بموازاة حرب غزة.. إحباط في البنتاجون من هجمات متصاعدة بالعراق وسوريا
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
تخيم حالة من الإحباط على المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)؛ جراء استمرار هجمات جماعات حليفة لإيران على قوات ومواقع عسكرية أمريكية في الجارتين العراق وسوريا، بالرغم من ضربات أمريكية انتقامية، بحسب صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post)..
الصحيفة أضافت، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن مسؤولين في البنتاجون محبطون مما يعتبرونه استراتيجية غير متماسكة لمواجهة وكلاء إيران، الذين يُعتقد أنهم مسؤولون عن هذه الهجمات، ويرون أن الضربات الجوية الانتقامية المحدودة التي وافق عليها الرئيس جو بايدن فشلت في ردعهم.
وقال أحد مسؤولي الدفاع، طلب عدم كشف هويته: "لا يوجد تعريف واضح لما نحاول ردعه.. هل نحاول ردع الهجمات الإيرانية المستقبلية.. حسنا، من الواضح أن هذا لا يعمل".
وبحسب الصحيفة فإن "الغضب المشتعل في الشرق الأوسط بشأن الدعم الأمريكي للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، حيث قُتل آلاف المدنيين الفلسطينيين في الأسابيع الستة الماضية، أدى إلى زيادة القلق بين بايدن ونوابه من أن أي رد فعل أمريكي مبالغ فيه على هجمات قد يوسع الصراع".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت ما يزيد عن 13 ألف شهيد فلسطيني، بينهم أكثر من 5 آلاف و500 طفل، و3 آلاف و500 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف جريح، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
فيما قتلت حركة "حماس"، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، وأسرت نحو 239، بينهم عسكريون، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
ومنذ 17 أكتوبر، تعرضت القوات الأمريكية بالعراق وسوريا لـ61 هجوما شبه يومي بصواريخ وطائرات بدون طيار، وتظهر بيانات للبنتاجون حصلت عليها الصحيفة أن الهجمات استهدفت 10 قواعد يستخدمها عسكريون أمريكيون في البلدين.
اقرأ أيضاً
61 هجوما خلال شهر.. إصابة جندي أمريكي في استهداف قوات بلاده في العراق
حلفاء إيران
وردا على الهجمات، سمح بايدن بثلاث جولات من الغارات الجوية، جميعها في شرق سوريا، وأحدثها في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إذ تم استهدف مواقع قالت البنتاجون إن الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة لطهران تستخدمها.
وقالت الصحيفة إنه إيران تقدم الدعم للجماعات التي تسعى إلى إنهاء الوجود الأمريكي في العراق وسوريا، حيث ينتشر حوالي 3500 جندي بداعي منع عودة "تنظيم الدولة".
وتابعت: "كما تدعم طهران حزب الله في لبنان، الذي هدد قادته بفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل، وكذلك المتمردين الحوثيين في اليمن".
ومؤخرا، أعلنت البنتاجون أن الحوثيين دمروا طائرة أمريكية بدون طيار من طراز "ريبر" بقيمة 30 مليون دولار فوق البحر الأحمر، فيما اعترضت سفن حربية أمريكية في الأسابيع القليلة الماضية صواريخ وطائرات مسيّرة أطلقها الحوثيون باتجاه إسرائيل.
اقرأ أيضاً
إيران: الدول الداعمة لإسرائيل أسوأ الكائنات الموجودة على الأرض
بدائل محدودة
وفي تصريحاتهم، سعى مسؤولو البنتاجون إلى التقليل من أهمية الهجمات في العراق وسوريا، ووصفوها بأنها غير دقيقة في كثير من الأحيان ولا تسبب أضرارا تذكر للبنية التحتية الأمريكية، كما أن إصابات الجنود طفيفة، كما زادت الصحيفة.
واستدركت: "ولكن مع استمرار ارتفاع عدد الهجمات، تزايد أيضا القلق من أنها مسألة وقت قبل أن تودي بحياة عسكري أمريكي".
وقال السيناتور كيفين كريمر، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، للصحيفة: "لا أشعر بأي ردع، إنهم يواصلون إطلاق النار".
كريمر أردف: "لا أقترح أن نبدأ حربا شاملة مع طهران، لكنني أعتقد أن موقفنا يجب أن يكون أكثر عدوانية قليلا من مجرد الدفاع الصارم".
وأقر مسؤول دفاعي أمريكي كبير بأن البنتاجون لا يرى سوى القليل من البدائل الجيدة للتدابير المتخذة حتى الآن، وتشمل ضربات جوية انتقامية محدودة، وتعزيز أسلحة الدفاع الجوي، ونشر حاملتي طائرات بالقرب من إسرائيل وإيران.
وأضاف أن شن ضربات في العراق، مثلا، من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم المشاعر المعادية للولايات المتحدة في العراق، حيث تنتشر القوات الأمريكية بدعوة من حكومة بغداد، كما أن الضربات المباشرة على إيران ستكون بمثابة "تصعيد هائل".
اقرأ أيضاً
إصبعهم على الزناد.. إيران تؤكد جهوزية الموالين لها للهجوم الإسرائيلي البري على غزة
المصدر | ذا واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة البنتاجون إحباط هجمات العراق سوريا العراق وسوریا فی العراق
إقرأ أيضاً:
إحباط إسرائيلي من مواصلة أمريكا التفاوض مع إيران والعجز عن وقف ضغوط ترامب
أعربت أوساط الاحتلال عن خيبة أملها، مع استئناف المفاوضات الأمريكية الإيرانية، وسط عاجزة عن وقف ضغوط الرئيس دونالد ترامب من جميع الجبهات، وترويجه لنظام عالمي جديد في حركة مستمرة.
الجنرال إيتان بن إلياهو القائد الأسبق لسلاح الجو، أكد أن "المبادرات المفاجئة التي يطلقها ترامب لا تأتي متتالية، بل تظهر في وقت واحد، حتى قبل أن تكتمل مبادرة ما، تظهر أخرى، وتطفو على السطح، ففي غزة أعلن خطة لتهجير سكانها، وجعلها مكانا أفضل، ثم واصل الضغط لإنهاء الحرب، وإعادة الرهائن، كما بدأ يضغط بقوة على الرئيسين بوتين وزيلينسكي لإنهاء حرب أوكرانيا، فيما أشعل رفع الرسوم الجمركية حربا تجارية ضد العالم أجمع، ولم يفوّت فرصة الاستيلاء على غرينلاند، وتحديد أسعار العبور عبر قناة بنما".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" ان "ترامب يسعى لتنفيذ كل هذه المبادرات بالتوازي، فيما تتمتع المفاوضات مع إيران بأهمية حاسمة بالنسبة لدولة الاحتلال، التي وقّعت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في يناير، لكنها انسحبت منه كي لا تنتقل للمرحلة الثانية، واستأنفت العدوان، ونجح نتنياهو بإقناع ترامب بإعطائه المزيد من الوقت بزعم أن الضغط العسكري سيجبر حماس على إعادة الرهائن دون الاضطرار لوقف العدوان، والانسحاب من القطاع، وقد أبدى ترامب من الناحية الظاهرية، اقتناعا بذلك، ولو مؤقتاً".
وأكد أن "ترامب رغم أنف نتنياهو توجه مباشرة لإيران، ودعاها لمفاوضات مباشرة، وهي تُصرّ كشرط مسبق على مواصلة تخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض (6.37 بالمئة)، لأنه الحد الأدنى الضروري بالنسبة لها للأغراض السلمية، رغم انها تدير مفاعلاً نووياً لإنتاج الطاقة منذ سنوات عديدة بدعم من الروس، وأعلنت واشنطن أنها ستقبل هذا الشرط الإيراني، وهذا خبر سيء للاحتلال، لأن الاتفاق الذي سيوقع بينهما مماثل، وربما مطابق للاتفاق الذي وقعه الرئيس باراك أوباما في 2015، رغم أن الفارق بين الأعوام سيكون كبيراً".
وأوضح ان "التخوف السائد في تل أبيب من مفاوضات واشنطن وطهران أنها تأتي مُنطلقة من النهج التجاري الذي يحرك ترامب في عالم الدبلوماسية، فهو يسعى في كل اتفاق للحصول على الفوائد الاقتصادية، ولتحقيق هذه الغاية، وبعيداً عن أهمية توقيع الاتفاق النووي، فإن الأهم هو الواقع الذي سيستيقظ عليه العالم في اليوم التالي للتوقيع، لأنه قبل اكتمال اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا، من المقرر أن يتم التوقيع على اتفاق بين كييف وواشنطن لدعوتها للاستثمار بإنتاج الموارد الطبيعية على أراضيها".
وأكد أن "ما يزيد الأخبار السيئة في تل أبيب أنه بعد اجتماعين فقط بين طهران وواشنطن، ظهرت تقارير عن أجواء إيجابية وتسريبات عن نية الأخيرة الاستفادة من الاتفاق للاستثمار بإنتاج واستخراج الموارد الطبيعية الغنية بها إيران، مع العلم أنه قبل خمسين عامًا، تمتع الطرفان بعلاقات سلمية، ورأت فيها واشنطن أصلًا استراتيجيًا في المنطقة، واليوم أصبح هذا الاهتمام أعظم".
وختم بالقول أن "التوصل لاتفاق نووي سريع مع إيران، بمباركة روسيا، سيساعد الولايات المتحدة في صراعها على النفوذ مع الصين، ويؤدي لنهاية فورية للقتال في غزة، وإعادة الرهائن لديارهم، ويمهد الطريق لتوقيع اتفاق فوري للتطبيع بين السعودية ودولة الاحتلال".