DW عربية:
2025-10-15@14:47:38 GMT

ماذا يدور في رأس عمالقة الذكاء الاصطناعي؟

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

شخصيات تتربع على عرش الذكاء الاصطناعي

يوما بعد يوم تزداد مجالات استخدام  الذكاء الاصطناعي  في حياتنا ما أثار الحاجة إلى إيجاد طريقة لتشكيل عمل هذا المجال بالتزامن مع بذل الساسة جهودا للخروج بطرق التنظيم.

وخلال هذا النقاش، برز دور رؤساء عمالقة التكنولوجيا في العالم حيث قدموا وجهات نظرهم حول الفوائد والمخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، لكن هذا التأثير المتزايد لهذه الشركات أثار مخاوف وقلق الباحثين والنشطاء.

وأشار الباحثون إلى أن ثمة هيمنة أمريكية على مجال الذكاء الاصطناعي مما يثير تساؤلات حول نقص تمثيل دول العالم الأخرى خاصة بلدان الجنوب العالمي وسط تحذيرات من أن النفوذ المتزايد لرؤساء هذه الشركات يمكن أن يطغى على القضايا الحرجة مثل انتهاك الخصوصية وحماية حقوق الموظفين.

وفي مقابلة مع DW، قالت جينا نيف، المديرة التنفيذية لمركز مينديرو للتكنولوجيا والديمقراطية في جامعة كامبريدج، "لقد رصدنا براعة هذه الشركات في وضع شروط القضايا التي يجب أن تُناقش".

التقرير التالي يسلط الضوء على أبرز الشخصيات المؤثرة في مجال الذكاء الاصطناعي وأهم مقترحاتهم.

إيلون ماسك: مُبشر الفناء

يعد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الرجل الذي يرأس العديد من شركات التكنولوجيا خاصة "إكس" – تويتر سابقا – و"تسلا" و"سبيس إكس"، أكثر الشخصيات حديثا بشكل معلن وصريح عن مخاطر وجودية محتملة جراء الذكاء الاصطناعي.

حذر إيلون ماسك من أن الذكاء الاصطناعي يشكل "خطرا أكبر من السلاح النووي"

وكان الشهر الماضي قد شهد كشف ماسك النقاب عن أول نموذج ذكاء اصطناعي توليدي  لشركته الناشئة الجديدة "اكس إيه آي" يحمل اسم "غروك".

وعلى مدار سنوات، يدق ماسك ناقوس الخطر إزاء التأثير الكارثي المحتمل للذكاء الاصطناعي على الحضارة والبشر وذلك منذ وقت طويل إذ في عام 2018، قال إن الذكاء الاصطناعي يشكل "خطرا أكبر من السلاح النووي".

وخلال لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك هذا الشهر، وصف الملياردير الذكاء الاصطناعي بأنه "القوة الأكثر تعطيلا في التاريخ".

لكنه في الوقت نفسه، حذر من "الرقابة المفرطة" حيث أبلغ سوناك أنه يتعين على الحكومات تجنب وضع اللوائح "التي تعوق الجانب الإيجابي للذكاء الاصطناعي".

بدوره يرى دانييل لوفر، أحد كبار محللي السياسات في جمعية "أكسس ناو" المعنية بالدفاع عن حق الوصول إلى الإنترنت، أن ماسك يرغب من وراء التركيز على المخاطر الوجودية للذكاء الاصطناعي، صرف الانتباه بعيدا عن المخاوف الملحة مثل كيفية حماية بيانات المستخدم أو ضمان عدالة أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وفي مقابلة مع DW، أضاف أن ماسك "يمضي قدما في مساعي صرف الانتباه عن التكنولوجيا التي نتعامل معها في الوقت الحالي إلى أشياء ليست سوى تنبؤات وتخمينات وغالبا ما تكون من وحي الخيال العلمي".

سام التمان: رجل المرحلة

أصدرت شركة "أوبن إيه آي OpenAI”" ومقرها سان فرانسيسكو، قبل عام  تطبيق الذكاء الاصطناعي  الذي ذاع صيته وأحدث هزة في عالم التكنولوجيا "تشات جي بي تي" لتصبح الشركة الأولى في العالم التي توفر نظام ذكاء اصطناعي توليدي واسع النطاق متاحا للجمهور عبر الإنترنت.

أجرى سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي OpenAI”"، محادثات مع سياسيين ومشرعين حول العالم حيال كيفية تنظيم الذكاء الاصطناعي

ومنذ ذلك الحين، طاف الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان حول العالم من واشنطن العاصمة إلى بروكسل لإجراء محادثات مع سياسيين ومشرعين حول كيفية تنظيم الذكاء الاصطناعي.

وخلال مباحثاته، أطلق ألتمان تحذيرا من أن بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي تعد عالية المخاطر بحيث يمكن أن تتسبب "في ضرر كبير للعالم"، مشددا أن تنظيم المجال سيكون "أمرا بالغ الأهمية"، لكنه في الوقت نفسه عرض خبرة شركته لتوجيه صناع القرار حيال أنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة.

وفي تعليقها على نهج ألتمان، قالت جينا نيف، الأستاذة في جامعة كامبريدج، إن رئيس شركة "أوبن إيه آي OpenAI”" يرغب في وراء "هذه الاتصالات الرائعة  في بعث رسالة أساسية مفادها (لا تثقوا بمنافسينا ولا تثقوا بأنفسكم..ثقوا بنا فقط)".

وحذرت من هذا النهج ربما سوف يصب في صالح الشركة، إلا أنه لا يتسم بالشمولية، مضيفة "نحن ندعو إلى المزيد من المساءلة الديمقراطية والمشاركة في صنع هذه القرارات، وهذا ليس ما نسمعه من ألتمان".

مارك زوكربيرج: العملاق الصامت

ولا يمكن الحديث عن الذكاء الاصطناعي  دون التطرق إلى شركة "ميتا" الرائدة في تطوير هذا المجال، بيد أنه من اللافت أن الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ يلتزم الصمت حيال المناقشات بشأن الذكاء الاصطناعي.

مازال مارك زوكربيرغ يلتزم الصمت حيال المناقشات الحالية بشأن كيفية تنظيم الذكاء الاصطناعي

ففي كلمة ألقاها في سبتمبر/أيلول الماضي أمام عدد من المشرعين الأمريكيين، دعا زوكربيرغ إلى التعاون بين صناع السياسات والأكاديميين والمجتمع المدني والشركات "للحد من المخاطر المحتملة لهذه التكنولوجيا الجديدة وأيضا من أجل تعظيم الفوائد المحتملة".

وبصرف النظر عن اطروحاته، يبدو أن زوكربيرغ قد فوض إلى حد كبير مسألة النقاش حول سبل تنظيم مجال الذكاء الاصطناعي إلى نوابه لا سيما نيك كليغ، السياسي البريطاني السابق الذي يتولى حيال منصب رئيس الشؤون العالمية لدى "ميتا".

فعلى هامش قمة الذكاء الاصطناعي الأخيرة في المملكة المتحدة، قلل كليج من المخاوف المتعلقة بالمخاطر الوجودية للذكاء الاصطناعي وشدد بدلا من ذلك على التهديدات الأكثر إلحاحا المتمثلة في استخدام الذكاء الاصطناعي للتدخل في الانتخابات المقبلة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة العام المقبل.

ودعا إلى إيجاد حلول قصيرة المدى لتحديد المحتوى الإلكتروني الناجم عن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

داريو أمودي: الطفل المدلل

ويدخل في سباق الذكاء الاصطناعي شركة "أنثروبيك" ومقرها في سان فرانسيسكو التي تأسست عام 2021 على أيدي شخصيات كانت تعمل في السابق لدى شركة أوبن إيه آي OpenAI”".

وحققت الشركة نموا كبيرا فيما أعلنت  أمازون مؤخرا أنها سوف تستثمر 4 مليارات دولار في "أنثروبيك" ما يعكس في رأي المراقبين التنافس الشرس بين أمازون ومايكروسوفت في مجال الذكاء الاصطناعي.

ورغم أن "أنثروبيك" مازالت شركة ناشئة، إلا أن رئيسها التنفيذي داريو أمودي قد نجح في اقتحام المناقشات الحالية حول تنظيم الذكاء الاصطناعي.

حذر داريو أمودي من أن الذكاء الاصطناعي ربما يصبح خطرا في المستقبل

خلال كلمته أمام "قمة الذكاء الاصطناعي" في بريطانيا، حذر أمودي من أنه رغم أن المخاطر التي تشكلها أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية قد تكون محدودة نسبيا في الوقت الراهن، إلا أنها "من المرجح أن تصبح خطيرة للغاية في مرحلة ما في المستقبل القريب".

وفي محاولة لمواجهة هذه التهديدات، عرض أمودي على المشرعين المشاركين في القمة للاستفادة من النهج الذي طورته شركته القائم على تصنيف  أنظمة الذكاء الاصطناعي  على أساس المخاطر المحتملة.

 

يانوش ديلكر / م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي أنظمة الذكاء الاصطناعي عمالقة التكنولوجيا الانترنيت حماية المنافسة خصوصية البيانات شركات تكنولوجيا المعلومات مارك زوكربيرغ الذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي أنظمة الذكاء الاصطناعي عمالقة التكنولوجيا الانترنيت حماية المنافسة خصوصية البيانات شركات تكنولوجيا المعلومات مارك زوكربيرغ أنظمة الذکاء الاصطناعی تنظیم الذکاء الاصطناعی مجال الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی فی الوقت

إقرأ أيضاً:

هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟

 

 

أمل بنت سيف الحميدية **

يشهد التعليم العالمي تحوّلًا مُتسارعًا بفعل الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد مجرد تقنية مساعدة؛ بل أصبح محركًا رئيسًا يُعيد تشكيل العملية التعليمية؛ ففي العقود الماضية كان التعليم يعتمد على التلقين والمناهج الثابتة، أما اليوم فقد دخلت أدوات التحليل الذكي والتعلم التكيفي والفصول الافتراضية إلى المدارس والجامعات، لتفتح آفاقًا جديدة أمام الطلبة والمعلمين.

هذا التحول ليس خيارًا ترفيهيًا؛ بل ضرورة تفرضها متغيرات العصر ومتطلبات بناء رأس مال بشري قادر على المنافسة، وهو ما أكدته رؤية "عُمان 2040" التي وضعت التعليم أولوية وطنية للتنمية.

وتكمُن أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم في قدرته على جعل العملية التعليمية أكثر عدلًا وتخصيصًا ومرونة. فقد أوضحت منظمة اليونسكو في تقرير "الذكاء الاصطناعي في التعليم" الصادر عام 2023، أنَّ النماذج التعليمية الذكية تتيح مُتابعة تقدم الطلبة بشكل فردي، وتقديم محتوى يتناسب مع مستوياتهم وسرعتهم في الاستيعاب. كما إن الاستثمار في هذه الأدوات يدعم المعلمين في أدوارهم التربوية والإبداعية، ويحررهم من المهام الروتينية مثل إعداد الاختبارات أو متابعة الحضور. وفي السياق العُماني، يعدّ هذا التحول مُتسقًا مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040 التي تستهدف بناء نظام تعليمي متطور قادر على استيعاب الثورة الرقمية.

ويُؤكد تقرير الثورة الرقمية للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي الصادر عن البنك الدولي لعام 2023، أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في التعليم العالي، عبر أدوات تحليل البيانات التعليمية والتنبؤ بمعدلات النجاح وتخصيص المناهج. كما يشير تقرير المسارات الرقمية للتعليم "تمكين أثر أكبر للجميع" الصادر عن البنك الدولي عام 2023، إلى أنَّ بناء بيئة تعليمية رقمية متكاملة يتطلب خططًا استراتيجية طويلة المدى تشمل البنية التحتية والتشريعات والتدريب المستمر للكوادر.

وبحسب الدليل الصادر عن منظمة اليونسكو بعنوان الذكاء الاصطناعي والتعليم: دليل لصانعي السياسات (صدر عام 2021)، فإنه يوضح كيفية إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم بصورة أخلاقية تكفل العدالة وتكافؤ الفرص. ويشير إلى ما ينطوي عليه الذكاء الاصطناعي من مخاطر وفوائد، داعيًا إلى استخدامه بما يضمن المساواة والشمولية. كما يتناول قضايا التحيُّز في الخوارزميات وضرورة معالجتها عند تصميم النظم التعليمية، ويؤكد على خضوع السياسات ذات الصلة لمبادئ أخلاقية تراعي الأبعاد المجتمعية، ويربط ذلك بحق التعليم العادل وإتاحة فرص متكافئة لجميع المتعلمين.

ومن الأمثلة التطبيقية، استعرضت دراسة كمالوف وزملاؤه عام 2023 المنشورة على منصة (arXiv) نماذج عملية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصفوف الدراسية، مثل أنظمة التدريس التكيفي، التي تقوم على تخصيص عملية التعليم وفق احتياجات كل طالب، إضافة إلى الاختبارات الذكية التي تكيّف أسئلتها وفق مستوى المُتعلِّم؛ وهي نماذج يمكن أن تجد طريقها إلى المدارس في سلطنة عُمان.

إنَّ التحولات الرقمية تطرح تحديات موازية، من أبرزها الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية، واحتمال انحياز الخوارزميات، وضعف جاهزية المعلمين للتعامل مع الأدوات الجديدة. وقد شددت منظمة اليونسكو في تقريرها حول الذكاء الاصطناعي التوليدي عام 2023، على أهمية تطوير سياسات واضحة لضمان الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات، مع التركيز على مبادئ الأخلاق والشفافية وإتاحة الوصول للجميع. وتؤكد رؤية "عُمان 2040" ضرورة بناء قدرات وطنية في البحث العلمي والتعلم الرقمي، وهو ما يعزز مكانة المعلم كشريك أساسي في التحول، وليس مجرد منفّذ للتقنية.

وبناءً عليه، يمكن صياغة خارطة طريق محلية لتبني الذكاء الاصطناعي في التعليم في سلطنة عُمان. تبدأ هذه الخارطة بتقوية البنية التحتية الرقمية في المدارس والجامعات، ثم تدريب المعلمين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بكفاءة، يلي ذلك إطلاق برامج تجريبية في عدد من المؤسسات التعليمية لتقييم جدوى النماذج المختلفة، وأخيرًا توسيع التطبيق على نطاق وطني مع مراجعة دورية للنتائج. وهذا التدرج يتوافق مع ما أوصى به تقرير التقنيات المتقدمة من أجل التعليم الصادر عن البنك الدولي عام 2023، الذي أكد أن نجاح دمج التقنيات الحديثة يتطلب التوازن بين الابتكار والبُعد الإنساني.

إنَّ مستقبل التعليم في سلطنة عُمان يسير نحو نموذج ذكي ومستدام يجمع بين التقنية والقيم الإنسانية. فالذكاء الاصطناعي لا يُراد له أن يكون بديلًا عن المُعلِّم؛ بل شريكًا يسهّل مهمته ويعزز دوره في بناء القيم وتوجيه التفكير. ويبقى الهدف الأسمى إعداد جيل قادر على التكيّف مع متغيرات العالم الرقمي، مع الحفاظ على الهوية الوطنية. وهكذا، فإن الذكاء الاصطناعي يصنع الأدوات، أمَّا التعليم فهو الذي يصنع الإنسان القادر على توظيفها لخدمة التنمية والمجتمع.

** كاتبة وباحثة تربوية

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • «السواحه» يجتمع برئيسة شركة AMD لتعزيز الشراكة في الحوسبة والذكاء الاصطناعي
  • مستقبل مراكز مصادر التعلّم في ظل الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي.. من الإبداع إلى الخداع
  • أكثر من 65 ألف متدرب ضمن "مبادرة سمّاي" لتعليم الذكاء الاصطناعي بعسير
  • الذكاء الاصطناعي يحل لغزًا فيزيائيًا استعصى على العلماء لأكثر من قرن
  • «هاكاثون» لتطوير الذكاء الاصطناعي في طب العيون
  • وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي أداة للتعليم والمعلم يظل البوصلة التي توجه المستقبل
  • هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟
  • 7 فرص لغرف الأخبار في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ما الذي يريده الجمهور؟
  • دراسة: معظم الناس يواجهون صعوبة في التفريق بين الأصوات البشرية وتلك التي يولدها الذكاء الاصطناعي