يحيي العالم اليوم الاثنين "اليوم العالمي للطفل" الذي يوافق ذكرى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل في ١٩٥٩ واتفاقية حقوق الطفل ١٩٨٩.

في يوم الطفل الدولي.. الجامعة العربية تطلق فيديو يوثق معاناة أطفال غزة مركز تطوير الطلاب الوافدين ينظم ورشة بورتريه تضامنًا مع أطفال غزة

ويحل اليوم العالمى للطفل هذا العام بشكل آخر فى الوقت الذى يشهد فيه العالم ويتابع عبر الشاشات على مدار الساعة صورا لجثامين أطفال غزة الذين يسقطون كل يوم ليشكلوا رقما كبيرا فى تعداد يومي لشهداء قتلتهم آلة حرب لا قلب لها، ولا يسمع العالم سوى أصوات لأطفال أبرياء مهددة أرواحهم فى كل لحظة يصرخون من الآلام ومن الخوف والرعب ومن فقد آبائهم وأمهاتهم وأخوانهم الذين يقتلون فى كل أنحاء القطاع حتى فى داخل المستشفيات.

صرخات لأطفال أصبحوا هدفا أول لقوات الاحتلال، أجبرتهم الحرب التى تشعلها قوات الاحتلال ألا يعيشوا مثل أقرانهم فى كافة بلدان العالم ليصبحوا بلا منزل أو مدرسة محرومين من الغذاء والمياه والكهرباء بل ومن أبسط حقوقهم فى العلاج. 

حرب حصدت أرواح أكثر من خمسة آلاف من الأطفال فى القطاع خلال ما يزيد على أربعين يوما فقط وأصابت الآلاف منهم وتركت الآلاف منهم مفقودين إما تحت الأنقاض أو جثثاً متفحمة بالشوارع، كما ستترك فى نفوس من تبقى منهم آثار صدمات نفسية فى الوقت الذي لا يسمعون فيه سوى صفارات لغارات وطلقات النيران والدبابات ولا يرون سوى حصار لآليات إسرائيلية تهدد حياتهم كل لحظة تحولت معها غزة إلى "مقبرة لآلاف الأطفال".

حرب تستهدف في المقام الأول الأطفال حتى من لم تتركهم جثثاً فقد حملت للكثير منهم تغييرا قاسيا فى حياتهم فالبعض فقد أسرته والبعض فقد بعض أطراف جسده التى تم بترها وآخرون حرموا من العلاج ومن بينهم مرضى بالسرطان الذى ينهش أجسادهم.

إصابات لأطفال تتراوح ما بين كسور وشظايا وكسور بالجمجمة أو بتر لأطراف الجسد نتيجة القصف المستمر للمخيمات والمستشفيات والمنازل والشوارع، أطفال لم يعيشوا يوماً حياة طبيعية بفعل الحصار الإسرائيلي ليبتر العدوان منذ السابع من اكتوبر الماضى طفولتهم مثلما بتر أطراف ومزق وحرق أجساد بعضهم ولكنه أبداً لن يبتر أحلامهم وصمودهم. 

الوضع في غزة وصفته المديرة التنفيذية لليونيسيف التي زارت القطاع قبل أيام قليلة بأنه" مفجع، ولا يوجد مكان آمن ليلجأ إليه أطفال غزة المليون"..مشيرة إلى أن الأطفال تحملوا القصف والخسارة والنزوح المتكرر داخل القطاع، فضلا عن الانتهاكات الجسيمة التي تشمل القتل والتشويه والهجمات على المدارس والمستشفيات. 

الحرب الإسرائيلية حصدت حتى الآن أرواح أكثر من خمسة آلاف من الأطفال فى حصيلة هى الأكبر فى الحروب والصراعات مجتمعة منذ عام ٢٠٢٠ بحسب التقارير الدولية وجعلت حياة مليون طفل باتت على شفير الهاوية. 

روح طفل تزهق كل خمس دقائق فى غزة بحسب مسؤولي الصحة الفلسطينية، فى مشاهد ومقاطع لن تمحى من ذاكرة كل العالم الذى لم ينس يوماً صرخات ونحيب الطفل محمد الدرة الذى قتل برصاص الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة فى انتفاضة الأقصى عام ٢٠٠٠ بينما كان يحاول الاحتماء بوالده فبات أيقونة لأجيال كامله من بعده. 

وأُعلِن اليوم العالمى للطفل فى عام ١٩٥٤ باعتباره مناسبة عالمية يحتفل بها فى العشرين من نوفمبر من كل عام لتعزيز الترابط الدولى وإذكاء الوعى بين أطفال العالم وتحسين رفاههم..ففى أعقاب الحرب العالمية الثانية، كانت محنة الأطفال فى أوروبا وخيمة، وأنشأت الأمم المتحدة وكالة جديدة وكثفت عملها فى توفير الغذاء والملبس والرعاية الصحية لهؤلاء الأطفال، لتصبح "اليونيسيف" فى عام ١٩٥٣ جزءا دائما من منظمات وأجهزة ووكالات الأمم المتحدة وتعمل حاليا فى ١٩٠ دولة وإقليما حول العالم لمساعدة ودعم الأطفال خاصة الأكثر ضعفا. 

كما يواكب تاريخ العشرين من نوفمبر تاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل فى عام ١٩٨٩.

فعلى خلفية التغييرات التي كان يشهدها النظام العالمي آنذاك، اجتمع قادة العالم وتعهدوا بالتزام تاريخي لأطفال العالم، وأطلقوا وعداً لجميع الأطفال بأن يحموا حقوقهم ويسعوا لتنفيذها، وذلك من خلال إقرار إطار قانوني دولي وهو اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة.

وتؤكد الاتفاقية أن الأطفال ليسوا مجرد تابعين يخصّون والديهم وتُتخذ القرارات بالنيابة عنهم، أو أنهم في طور التدريب ليصبحوا بالغين، وإنما هم كائنات بشرية وأفراد يتمتعون بحقوق خاصة بهم.

وتؤكد الاتفاقية أن مرحلة الطفولة منفصلة عن مرحلة البلوغ، وإنها تستمر حتى سن الثامنة عشرة، وإنها فترة خاصة ومحمية يجب أن يتاح للأطفال خلالها أن يتعلموا ويلعبوا ويتطوروا ويزدهروا بكرامة، وقد أصبحت الاتفاقية هي اتفاقية حقوق الإنسان التي تحظى بأكبر عدد من المصادقات في التاريخ، وساعدت على إحداث تحول في حياة الأطفال.

وتشير منظمة الأمم المتحدة إلى أنه على الرغم من هذا التقدم، ما زالت الاتفاقية غير منفذة تنفيذاً كاملاً أو معروفة ومفهومة على نطاق واسع حيث تستمر معاناة ملايين الأطفال من الانتهاكات لحقوقهم عندما يُحرمون من الحصول على قدر كافٍ من الرعاية الصحية والتغذية والتعليم والحماية من العنف، فمازالت الطفولة تُبتر عندما يُجبر الأطفال على ترك مدارسهم أو القيام بأعمال خطرة أو الزواج أو القتال في الحروب أو عندما يُحتجزون في السجون المخصصة للبالغين.

الأطفال فى ربوع العالم يحتفلون اليوم بيومهم السنوى الذى يكسوه الأزرق اللون المخصص للاحتفال باليوم العالمى للطفل، فى الوقت الذى لا يُرى فى قطاع غزة إلا اللون الأحمر..لون دماء الضحايا..واللون الأبيض..لون الأكفان التى تلف أجساد صغار لأكثر من خمسة آلاف طفل .. والأسود .. لون الحداد على أرواحهم البرئية الطاهرة.

وفى ذكرى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل واتفاقية حقوق الطفل..أطفال غزة يرسلون رسالة واحدة للعالم الحر: أوقفوا الحرب.. أوقفوا القتل..نريد أن ندرس..نريد أن نلعب..نريد أن نعيش..نحن أطفال لنا حقوق مثل أي طفل آخر في العالم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العالم يحيي اليوم العالمي للطفل صرخات أطفال أطفال غزة

إقرأ أيضاً:

أخصائية تغذية: سحور الأطفال مفتاح الطاقة.. والتوازن سر الصيام الآمن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

علقت الدكتورة ميساء مراد، أخصائية التغذية العلاجية على نوعية الأطعمة التي يُنصح بتقديمها للأطفال الصائمين، مشددةً على أهمية التركيز على وجبة السحور كونها الوجبة الأساسية التي تمد الطفل بالطاقة خلال ساعات النهار، ناصحةً بأن تكون غنية بالبروتينات مثل البيض والأجبان البيضاء، والألياف مثل الخضراوات والفواكه، إلى جانب الزبادي أو اللبن الرائب لدعم صحة الجهاز الهضمي.

كما شددت على ضرورة شرب كميات كافية من الماء على مدار وجبتي الإفطار والسحور، وتجنب الأطعمة المالحة والمخللات والوجبات الحارة أو الغنية بالسكريات التي تزيد الشعور بالعطش والإرهاق خلال النهار.

أما وجبة الإفطار، فأشارت مراد خلال مداخلة في برنامج "صباح جديد"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى ضرورة كسر الصيام بشكل تدريجي، من خلال بدء الإفطار بتناول الماء الدافئ والتمر واللبن الرائب، ثم الشوربة، قبل الانتقال لاحقاً إلى الوجبة الرئيسية، وذلك لتجنب الضغط المفاجئ على الجهاز الهضمي، كما فضّلت تأخير تناول الحلويات والفواكه إلى ما بعد الإفطار لضمان هضم أفضل.

وعن تأثير الصيام على التحصيل الدراسي والنشاط البدني للأطفال، خصوصاً مع تزامن شهر رمضان مع موسم الامتحانات في بعض الدول، أوضحت مراد أن الأولوية في هذه الحالة تكمن في التخفيف عن الطفل قدر الإمكان وعدم تحميله فوق طاقته، مضيفةً أنه في حال شعور الطفل بالتعب أثناء أيام الامتحانات، يمكن السماح له بشرب الماء أو التوقف عن الصيام مؤقتاً إذا دعت الحاجة.

كما أشارت إلى أهمية الحفاظ على نشاط الطفل البدني خلال الشهر الفضيل، موصية بممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي أو ركوب الدراجة قبل موعد الإفطار بوقت قصير، للمساعدة على تنشيط الدورة الدموية وتعزيز اللياقة.

واختتمت مراد حديثها بالتأكيد على أن الصيام الصحي للأطفال يحتاج إلى تخطيط جيد ونظام غذائي متوازن، مع الحرص على النوم الكافي والابتعاد عن السهر لفترات طويلة، حتى يتمكن الطفل من قضاء الشهر الفضيل بصحة جيدة وتجربة إيجابية تعزز شعوره بالإنجاز والراحة.

مقالات مشابهة

  • حوارات ثقافية| هجرة الصاوى لـ«البوابة نيوز»: أتفرغ للروحانيات فى رمضان.. روايتى المؤهلة لجائزة زايد تؤكد على الهوية العربية.. الطفل المصرى واعٍ ويبحث عما يجذبه
  • موظفو بنك القاهرة يشاركون أطفال مستشفى 57357 فرحتهم باستقبال شهر رمضان
  • أخصائية تغذية: سحور الأطفال مفتاح الطاقة.. والتوازن سر الصيام الآمن
  • حبس المتهمة بتعذيب أطفال زوجها في حلوان عامين
  • أطفال غزة المعاقون.. الوجهُ الأفظعُ لجريمة حرب الإبادة
  • أول ظهور للطفل يوسف ساويرس بعد فوزه بـ 50 ألف جنيه من مدفع رمضان| شاهد
  • مركز الثميد بطل مهرجان أطفال الشارقة لكرة القدم
  • جرائم حرب.. اليونيسيف: اغتصاب 221 طفلًا بينهم رضع في السودان
  • اليونيسف: أطفال رضع بين المتعرضين للاغتصاب في السودان
  • متى يبدأ الطفل صيام رمضان؟ إليك نصائح الخبراء وآراء الأطباء