نهى مكرم-مباشر- أفاد تقرير جديد لوكالة "ستاندرد أند بورز" بأن الحرب بين إسرائيل وحماس أسفرت بالفعل عن خسائر فادحة في الأرواح وألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية. وتوقف إنتاج الغاز في حقل "تمار" بسبب اقترابه من غزه بعد تصاعد الصراع القائم منذ عقود طويلة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وعلى الرغم من استئناف الإنتاج بالحقل يوم التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني، فإن الإغلاق سلط الضوء على التداعيات المحتملة للحرب على مشروعات الغاز في دولة الاحتلال الإسرائيلي ومستوردي الغاز منها.

إذ تعيق الحرب صادرات دولة الاحتلال الإسرائيلي من الغاز، ولا سيما إلى مصر والأردن، ما قد يضر في نهاية المطاف بالتصنيف الائتماني للمنطقة حال تصاعد الصراع.

وجدير بالذكر أنه منذ عام 2020، تمد إسرائيل الأردن بجميع وارداتها تقريباً من الغاز، فيما تمد مصر بنحو 5%-10% من وارداتها من الغاز، بحسب البيانات الصادرة عن "إس أند بي كومودوتي إنسايت". ومع ذلك تعتقد الوكالة أن إمدادات الغاز إلى مصر أكثر عرضة للخطر عن الأردن لأن الأخيرة لديها مصنع غير مستخدم للغاز الطبيعي المسال واتفاقية شراء مع إسرائيل.

ويدور السيناريو الأساسي الحالي لوكالة "ستاندرد أند بورز" حول بقاء الصراع محصوراً بين إسرائيل وغزة وألا يستمر أكثر من فترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر. ولكن تصعيد الصراع وانتشاره خارج حدود إسرائيل قد ينطوي على تدمير خطوط الأنابيب أو عرقلة الشحن في مضيق هرمز.

وترى الوكالة أنه حال حدوث ذلك، ستتوقف صادرات الغاز الإسرائيلي تماماً. كما تستبعد "ستاندرد أند بورز" أن يتمكن العديد من منتجي الغاز في دول مجلس التعاون الخليجي من سد تلك الفجوة نظراً للعقود الملتزمة بها بالفعل بشأن إنتاجها من الغاز. ما يجعل مصر تواجه نقصا ًطويل الأجل في إمدادات الغاز عندما يكون المعروض ضيقاً.

خفض معروض الغاز يقوض الاقتصاد المصري

تعطلت صادرات الغاز الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول. لكن في السنوات الأخيرة، حققت مصر اكتفاء ذاتي إلى حد كبير في إنتاج الغاز لتلبية الطلب المحلي. ويتم استهلاك حوالي 60%-65% من إنتاج الغاز المحلي في مصر كوقود لتوليد الطاقة، ويذهب 20%-25% للاستخدام الصناعي.

وعلى الرغم من أن مصر تستورد الغاز من إسرائيل (حوالي 6 مليارات متر مكعب في عام 2022)، تحول بعض منه إلى غاز طبيعي مسال، ثم تصدره بعد ذلك إلى أوروبا. وشكل الغاز الطبيعي المسال حوالي 92% -93% من صادرات الغاز المصرية في عامي 2021 و2022. ما يعني أن عدم كفاية الإمدادات سيؤدي إلى تقليص صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا.

ومع ذلك، يُشار إلى أن أوروبا تستورد معظم الغاز الطبيعي المسال الذي تحتاجه من الولايات المتحدة وقطر، وتساهم مصر بأقل من 5%. كما تجاوز الاتحاد الأوروبي أيضًا مستوى المخزون المستهدف بنسبة 95%، ولديه إمدادات كافية من الغاز بدون الغاز الطبيعي المسال من مصر، باستثناء شتاء بارد بشكل غير عادي.

ولكن حتى قبل التصعيد الأخير في إسرائيل، أدى الطلب المتزايد على الطاقة إلى انقطاع التيار الكهربائي في مصر. وجاء ذلك وسط انخفاض إنتاج الغاز في مصر وزيادة الحاجة إلى الغاز لتزويد وحدات التبريد بالوقود خلال فصل الصيف الحار غير المعتاد العام الجاري. وسيتفاقم الوضع بسبب انقطاع صادرات الغاز الإسرائيلية.

الحرب تدفع أسعار النفط والغاز للارتفاع

تدفع الحرب أسعار النفط والغاز للارتفاع، بسبب ارتفاع علاوة المخاطر وسط تفاقم عدم اليقين الجيوسياسي. وقفزت أسعار في منصة مرفق نقل الملكية (TTF) إلى 59.8 دولار لكل ميجاوات في الساعة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، من 46.5 دولار لكل ميجاوات في الساعة خلال سبتمبر/أيلول.

بينما وصل سعر خام برنت إلى 91 دولار للبرميل، ولكنه تراجع إلى نطاق يتراوح بين 85-87 دولار للبرميل بعد ذلك.

وتتوقع الوكالة استمرار تقلبات أسعار النفط والغاز مع احتمالية تسجيلها ارتفاعات حادة حال تصاعد الصراع، ومع ذلك، تستبعد "ستاندرد أند بورز" حدوث فجوة كبيرة في إمدادات النفط والغاز على مستوى العالم. إذ تتعلق المخاطر التي تواجه الطاقة العالمية بشكل أكبر باحتمالية وجود عائق أمام الإمدادات عبر مضيق هرمز، إذ يتدفق خلاله حوالي 30% من النفط المنقول بحراً في العالم وخُمس إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية.

 

 

 

 للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا

تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام

 

ترشيحات:

النفط يواصل مكاسبه إثر توقعات زيادة "أوبك بلس" خفض الإنتاج

بعد كوفيد وروسيا...حرب غزة وسيناريوهات قاتمة للطاقة والتضخم والمستثمرين

بعد 40 يوماً من العدوان على غزة.. ماذا نعرف عن خسائر اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي؟

 

نفط ومعادن تقارير عالمية اقتصاد عالمى المصدر: مباشر أخبار ذات صلة النفط يواصل مكاسبه إثر توقعات زيادة "أوبك بلس" خفض الإنتاج نفط ومعادن أسعار الذهب العالمية ترتفع مع تراجع الدولار نفط ومعادن الانتخابات تبقي قيود تصدير الأرز الهندي حتى 2024 تقارير عالمية ارتفاع أسعار السكر عالميًا لأعلى مستوى منذ 2011 تقارير عالمية الأخبار الأكثر {{details.article.title}} 0"> {{stock.name}}
{{stock.code}} {{stock.changePercentage}} % {{stock.value}} {{stock.change}} {{section.name}} {{subTag.name}} {{details.article.infoMainTagData.name}} المصدر: {{details.article.source}} {{attachment.name}}
أخبار ذات صلة

المصدر: معلومات مباشر

إقرأ أيضاً:

بدء توريد النفط من شمال شرق سوريا للحكومة المركزية في دمشق

أعلنت وزارة النفط السورية، اليوم السبت، عن بدء توريد النفط من شمال شرق البلاد إلى الحكومة المركزية في العاصمة دمشق.

ونقلت وكالة "رويترز" عن المتحدث باسم وزارة النفط السورية أحمد السليمان، أن "السلطات التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا، بدأت توريد النفط من الحقول المحلية التي تديرها إلى الحكومة المركزية إلى دمشق".

وهذه أول عملية تسليم معروفة من شمال شرق سوريا الغني بالنفط إلى الحكومة الجديدة، ولم يقدم سليمان مزيدا من التفاصيل حول هذا الاتفاق.

وفي وقت سابق، أعلنت سوريا عن افتتاح بئر غاز جديد تحت اسم "تياس 5"، وذلك في ريف حمص، بطاقة إنتاجية تبلغ 130 ألف متر مكعب يوميا، ومن المقرر أن يتبع للشركة السورية للنفط.

وأفاد وزير النفط السوري غياث دياب، بأن البئر تم ربطه بالشبكة الغازية الوطنية لدعم محطات توليد الطاقة الكهربائية، ما يسهم في تلبية احتياجات المواطنين من الطاقة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا".



وتعمل الإدارة السورية الجديدة على تأمين مستوى مستقر من أمن الطاقة؛ منعا لحدوث أي خلل قد يؤدي إلى عدم الاستقرار ويؤخر من عملية التنمية في البلاد، وبحسب إحصائيات عام 2015، سجلت احتياطيات الغاز المؤكدة في سوريا نحو 8.5 تريليونات قدم مكعب.

ويبلغ متوسط الإنتاج اليومي من الغاز غير المصاحب للنفط حوالي 250 مليون متر مكعب، ما يمثل 58 بالمئة من إنتاج الغاز الكلي في البلاد، أما الغاز المصاحب للنفط، فيشكل 28 بالمئة من الإنتاج، حيث يأتي أغلبه من شرق الفرات، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".

في عام 2010، كان النفط يمثل 20 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لسوريا، ونصف صادراتها، وأكثر من 50 بالمئة من إيرادات الدولة، بينما كانت البلاد تنتج 390 ألف برميل نفط يوميا، إلا أن الإنتاج تراجع بشكل حاد، ليصل في 2023 إلى 40 ألف برميل يوميا فقط.

وينتج النفط السوري من منطقتين رئيسيتين، الشمال الشرقي خاصة في الحسكة، والشرق الممتد على طول نهر الفرات حتى الحدود العراقية قرب دير الزور، مع وجود حقول صغيرة جنوب الرقة، بينما تتركز الموارد الغازية في المناطق الممتدة حتى تدمر وسط البلاد.

مقالات مشابهة

  • الـ”جارديان”: أوروبا تنفق على النفط الروسي أكثر من مساعداتها لأوكرانيا 
  • وزير الشباب: «سبورتس إكسبو 2025» المعرض الرياضي الرائد بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • الحكومة: إسبورتس إكسبو 2025 المضيف الرسمي لـSoccerex MENA للمرة الأولى بالشرق الأوسط
  • المفوضية الأوروبية: روسيا تزود الاتحاد الأوروبي بـ 13% من استهلاكه من الغاز
  • سفير اليابان: المتحف المصري الكبير سيكون مركزًا لنشر المعرفة بالشرق الأوسط   
  • بدء توريد النفط من شمال شرق سوريا للحكومة المركزية في دمشق
  • موريتانيا تبدأ بتصدير أولى الشحنات.. تفاصيل أبرز قطب للغاز المسال في غرب أفريقيا
  • موريتانيا تبدأ تصدير أولى الشحنات.. هذه تفاصيل أبرز قطب للغاز المسال غرب أفريقيا
  • بدءُ أعمال تعميق قناة الملاحة الخاصة لمشروع الغاز الطبيعي المُسال بميناء صحار
  • السعودية.. أول وجهة لـالسماء المظلمة بالشرق الأوسط.. من تريد استقطابهم؟