رأي اليوم:
2025-03-31@09:04:47 GMT

لبنان على حافة الهاوية

تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT

لبنان على حافة الهاوية

د. حامد أبو العز في الوقت الذي لم تخرج المبادرة الفرنسية بأي نتائج تذكر على مستوى حلحلة الملفات العالقة في لبنان، تتحدث صحف لبنانية عن افلاس قريب الوقوع لبلدية بيروت. تقلصت موجودات البلدية إلى حوالي 800 مليار ليرة لبنانية وهي بالكاد تكفي لسداد رواتب الموظفين والكلفة التشغيلية لمقرها لمدة لا تتجاوز ال18 شهراً.

لا تنحصر معضلات لبنان على الإفلاس المحتمل لبلدية بيروت التي عرفت في السابق بأنها أثرى البلديات في لبنان، بل تتعداها إلى جميع القطاعات الأخرى كالقطاع المصرفي والقطاع السياحي ونسبة الاستثمارات الخارجية وعزوف رؤوس الأموال عن الاستثمار في لبنان بسبب فقدان الاستقرار الأمني والتشريعي في البلاد. وأما بالنسبة لمبادرات حلحلة الملفات السياسية العالقة كملف الرئاسة وملف الحكومة، فيبدو بأنّ المعادلة السائدة هذه الأيام هي معادلة “مكانك راوح”، ويبدو بأنّ فشل المبادرات الفرنسية في إيجاد حل توافقي بين الأطراف والفرقاء اللبنانيين هو العنوان السائد للمرحلة الحالية بينما تمتنع فرنسا عن إعلان مثل هذه النتيجة تفادياً للجحيم الأكبر المتمثل بالدخول في دوامة الفوضى والانهيار الاقتصادي الكبير. قد يعود المبعوث الفرنسي إلى بيروت في منتصف شهر يوليو المقبل ومن المحتمل أن يحمل معه مبادرة حوار بنّاء بين الأطراف المتخاصمة، إلا أن تمسك الأطراف والأحزاب اللبنانية بمواقفها السابقة سيقوض هذه المبادرة قبل بدايتها، ولذلك فإن الزيارة ستكون “زيارة عبثية”، وهذا الوصف هو أقل ما يمكن أن توصف به هذه الزيارة إذا لم يتم تحقيق خروقات داخلية أو خارجية. داخلياً، أتت طرح مبادرة الحوار الداخلي عبر الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل وقد تكررت هذه الدعوات في عملية استباقية لزيارة المبعوث الفرنسي في منتصف يوليو. وقد جاء الرد على دعوات حزب الله إلى الحوار من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي رأى “أن آذان اللبنانيين قد صُمَّتْ في الآونة الأخيرة من دعوات البعض إلى الحوار ثم الحوار ثم الحوار في الوقت الذي يعي الجميع أن أصحاب هذه الدعوات المتكررة لم يكونوا يومًا أهل حوار”. من يتابع الشأن اللبناني وتطوراته اليومية يعي جيداً آليات عمل الأطراف السياسية المتناحرة ويعرف أسباب رفض الحوار أو قبوله من هذا الطرف أو ذاك. إن عملية التمسك بمرشح معين سواء من الثنائي الشيعي أو أطراف المعارضة لا يتعلق في ذاته بالملف الرئاسي، بل يتعلق بتحقيق تحالفات مستدامة وتعويض خسائر وتحقيق مكاسب وكل ذلك يأتي على المدى البعيد. الأمر الوحيد المثير للاستغراب في ملف الرئاسة اللبنانية هو موقف التيار الوطني الحر الذي لا يتحلى بأي مرونة تذكر وهو ينجر شيئا فشيئاً نحو موقف المعارضة. تنظر القوات اللبنانية إلى ملف الرئاسة اللبنانية كملف مهم لعرقلة أي تحالف محتمل ومستقبلي بين التيار الوطني الحر وحزب الله، كما تتخذ من هذا الملف منصة لتعويض الخسائر السياسية التي تكبدتها إثر ترجيح الحكومة السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان اتخاذ موقف الحياد الإيجابي مما يحدث في لبنان.  إذ أن جميع التقارير الواردة من باريس تشير إلى امتناع ولي العهد السعودي عن التعليق على المبادرات الفرنسية بشأن لبنان واقتصار الحكومة والمسؤولين في السعودية على الإشارة إلى أن ملف الرئاسة هو شأن داخلي لبناني. إن رفض عمليات الحوار يؤكد على تمسك المعارضة بخيار منع وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى كرسي الرئاسة ولذلك فإن المعارضة وعلى رأسهم القوات اللبنانية تستخدم التفاهم مع جبران باسيل لتحقيق هذه الغاية وهم على يقين تام بأن التحالفات مع التيار الوطني الحر دوما في مهب الريح إلا أنهم يستثمرون في هذا الموقف للإطاحة بخيار فرنجية عبر جبران باسيل. ختاماً، إذا ما استمر الفرقاء اللبنانيون ينظرون إلى الملفات العالقة كمنصات لتحقيق الأهداف السياسية وتفكيك التحالفات والمجيء بتحالفات أخرى، فلا دعوات الحوار الداخلي ولا المبعوث الفرنسي سيكونان قادران على انقاذ لبنان من الوقوع في فوهة البركان. زيارة لودريان المقبلة إن لم تترافق بحلحلة داخلية وتنازل الأطراف ستكون زيارة استجمام للمبعوث الفرنسي وبداية لكارثة لا يقوى هذا البلد الممزق على تحملها. باحث السياسة العامة والفلسفة السياسية كاتب فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: المقاومة اللبنانية مازالت تمتلك قدرات عسكرية تسمح لها باستكمال الحرب

قال الدكتور زكريا حمدان، الباحث السياسي اللبناني، إن المقاومة اللبنانية ما زالت تمتلك القدرات العسكرية التي تسمح لها باستكمال الحرب، لافتًا إلى أن إسرائيل ما زال لديها أهدافا تريد استكمالها في هذه المرحلة، بشكل شبيه جدًا لنفس الشكل الذي بدأه في بداية الحرب.

وأضاف حمدان، خلال تصريحاته عبر فضائية "إكسترا نيوز"، أن لبنان لم يصرح حتى الآن عن الجهة التي قامت بإطلاق الصواريخ، لكن في هذه الحالة أحمل المسؤولية الأساسية للسلطة أن تكشف عن الجهة؛ لأن وقف إطلاق النار كان مطروحا بطريقة البعض لم يفهمها، بأنها كانت بهدف وقف الحرب على لبنان، وليس استكمال إسرائيل لما تقوم به دون أن يرد لبنان.

أمين الأمم المتحدة: دعم لبنان ضرورة لاستقرار المنطقةمصر تتحرك لوقف التصعيد في لبنان: دعم كامل وإدانة للقصف الإسرائيليجيش الاحتلال الإسرائيلي يشن غارة جوية على جنوب لبنانأخبار التوك شو| تحذير عاجل من الأرصاد.. تطورات أوضاع لبنان.. مفاجأة في أسعار الذهبماكرون: الغارات الإسرائيلية على لبنان أفعال أحادية وتمثل خرقا لوقف إطلاق النارالاتفاق اللبناني الداخلي

أوضح الباحث السياسي اللبناني، أن الاتفاق اللبناني الداخلي بضمانة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، والعلاقة الجيدة بين رئيس الجمهورية والمقاومة، هناك طلبات بأن يكون هناك ضابط إيقاع من أجل استيعاب ما يحدث، وعدم الانجراف نحو حرب جديدة.

وتابع: يبدو أن الإسرائيلي يريد أن يحرج الجميع في لبنان، ويذهب باتجاه الحرب، هذا ما يبدو على المخطط، لكن على الجميع أن يعلم بأن المقاومة لا زالت تمتلك القدرات لاستكمال الحرب، والآن المقاومة لا تريد الحرب لأن هناك اتفاقا داخليا بأن هناك دولا ضامنة لوقف الحرب.

مقالات مشابهة

  • المفارقة اللبنانية.. جامعة تتصدر التصنيفات وعمالها يضربون من الجوع
  • منتجات غير آمنة للبشرة تغزو الأسواق اللبنانية… هكذا يمكنكم اكتشافها
  • إسحاق بريك: إذا استمرت الحرب فسنقف على حافة الهاوية
  • تواصل ورسائل للقوى السياسية.. حصاد أنشطة وتصريحات وزير الشئون النيابية خلال فعاليات الأحزاب في رمضان
  • رئيسة الهيئة اللبنانية للعقارات: آن الأوان لإنصاف المالكين القدامى
  • باحث سياسي: المقاومة اللبنانية تمتلك قدرات عسكرية تسمح لها باستكمال الحرب
  • باحث سياسي: المقاومة اللبنانية مازالت تمتلك قدرات عسكرية تسمح لها باستكمال الحرب
  • واشنطن: الحكومة اللبنانية مسؤولة عن نزع سلاح حزب الله
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من رئيس الحكومة اللبنانية
  • الأمم المتحدة تدعو لتجنب صراع واسع النطاق في لبنان على جانبي الخط الأزرق