الكوفية.. رمز للصمود والكفاح وأيقونة ملهمة و بارزة في عالم الموضة
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
تعد الكوفية واحدة من الرموز الأكثر شهرة في فلسطين والتي ما تزال تتعرض للإستيلاء ثقافيا مثل باقي الرموز التي سرقها الإسرلئيليون من ثقافة الفلسطيين.
اقرأ ايضاًبيلا حديد تخرج عن صمتها وتدعم فلسطين بشكل واضح وصريح رغم تهديدها بالقتل إنه عنصر تاريخي وتراثي هام للغاية، وهي تذكير دائم للفلسطينيين بالقمع الذي يواجهونه يوميا ، وهي الأمل الذي يتوارثه الشعب الفلسطيني جيلا بعد جيل فهي الدليل والثابت الذي يذكر الفلسطينيون بحقهم في المقاومة عاما بعد عام، كما تثبت الكوفية لجميع الفلسطينيين بحقهم في العيش على أرضهم دون أي احتلال.
ولذلك فمن المهم ألا يرتديه غير العرب إلا احتراما لرغبات الفلسطينيين أنفسهم وبالرغم من ذلك، فقد تعرضت الكوفية للسرقة والتقليد لعدة مرات من قبل العالم الغربي الذي لا يزال داعمل لإسرائيل.
وفي أواخر عام 2000، أصبحت الكوفية علامة سياسية عندما اصطدم عالم الموضة بالعالم السياسي، إذ أصبح فجأة غطاء الرأس العربي التقليدي موضة منتشرة على منصات عروض الأزياء العالمية. وفي عام 2007، وصلت إلى دور الأزياء الراقية بما في ذلك Balenciaga والمتاجر في جميع أنحاء الولايات المتحدة بما في ذلك (Urban Outfitters) وبدأت في بيع الكوفية كوشاح أو "سكارف" للزينة دون العلم بموروثها التاريخي ورمزيتها الخالدة.
لم يكن "تريند" الموضة هذا جديدا أو تم تصميمه في دار أزياء أي مصمم بل في الواقع كان الإكسسوار المفضل للرجال العرب لسنوات عديدة حيث ارتدوه قطعة هامة دالة على تاريخهم العريق، حيث كان استخدامه الشائع لفترة طويلة هو حماية الرجال العرب من الشمس. ليتحول ببطئ من عنصر مفيد إلى رمز للمقاومة الفلسطينية.
في حين أنه من المستحيل إنكار شعبية الكوفية في عالم الموضة، فمن المهم دائما فهم التاريخ وراء الرموز. إذ لا يمكن فصل الكوفية عن تاريخها الغني والمليئ بالرموز السياسية الهامة والأيقونات التي قاومت على مدار التاريخ الفلسطيني الطويل.
الكوفية تاريخ عظيم وراء رمز قماشي محاربالسبب الحقيقي لارتداء 90 بالمئة من العالم الغربي "زي الفلاحين العرب" بين عامي 2008 و2014 هو انتشاره على منصات الأزياء العالمية كموضة وخصوصا عندما عرضتها دار "بالنسياجا" في مجموعة خريف 2008.
اقرأ ايضاًمن هي مها السقا السيدة التي حافظت على التراث الفلسطيني وبالأخص الثوب؟إلا أنه يعني شيئًا مختلفًا للفلسطينيين فهو بمثابة أيقونة ترمز إلى اعتزازك بتراثك واستعدادك للقتال من أجل إبقائه حيا. إنها مقاومة على المستوى الفردي، حيث لا يوجد شخصان يعرفانها بنفس الطريقة.ومن خلال فصل الكوفية عن علاقتها الرمزية بالهوية الوطنية الفلسطينية، تكون إسرائيل والعالم الغربي قد أضعفا بناء الدولة الفلسطينية.
فالكوفية السوداء والبيضاء كما نستخدمها اليوم، ليست مجرد غطاء رأس عربي تقليدي. وقد برزت أهميتها بالنسبة للقضية عندما أصبحت العلامة الفارقة لياسر عرفات. وبما أنه وجه منظمة التحرير الفلسطينية، فقد أصبح لغطاء الرأس الذي كان لا معنى له في السابق، والذي كان يهدف إلى إبعاد الشمس عن العينين والأوساخ عن الوجه، معنى أعمق وأكبر وأكثر رمزية دالة على تاريخ عريق وزمن طويل من المقاومة.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الكوفية كوفية المقاومة ياسر عرفات مقاومة طوفان الأقصى التاريخ التشابه الوصف
إقرأ أيضاً:
جمال وزوجاته نجوى ولمياء وسعاد(2)
#جمال_وزوجاته نجوى ولمياء وسعاد(2)
من قلم د. #ماجد_توهان_الزبيدي
كان التردد الوحيد الذي خيم على عقل “لمياء” بشأن جدوى إستمرار علاقتها المعرفية والثقافية ب”جمال” هو أنها لو سارت وفق مايريد قلبها ويلّحُ عليها ، ماذا سيكون عليه موقفها ،إذا ماعلمت زميلتها “نجوى” بتلك العلاقة ؟وكيف سيكون الأمر،عليه، لو إقترنت ب”جمال”؟ لكن قلبها سرعان مايضغط عليها قائلا:وماذا يمنعك من الزواج من “جمال” على سنة الله ورسوله ،ومن دون ان تؤثري علي علاقة الرجل بزميلتك؟
وكانت الشعرة التي قصمت التردد عند لمياء عندما إستلمت لأول مرة من جمال باقة ورد جميلة وصلتها على بيتها من محل للورد بالمدينة، مع بطاقة مكتوب عليها :”عيد ميلاد مبارك وسعيد وعقبال المئة سنة (جمال)”،ثم زادت حيرتها لما تساءلت بينها وبين نفسها :كيف عرف جمال تاريخ عيد ميلادي؟!
ساهم نقل مديرية التربية والتعليم، للمعلمة” لمياء” لمدرسة اخرى من شرقي المدينة لغربها ،في إزاحة ترددها من الذهاب مع قلبها على حساب عقلها في مشوار العلاقة مع “جمال” ، بعد نصف سنة من المعرفة ،وهو ماحدث عندما قالت له أن جارتهما فاتحت والدتها بالرغبة بطلب يدها لإبن الجيران ممن يعمل مراقبا صحيا في إحدى دول الخليج وان جوابها السريع كان رفضها مناقشة الأمر من اساسه،ثم اطرقت رأسها خجلا مع إبتسامة خجولة أيضا،تركت رسالة عاجلة صارخة واضحة المعالم لا لبس فيها ولا حيرة لدى “جمال”،الذي صارحها في الحال أنه معجب بها كزوجة على سنة الله ورسوله، وانه يأمل أن تراعي ظروفه الزوجية لجهة زوجته الأولى ومطالبها ،وأنه يأمل منها ،ان تقنع اهلها ،أنه سياخذها في أسبوع عسل لشواطىء مصر أو تونس أو المغرب ، بدلا من الزفاف في صالة أفراح ، وهو ماتم فعلا ،بعد ان إستأجرا شقة صغيرة قريبة من مدرستها الجديدة،واثثاها بجهد مشترك ،تبعد حوالي ثماني كيلومترات عن بيته الأول.
صار جمال يوميا ينقل زوجته الأولى “نجوى” كالمعتاد كل صباح لمدرستها بالحي الشرقي من مدينة إربد ،ثم يقود سيارته مسرعا ليوصل زوجته”لمياء ،هي الأخرى لمدرستها ب”حي البارحة” غربي المدينة،ثم يأخذ في الحالتين بفتح الباب الأيمن الأمامي لهما كما يفعل كل صباح على مدى سنوات طويلة .
وكما حدث من إعجاب معلمات وطالبات الثانوية العامة بمدرسة “نجوى ” ،بجمال كل صباح ،عندما كان يترجل من سيارته ويفتح الباب بيمينه لزوجته ،حدث الأمر ذاته لدى معلمات وطالبات الثانوية العامة بمدرسة زوجته الثانية” لمياء” ،وهو ما أدى، إلى صب الغمز واللمز والحسد ،لها من كثير من زميلاتها اللواتي هن ايضا لم ينعمن بمثل هذه الرعاية الملفتة للأنظار أمام الملأ من أزواجهن.
لكن ماكان يثير زميلات “لمياء” أكثر مما أثار زميلات “نجوى “هو أن فصل الشتاء أضاف بعدا جديدا على رومنسية” جمال” تجاه “لمياء”، وزاد من وتيرة الإعجاب به من قبل زميلات زوجته الثانية ،خاصة عندما يأخذ بعد فتحه الباب لها برفع معطفها من الكرسي الخلفي وتلبيسه لها من الخلف ،مما كان يحدث شبه صاعقة، لدى العازبات من معلمات وطالبات ثانوية عامة ،تجعل كثر منهن يصفنّ دقائق فاغرات افواههن دهشة وحيرة وإعجابا، مما ترى عيونهنّ في مشهد صباحي بات معظمهنّ، ينتظرنّه كل صباح ،وحدا ببعضهنّ تصوير تلك اللقّطة خفية بهواتفهنّ الذكيّة من بعد،ثم مشاهدة ذلك عدة مرات مع إستمتاع من نوع آخر،من حيث المتعة والّلذة معا، لم يشبعن منه ،وتمنيات كل انثى منهنّ، لو يرزقها الله برجل في مثل مايفعله زوج “لمياء”!
وكان “جمال” قد أشاع في بيته الأول ،أن دوامه الثاني في عمله الثاني يبدأ من الساعة السابعة حتى الحادية عشرة مساءً ،وهو ما أتاح له قضاء وقتاً جيدا مع” لمياء” وتلبية إحتياجاتها المسائية من طلبات،سيما وأن شخصية الرجل المحافظة جعلته هو من يقضي إحتياجات زوجتيه من الأسواق العامة،وقناعته أن “من يحب زوجته بصدق يستتها”،لا يتعبها ويرهق كاهلها في ضوء العمل اليومي كمعلمة، وتحمل إزعاجات الطلبة وطلبات التدريس والتحضير وإعداد الدروس والإمتحانات وتحمل وشايات بعض الزميلات وغيرتهن وحسدهن وتصرفات صبيانية ،لبعض مديرات المدارس ،خاصة منها، تشغيل بعض “الآذنات ” كعسس وعيون على حركات المعلمات،ثم هو رجل متنور عقلاني لم يطلب من أي من زوجتيه إعداد الفطور الصباحي له ،إلا، في صباحات أيام العطل،في حين لا يجد حرجا إن هو أعد إفطاره وإفطار زوجته قبيل تحركهما للمدرسة،وهو ما زاد من رصيد محبته والإعجاب به لدى كل من إقترنت به.(يتبع)(