مخاوف التقسيم والتفتت تهدد السودان بعد 7 أشهر على الحرب
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
أدت 7 أشهر من الحرب المتواصلة في السودان إلى مقتل الآلاف ونزوح الملايين داخلياً وإلى دول الجوار، وجعلت احتمال التقسيم خطراً محدقاً ببلاد كانت تعاني أساساً من التشرذم والصراعات.
ومع تواصل المعارك والنزاع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وحليفه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، يخشى خبراء أن يتكرر في السودان "السيناريو الليبي"، في إشارة الى الفوضى التي تعمّ الجار الشمالي الغربي حيث تتنازع حكومتان السلطة، إحداهما في طرابلس معترف بها من الأمم المتحدة والثانية في الشرق يقودها الجنرال خليفة حفتر.
ولا يبدو أي طرف مستعداً لتقديم تنازلات على طاولة المفاوضات، خصوصاً أن أياً منهما لم يحقق تقدماً حاسماً على الأرض.
ومطلع الشهر الجاري، فشلت جولة جديدة من مفاوضات جدة التي ترعاها الولايات المتحدة والسعودية في تحقيق أي خرق.
ولم تفلح جولات التفاوض المتعددة سوى في إبرام وقف موقت للمعارك التي كانت سرعان ما تستأنف بمجرد انتهاء المهل. شبح التقسيم
ويثير فشل الوساطات الدولية المتعددة مخاوف من أن يفضي استمرار الوضع على حاله لفترة طويلة إلى تقسيم السودان.
وقال خالد عمر يوسف الناطق باسم قوى الحرية والتغيير، الكتلة المدنية التي كانت شريكة في الحكم مع الجيش قبل انقلاب البرهان ودقلو عليها في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، "إن استمرار المعارك يمكن أن يؤدي الى سيناريوهات مرعبة من بينها التقسيم".
وأضاف، "موجة التسليح المتصاعدة (للمدنيين) تعمّق الشروخ الاجتماعية في السودان".
وأدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم الى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، وفق تقدير لمنظمة "أكليد" يعتقد على نطاق واسع أنه أدنى من الحصيلة الفعلية.
كما تسببت المعارك بنزوح أكثر من 6 ملايين شخص وتدمير معظم النية الأساسية في السودان الذي كان يعدّ حتى قبل اندلاع النزاع، من أفقر بلدان العالم.
هجوم في دارفور
ومنذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، تواترت التقارير عن مذابح جديدة في دارفور في ظل هجوم واسع النطاق لقوات الدعم التي أعلنت السيطرة على قواعد الجيش في المدن الكبرى في الاقليم.
في مدينة أرداماتا (غرب دارفور)، قتل مسلحون 800 شخص وتمّ تدمير 100 مأوى في معسكر للنازحين، ما دفع 8 آلاف شخص للفرار الى تشاد المجاورة خلال أسبوع واحد، وفق الأمم المتحدة.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن "صدمته" من سقوط "حوالى ألف قتيل" في زهاء يومين في أرداماتا في ما يبدو حملة "تطهير عرقي".
ويعتقد الخبراء أن تلك الأرقام تبقى ما دون الفعلية بسبب انقطاع شبكات الاتصالات بشكل شبه كامل جراء القتال.
ومنذ بداية النزاع، أحصت الأمم المتحدة أكثر من 1.5 مليون نازح داخل إقليم دارفور الذي يعيش فيه ربع سكان البلاد البالغين 48 مليوناً.
وحذرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن العنف في السودان بلغ مرحلة "الشر المطلق" وأعربت عن قلقها خصوصاً من هجمات على أساس عرقي في دارفور.
وفيما يقاتل الجيش في مختلف أنحاء السودان، اتخذ قائده البرهان وحكومته من بورتسودان مقراً لقيادتهم، ما غذّى الخشية من تقسيم البلاد.
ويرى المحلل السوداني فايز السليك، أن الفشل في التوصل إلى حل سياسي يمكن أن يقود إلى وضع مشابه للوضع في ليبيا "مع وجود أكثر من حكومة لا تملك أياً منها فعالية حقيقية وغير معترف بها دوليا".ورأى السليك أن التقدم الكبير الذي حققته قوات الدعم السريع في دارفور "يعطيها ميزة نسبية ويمكنها من التحرك داخل قواعدها"، وذلك في إشارة إلى القبائل العربية في الإقليم.
ذلك أن الفصائل العربية المسلحة المعروفة بـ"الجنجويد" تشكّل عماد قوات الدعم السريع، وهي التي قامت مطلع القرن الحالي تحت قيادة دقلو، بتنفيذ سياسة الأرض المحروقة في دارفور لصالح الرئيس السابق عمر البشير، من خلال حرق ونهب ممتلكات الاثنيات غير العربية واغتصاب النساء.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق البشير المتهم بارتكاب "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في دارفور. وتحذر المحكمة اليوم من تكرار السيناريو نفسه.
وعلى رغم تقدم قوات الدعم في دارفور، فإن فرص تحقيق أي طرف نصراً عسكرياً حاسماً على الآخر تبدو ضئيلة، بحسب ما قال خبير عسكري طلب عدم الكشف عن هويته.
وأوضح، "حتى لو تمكن الجيش من استعادة السيطرة على الخرطوم، وهي مهمة شاقة، فسيكون من الصعب جداً من الناحية اللوجستية إرسال قوات لاستعادة أجزاء من دارفور"، اذ يفضل 1200 كيلومتر بين العاصمة ومدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور قرب الحدود مع تشاد.
في الخرطوم استيقظ السكان قبل نحو 10 أيام على خبر صادم: تفجير جسر "شمبات" الذي يربط بين ضاحيتي العاصمة بحري وأم درمان.
وفي حين تبادل طرفان النزاع الاتهامات بشأن تدمير الجسر، رأى خبراء أن قوات الدعم فقدت بخسارة الجسر، خط إمدادها الرئيسي من وسط السودان.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أحداث السودان السودان قوات الدعم السریع الأمم المتحدة فی السودان فی دارفور
إقرأ أيضاً:
الإمارات تنصب راداراً إسرائيلياً في بونت لاندالصومالية وتستخدم مطارها لتغذية الحرب في السودان
الثورة / أحمد كنفاني
أكد موقع “ميدل إيست آي” البريطاني التقارير عن نشر الإمارات رادارًا عسكريًا في منطقة بونتلاند الصومالية في وقت سابق من هذا العام .
وقال الموقع إن صور الأقمار الصناعية التي التقطت في أوائل شهر مارس كشفت أن الرادار الإسرائيلي الصنع ELM-2084 3D النشط إلكترونيا الممسوح ضوئيا تم تركيبه بالقرب من المطار.
وتشير بيانات حركة المرور الجوي المتاحة للعامة إلى أن الإمارات تستخدم مطار بوساسو بشكل متزايد لتزويد ميليشيات قوات الدعم السريع المتمردة التي تخوض حربًا مع الجيش السوداني منذ عامين.
في وقت سابق من هذا العام، رفعت الحكومة السودانية دعوى قضائية ضد الإمارات لدى محكمة العدل الدولية، متهمةً إياها بارتكاب إبادة جماعية بسبب صلاتها بقوات الدعم السريع.
وقال مصدر إقليمي إن الإمارات أقدمت على تركيب الرادار بعد وقت قصير من فقدان قوات الدعم السريع السيطرة على معظم الخرطوم في أوائل مارس لاكتشاف التهديدات بالطائرات بدون طيار أو الصواريخ وتوفير الإنذار المبكر ضدها.
فيما أفاد مصدر إقليمي آخر أن الرادار نُشِر في المطار أواخر العام الماضي، موضحا أن الإمارات تستخدم مطار بوصاصو يوميا لدعم قوات الدعم السريع، حيث تصل طائرات شحن كبيرة بانتظام لتحميل الأسلحة والذخائر، وأحيانا تصل إلى خمس شحنات كبيرة في المرة الواحدة.
وزعم مصدران صوماليان منفصلان أن رئيس بونتلاند سعيد عبد الله ديني لم يطلب موافقة الحكومة الفيدرالية الصومالية أو برلمان بونتلاند على هذا الترتيب. وبونتلاند هي دولة مستقلة بحكم الأمر الواقع وتعتبر على نطاق واسع منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في الصومال.
وقال مصدر صومالي مطلع بشكل مباشر على الأمر: “هذه صفقة سرية، وحتى أعلى مستويات حكومة بونتلاند، بما في ذلك مجلس الوزراء، لا علم لها بها”.
وأشار المصدر أيضا إلى تقارير تفيد بأن جنودا كولومبيين تم نقلهم إلى مطار بوساسو لإعادة نشرهم في السودان، على الرغم من أنه لم يتضح من الذي أصدر تأشيراتهم، حيث لم تشارك مقديشو في الترتيبات.
ومنذ عام 2009، نشطت الإمارات بشكل خاص في منطقة بونتلاند، القريبة جغرافيًا من الإمارات واليمن. وقد دربت أبوظبي قوات في بونتلاند .
ويُنظر إلى ديني على نطاق واسع على أنه متحالف بشكل وثيق مع الإمارات، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المساعدات المالية .
وتنشط الإمارات كذلك في دولة أرض الصومال الانفصالية، حيث تقوم باستثمارات كبيرة هناك أيضًا، مما أثار غضب مقديشو.
وقال وزير الخارجية الصومالي أحمد محمد فقي إن حكومته قدمت رسالة إلى الإمارات، حثتها فيها على التوقف عن منح رئيس أرض الصومال عبد الرحمن سيرو البروتوكولات الرئاسية كما لو كان رئيس دولة.