تعد عملية القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر التي أثمرت عن الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية “جالاكسي ليدر”، تحولاً كبيراً في مسار المعركة مع الكيان الصهيوني، ومرحلة مفصلية جديدة.

هذه العملية العسكرية الناجحة والمباركة تؤسس لعملية رصد ومتابعة واسعة النطاق لتحركات السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي خاصة بعد الصمت العربي والإسلامي المذل إزاء ما يجري في قطاع غزة من قتل وتدمير لكل مقومات الحياة.

بعد أن بلغ الموقف العربي والإسلامي مبلغاً اتسم بالخضوع والرضوخ للإملاءات الأمريكية والأوروبية، جاء الموقف اليمني استثنائياً انطلق من موجبات دينية ووطنية وأخلاقية نابعة من موقف مبدئي يمني مشهود، ليس وليد اليوم بل له تاريخ طويل قدم خلاله الشعب اليمني العديد من الشهداء في محراب القضية الفلسطينية.

سيسجل التاريخ في أنصع صفحاته أن اليمن الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت الحرب على الكيان الصهيوني بشكل رسمي فيما كان الواجب على 57 دولة عربية وإسلامية إعلان الحرب وتوجيه كل امكانياتها لنصرة القضية الفلسطينية التي كانت ولازالت تشكل القضية المركزية للعرب والمسلمين.

لقد أعلن قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي وبكل وضوح أن موقف الشعب اليمني منذ بداية العدوان الأمريكي الصهيوني على غزة كان موقفاً واضحاً ومشرفاً وهو موقف نابع من الثقافة القرآنية والانتماء الإيماني وينسجم مع الكرامة الإنسانية.

الجمهورية اليمنية وعبر تاريخها الطويل لا تتبع أسلوب المزايدة في القضايا ذات الطبيعة الحساسة والمصيرية وهذا مشهود لها خاصة في هذا الوقت الذي يشهد أحداثاً تستدعي موقفاً حازماً وصريحاً لا لبس فيه ولا غموض بعيداً عن سياسة إمساك العصا من المنتصف وأسلوب المراوغة والصيد في الماء العكر.

إن الجميع عرب ومسلمون مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى للإعلان الواضح والصريح عن موقفهم من قضية تكالبت عليها كل قوى الاستعمار بما يمتلكونه من إمكانيات عسكرية واقتصادية وإعلامية لتصفيتها والإجهاز عليها وقتل وتهجير أبناء الشعب الفلسطيني في عملية تندرج ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ناهيك عما تشكله هذه الهجمة الاستعمارية الخبيثة على غزة وفلسطين من منطلق للقضاء على أكثر من دولة عربية لتحقيق حلم الصهاينة بإقامة دولة إسرائيل الكبرى وهو مخطط وضع في دوائر الاستخبارات الصهيونية والأمريكية والغربية منذ زمن بعيد وظلوا يتحينون الفرصة المناسبة لتنفيذه.

 

المصدر: سبأ

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي

إقرأ أيضاً:

5 استفسارات توضح مسار الحرب الروسية الأوكرانية

كييف- انقلب حال العلاقات الأوكرانية الأميركية رأسا على عقب منذ أن أصبح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وساد التوتر والجفاء بين الجانبين، لا سيما بعد اللقاء "الكارثي" -كما يصفه الأوكرانيون- الذي جمعه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض نهاية فبراير/شباط الماضي.

منذ ذلك الحين، لم يزر أي مسؤول أميركي رفيع أوكرانيا، بينما تكثفت الاتصالات الأميركية الروسية، وتبادلت واشنطن وموسكو مرارا عبارات "الإطراء والتفهم"، حتى في أروقة الأمم المتحدة.

ولم يوقف التحول في سياسة واشنطن الحرب خلال 24 ساعة كما وعد ترامب، ولم يحقق أي نتيجة ملموسة على أراضي المعارك خلال 3 شهور حتى؛ لدرجة دفعت وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إلى التهديد بانسحاب بلاده من جهود الوساطة.

ما حقيقة ما يجري على الساحة الأوكرانية؟

لماذا تعثرت خطط ترامب لوقف الحرب سريعا بين أوكرانيا وروسيا؟

يعتقد كثير من الأوكرانيين أن خطط ترامب انتكست في حقيقتها، وأن سياسته أضعفت الغرب، ومنحت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة التفوق عليه.

وفي حديث مع الجزيرة نت، اعتبر كونستانتين إليسيف، رئيس مركز "الحلول الجديدة" للدراسات، أن "تصرفات الزعيم الأميركي، وتحول سياسته الخارجية بعيدا عن أوروبا، وتصريحاته الودية للكرملين، وعداءه تجاه الرئيس الأوكراني؛ أمور دفعت بوتين للاعتقاد بأنه يمكن أن يتفوق على الغرب فعلا في أوكرانيا".

إعلان

وأضاف "بسبب ترامب، أصبح التحالف الغربي الداعم لأوكرانيا هشا بشكل متزايد، وأصبح بوتين أكثر ثقة من أي وقت مضى بإمكانية نجاح خططه في أوكرانيا".

وتابع "هذا يعكس تعنتا في موقف بوتين من المفاوضات، وتمسك روسيا بشروط قاسية، من شأنها أن تحرم أوكرانيا بعد الحرب من أي سيادة".

كيف تداعت عودة وسياسات ترامب على أوكرانيا في حربها مع روسيا؟

الواقع الذي فرضته عودة ترامب وسياساته وضع أوكرانيا في مآزق عدة، فهو لم يفشل بوقف الحرب سريعا وحسب، بل يدفع كييف أيضا نحو اتفاقيات استثمارية مجحفة بعيون كثيرين، ونحو التخلي علنا عن حلم العضوية في حلف شمال الأطلسي.

وقالت صحف ومواقع غربية، بينها صحيفة وول ستريت جورنال، إن "الولايات المتحدة تقترح اعتراف أوكرانيا بشرعية السيطرة الروسية على أراضي جزيرة القرم".

كذلك تهديد واشنطن المتكرر بوقف الدعم العسكري الذي يلبي 40% من حاجة كييف، حيث علَّق زيلينسكي قائلا: "من دون الدعم الأميركي، ستتكبد أوكرانيا خسائر بشرية وإقليمية كبيرة".

زيلينسكي يتوسط قادة جيشه الذي بات التعويل عليه أكثر بظل انتكاسة الأوكرانيين من موقف واشنطن (الفرنسية) رغم عجزه عن تحرير الأراضي، هل يشكل جيش أوكرانيا عقبة أمام طموحات بوتين؟

وبين مطرقة الحرب وسندان الموقف الأميركي المتغير، سلَّمت كييف بعجزها عن استعادة كامل أراضيها بقوة السلاح، وباتت تبحث عن بدائل تُعزِّز قدراتها المحلية، وأخرى أوروبية تسد الفراغ الأميركي المتوقع.

يقول الخبير العسكري ميكولا بيليسكوف: "أوكرانيا تتبع نهجا براغماتيا يضع الجيش في المقام الأول، وهذا لا يروق للروس، حتى وإن حصلوا فعلا على 20% من أراضي البلاد"، في إشارة إلى زيادة قوائم الجيش من 250 ألفا في بداية الحرب إلى نحو 800 ألف حاليا، وتزويده بطائرات وآليات ووسائل متطورة تقدمها الدول الغربية.

إعلان

وأضاف للجزيرة نت "الجيش الأوكراني هو الضمان الرئيسي لأمن البلاد، لقد أصبح عقبة هائلة أمام طموحات بوتين الإمبريالية".

ويتصدر الجيش -حسب بيليسكوف- مكانا بارزا في مجال صناعة واستخدام الطائرات المسيرة، وصناعات الدفاع الأوكرانية تشهد تطورا كبيرا، لا سيما بعد تدافع الاستثمارات الغربية بشكل عام، والأوروبية خاصة، وفق بيليسكوف.

إضافة لقدرات جيشها تراهن أوكرانيا على المد الأوروبي والغربي لسد الفراغ الأميركي (الفرنسية) مع تراجع الثقة، هل تشهد أوروبا ثورة دفاعية لسد الفراغ الأميركي في القارة؟

لأن واشنطن لم تعد شريكا موثوقا أو مريحا بالنسبة للكثير من العواصم على ما يبدو، ولأن الدعم الأميركي لم يعد مضمونا بالنسبة لكييف وباقي حلفائها، تشهد القارة الأوروبية "ثورة مواقف" إن صح التعبير.

الأمر لا يتعلق هنا بنوايا إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا في إطار ما يسمى "تحالف الراغبين" فقط، وحديث حول حماية الأجواء الأوكرانية، بل بموجة إعادة تسليح لم تشهدها القارة منذ عقود.

ويعلق على ذلك الخبير كونستانتين إليسيف قائلا للجزيرة نت "في الأسابيع المقبلة، يستعد الاتحاد الأوروبي لإقرار حزمة كبيرة من الإجراءات لدعم الإنفاق الدفاعي، وتعتزم دول معينة، بينها ألمانيا، زيادة ميزانية الدفاعية جذريا".

ويضيف أنه من المرجح أن يذهب جزء كبير من الإنتاج العسكري الأوروبي لصالح أوكرانيا، و"في نهاية المطاف، يدرك الزعماء الأوروبيون جيدا أن أوكرانيا درع يحميهم، وأنه إذا ضعفت المقاومة الأوكرانية، فقد تكون دولهم، أو بعضها، هدفا لاحقا للروس" حسب إليسيف.

وفي الإطار ذاته، دعا سفير أوكرانيا السابق لدى ألمانيا، أندريه ميلنيك، برلين إلى تزويد بلاده بـ150 صاروخا من طراز "توروس" بعيد المدى، ونقل 30% من طائرات ومروحيات وآليات الترسانة الألمانية إلى بلاده، لتتمكن من القتال بقوة حتى العام 2029، وفق ميلينك.

بين سعي أميركي وتشدد أوروبي.. ما فرص التوصل إلى سلام بين روسيا وأوكرانيا؟

أمام كل ما سبق، تتضاءل آمال انتهاء الحرب والوصول إلى أي سلام، وتزداد الشكوك حول نجاعة جهود الولايات المتحدة لترسيخ وقف شامل لإطلاق النار في العاصمة لندن الأسبوع المقبل.

إعلان

ويرى الخبير ميكولا بيليسكوف أنه بعد شهرين من "الآمال الكاذبة والهدن الفاشلة"، واضح أن الطريق إلى تسوية دائمة للحرب لا يزال طويلا، ويقول: "الولايات المتحدة أصبحت إلى حد ما جزءا من المشكلة لا الحل مع الأسف".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية اليمني يدعو إلى مواصلة التحرك العربي ضد العدوان الإسرائيلي
  • عاجل - الرئيس الفلسطيني يشكر السيسي والملك عبد الله الثاني على مواقفهم في دعم القضية الفلسطينية
  • قصف رأس عيسى جريمة أمريكية بشعة واستهداف للشعب اليمني لن يسكت عنه
  • غزة.. أكثر من 160 ألف قتيل ومصاب منذ بدء الحرب الإسرائيلية
  • 5 استفسارات توضح مسار الحرب الروسية الأوكرانية
  • المؤتمر الوطني الفلسطيني يحذر من محاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • وقفة قبلية في مديريات الصعيد تأكيداً على ثبات الإسناد اليمني لغزة
  • عاجل| صنعاء تعلن عن خبر هام يخص كل أبناء الشعب اليمني.. وهذا ما سيحدث بعد ساعات قليلة من الآن
  • اللواء طارق نصير من بغداد: القضية الفلسطينية قضية مصر الأولى والعرب
  • "سنو وايت" ينهار في العالم العربي بسبب الممثلة الإسرائيلية