أبناء غزة.. هروب من الموت إلى حياة تفتقد أدنى مقوماتها
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
تكتظ أسواق مدينة رفح جنوب قطاع غزة بالنازحين الفلسطينيين، وهي إحدى المدن التي طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من سكان شمال القطاع ومدينة غزة التوجه إليها.
خرج النازحون بملابسهم التي يرتدونها، تاركين خلفهم حياهم و منازلهم وكافة ممتلكاتهم، و يبدأون اليوم في رحلة البحث عن توفير مستلزماتهم الأساسية في الأسواق .
يتوفر في أسواق رفح سلع أكثر من بقية المدن، لكنها تبقى أقل من حاجة السكان المحليين، الأمر الذي دفع بأسعار بعض السلع للارتفاع، وسط توقف عمل المعابر منذ اندلاع الحرب.
ويعيش نحو 1.5 مليون نازح جنوب القطاع أوضاعا معيشية صعبة، بعد تركهم منازلهم جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، و"معظمهم ينامون في الشوارع" وفق الهلال الأحمر الفلسطيني.
انقطاع السيولة المالية وندرة البضائع
أغلقت البنوك أبوابها و تعطلت غالبية أجهزة الصراف الآلي للعديد من فروع المصارف في القطاع، مما تسبب في عدم توفر السيولة المالية لدى أبناء القطاع.
تشير أرقام سلطة النقد الفلسطينية إلى أن إجمالي قيمة ودائع العملاء في قطاع غزة لدى البنوك العاملة بالسوق المحلية بلغت نحو 1.6 مليار دولار، حتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي (أحدث بيانات متوفرة).
في حين يقول تجار فلسطينيون في سوق رفح للأناضول، إن ارتفاع الأسعار يعود لندرة البضائع الموجودة بعد مرور أكثر من شهر ونصف على إغلاق الاحتلال لمعابر القطاع ومنعها من دخول البضائع والسلع الأساسية.
وشهدت وسائل النقل بين مدن جنوب القطاع ارتفاع في الأسعار، نظرا لعدم دخول الوقود للاستخدام المدني منذ بدء الحرب، وارتفاع سعر المتواجد منه لعدة أضعاف.
المنخفض الجوي يفاقم معاناة النازحين
نزحت ريهام المصري (38 عاما)،منذ أسبوعين من منزلها الواقع في حي النصر شمال غرب مدينة غزة، وخرجت هي وأطفالها تحت قصف عنيف.
وفي حديثها للأناضول تقول: "قضينا أياما مرعبة في المنزل.. شن الجيش أحزمة نارية عنيفة في مناطق سكنية مأهولة".
وتضيف: "اليوم نبحث عن ملابس ومستلزمات، في وقت دخل المنخفض الجوي إلى القطاع.. اشتداد برودة الطقس يضاعف من المعاناة".
وبحسب بيان صادر عن دائرة الارصاد الجوية الفلسطينية، تأثرت فلسطين منذ الأحد بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة، ويطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة وتسقط الأمطار؛ ويستمر المنخفض حتى الثلاثاء.
وللمرة الثانية منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي، يشهد قطاع غزة منخفض جوي، مما يزيد معاناة النازحين المتواجدين في مراكز الإيواء لغياب كافو مقومات الحياة.
رفوف المحال التجارية فارغة ومناشدات بتكثيف المساعدات
أما عن رفوف المحال التجارية في مدن جنوب القطاع في باتت خالية من المواد الغذائية الأمر الذي أثقل كاهل العائلات النازحة .
يقول أسامة حسن، الذي نزح من حي الرمال في الأيام الأولى للحرب، إن المنخفض الجوي فاقم أزمات النازحين الباحثين عن ملابس ومعدات تدفئة بدائية.
وأضاف للأناضول: "العرض والطلب على السلع الأساسية، رفع أسعارها بشكل متباين.. المطلوب اليوم هو تكثيف إدخال المساعدات العالقة على الجانب المصري من معبر رفح".
والأسبوع الماضي، قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إن التضخم في قطاع غزة، صعد بنسبة 12 بالمئة على أساس شهري بسبب ارتفاع الأسعار الناتجة عن الحرب.
كما ارتفعت أسعار نقل الركاب عن طريق البر بنسبة 172.37 بالمئة، وسط شح الوقود، وفي ظل نزوح عدد كبير من الأسر في قطاع غزة من شماله إلى وسطه وجنوبه.
وارتفعت أسعار المحروقات السائلة المستخدمة وقودا للسيارات "الديزل" بنسبة 129.17 بالمئة، وارتفاع أسعار "البنزين" بنسبة 117.71 بالمئة، والمياه المعدنية بنسبة 74.11 بالمئة، والخضروات بنسبة 31.73 بالمئة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال الوقود المساعدات مساعدات الاحتلال وقود شمال غزة جنوب غزة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
شهادات مروعة لأطفال من غزة في السجون.. تعذيب حتى الموت
أدلى أطفال أسرى من قطاع غزة بشهادات صادمة ومروعة بشأن الأوضاع الفظيعة في سجون الاحتلال، وعمليات التنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي، والحرمان من الطعام والرعاية الطبية، خلال فترة اعتقالهم.
وأكد الأطفال عقب الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى الخميس، أنهم عاشوا ظروفا قاسية داخل السجون، حيث تعرضوا للضرب والإهانة، ولم يحظوا بأي حقوق إنسانية.
الطفل صلاح المقيد، أحد الأسرى المحررين، قال للأناضول: "حاربونا نفسيا وجسديا، كان هناك 4 رجال كبار في السن تعرضوا لجلطات ولم يتمكنوا من الحركة".
وأضاف: "كنا ننام على الأرض، دون غطاء أو علاج، وكبار السن يموتون من الجوع".
وأشار إلى أن التعذيب لم يقتصر على فئة عمرية معينة، الكل يعذب ويعرض للجوع، حسب قوله.
تعذيب وموت
من جانبه، روى الطفل أحمد خريس، الذي اعتقل في كانون الثاني/ يناير 2024 من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما عايشه داخل السجون الإسرائيلية: "المعاملة كانت سيئة جدا، تعذيب بلا رحمة، رأيت بعيني أشخاصا يموتون تحت التعذيب".
وأضاف أن "المحقق الإسرائيلي كان يأتي بأيدٍ وأصابع مقطوعة"، يعتقد أنها لأسرى فلسطينيين في إطار الترهيب.
وتابع واصفا الظروف المأساوية في سجن النقب، إن قدمه كانت مصابة ولم يقدم له العلاج ولم ير الشمس، مع عدم توفر طعام ولا ماء، والحمامات غير متاحة.
ضرب وقهر وإذلال
أما الطفل محمد السقا، فقد عبر عن معاناته بكلمات مؤلمة: "الوضع كان سيئا جدا، ضرب وقهر وإذلال، لا يمكنني وصفه بالكلمات".
وأضاف للأناضول أن جنود الاحتلال الإسرائيلي كانوا يقولون لهم: "غزة تم إبادتها، ولن تعودوا إليها".
وتابع: "كنا نعتقد أننا ولدنا في السجن، لم نعد نتذكر حياتنا قبل الاعتقال".
أما الطفل أحمد سمر، فقد تحدث عن قسوة السجانين في سجني "مجدو" و"سدي تيمان"، قائلا إن جيش الاحتلال أجبرهم على الجلوس طوال الوقت على ركبهم في وضع مؤلم.
ولفت إلى أنهم كانوا يتعرضون لتكسير الأرجل وهناك أسرى استشهدوا تحت التعذيب.
ومساء الخميس، وصل عدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال، بينهم أطفال ونساء، إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، في إطار المرحلة الأولى من صفقة التبادل ووقف إطلاق النار.
وكان الجيش الإسرائيلي اعتقل هؤلاء الأسرى بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر خلال العدوان الوحشي في قطاع غزة.
وتأتي عملية الإفراج هذه في إطار الدفعة الأخيرة ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية وإقليمية بين الاحتلال وحركة حماس.