جبهة الخلاص التونسية تقاطع الانتخابات المحلية المقبلة وتتوقع مشاركة ضعيفة
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
أعلن رئيس جبهة " الخلاص" الوطني ، المعارضة في تونس أحمد نجيب الشابي، مقاطعة انتخابات المجالس المحلية المقررة الشهر القادم ،متوقعا أن يشهد الاستحقاق الإنتخابي عزوفا كبيرا.
وقال الشابي في تصريح لـ عربي21"، " ندعو القوى السياسية والمواطنين إلى مقاطعة هذه الانتخابات على اعتبار أنها تأتي بقرار تفردي وتسلطي وقانونها كان أحادي الطرف".
و من المنتظر أن تعقد انتخابات المجالس المحلية، في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2023، وفق أمر رئاسي كان قد أصدره قيس بن سعيد في 21 أيلول/ سبتمبر المنقضي بالمجلة الرسمية.
وسيتم انتخاب أعضاء المجالس المحلية بطريقة الاقتراع على الأفراد في 2155 دائرة انتخابية محلية وسيتم انتخاب 24 مجلسًا جهويا، وهي طريقة تعتمد لأول مرة في تاريخ البلاد .
ووفق هيئة الانتخابات فإنه لكلّ مجلس أقاليم ( خمسة أقاليم ) عضو واحد، ولكل مجلس جهوي 3 أعضاء، ليكون هناك 77 عضوًا بالمجلس الوطني للجهات والأقاليم .
وتوقع الشابي أن تشهد الانتخابات نسبة مشاركة ضعيفة ومتدنية جدا، لأنها تجري في ظرف سياسيا متأزم منذ أكثر من سنتين وخاصة في ظل ارتداد على جميع المكتسبات الديمقراطية، وفق وصفه.
وقال الشابي: "أرجح أن تكون نسبة عدم المشاركة أكثر حتى من المحطات السابقة من ذلك الانتخابات التشريعية الفارطة والاستفتاء".
وتشكل جبهة " الخلاص" أبرز مكون حزبي سياسي معارض في تونس، حيث يضم الحزب الأكبر بالبلاد وهو حركة "النهضة" ، كما تضم أحزاب " ائتلاف الكرامة"، "قلب تونس" ، وشخصيات سياسية وحقوقية بارزة.
ورأى الشابي :" أن المحطة الانتخابية القادمة لا يمكن اعتبارها حدثا سياسيا على الإطلاق ولكنها امتحان لمعرفة مدى انخراط الشعب التونسي في المشروع السياسي لقيس سعيد".
وأضاف " صحيح أن الشعب لم ينقلب بعد على قيس سعيد ولكن أمله خاب منه وأبدا لن ينخرط في مشروعه السياسي".
وفي السنة المنقضية جرت انتخابات تشريعية مبكرة شهدت عزوفا غير مسبوق حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة 11،2 بالمئة وهي الأدنى في تاريخ الانتخابات التونسية، فيما يتجاوز عدد الناخبين 9 مليون ناخبا .
وجدد الشابي موقف الجبهة الداعي إلى ضرورة إجراء حوار وطني شامل ينتهي إلى حكومة إنقاذ وطني والدعوة إلى انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة مع مواصلة العمل بدستور 2014.
وشدد الشابي على أن أزمة البلاد السياسية مطلقا لن تنتهي ما لم يتم إجراء حوار وطني وأن كل تأخير في إجراءه سيزيد من أزمة البلاد وخاصة الاقتصادية.
وأكد رئيس جبهة "الخلاص"، ضرورة تحاور مختلف الأطراف السياسية في ما بينها و إكراه السلطة حتى تقبل بحوار وطني.
وكان الرئيس سعيد سبق وأن أعلن رفضه لأي حوار وطني معتبرا أنه عودة للوراء ، رافضا كل مبادرات الحوار التي عرضت عليه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية تونس مقاطعة انتخابات قيس بن سعيد تونس مقاطعة انتخابات دستور قيس بن سعيد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
عندما يُسكَت صوت الشعب في تقاطع الطرق
كتب الدكتور عزيز سليمان أستاذ السياسة والسياسات العامة
العالم يراقب مستقبل السودان من خلف الستار، حيث تحتدم قاعات الاجتماعات الدولية بالنقاشات حول إنهاء الصراعات المدمرة التي تجتث جسد الوطن، وكأن السودان ليست سوى قطعة في لعبة شطرنج تتحكّم بها المصالح الدولية الكبيرة، حيث تقود دول حلف شمال الأطلسي هذه المسرحية بينما تلعب تركيا دور وسيط يحضر في صوغ اتفاقيات قد تشكّل خارطة طريق لمستقبل البلاد، ومع كامل هذه التحديات والتجارب، أين يكون صوت شعب السودان في كل هذه الموائد والأحداث التاريخية التي تُشكَّل من خلالها مصير بلدهم.
الصوت الذي فُقد لم يكن ذلك بسبب الصدفة، بل كان ذلك نتيجة لظهوره في الساحة عن عمد، حيث قامت الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام المحلية بخلق صورة تافهة حول الشعب السوداني، ما جعلهم ينشغلون بالتفاهات التي تحيط بهم وتشغل انتباههم بعيدا عن المسألة الأساسية: كيف ستنتهي هذه الحرب، وعلى أي أساس ستُبنى حلا لها ۔ يعرّف التاريخ لنا أن طغيان أراء قادة المجتمعات على حساب إرادات شعوبها لا يُفضِي إلى سلام دائم، بَل يستَدعِى نزوّلا جديدا في طرق الترويج للاستيلاء والقضاء على حقوق شعب منهك. إذ نشير إلى سورية كمثال، فإن توقف الصراع هناك جاء على حِساب حروق شديدة تكبدها شَطْر من شَجْوْ به خصائص شخصية مستثارة لأول مرة في هذ المربع..
اليوم، يواجه السودان خطرا كبيرا حيث إذا استمرت النخب الدولية والمحلية في إقصاء الشعوب السودانية، فإن البلاد لن تخسر فقط في حروبها، بل ستفقد حقها في تحديد مستقبلها، وحتى على المدى البعيد أيضا. يطالب “مركز دراسات الليبرالية والاستنارة” بضرورة حضور صوت الشعب الفاعل في صنع القرارات المصيرية، وأن يكون لصوتهم وزن في أية اتفاقات أو تسويات يُعدها آخرون، حيث إن صوت الشعب هو ضامن مهم ضد التضليل والفساد وضياع البلاد..
في الوقت الحالي، يتطلب الوضع الوطني إدراكا واعيا، استفاقة لا تستسلم للهزيمة. فالصمت يعني التخلي عن السودان لقدر يحدده أصحاب مصالح غير معروفة بمصلحة الشعب، وكما يقول التاريخ: من يغيب عن رسم مستقبله، فإنه لن يجد مكانا له فيه.
quincysjones@hotmail.com