أرواح هرِمة في أجساد صغيرة.. حكاية المأساة التي يتوارثها الأطفال الفلسطينيون عبر الأجيال
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
مقدمة الترجمة:
عندما بدأ الاحتلال الإسرائيلي في تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرا عام 1948، كان من بين هؤلاء النازحين عائلة رند عبد الفتاح، التي تكتب هذه المادة لمنصة "ذي أتلانتك". لدى رند الآن طفل صغير وتعيش في نيويورك، وهي إذ تشاهد ما يحدث في غزة حاليا، فإنها تربط بين هذا الصغير الجالس إلى جوارها هانئا يشعر بالشبع، وأولئك الصغار في غزة المرتعبين من قصف دولة الاحتلال، في نص هادئ بسيط، يشرح المأساة من وجهة نظر أم تخاف على طفلها وتحبه، وكأنها رسالة توجهها إلى العالم تتزامن -للمفارقة- مع اليوم العالمي للطفل الذي يوافق 20 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام.
نص الترجمة:
"لا يوجد أطفال في غزة"، هذا ما تُتمتم به والدتي: "لا أطفال هناك في غزة، فقط أرواح هَرِمة ومُسِنة تسكن أجسادا صغيرة"، إذ كيف تكون طفلا وأنت تواجه احتمال الموت منذ لحظة ولادتك؟ لقد مرّ ما يزيد قليلا على شهر منذ الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول (طوفان الأقصى)*. وبعد متابعة الأحداث، سرعان ما جلست متسائلة عما ستتمخض عنه هذه الحرب، وأُثيرتْ مكامن الأحزان في قلبي لأنني أدركت حينذاك أن هذه الأحداث ستُطلِق العنان لمعاناة مروّعة على وشك أن تستشري في أرجاء غزة.
وبالفعل، في الأسابيع التي تلت ذلك، شن الجيش الإسرائيلي حملة انتقامية قاسية لا هوادة فيها على واحد من أكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان على وجه الأرض. وفي خضم هذه الأهوال والقصف المستمر، تنتحب الأمهات، ويهرع الأطباء لإنقاذ المرضى قبل نفاد الوقود، ويرتعش الأطفال خوفا مما يحدث، في حين يلقى الكثيرون حتفهم. وعلى بُعد آلاف الأميال، بينما أجلس على الأريكة في مدينة نيويورك أعتني بطفلي الرضيع وإلى جانبي تجلس والدتي، التي ترك أهلها منزلهم في مخيم للاجئين في الضفة الغربية خلال الفترة التي سبقت الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، جلسنا نشاهد هذه الصور للأطفال الموتى والمُحتضرين، التي صوَّرها الصحفيون بهواتفهم المحمولة ونقلوها إلينا في الوقت الذي لم تسلم فيه عائلاتهم حتى من الخطر المُحدق بالجميع.
نكبة أخرى
يتصدر المشهد أمامنا عامل إسعاف يحتضن طفلا بيأس في سنوات عمر ابني أو ربما يكبره قليلا، فيما تصرخ طفلة صغيرة أخرى باستماتة من أجل والدتها المدفونة الآن تحت الأنقاض، في الوقت الذي يحمل فيه طفل صغير أشلاء أخيه إلى المستشفى، ذكّرتني عيناه الرماديتان الواسعتان بطفلي. ترنو أمي إلى تلك المشاهد المروّعة بعين تملؤها الدموع. ورغم أنها لا تتحدث عادة عن طفولتها، وعما كان عليه الحال عندما نشأت في مخيم للاجئين، فإنها أخبرتنا عن قصة عائلتها التي غادرتْ إلى الأردن قبل بضع سنوات من اجتياح الدبابات الإسرائيلية الضفة الغربية.
ربما لم تعش عائلة أمي أجواء الحرب لمغادرتهم قبل اندلاعها، لكن عائلة والدي ذاقت مرارة الحرب وهي تغادر البلاد خلال تلك المدة، ولم يخرجوا حينذاك إلا بالملابس التي يرتدونها. تتابع أمي الأحداث وعيناها مثبتتان على التلفاز بينما تتمتم: "ما يحدث الآن هو نكبة أخرى لا محال". وكلمة "نكبة" هي ما يصف بها الفلسطينيون أحداث 1948، عندما بدأت القوات الإسرائيلية في تهجير ما يُقدَّر بنحو 700 ألف فلسطيني قسرا، في حين فرَّ جزء منهم خوفا من المجازر، وكان من بين هؤلاء النازحين أهل والدتي. ومع ذلك، بدا النزوح في ذلك الوقت مشابها جدا لما نراه في غزة اليوم، بحر من البشر يفرون من منازلهم سيرا على الأقدام، متلمسين طريقهم عبر متاهة من الأنقاض، وغير متأكدين بتاتا مما إذا كانت ستُتاح لهم فرصة العودة يوما ما إلى ديارهم من جديد بحثا عن الأمان. وحتى مع محاولاتهم لأن يتلمسوا في الظلمات سبيلا، اصطدموا بحقيقة أنه لا مكان آمن في غزة للنزوح إليه.
ومع محدودية المعلومات وصعوبة الوصول إليها، فإن هذه الصور التي تملأ شاشاتنا قد تحكي جزءا صغيرا فحسب من القصة، فمن يدري أي عنف مجهول يشهد عليه أهل غزة في عالم يموج كل ليلة بالظلام. تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك طفلا يُقتَل كل 10 دقائق تقريبا في غزة، في حين تُفيد وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 4500 طفل فلسطيني قُتلوا منذ بدء هذه الحرب. لقد وُلد هؤلاء الأطفال ونشأوا في مكان اعتبرته العديد من منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة هيومن رايتس ووتش، "أكبر سجن مفتوح في العالم". ولأن مصطلح "السجون" يستلزم لاستخدامه ارتكاب جريمة ما، فهذا يضعنا في النهاية أمام تساؤل مهم: "أي جريمة يمكن لطفل ما أن يرتكبها يا تُرى ليُسجن في هذا المكان؟".
أراقب ابني الضعيف الذي لا حول له ولا قوة أثناء نومه براحة وأمان مع أصدقائه من حيوانات الغابة التي زُينت بها جدران الغرفة، أتذكر اليوم الذي زيَّنا فيه تلك الجدران وكيف وضعنا بعناية كل صورة بمستوى مناسب تماما على الجدران ليستمتع بها الصغير. وفي كل مرة أضع ابني في فراشه لأخذ قيلولة بجانب هذه الجدران الملونة، أُفكِّر فيما يراه أطفال غزة على جدرانهم، هذا إذا بقيت تلك الجدران قائمة من الأساس!
معنى أن تكون فلسطينيا
أُحدِّق في وجوه هؤلاء الأطفال الملوثة بالغبار والمغطاة بالدماء بينما أمسح الحليب من على وجه طفلي المبتسم بعد الشبع، وأتساءل: ماذا سأقول له عندما يبلغ من العمر ما يكفي ليفهم ما يحدث؟ كيف سأشرح ما يعنيه أن تكون فلسطينيا؟! هذا السؤال ورثه والدايَّ عن أهلهم، وقد مرراه إليّ، وعلى كل جيل أن يحمل ثقل الماضي، ذاك الرابط غير الملموس والشعور بالانتماء لمكان يغدو أقل وضوحا مع مرور الزمن.
إنه سؤال واجهتُ صعوبة للإجابة عنه طوال حياتي، وهو أحد الأسباب التي دفعتني إلى العمل في مجال الصحافة وإنشاء بودكاست تاريخي يهدف إلى وضع الماضي في سلسلة متصلة ومستمرة مع الحاضر. ومع ذلك، لا يزال هذا السؤال متعلِّقا بجزء من هويتي التي غالبا ما أتجنب الحديث عنها علنا، وهذا لأن فكرة أن تكون فلسطينيا يعني أن تكون مُحاطا بتصورات مُسبقة ومُحدَّدة لهويتك من قِبل الآخرين، وبالتالي تفقد حينها السيطرة على روايتك وسرديتك الخاصة.
"ما الذي يعنيه أن تكون فلسطينيا؟" هو سؤال ليس له إجابة واحدة كبيرة، وإنما 100 إجابة صغيرة تتمحور حول رائحة المنسف اللذيذة، واللون الأحمر الزاهي والمفعم بالحياة في الثوب التقليدي الذي ترتديه جدتي دائما، والشغف المتأجج بزيت الزيتون، والخطوة الأولى والثانية للدبكة التي لا تتجلى إلا في رحاب الأعراس، والتهويدة التي تغنيها أمي لتهدئة ابني حتى ينام، ولا يمكن نسيان الألم الذي نكابده مع دفن الأطفال عاما بعد عام، وعقدا بعد عقد، فضلا عن نضالنا للحفاظ على هويتنا الفلسطينية حية وباقية.
مع كل طفل جديد يُعثر عليه تحت ركام وأنقاض مدرسة أو منزل أو مستشفى أو مخيم للاجئين، يعتريني شعور بالرغبة في معرفتهم لا بوصفهم أرقاما، بل بصفتهم أفرادا لديهم أسماء خاصة بهم كتبها آباؤهم على أجسادهم خوفا من عدم تمكن الآخرين من التعرف عليهم إلا بهذه الطريقة. ما يزيد من آلامنا أن أسماء هؤلاء الأطفال ليست بعيدة عنا، جميعها تشبه أسماء إخوتي وأبناء عمومتي وأقاربي، وهي أسماء كنت أفكر فيها حتى لابني.
روَّجت إسرائيل لفكرة أنه لا يوجد أطفال في غزة، بل هناك فقط إرهابيون ودروع بشرية. وبغض النظر عن الطريقة التي تنظر بها إلى الأمر، فإن أطفال غزة محاصرون في عالم شُيِّدَ قبل فترة طويلة من وصولهم، حيث شهد تقلبات تتجاوز سيطرتهم، وتسلب إنسانيتهم. وعلى غرار باقي الآباء في كل مكان، ما إن يتناهى إلى مسامعي بكاء طفلي، حتى أهرع إليه لأحمله وأُهدهد مخاوفه، وهو ما يُعَدُّ ردَّ فعلٍ إنسانيا وطبيعيا للغاية. وبالتالي إذا فقدنا حِسنا تجاه صرخات جميع الأطفال في غزة وأصابنا الخدر، ألا يعني ذلك أننا نجازف بخسارة إنسانيتنا أيضا؟!
————————————————————-
هذا المقال مترجم عن The Atlantic ولا يعبر بالضرورة عن موقع ميدان.
ترجمة: سمية زاهر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أطفال فی غزة ما یحدث
إقرأ أيضاً:
الحرب في السودان.. صدمات نفسية تطارد الناجين وتهدد الأجيال
سكاي نيوز عربية – أبوظبي/ حذر خبراء ومختصون من ارتفاع كبير في معدلات الإصابة بالصدمات النفسية الناجمة عن الحرب في السودان التي أكملت عامها الثاني مخلفة نحو 150 ألف قتيل يعتقد أن سبب وفاة نسبة كبيرة منهم مرتبطة بأمراض لها علاقة بالتوتر والإحباط واليأس، إضافة إلى "الهستيريا" الجماعية الناجمة عن تأثيرات الشائعات التي انتشرت أكثر من نيران الحرب نفسها.
ووفقا لدراسة أجراها المركز الأميركي لأبحاث الصحة العامة، فإن 62 في المئة ممن بقوا أكثر من 30 يوما في مناطق القتال في السودان يتعرضون لاضطرابات نفسية بدرجات وأنواع متفاوتة من بينها الاكتئاب والقلق والأرق والخوف والإدمان.
وعلى الرغم من التفاوت النسبي في القدرة على تحمل الصدمات إلا أن التأثير كان شاملا وبدرجات مختلفة، وتتفاقم الأزمة أكثر لدى الإناث والأطفال وطلاب الجامعات.
وكشفت دراسة حالة على 443 طالبا أجراها 6 باحثين في كلية الطب بجامعة الخرطوم ونشرتها منصة "أبحاث الطب النفسي العالمية" عن معاناة أعداد كبيرة من طلاب الجامعات في المناطق التي مزقتها الحرب في السودان من مستويات عالية من التوتر والقلق والاكتئاب.
هستيريا الشائعات
ووفق تقرير نشرته جمعية علماء النفس السودانيين على صفحتها في "فيسبوك" فإن نشر الشائعات المرتبطة بأخبار الحرب والقتال زاد من معدلات الصدمات النفسية.
وذكر التقرير أن الشائعات المرتبطة بالتهديد كانت الأكثر تأثيرا وخطرا حيث تجعل المتلقي في حالة من الشك والخوف المستمر، مما يؤدي إلى الإصابة بقلق دائم. ويوضح "عادة تكون الشائعة في حالة الحرب أكثر خطرا من الطلقة لأنها تتسبب في زرع الخوف وتفقد الشخص ثقته في نفسه".
وتصف استشارية الصحة النفسية مواهب عبدالمنعم كمال الدين ما يحدث من ترديد واسع المستوى لنفس السلوكيات أو الأقوال أو تبني نفس المشاعر وإعادة ترديدها دون وعي حقيقي بـ"الهستيريا الجماعية".
وتقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "زادت الحرب من معدلات الاضطراب السلوكي الذي يجعل مجموعة أو مجموعات متماسكة من المجتمع تتأثر بسبب انتقال مجموعة من المخاوف والأوهام والتهديدات من شخص لآخر بسرعة كبيرة".
وتتهم عبدالمنعم تنظيم الإخوان باستغلال هذا الوتر، مشيرة إلى أنهم قصدوا إشعال هذه الحرب ثم تركوا المدنيين عرضة للانتهاكات وبدؤوا في تغذية الفضاء بسيل من الشائعات لتحقيق أهدافهم والتي في مقدمتها قطع الطريق أمام التحول المدني.
وتوضح: "بعد أن نجح الإخوان في إشعال الحرب وتمكين المجموعات المقاتلة من المدنيين العزل أطلقوا الشائعات بربط الحرب وفظائعها بالمدنيين، ونجحوا مرة أخرى في استهداف الوعي الجماعي لتصديق رواياتهم بدون وعي رغم أن الجميع يعلم أن المدنيين لم يحملوا سلاحا وليسوا هم من قصدوا عمدا تطبيق تجربة دارفور عام 2003 على بقية مدن السودان من خلال الحرب الحالية".
وأضافت: "كل من لم يدخل في دائرة الهستيريا الجماعية ضد المدنيين أصبح في دائرة الاتهام".
يروي ناجون قصصا مروعة عن الظروف التي مروا بها قبل الفرار من مناطق القتال، خصوصا العاصمة الخرطوم التي كانت نقطة اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.
وتقول فاطمة علي وهي أم لثلاث بنات وولدين، إنها وعلى الرغم من نجاحها في إخراج أسرتها من منطقة بشرق الخرطوم بعد أقل من 5 أسابيع على اندلاع القتال، إلا أنها فشلت حتى الآن في مساعدة أطفالها الخمسة على تخطي حالة الخوف والرهاب الشديد التي انتابتهم قبل الفرار إلى مدينة عطبرة شمال الخرطوم.
ووفقا لفاطمة، فإن علامات الاضطراب ظهرت بشكل أكبر عند طفلها الأصغر البالغ من العمر 8 سنوات حيث بات كثير التبول على ملابسه وسريع الانفعال وكثيرا ما تنتابه موجات صراخ أثناء النوم، كما تشير إلى أن أكبر أطفالها وهي بنت في الخامسة عشر من عمرها باتت أكثر ميلا للانعزال والصمت.
وتوضح لموقع "سكاي نيوز عربية": "لم يكن الأمر سهلا عليهم فقد شهدوا أسابيع من القصف الجوي وأصوات الرصاص المرعبة، كما مروا خلال رحلة فرارهم بمشاهد بشعة حيث رأوا بأعينهم جثامين في الشوارع وهالتهم مشاهد الدمار والحرائق التي قضت على الكثير من المعالم التي ارتبطت بذكريات جميلة منذ طفولتهم".
غياب الدعم
تتزايد المخاوف من حدوث مضاعفات نفسية أكبر لمئات الآلاف من الذين يعانون من اضطرابات الحرب، خصوصا في ظل النقص الحاد في مؤسسات الصحة النفسية والأطباء والأخصائيين النفسيين. وكان لدى السودان قبل اندلاع الحرب 60 طبيبا نفسيا، لم يتبق حاليا منهم سوى 20 فقط، أي ما يعادل طبيبا نفسيا واحدا لكل 2.5 مليون شخص، وهو رقم مفزع مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 25 لكل 100 ألف شخص بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.
وتعرض القطاع الصحي لتدهور كبير، حيث أدت الحرب إلى خروج أكثر من 70 في المئة من مؤسسات القطاع عن الخدمة بما في ذلك جزء كبير من مؤسسات الرعاية النفسية.
وأشار 63 في المئة ممن شاركوا في استبيان أجراه المركز الكندي للأبحاث العلمية حول مستويات الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد صدمة الصراع في السودان، إلى أنهم لم يحصلوا على أي دعم نفسي بعد فرارهم من مناطق القتال رغم حاجتهم إلى ذلك.
وشددت الدراسة على أهمية التدخلات وأنظمة الدعم المصممة لتلبية الاحتياجات الفريدة للأفراد المتضررين من صدمات الحرب خصوصا في ظل التأثير الكبير للصدمة المرتبطة بالحرب على الصحة العقلية.
دلائل ومؤشرات
وفقا لمفوضية شؤون اللاجئين، فإن 71% من اللاجئين السودانيين الفارين من القتال تحدثوا عن نجاتهم من انتهاكات عرضتهم لمستويات من الصدمة النفسية المدمرة.
إضافة إلى البعد الأمني والسياسي، تزايدت الكلفة النفسية للحرب السودانية بسبب تداخلاتها العرقية والدينية، والسياسية وضخامة الخسائر البشرية والانتهاكات التي صاحبتها.
يؤكد خبراء الصحة النفسية أن فقدان الأقارب والأعزاء بشكل بشع كان واحدا من أكثر الأسباب شيوعا للاضطرابات النفسية التي يشتكي منها مرضاهم، إضافة إلى الاضطرار لترك الديار والفرار من البيوت وترك الذكريات المرتبطة بها وفقدان العمل والدخل والخوف على المستقبل.