"عمان": يفتتح المجلس العالمي للمطارات آسيا والمحيط الهادي والشرق الأوسط، والمجلس العالمي للمطارات في أوروبا، غدا الثلاثاء، فعالية المطارات المبتكرة، وهو حدث طيران عالمي يتمحور حول الابتكار، ومركز الأبحاث الديناميكي، تحت عنوان "كشف المستقبل"، وسيتناول هذا الحدث الجديد أحدث الابتكارات التي تُحدث تغييرًا جذريًا في صناعة المطارات.

ويرعى حفل الافتتاح معالي المهندس حمود بن سعيد المعولي، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، حيث تستضيف "مطارات عُمان" المؤتمر على مدى يومين، بحضور أكثر من 400 من قادة المطارات والرؤساء التنفيذيين والمندوبين، وأكثر من 30 عارضا وراعيا، وأكثر من 60 متحدثا، وسيجمع هذا الحدث جمهورا مؤثرا يضم قادة المطارات العالميين، ومطوري تكنولوجيا الطيران، وشركات الطيران، وسلطات الطيران المدني، وموردي الصناعة، وخبراء النقل.

وسيشمل برنامج "ابتكار المطارات" مجموعة واسعة من المواضيع المهمة لصناعة المطارات، بما في ذلك تصميم المطارات، والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وحلول الأعمال، وتجربة العملاء، والتحول الرقمي والبنية الأساسية، والتجارة الإلكترونية والتجزئة، والإقلاع والهبوط العمودي الكهربائي، والنقل الجوي المتقدم، والتسهيلات والعمليات، ومستقبل القوى العاملة، والابتكار الأخضر والاستدامة، ومختبرات الابتكار، والتنقل والاتصال، وإدارة المخاطر، والأمن السيبراني، والمدن الذكية،، واستراتيجية العلامة التجارية.

ويعد الابتكار المشهد الدائم للتطور في المطارات، وهو القوة الدافعة وراء التقدم، بدءا من التقدم التشغيلي وحتى ترقيات التكنولوجيا والبنية الأساسية المستدامة.

ويُنظر إلى "ابتكار المطارات" على أنه حدث عالمي رائد يجسد جوهر التحول ويسعى إلى أفكار خارجة عن المألوف. كما أنه منصة لمغيري قواعد اللعبة والمبتكرين والشركات الناشئة وألمع العقول في مجال التكنولوجيا لعرض أفكارهم وحلولهم الثورية، والتي لديها القدرة على إحداث ثورة في مستقبل المطارات.

وقال ستيفانو بارونسي، المدير العام للمجلس الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي والشرق الأوسط: كانت صناعة الطيران رائدة في مجال الابتكار، حيث تعمل باستمرار على دفع الحدود لتعزيز الكفاءة والارتقاء بتجربة المطار.

وأضاف: تقدم بعض مطاراتنا بالفعل تقنيات متطورة للتعامل مع ملايين المسافرين بطريقة آمنة وسلسة، مشيرا إلى أنه حان الوقت لمجتمع المطارات في آسيا والشرق الأوسط لإعادة اختراع وإعادة تصور كيفية عملنا، والاستمرار في التفوق من حيث تعزيز تجربة الركاب، والبقاء في صدارة المنافسة.

وأكد قائلا: يوجد هامش كبير للتحسينات لخدمة ضيوفنا في المطار بشكل أفضل في المستقبل، إذا تمت معالجة بعض التحديات بطريقة منسقة من قبل جميع اللاعبين في النظام البيئي للطيران. مضيفا: سيساعدنا هذا الحدث على مواجهة هذه التحديات واغتنام الفرص من خلال الجمع بين قادة وخبراء الطيران من مختلف المجالات لمناقشة أحدث الاتجاهات والتقنيات والاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد المطارات في أن تصبح أكثر كفاءة واستدامة وتركيزا على العملاء.

وسيناقش المجتمعون على مدار يومين أحدث الاتجاهات والتطورات والابتكارات التكنولوجية في قطاع المطارات، وذلك عبر 23 جلسة ما بين عروض مرئية وجلسات نقاشية، يبحث فيها أكثر من 45 رئيسا تنفيذيا من قادة مطارات العالم، جاهزية القطاع للابتكار، وعوالم الذكاء الاصطناعي وأحدث التقنيات والابتكارات المصممة لتحسين تجربة السفر والممارسات العملية في قطاع المطارات. فيما تستعرض 14 مؤسسة عالمية أحدث منتجاتها المخصصة للمطارات في المعرض الذي يقام على هامش للمؤتمر ويشارك فيه - إلى جوار الشركات العالمية - عدد من الشركات التقنية الناشئة المحلية، لاستعراض ابتكاراتها في مجال الطيران والمطارات.

يتضمن اليوم الأول 12 جلسة بين عروض وجلسات نقاشية أبرزها تتناول جاهزية قادة الابتكار ويشارك فيها الرؤساء التنفيذيين لمطار تركيا وميلان وشركة فينيسي التي تدير أبرز المطارات في أمريكا وأوروبا وآسيا. بينما ستتطرق جلسة أخرى إلى أهمية الابتكار ومستقبل المطارات، وسيشارك فيها ممثلون من جوجل وأمازون وسيسكو وايديميا. كما ستناقش جلسة أخرى كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة السفر في المطارات. أما أبرز العروض فهو عرض المصمم الإيطالي فوكاسز، وهو من أبرز المصممين والمعماريين في العالم وهو الفائز بتصميم أحد مشاريع نيوم في المملكة العربية السعودية (The Line) ومصمم مركز المؤتمرات في روما الإيطالية ومصمم عدد من مطارات العالم.

وسيتخلل برنامج المؤتمر والمعرض المصاحب دعوة للمؤسسات الثلاث الناشئة الفائزة في مسابقة "ايروهاك مطارات عُمان" التي تم تنفيذها خلال الربع الأخير من هذا العام لاستعراض ابتكاراتها الفائزة أمام هذا العدد الكبير من صناع القرار في قطاع المطارات.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

حين يُشعل الفشل شرارة الابتكار

 

 

د. سعيد الدرمكي

 

في عالم الإبداع والابتكار، لم يعد الفشل مجرد عقبة تُعيق التقدم، بل أصبح عنصرًا جوهريًا في عملية التعلم والتطوير. فهو يُمثل فرصة ثمينة لاكتشاف الأخطاء وتصحيحها، وإعادة تقييم الأفكار والأساليب، مما يجعله حجر الأساس لصقل المهارات وتحقيق التميز. فبدلًا من اعتباره نهاية المطاف، بات يُنظر إليه كخطوة ضرورية على درب النجاح، حيث يولّد الإلهام، ويحفّز التفكير الإبداعي، ويدفع الأفراد والمؤسسات إلى استكشاف آفاق جديدة للابتكار.

عندما يتم التعامل مع الفشل بعقلية إيجابية ونهج استراتيجي، يتحول من عائق إلى محفّز قوي للإبداع. فهو يشجع على التفكير التجريبي والبحث عن حلول غير تقليدية، مما يدفع الأفراد والشركات إلى إعادة النظر في طرقهم وأساليبهم. على سبيل المثال، لم يستسلم توماس إديسون بعد مئات المحاولات الفاشلة، بل واصل سعيه حتى نجح في اختراع المصباح الكهربائي، مؤكدًا أنَّ كل إخفاق يمكن أن يكون خطوة أقرب نحو النجاح.

الفشل ليس مجرد تجربة عابرة، بل هو محرك أساسي للتعلم المستمر والتطوير التدريجي، حيث تحمل كل تجربة غير ناجحة دروسًا قيّمة تساعد في تطوير الأفكار والمشاريع المستقبلية. شركة "سبيس إكس"، على سبيل المثال، حللت كل تجربة إطلاق فاشلة، واستخدمت النتائج لتحسين تكنولوجيا الصواريخ، مما أدى إلى تطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، وهو إنجاز غير مسبوق في عالم الفضاء.

إضافة إلى ذلك، يعزز الفشل المرونة والقدرة على التكيف، مما يجعل الأفراد والمؤسسات أكثر قدرة على مواجهة التحديات المستقبلية. مثال على ذلك "نتفليكس"، التي بدأت كمزود لخدمات تأجير أقراص "DVD"، ولكن بعد فشلها في مواجهة المنافسة التقليدية، تحولت إلى نموذج البث الرقمي، مما جعلها رائدة في صناعة الترفيه.

يساهم الفشل أيضًا في بناء ثقافة التحفيز والمخاطرة المحسوبة، حيث يشجع الأفراد والفرق على تجربة أفكار جديدة دون الخوف من العواقب. هذه العقلية تتبناها شركات كبرى مثل "جوجل" و"أمازون"، التي تتيح بيئة تشجع على التجريب وترى الفشل كخطوة نحو الابتكار وليس كحاجز أمامه.

التجارب غير الناجحة ليست مجرد إخفاقات؛ بل فرص لاكتساب الخبرة والتطور. فهي تكشف نقاط الضعف وتدفع إلى تصحيحها، كما حدث مع شركة "نوكيا" الفنلندية التي فقدت ريادتها لعدم مواكبة تطورات الهواتف الذكية. الفشل يعزز أيضًا المرونة والتكيف، كما فعلت "أبل" الأمريكية بتطوير تقنياتها بعد إخفاقات سابقة، مما أدى إلى نجاح "آيفون". إلى جانب ذلك، يعلم الفشل الصبر والمثابرة، كما أثبت إديسون بعد أكثر من 1000 محاولة قبل اختراع المصباح الكهربائي. كذلك، يدفع الفشل الأفراد والشركات إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم، كما فعل جيف بيزوس الذي مر بتجارب فاشلة قبل تحقيق نجاحه الهائل مع شركة "أمازون".

الفشل كان وراء العديد من الابتكارات العظيمة، حيث ساهمت الأخطاء والتجارب غير الناجحة في اكتشافات غير متوقعة أدت إلى تطوير منتجات ثورية. رواد الأعمال الذين ارتبطت أسماؤهم بالنجاح، مثل ستيف جوبز، الذي طُرد من "آبل" لكنه عاد ليحولها إلى واحدة من أكثر الشركات نجاحًا في العالم، وجيف بيزوس، الذي خاض العديد من المشروعات الفاشلة قبل أن يحقق نجاحًا هائلًا مع "أمازون"، هم خير دليل على ذلك.

ومن الأمثلة التي توضح كيف قادت الأخطاء إلى ابتكارات جديدة، اكتشاف البنسلين بالصدفة من قبل ألكسندر فليمنج أثناء فحصه لعفن نما في مختبره، مما أدى إلى تطوير المضادات الحيوية. أما الميكروويف، فقد تم اكتشافه بالخطأ عندما لاحظ المهندس بيرسي سبنسر ذوبان قطعة شوكولاتة في جيبه أثناء عمله على موجات الرادار، بينما اكتُشف البلاستيك أثناء محاولة تطوير مادة جديدة لعزل الأسلاك الكهربائية.

إلى جانب ذلك، هناك أمثلة عديدة من مختلف الصناعات، ففي مجال التكنولوجيا ساعد فشل "جوجل جلاس" شركة "جوجل" في تطوير تقنيات جديدة للواقع المعزز، وفي قطاع الأعمال، بدأت "كوكاكولا" كدواء طبي لكنها فشلت في تحقيق هذا الهدف، مما دفعها للتحول إلى واحدة من أشهر المشروبات في العالم.

خلاصة القول.. إنَّ الفشل ليس نهاية المطاف، وإنما هو خطوة ضرورية على طريق النجاح. الابتكار الحقيقي لا يأتي من النجاحات المتكررة فقط؛ بل من التجريب المستمر والتعلم من الأخطاء. في كثير من الأحيان، كان الفشل هو الدافع وراء أعظم الاختراعات والإنجازات، مما يثبت أن التجربة والخطأ هما أساس التقدم الحقيقي.

لا تدع الخوف من الفشل يُوقِفك؛ بل اجعله خطوة نحو نجاح أكبر.

مقالات مشابهة

  • انطلاق القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 8 أبريل المقبل
  • "شراكة" تستعرض الحلول المبتكرة لتمكين رواد الأعمال في شمال الباطنة
  • حين يُشعل الفشل شرارة الابتكار
  • المشاط تبحث مع ماستركارد العالمية سبل تعزيز التعاون بمجال الابتكار الرقمي
  • 100 خبير من 20 دولة يسلطون الضوء في مسقط على الحلول المبتكرة لتعزيز استدامة المياه
  • للسنة الثانية.. مؤتمر "AWaRe" يواصل تألقه كأكبر حدث صيدلاني طلابي في مصر
  • البيضاني يعود لشركة الملاحة الجوية العراقية والزبيدي مديراً لإدارة المطارات
  • الإمارات تشارك في مؤتمر دولي لمناقشة أزمة المياه العالمية
  • الخارجية تشارك في مؤتمر دولي للتأكيد على قيادة مستدامة بشأن أزمة المياه العالمية
  • الإمارات تشارك في مؤتمر للتأكيد على قيادة مستدامة بشأن أزمة المياه العالمية