عربي21:
2025-01-16@19:04:44 GMT

صحراء النقب تواجه التهجير القسري والهدم

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

صحراء النقب تواجه التهجير القسري والهدم

تكتسب أهمية خاصة في السياق الجغرافي والسياسي لفلسطين، حيث تشكل مركزا حيويا للصراع منذ بداية النكبة، نظرا لمساحتها الواسعة وأهمية المشاريع الاستراتيجية التي ينفذها الاحتلال في هذه المنطقة.

هي واحدة من أكبر الصحاري في الشرق الأوسط، وتشكل أكثر من نصف مساحة فلسطين التاريخية، وتقع جنوب فلسطين، ويحدها وادي عربة من الشرق، وشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة من الغرب، وجبال الخليل وبرية الخليل من الشمال.



 وتعد جغرافيا جزءا من شبه جزيرة سيناء .

وتعني كلمة النقب في اللغة العربية الانحدار أو الهبوط، ويرجع تسمية صحراء "النقب" بهذا الاسم نتيجة لتميز الصحراء بتضاريس متنوعة من الجبال والوديان والسهول الصحراوية والهضاب المنحدرة.

تبلغ مساحة النقب 14 ألف كيلو متر مربع وتقطنها الكثير من القبائل والعشائر العربية وترتبط ارتباطا اجتماعيا بقبائل سيناء وشبه الجزيرة العربية والأردن، ويملكون حاليا من أراضي النقب ما يقارب 3 ملايين دونم.

تهجير معظم السكان

وتوجد في النقب عدة بلدات وقرى وتجمعات، خصوصا في مناطق قضاء بئر السبع كمدينة رهط وتل السبع وشكيب واللقية وحورة وكسيفة وعرعرة وقرى أخرى وعددها يزيد على 10 مدن و160 قرية.

سكانيا قدر عدد سكان صحراء النقب في نهاية الحكم العثماني في عام 1914، بنحو 55 ألف نسمة. وفي عام 1922 إبان بداية الانتداب البريطاني لفلسطين قدرت وثائق أرشيفية بريطانية تعداد سكان النقب من العرب البدو بنحو 71 ألف نسمة.


                                   مشائخ قبيلة الترابين في بلدة السبع سنة 1934

ويبلغ تعداد البدو في منطقة النقب 317 ألف نسمة أي نصف عدد سكان النقب الكلي، وحوالي ثلث عدد سكان منطقة الجنوب الإدارية البالغ عدد سكانها مليون نسمة حسب التقديرات السلطات الإسرائيلية عام 2014.

يعد البدو الفلسطينيون سكان النقب الأصليين، لكن مع قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، تم تهجير معظمهم، ولم يتبق من حوالي ما يزيد عن 92 ألفا سوى 11 ألف بدوي، فرضت عليهم سلطات الاحتلال ظروفا قاسية، واستولت على أراضيهم.

منطقة في عمق التاريخ

وكانت قبائل الكنعانيين والعمالقة والأدوميين أول من استقر في صحراء النقب، ثم انتقلوا من نمط الحياة البدوي إلى نمط الحياة المستقر.

كما أظهرت الحفريات وجود آثار بشرية في المنطقة منذ العصر الحجري المتأخر، كما عثر على أدوات من العصر النحاسي والبرونزي على هضبة النقب الوسطى.

ويمكن إرجاع الحياة في صحراء النقب إلى القبائل البدوية التي مرت في المنطقة منذ أكثر من 4000 عام.

وعبر التاريخ قطن في صحراء النقب الكثير من الأقوام البدوية العرب، والمدينيين، والنبط، والقيداريين والعموريين (الهكسوس، والشاسو، والجاتو، والعامو، والإدوميين)، والكنعانيين (سكان مدينه عراد).

وفي العصر الروماني كانت منطقة النقب جزء من المحافظة العربية وتعاقب على حكمها النبط ثم التنوخيين الغساسنة، وكانت المقاطعة العربية تمتد من تدمر وبصرى بالشمال إلى دومة الجندل بالجنوب وإلى البتراء والنقب وإلى سيناء غربا، وهي منطقة مسكونة من القبائل العربية وتحت الحكم العربي في ضل الدولة الرومانية.

شهدت النقب أكثر عصورها ازدهارا خلال العهدين البيزنطي والأموي، إذ تطورت المدن التجارية وانتشرت المستوطنات الزراعية على مساحات واسعة في المنطقة.

وفي العصر العباسي عرفت النقب تربان.

ملكية أراضي دون سجلات

في عام 1900 أقام العثمانيون أول مدينة في النقب، وهي مدينة بئر السبع، بعد أن اشترت السلطات العثمانية حوالي 2000 دونم من عشيرة العزازمة، وبنت عليها المدينة في محاولة لدفع العائلات نحو الاستقرار.

وتأسس مركز إداري لجنوب فلسطين في بئر السبع وتم بناء المدارس وإنشاء محطة السكك الحديدية، واعترفت الدولة بسلطة زعماء القبائل على المنطقة.

كان سكان النقب يمتلكون الأراضي بموجب نظام "تقليدي" متفق عليه وواضح، يتعلق بحقوق ملكية الأراضي الفردية والجماعية.

ومع إعلان قيام دولة الاحتلال عام 1948، هُجر معظم البدو من أراضيهم، وانتقلوا للعيش في الأردن وسوريا والضفة الغربية وغزة، ونتيجة لذلك تقلص عددهم في النقب، ولم يبق منهم سوى 11 ألف نسمة، وهو ما يمثل 19 قبيلة فقط من أصل 95 قبيلة كانت تعيش في المنطقة.

وتمت معاملة البدو الباقيين بقسوة، واستولت حكومة الاحتلال على أراضيهم، وأجبرتهم على العيش في منطقة صغيرة في النقب.

وصودرت معظم أراضي البدو بموجب قانون امتلاك الأراضي للعام 1953، والذي نص على أن أي أراض لم تكن بملكية أصحابها في نيسان/إبريل 1952 يمكن تسجيلها تحت بند أملاك الدولة.

منطقة غنية بالثروات المعدنية

وصحراء النقب غنية بالعديد من الثروات المعدنية، أهمها اليورانيوم والفوسفات، والغاز الطبيعي، وكذلك تتوفر أراضي النقب على البوتاس والبروم والمغنيسيوم التي تستخرج في سدوم، في الطرف الجنوبي للبحر الميت، ويتم استخراج النحاس في تمناع، كما توجد رواسب كبيرة من المعادن الطينية والرمل الزجاجي لصناعة السيراميك والزجاج.

وبالرغم من كون منطقة النقب من المناطق الجافة، إلا أنها تمتلك إمكانيات زراعية إذا توفرت مياه الري، وقام الاحتلال بنقل المياه إليها من مناطق الشمال، من خلال عدد من المشاريع، ويتم نقل المياه بشكل رئيسي من بحيرة طبرية عبر عدد من الأنابيب إلى وسـط النقب، الأمر الذي أكسب المنطقة أهمية اقتصادية كبيرة.


                                     آثار تل السبع ترجع إلى 1100 سنة قبل الميلاد.

وتنتج النقب محاصيل جيدة من الحبوب والفواكه والخضروات والقطن، ومحاصيل الأعلاف، وبنجر السكر والزهور. وتشتهر المنطقة كذلك بالسياحة، إذ تحتوي على العديد من العجائب الطبيعية وطرق المشي والمعالم السياحية.

وتمثل النقب أهمية بالغة لدولة الاحتلال إذ تغطي نحو 60% من مساحتها، وتوفر بذلك فضاء واسعا لتوطين المهاجرين اليهود، وإقامة مشاريع اقتصادية تنموية واسعة، يتيحها غنى النقب بالثروات المعدنية وامتلاكها إمكانات زراعية.

كما أقام الاحتلال في صحراء النقب أهم مشاريعه الإستراتيجية، وعلى رأسها مفاعل "ديمونا" النووي وقواعد عسكرية وأمنية وقواعد جوية ومراكز التدريب والكليات العسكرية وسجون ومحطات تجسس هي الأضخم في الشرق الأوسط.

حرمان من الحقوق الأساسية

وحصر الاحتلال نحو 60% من البدو في 7 بلدات و11 قرية، تفتقر للبنى التحتية والخدمات الأساسية، ويعاني سكانها من تدمير الثقافة التقليدية الخاصة بهم، وارتفاع معدل الفقر والبطالة، بينما ينتشر 40% منهم في 35 قرية ترفض السلطات الإسرائيلية الاعتراف بها، وتحرم سكانها تبعا لذلك من حقوقهم الأساسية كالمياه والكهرباء والنقل والصحة والتعليم، ويواجهون تهديدا مستمرا بالإخلاء أو التهجير القسري وعمليات الهدم.

في عام 2021، بعد حادث جنوح سفينة "إيفر غيفن" في قناة السويس والتأثيرات الاقتصادية الكبيرة التي ألحقتها بحركة التجارة العالمية، بدأ الاحتلال ينشط في أطماعه القديمة والجديدة لفتح قناة مائية في النقب تكون بديلة عن قناة السويس.

وعادت صحراء النقب للظهور مجددا في وسائل الإعلام في ضوء توالي الاقتراحات الدولية بشأن مصير سكان غزة في ظل الصراع الحالي، وطرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اقتراحا بنقلهم إلى صحراء النقب.

وجرى طرح فكرة صحراء النقب بوصفها وجهة بديلة لتهجير الفلسطينيين منذ خمسينات القرن الماضي، من دون أن تحقق نتائج تذكر، نتيجة الرفض المتكرر لها فلسطينيا و  إقليميا ودوليا.

المصادر

ـ صحراء النقب.. موطن المشاريع العسكرية والأمنية الإستراتيجية لإسرائيل، الجزيرة نت، 28/10/2023.
ـ بعد حديث السيسي عنها.. ماذا نعرف عن صحراء النقب؟، سكاي نيوز عربية ( أبوظبي) 19/10/2023.
ـ ندى ماهر عبد ربه، ما هي صحراء النقب؟، 21/10/2023، موقع طقس العرب.
ـ  "صحراء النقب": الجوهرة الخفية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، "تي أر تي" العربية، 23 /10/2023.
ـ أسامة السعيد، صحراء النقب... لماذا يتكرر ذكرها بوصفها وجهة لتهجير أهل غزة؟، موقع صحيفة الشرق الأوسط، 18/10/2023.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير الاحتلال فلسطين التاريخية صحراء النقب احتلال فلسطين تاريخ صحراء النقب تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی صحراء النقب سکان النقب فی المنطقة ألف نسمة عدد سکان فی النقب فی عام

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يسابق وقف إطلاق النار المرتقب وينذر سكان جباليا بالإخلاء (شاهد)

تداول عدد من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، من قلب فلسطين، خلال الساعات القليلة الماضية، منشورا لإنذار سكان جباليا شمالي قطاع غزة بإخلائها تمهيدا لغارات جوية.

المنشور الذي أتى بالتزامن مع سير عملية المفاوضات وقف إطلاق النار المرتقب، أشعل فتيل الخوف والغضب لدى سكان جباليا، ممّن يكابدون ويلات عدوان الاحتلال الإسرائيلي عليهم، لأكثر من عام كامل.

وخلال أقل من أسبوع فقط، كانت حصيلة العدوان على قطاع غزة قد ارتفعت إلى أرقام جديدة وغير مسبوقة، على إثر استمرار مجازر الاحتلال، ودخول العدوان البري على جباليا يومه الـ100 على التوالي.



وبحسب عدد من المصادر الطبية، فإن 5 آلاف شهيد مفقود جراء العملية العسكرية المستمرة منذ 100 يوم شمال قطاع غزة، لا سيما في قلب مخيم جباليا.

ومنذ بداية العدوان، وأمام مرأى العالم، وصمت المجتمع الدولي، أسقط الاحتلال الإسرائيلي، ما قدّر بـ600 طن من المتفجرات، فوق سكان جباليا؛ ما أدّى لتسوية 30 مبنى سكنيا قريبا من مستشفى الأندلسي بالأرض.

رصدت "عربي21" على مدار الأسابيع الماضية، منشورات وتغريدات مُتسارعة، تُوثّق معاناة متواصلة ومُفجعة لسكّان شمال غزة، خاصة مخيّم جباليا؛ فيما برز في المقابل تراجع تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي معها؛ إلّا من جُملة منشورات مكتوبة، مُرفقة بوسم: "شمال غزة يباد" أو "الوقت من دم".

تشكل صور الدمار الهائل، التي تخرج من شمال قطاع غزة، تحديداً من مخيم جباليا، هاجساً بالنسبة لكثير من سكان محافظة مدينة غزة. pic.twitter.com/zr2oZQyT7h — عبدالرحمن Abdulrahman (@3bdulr2hmn) January 6, 2025 ???????? صورة جديدة من #مخيم_جباليا في شمال قطاع #غزة

حسب مواطنين من سكان #جباليا، ان الدبابة في الصورة هي في مكان السنتيشن ومقر صيانة وكالة الغوث مقابلها عمارة الحساينة في قلب معسكر جباليا pic.twitter.com/zByQaM6eyG — Almidan News (@Almidan_News) January 5, 2025 الوقت في غزة من دم ، يجب الموافقة بأسرع وقت على الصفقة، دون تعنت أو مماطلة أو تسويف!
منذ صباح هذا اليوم فقط أكثر من 60 شهيد انتظروا الهدنة! — Kareem Jouda (@kareem_1087) January 15, 2025
تاريخ من الصمود 
يعود مخيم جباليا للواجهة، مع كل جولة صراع محتدم بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، باعتباره الأقرب من منطقة الغلاف ومعبر إيرز، وأيضا لما له من تاريخ طويل من الصمود في وجه كافة مجازر الاحتلال، ومساعيه المتواصلة لإخلائه قسريا، منذ عام النكبة.

ويعرف المخيم بأنه: الرقعة الجغرافية الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، إذ وصل عدد سكانه، خلال العام الجاري، لـ116.11 فلسطينيا؛ وذلك على الرغم من صغر مساحته التي لا تتجاوز 1.4 كيلو متر، أي أن كل متر يضمّ 86 شخصا.



إلى ذلك، يقع مخيم جباليا، في الشمال الشرقي من مدينة غزة، على مسافة كيلو متر واحد من طريق غزة- يافا؛ تم إنشاؤه خلال عام 1948، حيث قطنت فيه، حينها، 5587 أسرة فلسطينية هجرت قسرا من: أسدود، ويافا، واللد، والرملة، وبئر السبع؛ من جنوبي فلسطين المحتلة.

وتُشرف وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين "الأونروا" على مختلف خدمات المخيم، الذي يشتمل على 16 مدرسة، ومركز توزيع أغذية، و3 مراكز صحّية، ومكتبين للإغاثة والخدمات الاجتماعية، ومكتبة عامة، و7 آبار، ومكتب صيانة، ومكتب صرف صحي.


وبدعم أمريكي تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي، حرب الإبادة الجماعية على كامل قطاع غزة المحاصر، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، خلّفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، في خضمّ دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • دموع فرح ممزوجة بألم فراق الأحبة .. مشاعر متباينة لدى سكان غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار
  • أشرف أبو الهول: مصر منعت التهجير القسري للفلسطينيين
  • أشرف أبو الهول: مصر أوقفت مخطط التهجير القسري للفلسطينيين
  • وقف مخطط التهجير وإدخال المساعدات.. دور تاريخي لمصر في وقف العدوان على غزة
  • كاتب صحفي: مصر أوقفت مخطط التهجير القسري للفلسطينيين
  • العدو الصهيوني يسابق وقف إطلاق النار بتهديد سكان جباليا بمطالبات الإخلاء
  • الاحتلال يسابق وقف إطلاق النار المرتقب وينذر سكان جباليا بالإخلاء (شاهد)
  • الاحتلال ينذر سكان جباليا بإخلائها
  • لجنة السياحة العربية تعقد اجتماعها الأول لمناقشة المعوقات وطرح الحلول
  • لجنة السياحة العربية توصي بتوجيه قوافل ترويجية وزيادة رحلات الطيران