في مثل هذا اليوم، 20 نوفمبر من كُل عام، تحتفل دول العالم باليوم العالمي للطفل، ولكن هذا العام يأتي الاحتفال مختلفا بالتزامن مع سقوط أطفال غزة ما بين شهيد وجريح بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنازلهم، فقوات الاحتلال تستخدم القوة المفرطة، وقنابلها تتساقط على المنازل والأحياء السكنية، محولة حياة الأطفال إلى كابوس مستمر.


 

والاحتفال باليوم العالمي للطفل يعود إلى سنة 1954، حين أطلقت الأمم المتحدة «يوم الطفل» كحدث دولي رسمي، ودعت كل الدول إلى إنشاء يوم عالمي للطفل، دون تحديد يوم مُحدد، بهدف تحسين رفاهية الأطفال، وبعدها بـ5 سنوات؛ أصبح الاحتفال باليوم العالمي للطفل مُرتبطًا باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لـ«إعلان حقوق الطفل» في 20 نوفمبر 1959.. وهو نفس اليوم أيضًا الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة «اتفاقية حقوق الطفل» سنة 1989.

ورغم أنه ما زالت بعض الدول تحتفل باليوم العالمي للطفل في أيام مُختلفة، حسب تراثها وإرثها الحضاري، مثل دول الصين وروسيا والتشيك والبرتغال التي تحتفل بعيد الطفولة في 1 يونيو، أو أمريكا التي تحتفل به في يوم الأحد الثاني من شهر يونيو كُل عام، إلا أن كثيرًا من الدول تحتفل باليوم العالمي للطفل، في 20 نوفمبر من كُل عام مُنذ سنة 1990، لأنه تاريخ اعتماد الأمم المتحدة لإعلان واتفاقية حقوق الطفل.

والهدف من إطلاق الأمم المتحدة يومًا عالميًا للطفل، ودعوة الدول للاحتفال به، هو تشجيع الأخوة والتفاهم في جميع أنحاء العالم بين الأطفال، ودعوة المراهقين إلى التفكير في مكانهم في العالم، والنظر في القضايا التي تهمهم، وكيف يمكن للمجتمع معالجتها.
 

أطفال مصر

وفي مصر، يتم الاحتفال بعيد الطفولة في مثل هذا اليوم، وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فعدد الأطفال المصريين (أقل من 18 سنة) بلغ 41.5 مليون طفل (21.4 مليون ذكر بنسبة 51.6%، 20 مليون أنثى بنسبة 48.4%)، وبلغ إجمالي عدد الأطفال في الريف 25.3 مليون طفل، فيما بلغ إجمالي عدد الأطفال في الحضر 16.2 مليون طفل، وذلك بحسب تقديرات السكان في منتصف 2022.

والدستور المصري، تضمن مادة خاصة بالطفل، وهي المادة (80) التي نصت على أن «يُعد طفلًا كل من لم يبلغ الـ18 من عمره، ولكل طفل الحق في اسم وأوراق ثبوتية، وتطعيم إجباري مجاني، ورعاية صحية وأسرية أو بديلة، وتغذية أساسية، ومأوى آمن، وتربية دينية، وتنمية وجدانية ومعرفية.. وتلتزم الدولة برعاية الطفل وحمايته من جميع أشكال العنف والإساءة وسوء المعاملة والاستغلال الجنسي والتجاري».

كما نص الدستور في المادة 80، على أن «لكل طفل الحق في التعليم المبكر في مركز للطفولة حتى السادسة من عمره، ويحظر تشغيل الطفل قبل تجاوزه سن إتمام التعليم الأساسي، كما يحظر تشغيله في الأعمال التي تعرضه للخطر، ولا يجوز مساءلة الطفل جنائيا أو احتجازه إلا وفقا للقانون وللمدة المحددة فيه، وتوفر له المساعدة القانونية، ويكون احتجازه في أماكن مناسبة ومنفصلة عن أماكن احتجاز البالغين».

وللدولة مجهودات كبيرة في مجال حماية ورعاية حقوق الطفل، أبرزها؛ مبادرات لمناهضة العنف ضد الأطفال، ومبادرة «من حقي أعيش بدون إرهاب»، ومبادرة «قاصرات تحت التهديد»، ومبادرة «أنا ضد التنمر»، ومبادرة «بنتي نور عيني»، بالإضافة لعمل ندوات عن مناهضة الزواج المبكر، وتنفيذ ورش عمل لمناهضة الختان.
 

أطفال غزة

وفي وقت يجدد فيه العالم احتفالاته بعيد الطفولة، يظل الواقع المرير لـ«أطفال غزة» يسكن قلوبنا بظلمه وعجزه القهري، حيث يعيش هؤلاء الأطفال تحت مرمى نيران الاحتلال الإسرائيلي، لتتزايد معاناتهم يومًا بعد يوم.

تلك الأرواح البريئة تتعرض للمأساة، حيث يشكل الاحتلال الإسرائيلي تهديدًا حقيقيًا لحياتهم، فقوات الاحتلال تستخدم القوة المفرطة، وقنابلها تتساقط على المنازل والأحياء السكنية، محولة حياة الأطفال إلى كابوس مستمر.

وبحسب بيانات المكتب الحكومي في عزة حتى 17 نوفمبر الجاري، فإن عدد الأطفال الشهداء بلغ (5 آلاف طفل) من بين 12 ألف شهيد مُنذ العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر، فيما تشير التقديرات إلى أكثر من 1800 طفل آخرين مفقودين تحت الأنقاض، وهو ما يجعل الحرب على غزة «مقبرة للأطفال».

من جهة أخرى، يعيش هؤلاء الأطفال في ظروف صعبة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، حيث الحصار المفروض على غزة يحول دون وصول الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية اللازمة، مما يجعل الحياة اليومية تحدًا غير معقول.

وتتزامن معاناة هؤلاء الأطفال مع الاحتفالات بعيد الطفولة، حيث يبدو الاحتفال برياح من المرارة، لتظل الألعاب والضحكات في غزة بعيدة عن مفردات حياتهم، فالقلوب ملؤها الخوف والهم، والأحلام تبتعد مع كل قصف جديد.

على الرغم من تلك الظروف القاسية، يستمر «أطفال غزة» في إظهار القوة والصمود، فتاريخهم يكتب بألوان المقاومة والتحدي.. إنهم يستحقون حياة أفضل.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: عيد الطفولة يوم الطفل أطفال مصر اطفال غزة العدوان الإسرائيلي الاحتلال الإسرائيلي مقبرة للأطفال بالیوم العالمی للطفل بعید الطفولة حقوق الطفل أطفال غزة

إقرأ أيضاً:

44 شهيدا بغزة ومحاصرون يستغيثون لإنقاذهم من تحت الأنقاض

ارتفع إلى 44 شهيدا وعشرات المصابين حصيلة الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر أمس الثلاثاء، فيما وجه محاصرون نداءات استغاثة لإنقاذهم من تحت أنقاض منازل قصفها الاحتلال شرق مدينة غزة.

وقال مراسل الجزيرة إن "الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر اليوم الأربعاء، خلفت 12 شهيدا وعشرات المصابين".

وأوضح المراسل أن شهداء ومصابين سقطوا بغارات إسرائيلية على جباليا وخان يونس، كما سقط شهيد إثر قصف مسيرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس جنوب القطاع، وشهيد آخر و5 جرحى في قصف مسيرة إسرائيلية لخيمة تؤوي نازحين بمنطقة المواصي شمال غربي خان يونس.

كما سقط شهداء ومصابون في غارة إسرائيلية على منزل في شارع غزة القديم بجباليا البلد شمالي القطاع، وقصف جوي إسرائيلي على منزل في شارع النخيل بحي التفاح شرق مدينة غزة.

وقال مراسل الجزيرة إن حيي الزيتون والشجاعية شرقي غزة تعرضا لقصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق نار مكثف.

بدورها، قالت قناة الأقصى الفضائية إن قوات الاحتلال فجرت روبوت مفخخ في حي الزيتون.

فيديو فلسطين أون لاين| وصول خمس إصابات إلى مجمع ناصر الطبي، وهم أب وزوجته وأطفالهم الثلاثة، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة للنازحين في خان يونس.
تصوير: تامر قشطة pic.twitter.com/H6oMmpz9rr

— فلسطين أون لايـن (@F24online) April 22, 2025

وأعلن الدفاع المدني بغزة انتشال جثامين 10 شهداء وعدد من المصابين جراء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة يافا التي تؤوي نازحين في حي التفاح شرق مدينة غزة.

إعلان

وأفاد مراسل الجزيرة بأنه تم نقل جثامين الشهداء وبعضها متفحمة إضافة للجرحى إلى مجمع الشفاء الطبي ومستشفى الهلال الأحمر الميداني في المدينة؛ فيما تسبب القصف في اشتعال النيران في معظم خيام النازحين بالمدرسة.

احتراق خيام النازحين في مدرسة يافا بحي التفاح شرق غزة بعد قصفها من قبل الاحتلال pic.twitter.com/5UnZ1FucBP

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 23, 2025

نداءات استغاثة

ودعا الدفاع المدني الصليب الأحمر لتكثيف التنسيق مع الاحتلال لتمكينه من الوصول إلى موقع القصف بحي التفاح لإنقاذ حياة المواطنين الأحياء والمصابين المحتجزين واخلائهم، مؤكدا أن طواقمه غير قادرة على الوصول لأشخاص محاصرين تحت أنقاض منازلهم المقصوفة في حي التفاح.

ووجه محاصرون نداءات استغاثة لإنقاذهم من تحت أنقاض منازل قصفها الاحتلال لعائلتي "الشرباصي" و"الجليس" في شارع النخيل شرق حي التفاح شرق مدينة غزة.

وكانت مصادر طبية وثقت للجزيرة استشهاد 32 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر أمس حتى منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء.

عمليات المقاومة

وفي أحدث عمليات فصائل المقاومة، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها سيطرت على طائرة استطلاع إسرائيلية خلال تنفيذها مهام استخباراتية متعددة في سماء مدينة خان يونس.

وأظهر شريط فيديو نشره مراسل القناة الثانية عشرة 12 الإسرائيلية، اشتباكا بين قوة إسرائيلية تابعة للواء غفعاتي ومقاومين في أحد المنازل في خان يونس، وقال إنه يعود لبداية المناورة البرية لجيش الاحتلال أثناء الهجوم على جنوب القطاع السنة الماضية. وأظهرت الصور التي لم تكن مصحوبة بتاريخ دقيق حالة ارتباك وإصابات لدى عناصر هذه القوة حينما فوجئوا بوجود عناصر من المقاومة.

تدمير آليات

وقد عمدت قوات الاحتلال إلى تدمير وإحراق ما بقي في غزة من معدات وآليات ثقيلة كانت تستخدم لإزالة الركام وشق الطرق.

إعلان

واستنكرت مديرية الدفاع المدني في غزة بشدة -في بيان لها- تدمير الاحتلال 9 آليات داخل مقر بلدية جباليا، مؤكدة أنها استخدمتها في إزالة الركام وإنقاذ الجرحى وانتشال الشهداء.

وأعرب مدير الإمداد في المديرية الدكتور محمد المغير عن استهجانه استهداف هذه المعدات، مشيرا إلى أنه تم توفير إحداثيات مكان وجودها، وأن الاحتلال لم يعلن المكان الذي توجد فيه الآليات منطقة إخلاء أو منطقة عسكرية خطيرة.

كما وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاستهداف بأنه "إمعان إجرامي في حرب الإبادة" بغزة.

وقالت حماس إن تدمير الاحتلال معدات -بينها 9 جرافات أدخلت من مصر ضمن وقف إطلاق النار– يعد تنكرا من الاحتلال لالتزاماته.

وأوضحت أن جرائم التدمير في قطاع غزة لن تنجح في دفع الفلسطينيين لمخططات التهجير التي وصفتها بـ"الخبيثة".

يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن أزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة، وفق تقارير دولية وأممية.

مقالات مشابهة

  • سلطان القاسمي يفتتح الدورة الـ16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل
  • سلطان القاسمي يفتتح الدورة السادسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل
  • فريق طبي بالقاهرة يستخرج "قلم رصاص" من وجه طفل في جراحة نادرة
  • صدمات الطفولة.. كيف تترك بصمتها في العقل والجسم؟
  • وزير الثقافة يشارك في افتتاح مهرجان الشارقة القرائي للطفل ومؤتمر الرسوم المتحركة
  • وزير الثقافة يشارك في افتتاح النسخة الـ 16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل
  • 44 شهيدا بغزة ومحاصرون يستغيثون لإنقاذهم من تحت الأنقاض
  • دور الإعلام في حماية الأطفال من المحتوى الضار
  • خبراء: الكتابة للطفل تحتاج إلى فهم احتياجاته العاطفية
  • خبراء: الكتابة للطفل تحتاج إلى فهم احتياجاته العاطفية وتجاوز النظرة التقليدية