قال الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين، إن ارتفاعا حادا طرأ على أسعار المواد الغذائية وتناقص توفرها في الأسواق، بشكل لم يشهده قطاع غزة من قبل، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل.

 

وأوضح الجهاز المركزي، في تقرير هو الأول الذي يعده بشأن الوضع الاقتصادي في غزة خلال العدوان، أن أسعار السلع الاستهلاكية في قطاع غزة شهدت ارتفاعا حادًا نسبته 12% خلال شهر أكتوبر الماضي، كما ظهرت الكثير من الأسواق السوداء بسبب نقص السلع الغذائية والاستهلاكية.

 

 وظهور السوق السوداء وارتفاع الأسعار الجنوني كان بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من الشهر ذاته (أكتوبر)، وفرض الحصار الكامل، وإغلاق المعابر، وقطع إمدادات المياه، والوقود، والغاز، إضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود، بسبب شح الكميات، وعدم السماح بدخوله، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل من شمال غزة إلى الوسطى والجنوب، في ظل النزوح المستمر للأسر.

 

وتراجعت القوة الشرائية للأسر الفلسطينية في قطاع غزة بنسبة 11% خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع، في شهر أكتوبر مقارنة بشهر سبتمبر 2023، وفي ظل ظهور الاسواق السوداء وارتفاع الأسعار وتراجع القوة الشرائية للنقود، فإن الأسر لم تتمكن من شراء هذا القدر من الكميات اللازمة لهم، ما سيشكل خطرا على حياة الأسر في القطاع ويقتصر الشراء الان علي من لديه المال. 

 

وتقول الأمم المتحدة إن سكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو 2،4 مليون نسمة يواجهون "احتمالًا مباشرًا للموت جوعًا" بالإضافة إلى أن الاتصالات باتت مقطوعة بسبب نفاد الوقود، والمواد الغذائية المتوافرة بكميات قليلة جدًا ونفدت مخزونات الأدوية تقريبًا، ولم يدخل إلى القطاع إلا 1139 شاحنة مساعدات محمّلة بمواد غذائية خصوصًا.

 

وذكر برنامج الأغذية العالمي، أن ذلك لا يغطي إلا 7% من الحدّ الأدنى اليومي لحاجات السكان من السعرات الحرارية.

 

وباتت أكياس الدقيق الكبيرة القليلة تباع بأسعار مرتفعة جدا تصل إلى 180 دولارًا للكيس، ويعد غياب السلطة التنظيمية في غزة أحد أهم العوامل لظهور الأسواق السوداء وهذا الارتفاع الكبير في الأسعار، وبسبب غياب تلك السلطة وحماس عن الشارع في غزة لا يوجد من يساعد سكان غزة أو يتصدي لارتفاع الأسعار والأسواق السوداء.

 

ولا تزال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تملك ألفي طن من القمح، ما يمثل برأيها 370 طنًا من الدقيق أي هناك 5 إلى 6 أيام قبل نفاد المخزونات بالكامل.

 

وأوضحت الأونروا لوكالة فرانس برس، أنها تعمل مع أكثر من 80 مخبزًا في قطاع غزة.

 

وباتت كل مخابز شمال قطاع غزة خارج الخدمة ويعمل 63 مخبزًا في وسط القطاع وجنوبه بشكل جزئي أحيانًا بسبب أزمة الوقود والغاز.

 

وتوقف أكبر مخبز في مدينة غزة الثلاثاء عندما أتى القصف الإسرائيلي على ألواحه لتوليد الطاقة الشمسية، وقد تدفق السكان الجياع لأخذ مخزوناته من الدقيق.

 

كما أن هناك مشكلة كبيرة بالمياه في قطاع غزة، بعد 7 أكتوبر، أغلقت حكومة الاحتلال الإسرائيلية الأنابيب التي تمد غزة بالمياه. 

 


واستأنفت لاحقا ضخ المياه إلى بعض أجزاء جنوب غزة، ودخلت كميات قليلة من المياه عبر مصر، لكنها لم تصل إلى الجميع وهي بعيدة جدا عن تلبية احتياجات سكان غزة، ما يجبر الكثيرين على الاعتماد على موارد المياه المحلية. غير أن الأمم المتحدة تقول إن أكثر من 96% من موارد المياه في غزة "غير صالحة للاستهلاك البشري" حيث لجئ الكثير من المواطنين إلى شرب المياه الغير صالحة للشرب. حسب "سلطة المياه الفلسطينية"، تعطلت شبكات مياه الصرف الصحي ومنشآت تحلية مياه البحر منتصف أكتوبر بسبب النقص في الوقود والكهرباء، ما عطّلها إلى حد كبير منذ ذلك الحين.

 

منذ بداية الحصار، أعاق نقص المياه وتلوثها الحصول على خدمات الصحة العامة بشدة، وأدى إلى مرض الناس، وإلى انتشار الأمراض، ما تسبب بأزمة في الصحة العامة.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

بسبب التوترات بالمنطقة.. توقعات بارتفاع غير مسبوق لأسعار الطاقة بالعالم

لا تزال التوترات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط تلقي بظلالها الثقيلة على الاقتصاد في العالم، وسط توقعات بارتفاع غير مسبوق لأسعار الطاقة.

وأكد صندوق النقد الدولي، “على مراقبته عن كثب التصعيد في الشرق الأوسط، بقلق شديد”، محذرًا من أن “الصراع قد يكون له تأثير على الوضع الاقتصادي”.

وقالت المتحدثة باسم الصندوق، جولي كوزاك: “نحن نراقب عن كثب التصعيد الأخير للصراع في المنطقة بقلق كبير، إن احتمالات المزيد من التصعيد للصراع تزيد من المخاطر وعدم اليقين وقد يكون لها عواقب اقتصادية كبيرة على المنطقة وخارجها”.

وحذر خبراء متخصصون من تداعيات “استهداف المصافي النفطية وحقول الغاز الإيرانية، في ظل التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل”.

وأكد الخبراء أن “أسعار الطاقة يمكن أن ترتفع بشكل كبير، بعد ما شهدته من انخفاض، بما ينعكس بصورة خطيرة على أوروبا والصين بشكل أكبر”.

وقال الخبير الاقتصادي أحمد طرطار، إن “أسعار الطاقة ارتفعت بشكل مباشر بعد الضربة الإيرانية على إسرائيل، في ظل تخوفات في الوقت الراهن من التداعيات”.

وأشار طرطار، لوكالة “سبوتنيك”، إلى أن “استمرار تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل قد تذهب بالأسعار لمستوى 100 دولار للبرميل، حال ما خرجت عن السيطرة، وتحولت لحرب إقليمية”.

وشدد على أن “أوروبا أصبحت في حاجة ماسة للغاز وللطاقة في الوقت الراهن، ما يعني أنها ستقع في إشكالية كبيرة، إزاء استمرار الوضع الراهن وارتفاع المخاطر”.

من ناحيته، قال الدكتور عماد عكوش، الخبير الاقتصادي اللبناني، إن “الضربة الإيرانية لإسرائيل وخاصة ما يتعلق بمنشآت الغاز الواقعة بالقرب من مدينة عسقلان جنوب غرب إسرائيل، خلقت الكثير من التوتر والخوف في الأسواق العالمية”.

وأضاف لوكالة “سبوتنيك”، أن “التخوف الأكبر يرتبط بما تحدثت إسرائيل عنه بشأن الرد على إيران بضرب المنشآت النفطية، وبالتالي خسارة أكثر من مليون ونصف مليون برميل تصدرها إيران يوميا، وخاصة السوق الصيني، مما يمكن أن يحرم الصين من الطاقة الرخيصة والتي بدورها سيكون لها أثرها الكبير على نموها المستدام، والتي تعمل وتجاهد للإبقاء عليه”.

ورأى عكوش، أن “تطور الأمر وصولا لإغلاق المعابر، سينعكس حتما على الأسعار، لكن الأمر ذاته قد يجبر إسرائيل على عدم المغامرة، في ظل حاجتها للطاقة، حيث يمكن أن تعرض منشآتها الغازية للضرب، وبالتالي توقف كامل الاقتصاد الإسرائيلي القائم اليوم على إنتاج هذه الحقول والمنشآت، ما يجعلها تفكر جيدا قبل القيام بأي خطوة في الإطار”.

وأشار إلى أن “أوروبا هي الحلقة الأضعف دائما، كونها مستهلك للطاقة، وبالتالي أي تحرك للأسعار يخلق مشكلة إنتاج، يتبعه موجة التضخم مرة أخرى”.

هذا وفي ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، ارتفعت أسعار النفط، في تعاملات اليوم الجمعة، فوق مستوى 78 دولارا للبرميل، وذلك للمرة الأولى منذ 30 أغسطس الماضي.

ووفقا لما أظهرته التداولات، “ارتفعت العقود الآجلة للخام العالمي مزيج “برنت” بنسبة 0.81% إلى 78.25 دولار للبرميل، فيما صعدت العقود الآجلة لخام “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 0.84% إلى 74.33 دولار للبرميل”.

مقالات مشابهة

  • على وقع الحرب.. ارتفاع جديد بأسعار النفط اليوم
  • أسعار البنزين والسولار اليوم الجمعة 4 أكتوبر 2024
  • 25 طنا.. شرطة التموين تلاحق تجار الدقيق في السوق السوداء
  • بسبب التوترات بالمنطقة.. توقعات بارتفاع غير مسبوق لأسعار الطاقة بالعالم
  • قبل بيعها في السوق السوداء.. الداخلية تضبط 26 طن دقيق مدعم
  • اعتماد 16 شركة جديدة لتوزيع المحروقات بالمغرب.. هل سيساهم ذلك في تخفيض الأسعار؟
  • كهرباء وادي حضرموت تعلن تخفيض ساعات التشغيل بسبب نقص الوقود
  • تقرير امريكي: ارتفاع غير مسبوق بأسعار النفط قريباً
  • انخفاض غير محسوس في أسعار المحروقات يفاقم معاناة المغاربة وسط غلاء المعيشة
  • أردوغان يجدد دعوته للاعتراف بفلسطين