نواف الزرو: الاستعمار الاستيطاني الصهيوني أخطر التحديات في المشهد الفلسطيني منذ النكبة؟
تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT
نواف الزرو هذا العنوان اعلاه ليس عفويا او عابرا، وانما هو عنوان يلخص ويكثف لنا المشهد الفلسطيني اليوم برمته، ففي ضوء ما نتابعه على مدار الساعة من هجمات واعتداءات اجرامية يشنها المستعمرون الارهابيون الصهاينة على الارض والانسان الفلسطيني على امتداد مساحة القدس والضفة حصرا، فان هذه القضية يجب ان تحتل قمة الاجندات والبرامج السياسية والنضالية الفلسطينية… وفي هذا السياق الاستعماري الاستيطاني نتابع أحدث واخطر معطيات الاستعمار الاستيطاني الصهيوني المرعب الذي يجتاح الضفة الغربية وينهب الارض فيها مترا مترا بل وشبرا شبرا، بعد ان اجتاح الصهاينة فلسطين المحتلة عام 1948، ونعتقد ان هذا الملف اليوم هو الاهم والاخطر في المشهد الفلسطيني منذ النكبة، ويجب ان يبقى مفتوحا وان لا يغفل عنه ابدا، لأن الاستعمار الاستيطاني يعني النهب والسلب والتهويد وإقامة حقائق الامر الواقع بهدف تخليد الاحتلال والاستيطان حسب مخططهم، وهو التحدي الاستراتيجي الاكبر امام الفلسطينيين، بل يعتبر أخطر مظاهر الإجرام الصهيوني الى جانب سياسات التطهير العرقي المجازري الاجرامي، وهو الترجمة الاساس للمشروع الصهيوني على الارض الفلسطينية، فبدون الاستيطان لم تaكن لتقوم “اسرائيل”.
كتبنا ونشرنا سابقا العديد من المقالات والدراسات والتعليقات حول هذه القضية الجذرية، ونعود مرة ثانية وثالثة ورابعة لنكتب وننبه: ان تطورات المشهد الفلسطيني اليوم تثير القلق اكثر من اي وقت مضى، فنحن نتابع الموجات المتلاحقة من الهجمات التي يشنها المستعمرون المستوطنون الارهابيون الصهاينة على مختلف الاماكن الفلسطينية بحماية جيش الاحتلال وغطاء حكومة الاحتلال بكامل اركانها، وهذه الهجمات مرعبة بكل معنى الكلمة، ونحن لا نقصد إثارة القلق والتشاؤم هنا، بل نقصد لفت الانتباه الى ما يجري فعلا في انحاء القدس والضفة، فنحن نتابع كيف تواصل سلطات الاحتلال بجيشها ومستعمريها عمليات وهجمات السطو المسلح على الارض الفلسطينية وعملية الانتهاكات في الشيخ جراح والاقصى وسلوان من جهة اخرى، بل ان الاستعمار الاستيطاني يتمدد ويتغول في القدس والضفة بما لا يخطر بالبال، والاحتلالات الاستيطانية تتمدد وتنتقل من جبل الى آخر في الضفة، فان السؤال الكبير على كل الاجندات والنقاشات الفلسطينية: الى متى سيستمر المستعمرون المستوطنون الارهابيون بجرائمهم في القدس و الضفة وامتدادا الى حدود غزة وفلسطين المحتلة 1948….!؟ والاهم: كيف يمكن ردع هؤلاء المستعمرين المجرمين الذين يصولون ويجولون قتلا وتدميرا وتخريبا واستيطانا …؟! نراهم اليوم في كل مكان على امتداد مساحة الضفة: من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب….يمارسون السطو المسلح على الارض والناس وبدعم وغطاء كامل من جيش الاحتلال…؟! نعتقد ان المهمة الوطنية الاولى لكافة القوى والفصائل الفلسطينية هناك يجب ان تتركز في مواجهة العصابات الارهابية الصهيونية المحية والمدعومة من حكومة وجيش الاحتلال، وفي مواجهة غول وتغول الاستيطان الذي ينتشر كالسرطان في الجسم الفلسطيني…! كاتب فلسطيني Nzaro22@hotmail.com
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
مخططات التهجير: كيف تُعيد إسرائيل وأمريكا تشكيل المشهد الفلسطيني؟
مخططات التهجير: كيف تُعيد إسرائيل وأمريكا تشكيل المشهد الفلسطيني؟
فؤاد بكر سياسي وحقوقي فلسطيني
مقدمة
تشكل سياسات التهجير القسري للفلسطينيين جزءًا من الاستراتيجيات الإسرائيلية-الأمريكية الرامية إلى إعادة تشكيل الخارطة السياسية والجغرافية في المنطقة. لم تكن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ولقاؤه بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مجرد لقاء لمناقشة الأهداف المعلنة للحرب، مثل استعادة الأسرى الإسرائيليين أو إنجاح وقف إطلاق النار، بل تعدّت ذلك إلى تعزيز مستقبل نتنياهو السياسي ومناقشة مشاريع تهجير الفلسطينيين ضمن إطار تحقيق مشروع “إسرائيل الكبرى”.
مقالات ذات صلة بلاغ رقم (1) لسنة 2025 صادر عن رئيس الوزراء 2025/02/07استراتيجية التهجير القسري والتبرير الأخلاقي الإسرائيلي
تحاول إسرائيل والولايات المتحدة فرض خيارين أمام الفلسطينيين: إما التهجير وإما الإبادة الجماعية، مع تقديم الترحيل كخيار “أخلاقي” ضمن إطار اتفاقيات السلام السابقة. إذ سعت إسرائيل إلى إضفاء الشرعية على سياسات التهجير من خلال استنادها إلى سوابق تاريخية، مثل اتفاقية السلام مع مصر عام 1978 التي تضمنت ترحيل 7000 يهودي من سيناء، واتفاقية أوسلو التي أقرّت ترحيل نحو 1000 يهودي، إضافة إلى خطة الانفصال التي نفّذها رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون والتي تضمنت ترحيل 8000 يهودي من غزة و600 من الضفة الغربية. وتتمثل الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية في تقديم التهجير كحل إنساني للفلسطينيين، خاصة مع السعي لإلغاء وكالة الأونروا التي تعدّ رمزًا لاستمرار اللجوء الفلسطيني، وتغفل عن حقيقة ان اليهود الذي تم ترحيلهم انهم كانوا محتلين لهذه الاراضي.
إعادة رسم الخارطة السياسية والجغرافية
تسعى إسرائيل إلى فرض سيطرتها على الضفة الغربية من خلال الاقتحامات العسكرية المتكررة، التي أدت إلى تشريد 15 ألف فلسطيني في جنين و9 آلاف في طولكرم. كما تطرح مجددًا مشروع الكونفدرالية الأردنية-الفلسطينية الذي يشمل 90% من الضفة الغربية وقطاع غزة، مع سعيها إلى إقناع الأردن بالموافقة عليه من خلال تقديم ضمانات سياسية ودستورية تحافظ على سيادة المملكة الهاشمية.
أما بالنسبة إلى مصر، فترى إسرائيل أن بإمكانها لعب دور رئيسي في مشروع تبادل الأراضي، بحيث يُمنح سكان غزة أراضٍ بديلة عن الأراضي التي ستضمها إسرائيل، مع تعويض مصر بأراضٍ في منطقة النقب. يهدف هذا المشروع إلى ترسيخ حدود واضحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مع الإبقاء على 80% من المستوطنات الإسرائيلية.
التطبيع الإقليمي وتأثيره على القضية الفلسطينية
ترى إسرائيل في تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية بوابة نحو تحالف إقليمي منسق يهدف إلى مواجهة إيران وإعادة تشكيل الموازين السياسية في العالم الإسلامي. كما تعوّل على هذا التطبيع في إضعاف التضامن العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية، مما قد يؤدي إلى قبول الفلسطينيين بالأمر الواقع تدريجيًا والتخلي عن حقوقهم التاريخية.
البعد الاستعماري للمشروع الأمريكي
لا يمكن فصل خطة ترامب المتعلقة بتهجير الفلسطينيين عن مشاريعه الاقتصادية والاستعمارية الأخرى، مثل طموحاته في السيطرة على غرينلاند، وتدخلاته في أمريكا اللاتينية، وحروبه الاقتصادية مع كندا والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى مواجهاته مع الصين وروسيا وإيران. إذ يطرح التهجير الفلسطيني تحت غطاء “الإجلاء الإنساني” وإعادة إعمار غزة بتمويل عربي، رغم أن هذه الاستراتيجية مكشوفة بوضوح في سياق الهيمنة الاستعمارية طويلة الأمد.
الموقف القانوني الدولي
وفقًا للقانون الدولي الإنساني، فإن التهجير القسري جريمة حرب، وتنطبق اتفاقية جنيف الرابعة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تحظر نقل السكان بالقوة. كما أن محكمة العدل الدولية أصدرت في 19 يوليو 2024 قرارًا ينص على عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي وضرورة إنهائه، مؤكدة أن أي تغييرات ديمغرافية قسرية لن تغير من الطبيعة القانونية للأراضي الفلسطينية المحتلة.
الخاتمة والتوصيات
يواجه المجتمع الدولي اختبارًا حاسمًا في كيفية التعاطي مع هذه المخططات، فإما محاسبة المسؤولين عن تنفيذها، أو التساهل معها، مما قد يؤدي إلى إضفاء الشرعية على التهجير القسري باعتباره “حلاً سياسيًا”. وفي حال نجحت إسرائيل والولايات المتحدة في تمرير هذه السياسات، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تصعيد الصراع في المنطقة، مما قد يدفع الأردن ومصر إلى إلغاء اتفاقيات السلام مع إسرائيل، ويعزز المقاومة الفلسطينية.
إن تمسك الفلسطينيين بأرضهم وهويتهم الوطنية يشكل العقبة الأساسية أمام هذه المخططات، حيث أثبت التاريخ أن السياسات الاستعمارية لا يمكنها القضاء على إرادة الشعوب. كما أن المرحلة المقبلة قد تشهد تغييرات استراتيجية، سواء من خلال تصعيد الأوضاع ميدانيًا، أو حدوث تطورات سياسية غير متوقعة مثل اغتيال نتنياهو المعرقل الأكبر أمام إنهاء الحرب وتحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية