حكاية قهوة الفيشاوي مع نجيب محفوظ
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
لعبت المقاهي دورًا محوريًا في أعمال نجيب محفوظ، لارتباطه بالعديد من المقاهي منذ الطفولة، ومن بين هذه المقاهي قهوة «الفيشاوي»، التي اختار نجيب محفوظ الجلوس عليها منذ صباه الباكر، اقتداء - كما قال - بجلسات أبيه، فإنه مثل حلقة فى سلسلة طويلة، تبدأ بالملك فاروق وتستمر في أم كلثوم وعبد الوهاب والسباعي وعبد القدوس والأطرش وعبد الحليم والموجى والطويل وعشرات غيرهم.
قهوة الفيشاوي حسب كتاب «زيارة أخيرة إلى حضرة نجيب محفوظ»، للكتاب محمد جبريل، أنشئت في ١٨٦٣ ، في عهد الخديو إسماعيل، وكان مظهرها متسقا مع حي الحسين الذي تقع في أحد شوارعه الضيقة، إذ عرف نجيب محفوظ الفيشاوى منذ طفولته الباكرة، دردش، ودخل في مساجلات، وفرض حضور بديهته في النكتة، والقفشة، والقافية التي انتصر فيها على النجمين الفار وسلطان، أهم شخصيتين في هذا المجال، ولعلنا نشير إلى قوله: (كان السهر فى الفيشاوى حتى الصباح من أجمل ساعات عمری).
والقول بأن نجيب محفوظ كتب بعض رواياته في القهوة، ينفيه حرص محفوظ - اختبرته! - على سرية إبداعه حتى يدفع به للنشر، ومن أهم الصور التي نشرت لمحفوظ، جلسته على قهوة الفيشاوى، يطالع ما يقدمه له عم إبراهيم بائع الكتب الضرير، والذي كان معلما لافتا في حي الحسين، وفي سنة فوز محفوظ بنوبل، زار القهوة، وكتب في دفتر سجلاتها "في هذا اليوم السعيد، زرت قطعة جمعت بين عبق التاريخ وجمال الحاضر، وفيها الفن والذوق، وما تشتهى الأنفس"، وقد حفر اسم بعض روايات محفوظ على أزيلت القهوة فيما بعد، وشيدت -بدلا منها- فوق سطح الأرض، قهوة باسم خان الخليلي، صغيرة، بابها يفتح على حي الحسين، ثم تمتد طولا في شبه ممر، تصف على جانبيه الموائد، وينتهي بشرفة خشبية تطل على خان الخليلي الجديد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المقاهي نجيب محفوظ ام كلثوم عبد الوهاب نجیب محفوظ
إقرأ أيضاً:
المتحف الوطني يشارك في معرض رقمي بموقع متحف بلا حدود
"العُمانية": يشارك المتحف الوطني في المعرض الرقمي بعنوان "المائدة جاهزة: تقاليد الطعام وموروثاته في العالم الإسلامي"، الذي بدأ عبر صفحة الفن الإسلامي لموقع "متحف بلا حدود" ضمن سلسلة المعارض الرقمية التي يقدمها المتحف؛ وتتمثل مشاركة المتحف من خلال مقتنيات متحفية تجسد قيم الضيافة والكرم العُمانية وتسلط الضوء على أنماط الحياة التقليدية في المجتمع العُماني، في إطار جهوده في التعريف بالموروث الثقافي العُماني.
يشارك المتحف الوطني في المعرض الرقمي بمجموعة من المقتنيات المتحفية التي تعكس أبرز الرموز الثقافية لسلطنة عُمان، خاصة في مجال الكرم والضيافة، وتبرز الصناعات النحاسية العُمانية التي تُعد من أقدم الحرف التقليدية، حيث يستخدم الحرفي العُماني النحاس في أدوات تحضير الطعام وتقديمه مثل القدور النحاسية التي تُستخدم لطهي الأرز والقمح والتمر، كما يتميز المتحف بعرض نماذج لأدوات الضيافة مثل "الصينية" التي تستخدم لتقديم القهوة العُمانية، ويعرض "السحلة" بشكلها الدائري المميز ونقوشها التي تنتهي بمزراب لغسل أيدي الضيوف، إضافة إلى "حاويات البخور" التي تُستخدم لتخزين اللبان والبخور.
كما يعرض المتحف إبريق القهوة العُماني التقليدي "الدلة" الذي يتميز بتصميمه الأنيق ويُعد من أبرز رموز الضيافة، وتجدر الإشارة إلى أن "القهوة العربية" مدرجة في قائمة التراث الثقافي اللامادي (اليونسكو)، وتركز المشاركة أيضًا على ثقافة الطيب واستخدام البخور والروائح العطرية في تفاصيل الحياة اليومية للعُمانيين، والمناسبات واستقبال وتوديع الضيوف، حيث تُعرض المباخر التي تستخدم دخان اللبان والبخور، إضافة إلى "المراش" التي تستخدم لرش ماء الورد على أيدي الضيوف بعد تقديم القهوة، مما يعكس عادات الضيافة العُمانية التقليدية.
وتتمثل الميزة الرئيسية للمعرض الرقمي في سهولة الوصول إليه بشكل لا مثيل له، مما يسمح للجمهور بالتفاعل معه بغض النظر عن موقعهم أو إمكاناتهم المادية، ويسهل الانتشار العالمي ويضفي طابعًا ديمقراطيًّا على المعرفة، ويشجع على الشمولية، متغلبًا على القيود الجغرافية والمالية للمعارض التقليدية، كما تتجنب المعارض الرقمية نفقات نقل وتأمين وحفظ القطع الأثرية ذات الطبيعة الحساسة مثل المخطوطات والصور الفوتوغرافية، التي يمكن أن تظل متاحة إلى أجل غير مسمى بصيغتها الإلكترونية، ويمكن للمستخدمين تكبير الصور لاستكشاف تفاصيلها.
الجدير بالذكر، أن متحف بلا حدود هو متحف رقمي مبتكر يهدف إلى تقديم تجارب ثقافية وتعريفية متنوعة من مختلف أنحاء العالم باستخدام التكنولوجيا الحديثة لتتجاوز الحدود الجغرافية، ويوفر المتحف منصة عبر الإنترنت تعرض مجموعة من المقتنيات الفنية والتاريخية التي تمثل ثقافات متعددة، ويسمح للزوار باستكشاف هذه المعروضات دون الحاجة إلى السفر، كما يُعد مثالا على كيفية استخدام التكنولوجيا في تعزيز الفهم الثقافي والتواصل بين الشعوب، مما يتيح للأفراد فرصة التفاعل مع التراث الإنساني من أي مكان في العالم.