السديس وجه بتمديدها.. إقبال كثيف على الدورة العلمية في المسجد الحرام
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
وجه رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بتمديد الدورة العلمية إلى نهاية هذا الأسبوع؛ استثمارًا للإجازة، وإثراء لتجربة الأعداد المليونية الدينية من القاصدين والزائرين.
حققت الدورة العلمية العقدية لتعظيم رسالة الحرمين الشريفين الدينية الوسطية، والمقامة في رحاب المسجد الحرام، خلال إجازة الفصل الدراسي الأول؛ نجاحًا منقطع النظير، وإقبالًا كبيرًا من القاصدين والمعتمرين.
وبيَّن أن الدروس التوجيهية والإرشادية والدورات العلمية؛ تعد من مرتكزات رئاسة الشؤون الدينية؛ لإيصال رسالة الحرمين الشريفين للعالم، مؤكدًا أن رئاسة الشؤون الدينية على وشك الانتهاء من خطة متنوعة شاملة للدروس التوجيهية والإرشادية في الحرمين الشريفين، بناء على مستهدفات: "على كل سارية درس، في كل موقع حلقة"، وفق الاستراتيجية المستقبلية.
وتابع رئيس الشؤون الدينية قائلًا: إن المسجد الحرام شعشع التوحيد من جنباته، وعمَّ العالمِين بالهداية، قال سبحانه: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكًا وَهُدًى لِلعالَمينَ﴾ [آل عمران: ٩٦]، مشيرا إلى أن بيان مسائل الإيمان وصحيح الاعتقاد، وتعزيز التوحيد وتصحيحه، وترسيخه في نفوس القاصدين والزائرين للحرمين، وإثراء رحلتهم الدينية بذلك، ونشره في العالمِين؛ من عمق وجوهر رسالة الحرمين الشريفين الوسطية
وقال: إن رسالة الحرمين الشريفين عالمية دينية وسطية متعددة متنوعة؛ تشتمل على: تعليم التوحيد وتصحيحه، وبيان سماحة الإسلام، وأصالة ومعاصرة تشريعاته وأحكامه، ووسطية منهجه واعتداله؛ فكرًا وسلوكًا، وتعظيم الصورة الذهنية الإيجايية عن الإسلام والمسلمين عالميًا، وبلغات متعددة؛ من خلال الخطب المنبرية، والدورات والدروس العلمية؛ باستثمار: التقانة، واللغات والترجمة، وقنوات التواصل الإعلامية الحديثة، وبطرق وأساليب وسطية نوعية تربوية ممنهجة؛ تراعي اختلاف الجنسيات واللغات والثقافات.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية قامت على التوحيد الصحيح الراسخ، وتصدت لنشره قولًا وعملًا؛ لا سيما في الحرمين الشريفين، وعبرهما في العالم، وفق مسارات دينية متنوعة، والقيادة الرشيدة -حفظها الله- تدعم ذلك ماديًا ومعنويًا؛ بإعمارها الحرمين الشريفين دينيًا، وتوجيهاتها الدائمة وتأكيدها على أن العقيدة أولًا، وأنها من أهم المهمات.
وأردف رئيس الشؤون الدينية بالقول: إن الرئاسة الدينية جعلت دورات ودروس العقيدة والتوحيد في هرم الدروس العلمية؛ كونه أسُّ الدين ولبُّه، وإثراء للأعداد المليونية من قاصدي الحرمين الشريفين وإفادتهم وتعليمهم، خاصة في الإجازات والمواسم، وقد وفقت الرئاسة الدينية بإقامة دورة "أصول الإيمان٢" بالمسجد الحرام، خلال إجازة الفصل الدراسي الأول، ونظرًا لتحقيقها المأمول؛ فإننا نبشر إخواننا القاصدين للمسجد الحرام؛ بتمديد الدورة إلى نهاية الأسبوع.
ووجَّه القائمين على الدورة؛ بضرورة بثها عبر التقانة، والقنوات الرقمية، ومنصة الحرمين الشريفين الإلكترونية عالميًا؛ لتعميم الانتفاع منها، ولبيان دور المملكة العربية السعودية في رعاية الحرمين الشريفين وإعمارهما دينيًا، وإثراء قاصديهما بما ينفعهم، والاهتمام بالإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء.
وكانت دورة "أصول الإيمان٢" قد انطلقت في رحاب المسجد الحرام، مع بداية إجازة الفصل الدراسي الأول، بمشاركة أعضاء هيئة كبار العلماء، وقد شهدت توافد كبيرًا، ونجاحًا مثمرًا.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: السديس المسجد الحرام رسالة الحرمین الشریفین الشؤون الدینیة المسجد الحرام
إقرأ أيضاً:
إذا انتشر في المجتمع أفسده.. خطيب المسجد الحرام يحذر من فعل شائع
قال الشيخ الدكتور صالح بن حميد؛ إمام وخطيب المسجد الحرام، إن نسيان الفضل سلوكٌ شائن؛ إن انتشر في المجتمع أفسده، وإن فشا في الناس فرقهم، منوهًا بأن نسيان الفضل من ضعف الإيمان.
من ضعف الإيمانواستشهد “ بن حميد ” خلال خطبة الجمعة الأخيرة من ربيع الآخر من المسجد الحرام بمكة المكرمة، بما يقول الله -عزّ وجلّ- في محكم تنزيله: ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾، مشيرًا إلى أن هذا توجيهٌ كريمٌ، وقاعدة عظيمة، وحكمة سامقة باسقة، تجري في مواطنَ أشمل وأعمَّ من السياق الذي نزلت فيه، وهو معالجة الحالات بعد الطلاق.
وتابع: ولا بالأحوال الطارئة، ولكنها تُقاس بالتراكمات المتتابعة، والأحداث المتوالية؛ كونها علاقات ممتدة، لا ينسيها حادثٌ عابر، ولا ينسفها موقفٌ طارئ، فيما أن الحياة بتقلباتها، وأحوالها تحتاج إلى أن يسودَ فيها روح الفضل، وتُذكر فيها جوانب الخير والمعروف.
وأضاف أنه توجيهٌ لمَن جمعتهم هذا العلاقةُ العظيمة، وهذا الميثاقُ الغليظ، وتذكيرٌ لهم بألا ينسوا مع مرور الزمن، وتقدُّم العمر، وكثرة العيال، وتعاظم المسؤوليات، ولا ينسوا الفضل الذي بناه حسنُ العشرة، وجميلُ المودة، ورداءُ الرحمة، ولطيفُ المعاملة منذ الأيام الأولى، حيث إن نسيان الفضل يعني التفكّك، والتجافي، والشقاق، والتباعد عن الأخلاق الكريمة، والشيم النبيلة.
حفظُ الفضلوأكد أن حفظُ الفضل هو الذي يحافظ على تماسك الأسرة، ويحفظها -بإذن الله- من المواقف الطارئة، واللحظات العصبية، ففي ثورة الغضب يختلطُ الحابل بالنابل، والحقُّ بالباطل، وكأن الزوجيْن ما عاشا سنوات من المودة، وحُسن العشرة.
واستطرد: وكأنهما لا يجمعهما بيتٌ واحدٌ، وكل هذا يُصبح بين عشية وضحاها سراباً هباءً، فلا الزوج يذكر الحسنات، ولا الزوجة تذكر المعروف، مشيرًا إلى أنه ليس من العقل ولا من الحكمة، ولا من المروءة أن تُهدَم سنوات مودة في ساعة غضب عابرة.
وحذر الأزواج والزوجات على الصعيد ذاته من الدعوات المُغرضة التي تحرّض الزوجيْن على التمرُّد والتنمُّر، والتي تنفخ في النقائص والسلبيات التي هي من طبع البشر، والتي لا يسلم منها أحدٌ؛ كائناً مَن كان.
تُبنى على مكارم الأخلاقونبه إلى أن العلاقة الزوجية لا تُبنى على المشاحنة والمشاحة، والصِّدامِ والخصام، ورفعِ الصوت والتشكي، والتلاوم، لكنها تُبنى على مكارم الأخلاق والتغافل، والصبر والتحمل، والتدقيق في تفاصيل الحياة الأسرية ينغص الحياة.
وواصل: ويكدر العشرة، ويجعل المجالس مُرَّة، والمعيشةَ نكدة، فالزموا حفظ كرامة البيوت، وصون العلاقة الزوجية، والتلطف والتماس أسباب الرضا، واحذروا التجسس والتحسس، وتتبع الأخطاء وتلمس المعايب.
ونصح: واعلموا أن الاعتراف بالفضل يجمع القلوب، والفجور في الخصومة يمزق العلاقات، وإذا بدرت بوادر الخلاف فتذكروا المحاسن، وتغافلوا عن النقائص، ولا تنسوا الفضل بينكم.
وأفاد بأن أقرب الزوجيْن للتقوى، هو الذي يعفو ويسامح، ولا ينسى الفضل، ولا ينسى مودة أهله، وحُسن عشرتهم، والتغافل يُطفئ الشرور، مشيرًا إلى أن الحياة الأسرية من أوثق العلاقات الإنسانية، وأرفعها شأناً، ولها في الدين مقامٌ كريم، وهي في شرع الله ميثاقٌ غليظ.