العاهل الأردني يحذر من الآثار الكارثية جراء الحرب البشعة الدائرة في غزة
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال لقائه اليوم الاثنين الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، من الآثار الكارثية جراء الحرب البشعة الدائرة في غزة، وذلك في إطار جهود وقف الحرب.
رئيس الغرفة التجارية: مصر تطرح فرص استثمارية واعدة بالعديد من المشروعات الكبرى البورصة تتخلى عن مكاسبها الصباحية وتخسر13.8 مليار جنيه بختام تعاملات اليوم
وأكد الملك عبدالله الثاني - وفقا لبيان الديوان الملكي ضرورة العمل بشكل مكثف لوقف الحرب على غزة، وفك الحصار المفروض عليها، والضغط لضمان إيصال الغذاء والدواء والمياه والوقود إلى القطاع.
كما حذر من الآثار الكارثية جراء الحرب البشعة الدائرة، التي يذهب ضحيتها الأبرياء من المدنيين العزل، ومن مواصلة التصعيد والعنف من قبل المستوطنين بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وشدد الملك عبدالله الثاني على أن السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو حل الدولتين، الذي يضمن الاستقرار والأمن للجميع.
من جانبه، أكد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ضرورة حماية المدنيين في غزة ، مشيرا إلى أهمية دور الأردن، بقيادة الملك عبدالله الثاني، في العمل نحو أفق سياسي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين.
حضر اللقاء مدير مكتب الملك، الدكتور جعفر حسان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العاهل الأردنى الآثار الكارثية الحرب البشعة غزة
إقرأ أيضاً:
الدوران داخل الدائرة الخبيثة..الى متى
الدوران داخل الدائرة الخبيثة..الى متى
حيدر المكاشفي
من كوارث تاريخنا السياسي ما بعد الاستقلال وحتى يوم الحرب اللعينة هذا، تلك الدائرة الخبيثة التي أفرزها الأداء السياسي المعطوب والتناحرات الجهوية، التي كانت تتسبب في تقويض عملية الانتقال الديمقراطي، مفسحة بذلك المجال لتدخل القوات المسلحة (الجيش) في الشأن السياسي، بالا ستيلاء على السلطة عبر انقلاب عسكري مسنود بظهير سياسي حزبي، وهكذا نشأت ما اصطلح على تسميته ب (الدائرة الخبيثة) في الادبيات السياسية، ووفقا لتاريخ الحكم الوطني بعد الاستقلال، بدأت الدائرة الخبيثة بقيام نظام حكم برلماني ديمقراطي (حكومة الازهري الاولى 1954_1956)، أعقبها نظام حكم عسكري (انقلاب عبود)، ثم ثورة شعبية أطاحت بالحكم الانقلابي وتشكيل حكومة انتقالية (ثورة أكتوبر 1964)، ثم نظام برلماني ديمقراطي، ثم انقلاب نميري، فانتفاضة شعبية اطاحت بالحكم الانقلابي (انتفاضة أبريل 1985)، ثم حكم ديمقراطي برلماني (حكومة الصادق ما بعد انتفاضة أبريل)، ثم انقلاب الاسلامويون العسكري في (1989)، ثم ثورة ديسمبر الباسلة وتكوين حكومة مدنية لانجاز التحول المدني الديمقراطي، ليقطع عليها الطريق انقلاب البرهان حميدتي في أكتوبر 2021، وصولا الى محطة الحرب الحالية، وهكذا دواليك استمرت الدوامة والدوران داخل الدائرة الخبيثة، وما تزال البلاد تدور في هذه الدائرة المغلقة ولم تعرف بعد طريق الخروج منها، كلما وضعت رجلا على عتبة الخروج زلت وانزلقت مرة أخرى وعادت الى منتصف الدائرة، لتبدأ دورة جديدة من نوع اخر
حرب ثم أزمة فضائقة وبالعكس، ضائقة ثم أزمة فحرب، مثلها مثل البصات السفرية التي تقضي عمرها الافتراضي جيئة وذهابا بين محطتين، هذا اذا لم يقض عليها حادث قبل أن تهلك بفعل الزمن والاهلاك، لقد أرهقتنا هذه البلايا وأثخنت بلادنا بالجروح والندوب، ولكن رغم ذلك لن نقطع العشم ونظل نتمسك ولو بخيط أمل واه، ولن نقنط أبدا من رحمة الله، فلا بد أن تنتهي يوما كل الحروب ونحلحل كل الأزمات ونعبر الضوائق وينطلق المارد من قمقمه، فكلنا نعرف ونشهد أن بلادنا بما تحوز من خيرات ونعم دفينة وظاهرة، تملك كل مقومات الانطلاق والريادة لتحتل مكانها بين الأقوياء من الدول الناهضة بل والمتقدمة، فقط لو أن أهلها أحالوا ما علموه عنها الى برامج عمل، ولكن قبل ذلك عليهم أن يعرفوا قدرهم وقدر بلادهم، فيترفعوا عن الصغائر ويقبلوا بقلب رجل واحد على المهام الكبيرة، وهذا لن يتأتى الا اذا تساموا على حظوظ النفس الشخصية والذات الحزبية، والتقى الجميع على صعيد واحد، أما بغير ذلك فأبشر بطول سلامة يا فقر وبيضي وأفرخي يا حروب ومدي رجليك يا أزمات..
إن أي متأمل في حال البلاد منذ نيلها الاستقلال وإلى اليوم، لن يجدها إلا على حالها السيء وبؤسها المقيم، بل يجده مع هذه الحرب المدمرة المهلكة قد تدحرج إلى الأسوأ، وكأن قدر أهلها المسطور أن يعيشوا تاريخا دائريا حلزونيا لا مخرج منه، وهل يحتاج أحدكم إلى دليل يرشده إلى هذه الدائرة المفرغة التي ظلت البلاد تدور فيها كما يدور جمل العصّارة وهو مغمض العينين عكس عقارب الساعة، ويتأرجح بينها كما يتأرجح بندول الساعة مع الفارق، من حيث إن دوران الجمل وما يصاحبه من (عصر) له منتوج مفيد، وتأرجح البندول يحرّك الزمن إلى الأمام، بينما دوران بلادنا على نفسها لا يورثها غير إعادة إنتاج مشاكلها وأزماتها، وتأرجحها بين همومها وقضاياها يجذبها إلى الخلف ويدحرجها إلى الأسفل على عكس حركة التاريخ والحراك الإيجابي للمجتمعات، ولا أدل على ذلك من بعض أزماتنا المتخلفة التي ما نزال نرزح تحتها رغم أنها أصبحت عند كثير من الأمم والشعوب القريبة منا والشبيهة بنا من ذكريات الماضي الأليمة، فمشاكلنا ظلت هي هي، وأزماتنا هي هي، وخلافاتنا هي هي، وخيباتنا هي هي، منذ بداية تأسيس الدولة الوطنية وإلى يوم الناس هذا، ظلت مشكلة الكهرباء والمياه هي ذاتها، والمواصلات والوقود والغاز هي نفسها على مر العقود..فمتى يا الهي الخروج من هذا التاريخ الدائري..
الوسومالاستقلال الانقلابات التاريخ السياسي الدائرة الخبيثة حيدر المكاشفي