة جهازا إعلامياً قوياً ، لكن من المؤكد أن الجيش يحظر على كثير من متحركاته التصوير و نشر الفيديوهات بما يقلل من الإنتشار الإعلامي لإنجازات الجيش نفسه.

هناك بعض الإسلاميين المعروفين و الأكثر شهرة لا يتبعون لكتائب البراء كما نعرف عشرات الشباب الذي يقاتلون تحت رايته دون أي إنتماء إسلامي سابق. لم يبذل المصباح جهدا كبيراً في الرد على خصومه و بيان إن كان يدين بالولاء للنظام السابق أو الحركة الإسلامية من عدمه. كما لم يبذل أي جهد لتفسير الرباط الدائم على يده بما يريح المتسائلين. ردد في أوقات التشكيك و الدعاية المضادة بأنه يثق بقيادة الجيش و يقاتل بأوامرها. كما صرّح مؤخراً بأنه سيضع السلاح و يعود لعمله المدني مع زملائه عند إنتهاء الحرب.

المصباح مثال جيد لشاب سوداني لم يتردد في المشاركة في القتال إلى جانب الجيش منذ اليوم الأول و لم ينشغل بمساجلات الميديا عن واجبه المقدس. و لربما تفخر عطبرة المدينة بتقديمها هذا النموذج من الشباب الذي فطن لطبيعة الحرب و واجب المواطنين مبكراً بينما كان شباب البلد يتبادلون السؤال : من أطلق الطلقة الأولى ؟

عمار عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قاسم: المقاومة الفلسطينية كسرت الخطوط الحمراء التي حاول العدو فرضها
  • الكيان الصهيوني يطلق النار على عائلات فلسطينية نازحة في مخيم الفارعة ويقتحم عزون
  • حماس: تدهور صحة الأسرى المحررين تكشف الأوضاع المأساوية التي يعيشونها داخل سجون العدو الصهيوني.
  • حماس تؤكد بعد الإفراج عن الأسرى: نحن الطوفان .. نحن اليوم التالي / بيان
  • الكيان الصهيوني يقتحم بلدة الخضر جنوب بيت لحم
  • برلماني عن مُخطط تهجير الفلسطينيين: الكيان الصهيوني اعتاد على أسلوب البلطجة
  • القائد المصباح يظل هو أحد أيقونات هذه الحرب وأبطالها
  • الكيان الصهيوني يعلن انسحابه رسميًا من مجلس حقوق الإنسان
  • الكيان الصهيوني يعتقل ثمانية مواطنين جنوب طوباس
  • قيادي بحماس: العدوان الصهيوني على الضفة لن يوقف ضربات المقاومة الفلسطينية