مفتي الجمهورية: نتحمل مع أشقائنا الفلسطينيين محنتهم.. ومصير قضيتهم مربوط بقوة مصر
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إنه لما ثارت هذه المحنة في فلسطين فقد تحملها مع الفلسطينيين الشعب المصري دون ضجر ولا ملل، ذلك لأن مصير هذه القضية مربوط بقوة مصر، ولهذا وقفت الدولة المصرية من أول يوم حاملة القضية الفلسطينية على كتفها ولا يمكن أن يوجد حل إلا عن طريق مصر.
نتحمل مع أشقائنا في فلسطين محنتهم ومصير هذه القضية مربوط بقوة مصروأضاف مفتي الجمهورية: لا ننسى رسالتين مهمتين قالهما الرئيس السيسي وأكدنا عليهما في المؤتمر العالمي الثامن للإفتاء أمام مشهد من علماء ووزراء ومفتين من مائة دولة أجمعوا كلهم أنه لا تهجير للفلسطينيين من أراضيهم، وأننا ضد انتهاكات الكيان الإسرائيلي المحتل تجاه أهالي غزة وخرقه القانون الدولي.
وأشار إلى أنه كان هناك دعم لقرارات الدولة المصرية، حيث طالبت دار الإفتاء المصرية العقلاء في العالم كله أن يتحملوا مسؤوليتهم من منظمات دولية وأممية.
وفي سياق ذي شأن أشار مفتي الجمهورية إلى أن جامعة الأزهر هي أقدم جامعة خرجت آلاف الطلاب على مدار تاريخها العريق، ووجودها في مصر أعطاها طابعًا خاصًّا ومكانة كبيرة فالطلبة الذين تعلموا في الأزهر من أكثر من ١٢٠ دولة لهم سمات خاصة ومكانة علمية كبيرة.
ووجَّه مفتي رسائل إلى الطلاب بأن يترجموا كافة ما يتعلمونه إلى عمل نافع، مشدد على أهمية التركيز على البناء الأخلاقي وهو ما يعبر عنه في القرآن بالقلب السليم، وليس تدينًا شكليًّا ولكن يجب أن ينعكس على صلاح القلب، وكذلك العقل السليم من خلال العلم فالأمم لا تتقدم إلا بالعلم الذي يمثل وعيًا حقيقيًّا بالقضايا لذا كانت أول ايه نزلت اقرأ. موضحًا أن البحث العلمي لا يحده حد إلا الجانب الأخلاقي، في كافة المجالات فلا فرق بين من درس العلوم الشرعية والعلوم الدينية فجميعنا شركاء في عمارة الكون.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة "المستقبل" حول "فقه المقاصد الوطنية .. طوفان الأقصى" بحضور رئيس الجامعة الدكتور عبادة سرحان والدكتورة سلوى ثابت عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وتقديم الإعلامي حمدي رزق.
وأضاف مفتي الجمهورية أن فقه المقاصد الوطنية يعني فهم الأهداف الوطنية وهو من حب الوطن الذي يعد فكرة إنسانية، موضحًا أنه يمكن تلخيص المقاصد الوطنية من خلال عدة نقاط منها معرفة قدر الوطن الذي نعيش فيه، مشيرًا إلى أن النصوص الشرعية التي ذكرت مصر جمعها الإمام السيوطي في مؤلف بعنوان "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة"، كما أشار إلى أن مصر ذكرت في القرآن ٣٥ مرة وهو ما يدل على أن مصر لها مكانة خاصة؛ لذا كانت محفوفة بالوعد الإلهي بالحفظ، فمصر كلما مرت بالتحديات تخطتها وكانت صخرة أمام المعتدين على مر التاريخ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتى الجمهورية الدكتور شوقي علام فلسطين القضية الفلسطينية اهالي غزة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية طوفان الأقصى مفتی الجمهوریة إلى أن
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: نأمل أن تكون منبرًا يجمع بين الأصالة والتجديد
أعرب المفتي عن سعادته بالمشاركة في الاحتفالية العلمية والفكرية لإطلاق العدد الأول من مجلة طابة، التي نأمل أن تكون منبرًا يجمع بين الأصالة والتجديد، بحضور قامات علمية وفكرية مرموقة، في مقدمتهم الشيخ الحبيب علي الجفري، الذي طالما كان صوتًا للحكمة والوسطية، والأستاذ الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق وأحد أعمدة الفقه والفكر المستنير، وسعادة الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف المصري، العالم المحدث الجليل.
المفتي: وجود الله حقيقةٌ أزلية ثابتة لا يعتريها ريبٌ ولا تنال منها الظنون بمشاركة المفتي .. جناح الإفتاء يشهد ندوة "الفتوى ومسائل الهُويَّة وتعزيز الانتماء"وأشار أن تاريخ الحضارة يؤكد أن تأثير الفلسفة في الواقع، نشأ مع نشأة الفلسفة، وتطور مع تطورها، ففلاسفة مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو أسهموا في صياغة أدوات عقلانية لتحليل الوجود والإنسان، انعكست لاحقًا على تشكيل المنظومات الفكرية والعملية عبر العصور. مشيرا على اعتماد سقراط على الحوار الجدلي كمنهج لتفكيك الخرافة والمسلَّمات الأسطورية عبر التساؤل النقدي، وهو ما أسس لثقافةٍ تعلي من شأن العقل كمرجعيةٍ لفهم العالم. وإلى ربط أفلاطون في محاورة "الجمهورية" بين الفلسفة والسياسة عبر تصوره حول "طبقات المجتمع والفيلسوف الحاكم"، مؤكدًا أن العدالة الاجتماعية لا تُبنى إلا بأسس عقلانية. وإلى تطوير أرسطو منهجيةً استقرائيةً تربط بين الملاحظة الواقعية والاستنتاج المنطقي.
وأكد فضيلته أن الفلسفة ليست كما يقول المدعون حكرا على اليونان، وأن فلاسفة المسلمون مجرد مترجمون مقلدون، لقد طور فلاسفة المسلمون تراثًا فكريًا خاصًّا، تفاعل مع الواقع الإسلامي بمنهج تكاملي يجمع بين العقل والنقل. مشيرا إلى إسهامات بعضهم مثل الكندي، والفارابي وابن سينا وحجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي وابن رشد وابن خلدون.
وبين فضيلته أنه قد تجلَّى بوضوح تأثير الفلسفة في الحضارة الإسلامية من خلال تأسيس المدارس النظامية، وصك العملات المُستوحاة من مفاهيم العدالة، وظهور مفاهيم مثل "المصلحة العامة" في الفقه، و"النظر" في أصول الدين، و"الاستخلاف" في الفلسفة السياسية، وأن كل هذه النماذج تُظهر أن الفلسفة الإسلامية لم تكن امتدادًا سلبيًا للتراث اليوناني، بل كانت تفاعلًا نقديًا حوَّل الأفكار إلى مؤسسات تعليمية وقضائية واقتصادية.
وأكد فضيلته أننا إذا كنا بصدد الإعلان عن انطلاق مجلة طيبة التي تسهم في نشر وإثراء المعرفة الفلسفية والإنسانية، فإننا نستلهم روح الحضارات التي حوَّلت الأفكار المجردة إلى نصوصٍ خالدة، وأن المجلات الثقافية الحديثة تعدُّ امتدادًا لتقليدٍ معرفيٍ يعود جذوره إلى صالونات الفكر في العصر العباسي، حيث كانت "دار الحكمة" في بغداد منصةً لجمع الترجمات والمناقشات الفلسفية.
وأكد فضيلته أن المجلة الثقافية الحديثة تُعدُّ منبرًا معرفيًّا مركبًا يجمع بين التعددية الفكرية والتفاعلية المجتمعية: حيث يتنوع الإصدار الواحد ليشمل مقالاتٍ في «الفلسفة، والعلوم، والأدب، والفنون» يكتبها مؤلفون من خلفيات متباينة؛ من الفيلسوف الأكاديمي إلى الكاتب الصحفي، ومن العالم المتخصص إلى المبدع الأدبي. وتعتمد المجلات على لغةٍ وسيطةٍ تتبنى "التبسيط دون التسطيح"، فتحوّل المفاهيم المعقدة إلى نصوصٍ مفهومةٍ عبر الاستعارة والسرد القصصي. يُضاف إلى ذلك دور المجلات في تعزيز الوعي النقدي عبر طرح الأسئلة الوجودية والاجتماعية بلغةٍ تلائم الجمهور غير المتخصص، مما يسهم في بناء مجتمعٍ قادرٍ على التفاعل مع التحولات العالمية دون انفصام عن الهوية المحلية.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن تأثير المجلات لا يقتصر على الفرد بوصفه قارئًا، بل يمتد إلى تشكيل خطابٍ جمعيٍ يُعيد إنتاج المعرفة وفقًا لاحتياجات العصر. لافتا النظر إلى أن رصيد عالمنا العربي الحديث من المجلات المؤثرة في الواقع وافر وكثير، مشيرا إلى مجلة "الهلال" التي أسسها جورجي زيدان، ومجلة "المنار" التي أطلقها الشيخ محمد رشيد رضا عام 1898 كامتداد لفكر أستاذه محمد عبده الإصلاحي، ومجلة "الرسالة" التي أسسها الشيخ أحمد حسن الزيات، ومجلة "الأديب" اللبنانية، التي أنشأها سهيل إدريس، ومجلة "الكاتب" التي أطلقها الدكتور طه حسين، ومجلة "الفكر المعاصر" التي أشرف عليها الفيلسوف زكي نجيب محمود، ومجلة المقتطف: التي تأسست في بيروت ثم انتقلت لاحقًا إلى مصر، ومجلة الأزهر: والتي تأسست عام 1930 في مصر، بهدف نشر الفكر الإسلامي الوسطي، والدفاع عن التراث الإسلامي، والرد على الشبهات الفكرية.
وقال فضيلته: "نحتفي اليوم بإصدار العدد الأول من مجلة طابة، التي تمثل إضافة نوعية إلى المشهد الثقافي والفكري العربي والإسلامي. فقد جاءت هذه المجلة لتواكب التحولات الفكرية الراهنة، وتسهم في إعادة قراءة قضايا الفكر الإسلامي والفلسفة والدراسات الاجتماعية بمقاربات علمية ومعمقة".
وقال فضيلته بعد أن استعرض المقالات في هذا العدد: "إن هذه التوليفة من المقالات تعكس التزام المجلة بمقاربة معرفية شاملة، تعيد طرح الأسئلة الكبرى في الفكر الإسلامي والفلسفة والعلوم الاجتماعية، وتساهم في صياغة رؤية فكرية متجددة تستجيب لمتطلبات العصر".
وفي ختام كلمته توجه فضيلة المفتي بخالص الشكر والتقدير إلى الشيخ الحبيب علي الجفري، والأستاذ الدكتور علي جمعة، والدكتور أسامة الأزهري، وجميع الأساتذة والمفكرين المشاركين، على إسهاماتهم القيمة التي أثرت هذه المناسبة الفكرية المهمة. كما شكر القائمين على مجلة طابة على هذا الجهد العلمي الرصين، الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويفتح آفاقًا جديدة للحوار والتجديد. داعيا الله أن يبارك في هذا العمل، وأن يكون منبرًا للعلم والفكر المستنير.