رأي اليوم:
2025-04-23@22:12:54 GMT

لبنان على حافة الهاوية

تاريخ النشر: 10th, July 2023 GMT

لبنان على حافة الهاوية

د. حامد أبو العز في الوقت الذي لم تخرج المبادرة الفرنسية بأي نتائج تذكر على مستوى حلحلة الملفات العالقة في لبنان، تتحدث صحف لبنانية عن افلاس قريب الوقوع لبلدية بيروت. تقلصت موجودات البلدية إلى حوالي 800 مليار ليرة لبنانية وهي بالكاد تكفي لسداد رواتب الموظفين والكلفة التشغيلية لمقرها لمدة لا تتجاوز ال18 شهراً.

لا تنحصر معضلات لبنان على الإفلاس المحتمل لبلدية بيروت التي عرفت في السابق بأنها أثرى البلديات في لبنان، بل تتعداها إلى جميع القطاعات الأخرى كالقطاع المصرفي والقطاع السياحي ونسبة الاستثمارات الخارجية وعزوف رؤوس الأموال عن الاستثمار في لبنان بسبب فقدان الاستقرار الأمني والتشريعي في البلاد. وأما بالنسبة لمبادرات حلحلة الملفات السياسية العالقة كملف الرئاسة وملف الحكومة، فيبدو بأنّ المعادلة السائدة هذه الأيام هي معادلة “مكانك راوح”، ويبدو بأنّ فشل المبادرات الفرنسية في إيجاد حل توافقي بين الأطراف والفرقاء اللبنانيين هو العنوان السائد للمرحلة الحالية بينما تمتنع فرنسا عن إعلان مثل هذه النتيجة تفادياً للجحيم الأكبر المتمثل بالدخول في دوامة الفوضى والانهيار الاقتصادي الكبير. قد يعود المبعوث الفرنسي إلى بيروت في منتصف شهر يوليو المقبل ومن المحتمل أن يحمل معه مبادرة حوار بنّاء بين الأطراف المتخاصمة، إلا أن تمسك الأطراف والأحزاب اللبنانية بمواقفها السابقة سيقوض هذه المبادرة قبل بدايتها، ولذلك فإن الزيارة ستكون “زيارة عبثية”، وهذا الوصف هو أقل ما يمكن أن توصف به هذه الزيارة إذا لم يتم تحقيق خروقات داخلية أو خارجية. داخلياً، أتت طرح مبادرة الحوار الداخلي عبر الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل وقد تكررت هذه الدعوات في عملية استباقية لزيارة المبعوث الفرنسي في منتصف يوليو. وقد جاء الرد على دعوات حزب الله إلى الحوار من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي رأى “أن آذان اللبنانيين قد صُمَّتْ في الآونة الأخيرة من دعوات البعض إلى الحوار ثم الحوار ثم الحوار في الوقت الذي يعي الجميع أن أصحاب هذه الدعوات المتكررة لم يكونوا يومًا أهل حوار”. من يتابع الشأن اللبناني وتطوراته اليومية يعي جيداً آليات عمل الأطراف السياسية المتناحرة ويعرف أسباب رفض الحوار أو قبوله من هذا الطرف أو ذاك. إن عملية التمسك بمرشح معين سواء من الثنائي الشيعي أو أطراف المعارضة لا يتعلق في ذاته بالملف الرئاسي، بل يتعلق بتحقيق تحالفات مستدامة وتعويض خسائر وتحقيق مكاسب وكل ذلك يأتي على المدى البعيد. الأمر الوحيد المثير للاستغراب في ملف الرئاسة اللبنانية هو موقف التيار الوطني الحر الذي لا يتحلى بأي مرونة تذكر وهو ينجر شيئا فشيئاً نحو موقف المعارضة. تنظر القوات اللبنانية إلى ملف الرئاسة اللبنانية كملف مهم لعرقلة أي تحالف محتمل ومستقبلي بين التيار الوطني الحر وحزب الله، كما تتخذ من هذا الملف منصة لتعويض الخسائر السياسية التي تكبدتها إثر ترجيح الحكومة السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان اتخاذ موقف الحياد الإيجابي مما يحدث في لبنان.  إذ أن جميع التقارير الواردة من باريس تشير إلى امتناع ولي العهد السعودي عن التعليق على المبادرات الفرنسية بشأن لبنان واقتصار الحكومة والمسؤولين في السعودية على الإشارة إلى أن ملف الرئاسة هو شأن داخلي لبناني. إن رفض عمليات الحوار يؤكد على تمسك المعارضة بخيار منع وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى كرسي الرئاسة ولذلك فإن المعارضة وعلى رأسهم القوات اللبنانية تستخدم التفاهم مع جبران باسيل لتحقيق هذه الغاية وهم على يقين تام بأن التحالفات مع التيار الوطني الحر دوما في مهب الريح إلا أنهم يستثمرون في هذا الموقف للإطاحة بخيار فرنجية عبر جبران باسيل. ختاماً، إذا ما استمر الفرقاء اللبنانيون ينظرون إلى الملفات العالقة كمنصات لتحقيق الأهداف السياسية وتفكيك التحالفات والمجيء بتحالفات أخرى، فلا دعوات الحوار الداخلي ولا المبعوث الفرنسي سيكونان قادران على انقاذ لبنان من الوقوع في فوهة البركان. زيارة لودريان المقبلة إن لم تترافق بحلحلة داخلية وتنازل الأطراف ستكون زيارة استجمام للمبعوث الفرنسي وبداية لكارثة لا يقوى هذا البلد الممزق على تحملها. باحث السياسة العامة والفلسفة السياسية كاتب فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

تنذكر وما تنعاد.. حكايات مصوري حرب أهلية لا يتمنى اللبنانيون عودتها

وتناولت حلقة "المرصد" بتاريخ (2025/4/21) مرور نصف قرن على تلك الحرب الأهلية، التي حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص ونحو 300 ألف جريح، ونتج عنها 17 ألف مفقود، وأجبرت مليون نسمة على الهجرة.

ولا تزال صورة تلك الحافلة التي شكلت الشرارة الأولى لاندلاع الحرب الدامية يوم 13 أبريل/نيسان 1975 حاضرة في أذهان اللبنانيين، لكن شعارهم الموحد في استذكارهم لحربهم الأهلية يبقى "تنذكر وما تنعاد".

وفي هذا السياق، زار "المرصد" معرضا للصور الفوتوغرافية والوثائق والصحف نظمته وزارة الثقافة اللبنانية بمناسبة الذكرى الـ50 لاندلاع الحرب الأهلية في البلاد، وروى مصورون صحفيون تجاربهم وتضحياتهم القاسية.

وضم المعرض 50 صورة تم اختيارها لعدد من المصورين الصحفيين، ومنهم من فقدوا حياتهم في سبيل نقل يوميات حرب مدمرة امتدت 15 عاما، خاصة أن حكايات مصوري الحروب لا تنتهي حول بشاعتها وعنفها ودمويتها.

وجالت كاميرا "المرصد" في المعرض، والتقت وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة وعددا من المصورين الذين وثقوا بعدساتهم ويلات الحرب وآثارها.

وقال سلامة لـ"المرصد" إن هناك حقا أصيلا للنسيان عندما يمر الإنسان بمرحلة صعبة في حياته لكي يفتح صفحة جديدة، ولا يعيش في ذكرى الماضي الثقيلة.

إعلان

وفي الوقت نفسه هناك حق تذكر، وفق وزير الثقافة اللبناني الذي أعرب عن أمله في أن يستخلص الشباب العبر والنتائج مما وصفه بـ"كنز المعلومات والذكريات" الذي عرضه المعرض.

وستبقى هذه الصور -مع ما يشهده لبنان والمنطقة من حروب وتوترات غير مسبوقة- توثيقا للتاريخ وشحذا لذاكرة ومرحلة قاتمة من تاريخ البلاد لا يتمنى اللبنانيون العودة إليها.

وتاريخيا، لم يقتصر دور المصورين في لبنان على تغطية الحرب الأهلية، فخلالها كان الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وبعدها وقعت حرب يوليو/تموز عام 2006، وصولا إلى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.

مبتورو الأطراف بغزة

وفي قصة ثانية، تناول "المرصد" إحدى مآسي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي لا تتوقف من القصف والمجازر مرورا بالحصار والتجويع وصولا لمشاريع التهجير القسري.

وأفردت الحلقة مساحة للحديث عن مأساة الجرحى مبتوري الأطراف في غزة، الذين يجدون أنفسهم في حيرة شديدة بين انتظار صعب لدخول المعونات واللوازم الطبية وأمل مؤجل لاستعادة جزء من الحياة.

ويقدر عدد الجرحى من ذوي الأطراف المبتورة بـ6 آلاف مصاب معظمهم من الأطفال، علما أن المنظمات الإنسانية تمكنت خلال الأسابيع الأولى للهدنة من إدخال جزء يسير من المواد الخاصة بتصنيع الأطراف الصناعية.

لكن عودة الحرب والحصار الإسرائيلي الخانق ترك الآلاف من المصابين يواجهون مصيرهم من دون رعاية أو علاج.

وفي هذا الإطار، زار "المرصد" مركز التأهيل التابع لبلدية غزة، وهو أحد المراكز القليلة المتبقية في القطاع، ورصد التحديات التي تواجه المصابين والمعالجين.

ورغم هذا المشهد القاتم والنار والدمار، فلا يزال الأطفال المصابون يحلمون بمستقبل أفضل يعيد لهم ولو جزءا بسيطا من حياتهم المبتورة.

22/4/2025

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية: مستمرون في دعم العملية السياسية بليبيا وتيسير الحوار بين الأطراف
  • انفراجة على خط العلاقات اللبنانية – الاماراتية.. خطوات ايجابية قريباً
  • أبو الغيط: ندعم الحكومة اللبنانية الجديدة
  • جبران: متغيرات سوق العمل تتطلب أعلى درجات التنسيق والتفاهم لمواجهة كافة التحديات
  • وزيرا خارجية مصر ولبنان يؤكدان ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية
  • وزير الخارجية: نطالب إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية
  • الخارجية اللبنانية تستدعي سفير طهران لدي بيروت
  • تيتيه: الأجسام السياسية في ليبيا تجاوزت ولاياتها
  • تنذكر وما تنعاد.. حكايات مصوري حرب أهلية لا يتمنى اللبنانيون عودتها
  • محطة الفضاء الدولية على حافة الهاوية.. تحذيرات من كارثة محتملة قبل تقاعدها