رأي اليوم:
2025-04-24@07:43:51 GMT

جنين: هوامش هامشية مهمّشة

تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT

جنين: هوامش هامشية مهمّشة

 

زاهر أبو حمدة قبل بدء عدوان الاحتلال ضد جنين، نشرت «كتيبة العياش» فيديو تبني إطلاق صاروخ بدائي الصنع وقع قرب مرج بن عامر. لم يُسجل إصابات لكن الاحتلال استغل الأمر للترويج أن جنين أصبحت «بؤرة صواريخ». في البداية تباهى إعلام حركة «حماس» بذلك، وأنه إنجاز كبير لكتائب «القسام»، لكن الحركة عادت ونفت علمها بالصاروخ ومطلقيه.

وهنا يُسجل التسرّع بالتساوق مع روايات الاحتلال من دون التدقيق بالأهداف والسياق، فهذه الرواية كانت ترويجاً لسبب العدوان، وربما لو فتشنا أكثر لاكتشفنا أن «الشاباك» فبرك الفيديو لا أكثر. وهذا ينسحب أيضاً على مسألة تبني الشهداء ومنفذي العمليات الفدائية، وهذا ما حدث مع عملية عبد الوهاب الخلايلة في تل أبيب. فالخطأ باسم المنفذ ومن ثم نفي أهله انتماءه لفصيل معين، يؤكد أن التنافس الحزبي بهذا الشكل أصبح مضراً بصورة التنظيم المُعلِن قبل أن يضر بصورة المقاومة بشكل عام. ■ ■ ■ تبنّت وسائل إعلام عربية مصطلح «عملية عسكرية»، إنما في الحقيقة هو عدوان مكتمل الأركان. الحرب هي حرب مصطلحات أيضاً، فحين ينقل المراسل أن «اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في جنين» يؤكد عن عمد أو جهل أن هناك تكافؤاً بين المهاجم والمدافع، والأصح أن فلسطينيين يتصدون لاعتداء جيش الاحتلال. والأكثر إسفافاً هو الترويج للاسم الإسرائيلي للمعركة (بيت وحديقة) بدل تكثيف الاسم الفلسطيني (بأس جنين). ولو أردنا أن نُجمّل الخطاب الإعلامي لوسائل إعلام معينة، ربما نكتشف أنها تنقل الرواية الإسرائيلية إلى المتابعين بلسان عربي، لكنه عبري في الأصل. ■ ■ ■ تابعت منصات محسوبة على حركة «حماس» اشتباكاتها «التافهة» مع السلطة وقيادتها في خلال العدوان، ولم تكتفِ صفحات مثل «مش هيك» و«الشمطلي» بالهجوم الشخصي، إنما تعدته إلى التحريض المباشر، ما يمكن اعتباره دعوة لتوجيه السلاح نحو مقرات السلطة بدل جيش الاحتلال. فيما «تفنن» تلفزيون فلسطين الرسمي بالهجوم أيضاً ضد «حماس» مع أن الاحتلال لا يفرق بين فصيل وآخر في المعركة. ماذا لو اتفق الفلسطينيون على خطاب تحريضي تعبوي ضد الاحتلال وحكومته؟ بكل تأكيد سيكون بداية الاتفاق على إدارة المرحلة الدموية. أمّا غالبية ما يُطلق عليهم وصف «المؤثرين» في «سوشيال ميديا» ربما لم يعرفوا أن هناك عدواناً في جنين، أو أنهم خائفون على تقييد حساباتهم، فتجاهلوا الدم الفلسطيني، إلا أن ميا خليفة لم تهتم وسجلت فيديو هاماً بمضمونه ولغته وتوقيته. فشكراً لميا وسحقاً للمرتجفين أصحاب ملايين المتابعين. ■ ■ ■ بعد انتهاء العدوان، دخل المراسلون الصحافيون إلى مخيم جنين، ونقلوا رسائل صحافية مهمة من الناس الصامدين. لكن تصوير ما سمّاه الاحتلال «خنادق وأنفاق» تحت المساجد ورياض الأطفال، يثبت الرواية الإسرائيلية. صحيح أنه من المهم «تصدير القوة» الفلسطينية، لكن ليس بكشف مواقع حساسة ونقلها صحافياً على أنها قدرات كبيرة وإمكانات عظيمة، وهي في الحقيقة اجتهاد بسيط للمقاومين، ولا يمكن اعتبارها أنفاقاً مؤهلة كما وصفها الاحتلال. وحبذا لو ركّز الصحافيون أكثر على القصص الإنسانية لأهالي المخيم وذوي الشهداء وعلى تدمير الاحتلال للبنية التحتية للمخيم. ■ ■ ■ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن شهداء العدوان أصيب غالبيتهم في الرأس والصدر. وعند تشييع الجثامين اتضح أن منهم مقاتلين في الميدان، وهنا يمكن العمل على تجهيز الفدائيين بخوذ للرأس ودروع للصدر، ما يخفف عدد الشهداء باعتبار أن العدوان سيتبعه عدوان آخر. وهذه النقطة هامة بمستوى أهمية السلاح والرصاص. ولعل هناك سؤال طرحه المحبون: لماذا لا يُقتل الجندي الإسرائيلي بسهولة؟ الإجابة بسيطة جداً: هذا الجندي يُكلف مئات آلاف الدولارات بالتجهيز والتدريع والتسليح والتدريب، فلو لم تكن الإصابة في مقتل (على الأغلب في مساحة مكشوفة من الجسم) فموته سيكون صعباً. ■ ■ ■ طلّ أحد قادة الفصائل الفلسطينية، ليحذّر من تجاوز الاحتلال «الخطوط الحمر» في جنين ومخيمها. لم يفصّل ماذا تعني هذه الخطوط؛ علماً أن شوارع لونها أحمر فعلاً بفعل الدماء الفلسطينية. هذا يفترض أنه تهديد، لكن مفعوله معاكس جماهيرياً، ويمكن تفسيره بشكل خاطئ، أي أن هناك معرفة لدى الاحتلال بهذه الخطوط عبر إعلامه بها مسبقاً. والأهم أن ذلك لا يعكس مصارحة واضحة مع الجمهور ما يؤثر على معنويات الجبهة الداخلية وفقدان المصداقية بين القيادة والقاعدة. ■ ■ ■ في خضم العدوان على جنين، نظّمت الحركة الإسلامية (الجناح الشمالي) تظاهرة أمام سفارة السويد في تل أبيب رفضاً لإحراق نسخة من المصحف الكريم أمام مسجد في ستوكهولم. وعلى أهمية الأمر، لكن حرق نسخة من المصحف قرية عوريف الفلسطينية، والعدوان على جنين لا يستحق تظاهرة من المنظمين. يبدو أن «فقه الأولويات» يحتاج إلى إعادة ترتيب عند البعض. ■ ■ ■ تظاهر اليمنيون في صنعاء تضامناً مع جنين. لكن دول الطوق لم تسجل تظاهرات متضامنة ومندّدة بالعدوان. وهنا السؤال: لماذا تأخّرت التظاهرات في المخيمات الفلسطينية؟ ولماذا لم تُنظم تظاهرة في بيروت أو دمشق؟ وحتى على المستوى السياسي، لم تجتمع الفصائل الموجودة في سوريا ولبنان وتصدر بياناً موحداً. ربما توقعوا أن يتجاوز العدوان 48 ساعة، فالمدة غير كافية للاجتماع وتنظيم تظاهرات معنوية تسند أهل جنين! كاتب فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

نادي الأسير: تدهور خطير يطرأ على صحة المعتقل حسام زكارنة من جنين

قال نادي الأسير الفلسطيني، إن تدهورا خطيرا طرأ على الوضع الصحي للمعتقل الإداري حسام ناجي زكارنة (25 عاماً) من مدينة جنين.

وأضاف نادي الأسير في بيان له، اليوم الثلاثاء، أن المعتقل زكارنة مصاب بورم في المعدة كما أثبتت الفحوصات الطبية بعد نقله من سجن (مجدو) إلى مستشفى (العفولة) مؤخراً.

وأوضح، أن زكارنة معتقل منذ 21/8/2024 إدارياً، ومنذ اعتقاله يقبع في سجن (مجدو)، الذي يُشكل واحداً من أبرز السجون التي ارتقى فيها العديد من الشهداء الأسرى منذ الإبادة.

وتابع نادي الأسير، استنادا إلى زيارة جرت للأسير زكارنة مؤخرا في سجن (مجدو)، أنه يعاني عدم قدرة على شرب الماء، أو حتى تناول لقيمات الطعام التي تقدم للأسرى، إلى جانب معاناته من تقيؤ مستمر، وأوجاع شديدة في البطن، ما أدى إلى نقص حاد في وزنه الذي يبلغ اليوم 37 كغم.

وبحسب المحامي الذي أجرى الزيارة، فإن المعتقل زكارنة لم يكن قادرا على الحديث خلال الزيارة، وكان ظاهراً عليه الإعياء الشديد.

وأكد نادي الأسير، أن حالة المعتقل زكارنة واحدة من بين مئات الأسرى المرضى في السجون، علماً أن تفشي الأمراض بين صفوف الأسرى تشكّل اليوم قضية مركزية، فرضت تحديات كبيرة على المؤسسات المختصة، لعدم قدرتها على السيطرة في متابعة الحالات المرضية داخل السجون، وتعمد إدارة السجون فرض المزيد من السياسات والإجراءات التي تهدف بشكل أساس إلى قتل الأسرى.

ولفت إلى أن المعتقل زكارنة يواجه جريمة مركبة، تبدأ باستمرار اعتقاله إدارياً، واستمرار احتجازه في ظروف قاهرة، أساسها التعذيب والتنكيل، وحرمانه من متابعة علاجه اللازم.

وتابع نادي الأسير، أن أبرز القضايا الصحية التي يعانيها المعتقلون استمرار تفشي مرض الجرب – السكايبوس الذي حولته إدارة سجون الاحتلال إلى أداة لتعذيب الأسرى، وقتلهم، وتحديدا في سجني (مجدو، والنقب).

يذكر أن مؤسسات الأسرى، حذرت من كارثة صحية في سجني (مجدو والنقب)، في ضوء استمرار تفشي الأمراض بين صفوف الأسرى، وتنفيذ المزيد من الجرائم الطبية بحقّهم، علماً أنّه كان قد أشار في وقت سابق إلى أن سجني (مجدو والنقب) شكّلا العنوان الأبرز لاستشهاد الأسرى والمعتقلين منذ الإبادة.

وأردف نادي الأسير: لا يوجد حصر واضح لأعداد الأسرى المرضى في السجون، بسبب الانتشار الواسع للأمراض، فإن كل أسير اليوم يعاني مشكلة صحية واحدة على الأقل، بسبب جرائم التعذيب والتجويع والجرائم الطبية، واستمرار الاعتداءات وعمليات التنكيل، هذا إلى جانب الآثار النفسية الخطيرة التي يعانيها الأسرى جرّاء ذلك.

ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى بداية نيسان/ إبريل 2025، أكثر من (9900)، من بينهم (3498) معتقلاً إدارياً.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة الاحتلال يهدم منزلا في مسافر يطا جنوب الخليل بالأسماء: ردود جديدة بشأن أماكن احتجاز أكثر من 60 معتقلا من غزة لدى الاحتلال الأكثر قراءة "الهلال الأحمر" ينفي إغلاق أقسام الطوارئ في مستشفى الأمل بخانيونس حماس: الرد على مقترح التهدئة الإسرائيلي خلال 48 ساعة غوتيريش شعر "بفزع بالغ" إزاء قصف إسرائيل المستشفى المعمداني بغزة لندن: مُلاحقة 10 بريطانيين خدموا بالجيش الإسرائيلي وشاركوا بحرب غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • 3600 منزل مدمر.. جنين وطولكرم في مرمى العدوان
  • قوات الاحتلال تعدم طفلا في اليامون غرب جنين (شاهد)
  • ماذا يعني وضع إسرائيل بوابات حديدية على مداخل مخيم جنين؟
  • الاحتلال يقتل طفلا ويطبق الحصار على مخيم جنين
  • استشهاد طفل فلسطينى برصاص الاحتلال الإسرائيلى غرب جنين
  • استشهاد طفل فلسطيني برصاص الاحتلال في اليامون غرب جنين
  • جنين تشتعل من جديد.. سرايا القدس تعلن استهداف آليات الاحتلال بعبوات ناسفة
  • الاحتلال ينصب بوابة حديدية على مدخل جنين.. واعتقالات واسعة بالضفة
  • نادي الأسير: تدهور خطير يطرأ على صحة المعتقل حسام زكارنة من جنين
  • جنين تحت الحصار.. 91 يوما من العدوان والتدمير