عيد الطفولة 2023، باهت شاحب لا طعم له وسط صرخات الآلاف من أطفال غزة التي صمت آذان العالم وأغمضت عيونهم عن جرائم ترتكب بحقهم يوميًا في قطاع غزة، تحت قصف متواصل يدخل شهره الثاني دون رحمة.

في عيد الطفولة، لم يستطيع العالم تقديم أقل شئ لأطفال غزة وهو حق الحياة والعيش بأمان، بعيدًا عن قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، ربما ضجت السوشيال ميديا ومواقع التواصل بقصص ومآسي ومشاهد لم يرويها أصحابها ولكن جسدوها بأرواحهم ودمائهم، لم يحن لأطفال غزة الاحتفال الآن.

في يوم الطفولة العالمي..حكايات عن أطفال غزة تحت القصف هزت مشاعر العالم

ومن أشهر قصص معاناة أطفال غزة مع الموت الذي يلاحقهم كل ساعة، قصة طفلة هزت قلوب العالم بحديثها عن فقدان أمها وأختها وأخيها تحت القصف، "هاي أمي بعرفها من شعرها"، كانت الجملة الأبرز التي ضجن بها مواقع التواصل فور نشر فيديو للطفلة الفلسطينية، إذ ظهرت طفلة وهي تبكي بكاءً شديدا وترتجف من كثرة الخوف، باحثة عن والدتها لتتعرف على جثتها في أحد مستشفيات مدينة غزة المحتلة، وهي من الكلمات التي لن ينساها العالم.

قصص أطفال غزة الموجعة..بعرف أمي من شعرها

‏«بدي أمي تكون عايشة، لولاد ماتوا دون ما ياكلوا، اسمه يوسف 7 سنين شعره كيرلي وأبيضاني وحلو، يابا، مش كنت بدك تطلع صحفي؟»، كانت من بين القصص الأكثر تأثيرا والتي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين الجميع بحفظ ما قاله أطفال غزة ونساءها وآبائها، الذين فقدوا فلذة أكبادهم في حرب استهدفت المدنيين العُزل.

"بتذكر أمي من عُقدها وأقراطها اللي عليها بقايا دمها"، هكذا قالت (تالين) وهي واحدة من الأطفال الذين فقدوا ذويهم، إذ فقدت والدتها وأختها وأخيها الوحيد في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة داخل منزل أحد معارفهم الذي لجأوا إليه ظنا منهم أنه سيكون "الملاذ الآمن".

و(تالين) من بين الآلاف في قطاع غزة الذين فقدوا أفرادا من ذويهم أو فقدوا عائلتهم بأكملها.

وسُجلت نحو 149 عائلة فقدت كل منها أكثر من 10 أفراد، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وخلّف القصف آثاره المدمرة التي جعلت الحزن والألم يعتصران قلوب الجميع وخاصة الأطفال بفقدهم إما ذويهم أو منازلهم، في حال تمكن الأطفال أنفسهم من النجاة.

في يوم الطفولة العالمي..حكايات عن أطفال غزة تحت القصف هزت مشاعر العالمطفل غزة "المرتجف"

كذلك هزت العالم صورة الطفل المرتجف كمال الفلسطيني، والمعروف إعلاميًا بالطفل المرتجف، والذي كشف تطورات حالته الصحية عقب تصدر الفيديو الذي يظهر فيه، وهو يرتجف من جميع أطراف وأجزاء جسده خلال الأيام الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في إحدى مستشفيات غزة.

في ذات السياق علق معتز أبو الطير، عم الطفل المرتجف كمال، على هذه الواقعة، قائلًا إن كمال يتواجد حاليًا في مستشفى ناصر في عزة بعد استشهاد والده ووالدته وأخواته في القصف.

وأضاف في اتصال هاتفي بالبرنامج أن كمال تعرض إلى مناظر لا يتحملها أي طفل في العالم وهو ما جعله يرتجف بهذه الصورة التي ظهرت في الفيديو، مشيرًا إلى أنهم يتواجدون حاليًا في المستشفى.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ظهر فيه كمال وهو يرتجف من جميع أجزاء جسده ومغطى تمامًا بالتراب عقب القصف الذي تعرض له منزله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تبين أنه كان نائمًا وقت القصف.

تعتبر قضية حماية الأطفال في ظل الحروب قضية أساسية في القانون الدولي الإنساني، إذ يوفر القانون الدولي الإنساني حماية عامة لجميع المتضررين من النزاعات المسلحة ويتضمن أحكاما تتعلق خصوصا بالأطفال.

ويحظى الأطفال، بوصفهم مدنيين، بالحماية بموجب القانون الدولي الإنساني، ففي حال وقوعهم في قبضة "قوات العدو"، يجب أن يعاملوا معاملة إنسانية. ويُحمى جميع الأطفال من الانتهاكات، بما فيها التعذيب وغيرها من أشكال سوء المعاملة والعنف الجنسي والاحتجاز التعسفي والاحتجاز كرهائن والنزوح القسري.

إقرأ أيضا:في اليوم العالمي للطفل.. عيد أطفال غزة في السماء

أطفال غزة ليسوا في حماية نصوص القانون الدولي 

ويؤكد القانون الدولي على ضرورة ألا يكون الأطفال هدفا للهجمات بأي حال من الأحوال، ما لم يشاركوا بشكل مباشر في الأعمال العدائية. ويجب أن يعاملوا باحترام وحماية بشكل خاص. ويشمل ذلك الحصول على التعليم والغذاء والرعاية الصحية واتخاذ تدابير محددة لحماية الأطفال المحرومين من حريتهم والمنفصلين عن أسرهم.

هذا وينصّ قانون حقوق الإنسان- بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل عام (1989) وبروتوكولها الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة عام (2000)- على وجه التحديد، على الحاجة إلى حماية الأطفال من آثار النزاعات المسلحة.

وربما تنقطع أحلام الأطفال وآمالهم في مستقبل أفضل، إلا أن تالين لطالما راودها حلم قائلة: "كنتُ بحلم دايما أبقى ببيتنا مع عيلتي بس القصف الإسرائيلي حرمني هذا الشي، لكن راح أستمر وأكمل تعليمي لأصير مهندسة".

اليوم العالمي للطفل.. الأيام الصحيحة 2023 اليوم العالمي للطفل.. أكلات مفيدة للأطفال

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اليوم العالمي للطفولة احتفالات عيد الطفولة عيد الطفولة اطفال غزة إنقاذ أطفال غزة اطفال غزة ضحايا قصص أطفال غزة القانون الدولی مواقع التواصل أطفال غزة

إقرأ أيضاً:

السفير التركي بالقاهرة: عيد 23 أبريل يذكرنا بآمال الأطفال في مستقبل أكثر سلامًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

احتفلت السفارة التركية بالقاهرة، بعيد الطفولة والسيادة الوطنية 23 أبريل، بمشاركة أطفال وأولياء أمور أتراك ومصريين وفلسطينيين، بالإضافة إلى العديد من الصحفيين المصريين.

وحضر الفعالية التي تم تنظيمها بالتعاون مع السفارة الفلسطينية بالقاهرة وجمعية الوفاء للتنمية، 60 طفلًا فلسطينيًا و30 طفلًا تركي ونحو 40 طفلًا مصريًا، وتم توزيع الهدايا على الأطفال.

وفي كلمته الافتتاحية، صرح سفير تركيا بالقاهرة صالح موطلو شن أن يوم 23 أبريل، وهو الذكرى السنوية الـ 105 لتأسيس مجلس الأمة التركي الكبير والعيد الذي أهداه الغازي مصطفى كمال أتاتورك للأطفال في 23 أبريل 1924، هو أهم رمز للإرادة والسيادة الوطنية.

وأشار السفير صالح موطلو شن إلى أن عيد الطفولة والسيادة الوطنية 23 ابريل هو اول عيد للأطفال في العالم وهو دلالة على أن مستقبل الامة التركية هو في امانة في يد اطفالها.

وقال السفير شن "أهنئ جميع أطفالنا وأطفال العالم بعيدهم"، مضيفا إن هذا العيد، الذي يجتمع فيه أطفال تركيا ومصر وفلسطين، يُذكر الأطفال بآمالهم وتطلعاتهم لمستقبل أكثر سلامًا، وأمنًا، وازدهارًا، وأخوة.

وأعرب السفير شن عن أمله في أن تُسفر المفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بريادة مصر وقطر عن نتائج إيجابية، وأن يُستأنف نقل المساعدات الإنسانية، وأن تنتهي المأساة الإنسانية في غزة في أقرب وقت ممكن.

كما أعرب السفير صالح موطلو شن عن حزنه العميق على عشرات الآلاف من الأطفال الذين فقدوا أرواحهم في غزة، وقال إن دعوة الأطفال الفلسطينيين إلى الاحتفال تُبرز تضامن الأطفال الأتراك والمصريين مع أطفال فلسطين. وأكد السفير صالح موطلو شن على ان هناك توافق تام بين تركيا ومصر على هدف تحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين من أجل التنمية والازدهار، وأن المشاورات والحوارات الثنائية بين البلدين حول القضايا الإقليمية، بما في ذلك فلسطين والسودان وليبيا، مستمرة بلا انقطاع.

واختتم السفير صالح موطلو شن كلمته قائلا “كل الأطفال، السود والبيض، الشرقيين والغربيين والجنوبيين والشماليين، يستحقون المرح واللعب والدراسة ومستقبلًا مشرقًا. الطفل التركي، الطفل المصري، الطفل الفلسطيني، والطفل الاسرائيلي.
كلما مات طفل، في أي مكان، عندما يموت الاطفال الفلسطينيون في غزة، تتألم قلوبنا. نقول فقط: لا ينبغي أن يموت الأطفال.
كيف يمكن لأي شخص أو أي إنسانية او أي ضمير أن يدافع عن موت أطفال غزة؟  هذه وحشية وقسوة وظلم. لا يمكن انشاء الأخوة والأمن على الموت. ان حلمنا ورغبتنا الوحيدة هي أن يعيش الأطفال الفلسطينيون والأطفال الإسرائيليون في سلام وأمن وشرف كإخوة. في ديارهم وأراضيهم ودولهم.
وان اقول هذا مشاركا في كل ذلك مع مشاعر رئيسنا السيد رجب طيب أردوغان، الذي يبدي أقصى درجات الاهتمام تجاه فلسطين."

1000073352 1000073370 1000073386 1000073382 1000073391 1000073355 1000073361 1000073364 1000073358 1000073376 1000073379 1000073384 1000073389 1000073373 1000073343 1000073346 1000073349 1000073367

مقالات مشابهة

  • غزة.. خروج مستشفى أطفال عن الخدمة جراء القصف
  • أطفال السودان.. البراءة بين الجوع والمرض والعنف والنزوح
  • رئيسة قومي الطفولة تشهد أنشطة تمكين الفتيات دوَي بحي الأسمرات
  • السفير التركي بالقاهرة: عيد 23 أبريل يذكرنا بآمال الأطفال في مستقبل أكثر سلامًا
  • تقرير مصور.. أطفال غزة يشعرون بأن موتهم وشيك بسبب الحرب
  • صدمات الطفولة.. كيف تترك بصمتها في العقل والجسم؟
  • مسؤول طبي في غزة: أطفال القطاع في أشد مراحل سوء التغذية
  • مسؤول طبي يحذر: أطفال غزة في أشد مراحل سوء التغذية
  • مجمع ناصر: أطفال غزة يمرون في أشد مرحلة من سوء التغذية
  • طفولة بلا حضن : أطفال غزة بين اليُتم والحرمان