موقع 24:
2025-07-06@04:26:38 GMT

الدور الإماراتي التنويري .. قراءة بين السطور

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

الدور الإماراتي التنويري .. قراءة بين السطور

جوهر الرؤية التنمويَّة التي قامت وتقوم عليها النهضة في الإمارات تعتمد على الإنسان


يُمثِّل التمكين السياسي إطارًا مرجعيًّا حقيقيًّا للوطن، والتناقضات السياسيَّة لا تحدث في أي وطن إلا عند غبش الرؤية الثقافيَّة؛ ولذا لا ينبغي الاستهانة بقوة الثقافة والفكر في تأكيد السيادة السياسيَّة للوطن؛ فالثقافة لها مؤشِّر يقيس مدى تحقُّق التمكين السياسي.


هناك حقائق لا بدَّ من تأكيدها، أهمها أن أوطاننا عظيمة بقيادتها، وقد أثبتت الإمارات للقاصي والداني أنها "المعجرة"، ليس في قدرتها على تحقيق الأمن في الداخل فقط، بل كان التحدِّي الحقيقي أن تصبح هي البلد الآمن وسط إقليم جغرافي ملتهب ومتفجِّر بالصراعات والأزمات، ما جعل الإمارات تكون "الإعجوبة الأمنيَّة"؛ لتتبوأ بهذه الريادة مقعدها الحضاري والتنويري بين الأمم.

كما أن السياسة الخارجيَّة الإماراتيَّة نجحت في الترويج للإسلام السمح عالميًّا، وهو نوعيَّة من الثقافة الإنسانيَّة تتَّسم بالروحانيَّة والتسامح، والرحمة للعالمين، وهذه المعايير الإنسانيَّة باتت مطلبًا مهمًّا للمسلم المعاصر؛ إذا كنَّا فعلًا نريد الحياة أو العيش الآمن الهادئ البعيد عن العنف والظلم والقهر.
وقد أثبتت التجارب أن السياسة المتَّزنة هي تلك السياسة المثقَّفة، القادرة على انتشال الأوطان من أدغال الفوضى والغوغاء، خصوصًا في ظلِّ تعقيدات الواقع السياسي الملتهب، ويأتي على رأس الهرم الثقافي: العلماء والدُّعاة، والمفكِّرون، والكتَّاب، والأدباء، والأكاديميون.
وإنَّنا نحمد الله ونسجد له شاكرين أن بلغنا في الوقت الراهن شأوًا بعيدًا في اكتساب المعارف والعلوم والتكنولوجيا الحديثة والمتقدّمة، وأصبحنا مؤهلين لقيادة صفوف الوعي الحضاريّ في المنطقة بأسرها.
ولذلك فإنه لا يليق بنا عمليًّا أن نمنح المجتمعات المتقدمة مقامَ العلو والمكانة الرفيعة بسبب امتلاكها وسائلَ المعرفة الحديثة، طالما أن تلك الأمم التي تدعي الحضارة تخضع لأهواء الاحتراب والاقتتال، وتتخلى عن أبسط قواعد الإنسانيَّة؛ لأننا نرى وهذا حقنا أنّ العلاقة يجب أن تكون مطردة بين الأخلاق والثقافة من جهة، والتقدم العلمي من جهة أخرى، وأن اعترافنا لأي دولة بقصب السيف لا بد أن يخضع لعواملَ شتَّى من أهمها السعي البناء نحو الرفعة الإنسانيَّة والأخلاقيَّة.
ثم دعونا نستعرض التجربة الإماراتيَّة الخاصة بمظاهر سياستها الخارجيَّة والداخليَّة ذات البعد الثقافي التنويري؛ لنؤكد أن الإمارات ركزت على مجابهة قوى التطرف والإرهاب، وسعت إلى توضيح زيفها وفساد أفكارها، وحاربت الحواضن الثقافيَّة لأفكار الغلو والعنف، لتتفرغ حينئذٍ لرسالتها الأخلاقيَّة والمعرفيَّة بنشر الآداب والمعارف والفنون؛ كي لا نترك الشباب نهبًا للأفكار المتصارعة أو للتيارات التي تفرخ العنف في سبيل الحصول على ما تريد من مكاسب اجتماعيَّة وسياسيَّة.

ورغم تراكم الأدلة على قدرات إماراتيَّة استثنائيَّة، ما بين الحزم والصرامة على مقارعة الظلم وصد العدوان، فإن الإمارات لا تفرط في القيم الإنسانيَّة الأصيلة، واللمسات الحانيَّة للبشر في كل مكان في العالم، وأنها في الوقت نفسه لا تتهاون مع كل من تسوِّل له نفسه زعزعة استقرار المنطقة، كما إنها تعرّي الزيف وتنزع الظلم بقواتها المسلحة، كما تزرع التنوير والأمل في مكان بقواتها الناعمة.
وقد انتهجت الإمارات جملة من الحلول الناجعة لمقارعة الفكر الظلامي، منها تعميق قيم التسامح والثقافة والتنوير والتدين الوسطي، كل ذلك وفق رؤية تهدف إلى بناء مجتمعات سعيدة؛ لأن هذه القيم والمبادئ تشكل معايير للخلود والبقاء الإنساني، وإرثًا تاريخيًّا يستحق الحفاوة والتقدير من الشعوب المحبة لأوطانها.
ونسجِّل هنا بكل افتخار أن الإمارات امتلكت ناصية الأمن وحازت الاستقرار، وباتت تمتلك كلَّ المقومات لتحمي نفسها من الإرهاب والتطرف، كما نسجل أن جوهر الرؤية التنمويَّة التي قامت وتقوم عليها النهضة في الإمارات تعتمد على الإنسان الذي يمتلك كل المقومات للتحضر والتنوير، وتزود العقل بكل المقومات والأفكار الخالية من الشوائب؛ وذلك لخلق مجتمع متسامح وإيجابي وهو أسلوب حياة يحياها الإنسان الإماراتي.

وأخيرًا دعونا نقرأ ما بين السطور فيما يخص الدور الإماراتي التنويري، ذلك الدور الذي تتمثل أهم عناصره في اقتصاد قائم على بنية تحتيَّة متطورة ومعرفة تنمويَّة مستدامة، ووضع التنمية ببعديها البشري والإستراتيجي على رأس أولويات الدّولة، ثم السعي الصادق إلى قيادة الشعوب إلى التطور والازدهار، ويأتي في النهاية تسخير كل المدلولات القيميَّة المشتملة على كل ما هو إنساني وحقوقي، بل وأخلاقي، لتكون بوصلة المجتمع، باعتبارها مرجعيات حضاريَّة، وإثراء المجتمع بفعاليات وطنيَّة وتراثيَّة ودينيَّة وثقافيَّة جديرة وغنيَّة بالحصانة الفكريَّة، بحيث يقربه إلى الرأى الديني المتزن والوسطي، ولا ننسى الدور الإماراتي الداعم للمضي في مشروع الوسطيَّة وتكريس خطاب الدولة والتنمية، وتعزيز الاستقرار، والتصدي للأفكار الظلاميَّة، وكل هذه العوامل كان مفعولها قويًّا ومحركًا وفاعلًا، وقد منح ذلك الدور الإمارات شهرة عالميَّة جعلتها وجهة للنخب من الزوار، وخيرة العقول، والصفوة من المستثمرين من كل أنحاء العالم.
تستحوذ الإمارات على الكثير من الظواهر السياسيَّة المثقَّفة، القادرة على تعميق الفكر التنويري، والدليل على ذلك هو ما تقوم به الإمارات من تحرك ملموس في صياغة المشهد السلمي، وفي صياغة ثقافة تتسم بالحريَّة والتعايش وقبول الآخر، وكلُّ تلك الإنجازات تُحرِّكها قيم الثقافة النبيلة.
يحقُّ لكلِّ إماراتي أن يفخر بوطنه ويقيادته الحكيمة التي تعمل ليل نهار من أجل رفاهية المواطن وأمنه وتمكينه.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات الدور الإمارات

إقرأ أيضاً:

نادي طاقة يكرّم المتفوقين في مسابقة الإبداع الثقافي العاشرة

نظّم نادي طاقة ممثلاً باللجنة الشبابية حفلاً تكريمياً في جمعية المرأة العمانية بطاقة، لتكريم المتفوقين في مسابقة الأندية للإبداع الثقافي على مستوى النادي في نسختها العاشرة. وتضمّنت المسابقة عشرة مجالات مختلفة تشمل الشعر الفصيح والشعر الشعبي والمناظرات والفنون التشكيلية والتصوير الضوئي والموسيقى والإنشاد والابتكار وريادة الأعمال، إضافة إلى مسابقة الألعاب الإلكترونية والتعليق الرياضي.

وألقى الدكتور سالم بن سهيل العوائد، رئيس اللجنة الشبابية بنادي طاقة، كلمة أكد فيها أن الإبداع ليس مجرد كلمات تُكتب أو أشعار تُلقى، بل هو روح تبني الإنسان وتعزز قيم الانتماء والعطاء والمثابرة. وأوضح أن المسابقة تمثل نافذة للاطلاع على الطاقات الواعدة وصناعة مستقبل أكثر إشراقاً، مباركاً لجميع المشاركين على جهودهم ومتمنياً لهم المزيد من النجاح.

وفي الحفل، قام محمد بن حسن سعيد العوائد، نائب رئيس نادي طاقة وراعي الحفل، بتكريم الأوائل في مختلف المجالات، حيث حصل مسلم بن سعيد سالم المعشني على المركز الأول في الشعر الفصيح، فيما نال سعيد بن محاد عيسى المعشني المركز الأول في الشعر الشعبي، وفازت فاطمة بنت سهيل محاد المعشنية بالمرتبة الأولى في المناظرات، بينما حصل الخطاب بن أحمد علي صعر على المركز الأول في التصوير الضوئي.

أما في الموسيقى، فقد حقق هادي بن محمد علي كشوب المركز الأول، وحصل البراء بن عامر سهيل العوائد على المركز الأول في الإنشاد، فيما نال أحمد بن محمد سهيل المعشني المركز الأول في الابتكار وريادة الأعمال، وتصدر فيصل بن محمد مسعود العوائد مجال التعليق الرياضي.

ويأتي هذا التكريم في إطار حرص نادي طاقة على دعم المواهب الشابة وتشجيعها على الإبداع والمشاركة في الفعاليات الثقافية والفنية، بما يسهم في تنمية قدرات الشباب وتعزيز الحراك الثقافي في الولاية.

... والحمراء تحتفي بالمبدعين في المسابقة

احتفل نادي الحمراء الرياضي الثقافي في قاعة النادي بتكريم المجيدين على مستوى النادي في مسابقة الأندية للإبداع الثقافي لعام 2025، وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ جمال بن أحمد العبري، عضو مجلس الشورى ممثل ولاية الحمراء. استهل الحفل عامر بن علي العبري، رئيس اللجنة الشبابية، بكلمة أشار فيها إلى أن مسابقة الأندية للإبداع الثقافي تُعد منصة رائدة لإبراز طاقات الشباب المبدعين في المجالات الأدبية والفنية والتقنية، وأن المسابقة شهدت مشاركة واسعة من مختلف الفئات العمرية، مما يعكس الوعي الكبير بأهمية صقل المهارات وتعزيز الإبداع. وأضاف "العبري": "إن هذا التكريم هو ثمرة تخطيط دقيق وتنفيذ متميز، وهو دليل على التزامنا بتوفير بيئة محفزة للشباب للتعبير عن مواهبهم وإبراز إبداعاتهم." ودعا الشباب المبدعين إلى مواصلة العمل والاجتهاد، والمشاركة في كل فرصة تتيح لهم صقل مواهبهم وإظهار قدراتهم، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي. بعد الكلمة، استمتع الحضور بوقفة بصرية مميزة مع عرض مرئي بعنوان "كنوز الحمراء" سلط الضوء على جماليات ولاية الحمراء وتاريخها العريق، وعرض آخر بعنوان "قصة جسد" استعرض محطات من مسابقة الأندية للإبداع الثقافي في الولاية، عكس جهود الشباب وتفاعلهم الإبداعي. وقدمت فقرة إنشادية من أداء المنشد عبدالله بن سعيد الناعبي من مدرسة الشيخ ماجد بن خميس العبري، وأختتم الحفل بتكريم راعي الحفل المجيدين في مسابقتي البحث العلمي والقصة المصورة، بالإضافة إلى المجيدين في مسابقة الأندية للإبداع الثقافي بولاية الحمراء. وجاءت نتائج مسابقة البحث العلمي كما يلي: المركز الأول من نصيب ريان بنت علي بن سعيد الخيارية عن بحثها "أثر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي على القيم والأخلاق لدى طلبة البكالوريوس في سلطنة عمان"، والمركز الثاني حصلت عليه زينب بنت يوسف الهاشمية عن بحثها "دور التعليم الرقمي في تعزيز القيم والأخلاق". وفي مسابقة القصة المصورة، فازت بالمركز الأول مريم بنت محمد الناصرية، وحصل على المركز الثاني زياد بن عبدالله الهطالي، بينما جاءت في المركز الثالث ميار بنت حمد العبرية. أما نتائج مسابقة الأندية للإبداع الثقافي فكانت في مجال الشعر الفصيح حصلت على المركز الأول أروى بنت منيب العميرية، وفي الشعر الشعبي فازت شوق بنت عامر الدرعية بالمركز الأول، وفي الإنشاد حلّ أولاً عبدالله بن سعيد الناعبي، أما في المناظرات "التناظر الفردي" فقد جاءت سارة بنت غمن العبرية في المركز الأول. وفي الخط العربي، حصلت غيد بنت عبد الباسط العبرية على المركز الأول، وفي التصوير الضوئي فازت اليمامة بنت عبد الله العبرية بالمركز الأول، وفي الموسيقى نال ليث بن مظفر الهنائي المركز الأول. وفي التعليق الرياضي تمكن محمد بن سليمان العبري من الحصول على المركز الأول، فيما كانت مسابقة الابتكار وريادة الأعمال من نصيب سلطان بن أحمد الريامي.

مقالات مشابهة

  • «الثقافي العربي» في الشارقة يستضيف جورج غريغوري
  • بنعبد الله ينتقد استمرار ظاهرة العزوف السياسي والأحزاب التي لا يمكنها كسب مقاعد دون مال أو قفف
  • "قطر الخيرية" وأوتشا تنظمان لقاء استراتيجيا لتعزيز التنسيق الإنساني والإنمائي في سوريا
  • الأونروا: إسرائيل فشلت في استبدال منظمتنا ومراكزنا هي العصب الإنساني في غزة
  • نادي طاقة يكرّم المتفوقين في مسابقة الإبداع الثقافي العاشرة
  • «الصحة العالمية»: الوضع الإنساني في غزة كارثي ويستدعي تحركاً عاجلاً
  • «الاتصال الحكومي 2025» تعزز المسؤولية الاجتماعية والتضامن الإنساني
  • مقرّبو نتنياهو يحتجون على لقاء لابيد مع وزير الخارجية الإماراتي
  • الرئيس الشرع: شعبنا العظيم إن الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة، وإن التنوع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء لا فرقة أو تنازع
  • في الإبداع وتلقيه والاستخلاص الإنساني