د. كاظم ناصر أصدر وزير الأمن القومي الإسرائيلي المعروف بحقده الشديد على الفلسطينيين والأمة العربية تعليمات جديدة تحت بند ” تسهيلات الضغط على الزناد ” لقتل الفلسطينيين، وصودق عليها في المقر المركزي للشرطة في القدس المحتلة؛ وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذه التعليمات تهدف إلى تسهيل حصول المستوطنين على السلاح وحمله باستمرار والاحتفاظ به وعدم مصادرته، والسماح لهم بإطلاق النار على الفلسطينيين وقتلهم، أو إصابتهم بجراح دون تعرضهم لأي مسائلة قانونية.

هذا الاتفاق بين بن غفير والشرطة الذي يعني خلق جيش مسلح من المستوطنين يمكنهم من تشديد هجماتهم على الفلسطينيين والسيطرة على أراضيهم وحماية المستوطنات، يؤكد تكامل الأدوار بين حكومة دولة الاحتلال والجيش والشرطة والمستوطنين؛ فالمستوطنون يقتلون الفلسطينيين العزل، ويهاجمون المدن والقرى، وينهبون الأرض ويقيمون المستوطنات بموافقة وتخطيط وتمويل الدولة، وبحماية الجيش والشرطة. هناك عدد من العوامل التي مكنت بن غفير وأمثاله المتطرفين الصهاينة من العربدة والاستهتار بكل ما هو فلسطيني وعربي أولها وأهمها يتمثل في تمسك السلطة الفلسطينية بأوهام السلام، واستمرار الانقسام، وفشل الفلسطينيين في توحيد صفوفهم وتنظيم انفسهم والاتفاق على استراتيجية موحدة في التعامل مع دولة الاحتلال، وإخفاق السلطة في حماية شعبها والدليل على ذلك هو ما حدث خلال الاعتاء الإسرائيلي على مدينة جينين ومخيمها؛ فعلى الرغم من ان جيش دول الاحتلال هاجم منطقة ” ألف وباء ” الخاضعتان للسلطة وجينين ومخيمها من ضمنهما، إلا ان قوات أمن السلطة لم تشارك في التصدي للمعتدين الصهاينة، ولم تتخذ السلطة أي إجراءات حقيقية للرد على هذا الاعتداء وما سبقة من اعتداءات أخرى على غزة ونابلس وجنينين وأريحا وغيرها من المدن والبلدات الفلسطينية. والعامل الثاني الذي شجع الصهاينة على الاستمرار بارتكاب جرائمهم ضد الفلسطينيين هو الحماية الدولية التي توفرها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لدولة الاحتلال والتي تمكنها من الإفلات المستمر من العقاب، وتشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وعلى تسريع عملية ضم الضفة الغربية وتهويدها. والعامل الثالث الذي شجعهم على الاستمرار بارتكاب جرائمهم هو لا مبالاة وصمت الدول العربية والإسلامية؛ فعلى الرغم من تنديد تلك الدول بجرائم إسرائيل المتكررة، إلا إنها حافظت على علاقاتها ” الودية ” معها، ولم تتخذ أي إجراءات سياسية أو اقتصادية حقيقية لوقف اعتداءاتها مثل قطع العلاقات الدبلوماسي ووقف التعامل التجاري والسياحي معها، أو التهديد بإلغاء، أو على الأقل بتعليق اتفاقيات السلام التي وقعتها معها. الشعب الفلسطيني الذي أثبت للعالم أصالته وصلابته وتمسكه بأرضه، وقدم قوافل لا حصر لها من الشهداء دفاعا عن وطنه خلال تاريخه الطويل، يجب عليه أن يعتمد على نفسه في ظل هذا الخذلان الرسمي العربي والإسلامي، وأن ينهي انقسامه، ويوحد صفوفه، ويكرس كل طاقاته للتصدي للمعتدين الصهاينة؛ هذا هو قدره، أي أن يكون وحيدا في ساحة النضال حتى تستيقظ الشعوب العربية والإسلامية، وتتحرر من جلاديها، وتنضم إليه في كفاحه لدحر الاحتلال وتحرير وطنه. كاتب فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

الإحتلال يسقط 85 ألف طن من القنابل على غزة

كشفت سلطة جودة البيئة، النقاب عن أرقام صادمة بشأن تأثير العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

اقرأ ايضاًأربعون يوما على رحيل نصرالله.. عراقجي يكشف كواليس زياراته

وأكدت السلطة، أن جيش الاحتلال أسقط أكثر من 85 ألف طن من القنابل منذ بداية الهجوم في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وهو ما يتجاوز كمية القنابل التي تم إسقاطها خلال الحرب العالمية الثانية.

وفي بيان صادر عن السلطة لمناسبة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، أشار البيان إلى أن هذا القصف المكثف ألحق أضرارا بيئية فادحة، بما في ذلك تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وتلوث التربة بمواد كيميائية سامة، مما يعرقل الزراعة لعقود قادمة.

وحذرت السلطة، من الاستخدام المفرط للأسلحة المحظورة دوليا مثل الفسفور الأبيض، الذي يضر بالبيئة ويهدد حياة الإنسان والكائنات الحية. 

وقالت إنه في وقتٍ تتعرض فيه الأراضي الزراعية للدمار، تم تدمير بنية تحتية حيوية لمصادر المياه، مما تسبب في تسرب المياه الملوثة إلى الأحواض الجوفية، ما يشكل تهديدا بيئيا وصحيا خطيرا يطال مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة ويستمر لأجيال.

وفي الضفة الغربية، سلط البيان الضوء على المخاطر البيئية الناتجة عن المستعمرات الإسرائيلية والتدريبات العسكرية لجيش الاحتلال، مشيرا إلى أن الاحتلال يواصل الاستيلاء على الأراضي وتجريفها، بالإضافة إلى اقتلاع الأشجار والرعي الجائر. 

كما لفتت السلطة إلى أن المخلفات الناتجة عن هذه الأنشطة تلحق أضرارا جسيمة بمصادر المياه وتلوث الهواء، مما يعمّق أزمة التدهور البيئي في المنطقة. 

ويقدر أن المستعمرات الإسرائيلية تضخ نحو 40 مليون متر مكعب من المياه العادمة غير المعالجة سنويا في الأراضي الفلسطينية.


© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)

وسام نصر الله كاتب وصحفي

كاتب وصحفي متخصص في الشؤون السياسية والدولية، وعضو في نقابة الصحفيين الأردنيين واتحاد الصحفيين العرب. يعمل محررا في قسم الأخبار في "البوابة" منذ عام 2011، حيث يتابع ويحلل ويغطي أبرز الأحداث الإقليمية والدولية.

الأحدثترند "الإحتلال" يسقط 85 ألف طن من القنابل على غزة أنشيلوتي: ريال مدريد في حالة فوضى والوضع مقلق فوز ترامب "التاريخي".. إليكم أبرز المهنئين مدير سابق في ريال مدريد ينتقد أنشيلوتي واللاعبين بعد السقوط أمام ميلان ماذا قال نتنياهو عن فوز ترامب؟ Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • حماس: إقرار الاحتلال قانون ترحيل الفلسطينيين من أراضيهم تأكيد على نهجه العنصري
  • الاحتلال يتعمد إطلاق النار على النازحين الفلسطينيين
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إطلاق النار على النازحين الفلسطينيين
  • لقاء الهوية والسيادة: بناء دولة ديموقراطية تعيد بناء الاقتصاد
  • الإحتلال يسقط 85 ألف طن من القنابل على غزة
  • الموت والخوف يصاحبان الفلسطينيين في رحلة نزوح جديدة من بيت لاهيا
  • المجتمع الدولي أمام مساءلة المستقبل القادم
  • مستوطنون على تخوم غزة يطالبون بطرد الفلسطينيين إلى الدول العربية
  • جُلّهم من الأطفال والنساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 43391 شهيدًا
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان المستمر على غزة إلى 43391 شهيدًا