تتنفس وتنمو وتتحرك.. ما قصة الصخور الحية؟
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
تُعتبر الصخور الغريبة ذات الشكل الفريد في رومانيا موضوعًا شيقًا للزوار ولقد أصبحت لغزًا يثير الدهشة للكثيرون، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بنموها المستمر وتطوّرها. تعرف هذه الصخور باسم "تروفانت" ويمكن وصفها بأنها "حية"، حيث بدأت على هيئة حصى وتنمو بسرعة تقارب بوصتين لكل ألف عام. تشكّل هذه الحجارة هياكل معدنية فريدة تشبه بشكل مذهل الكائنات الحية مثل النباتات والثدييات.
تم اكتشاف هذه الظاهرة الفريدة في قرية رومانية صغيرة تُدعى "كوستيستي"، حيث تبدو كأنها فقاعات صخرية منتفخة بأحجام متنوعة. وبعضها يمتد على مسافات طويلة، فيما يصغر البعض الآخر بحيث يمكن حمله في يد واحدة.
تكوّنت هذه الحجارة قبل ستة ملايين عام على شكل حصى صغيرة يتكهن البعض أنها نتجت عن نشاط زلزالي عنيف ، لكنها تحتاج آلاف السنين لتكبر بين ٣ إلى ٤ سم. ومع مرور الزمن، تتحول هذه الحجارة الصغيرة إلى عمالقة يبلغ حجمها العشرات من الأمتار.
وتوضح الدراسات أن هذه الصخور ليست مجرد منتجات عادية للطبيعة، بل إنها توجد في كتل من الرمال الناتجة عن عصور جيولوجية مختلفة، وتنمو ببطء مع مرور الزمن تحت تأثير مياه الأمطار. تتكون هذه الصخور أساسًا من قلب صلب محاط بالرمال التي تشكل قشرة حوله. يقوم تفاعل المعادن الموجودة في مياه الأمطار بزيادة الضغط الداخلي، مما يساهم في نمو وتكاثر هذه الصخور.
ويتغير حجمها عندما تتفاعل مع الماء، مما يحول الحصى الصغيرة إلى صخور حقيقية. يمكن العثور على هذه الصخور الغامضة في مناطق أخرى حول العالم، لكن رومانيا تتميز بتنوع أشكالها وأحجامها الفريدة، ولهذا تُعد جزءًا من مواقع التراث العالمي لليونسكو.
على الرغم من أن هذه الصخور ليست حية بالمعنى التقليدي، إلا أن السكان المحليين والسياح يصفونها بأنها "حية" نظرًا للتغيرات التي تلاحظ عليها مع مرور الزمن.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: هذه الصخور الصخور ا
إقرأ أيضاً:
دراسة جديدة تثير الدهشة بسبب أطوال الرجال.. النساء بـ«تكش» بمرور الزمن
في ظل التغيرات العميقة التي شهدتها البشرية، قد يصعب على الخبراء والعلماء ملاحظة ارتفاع عدد الرجال طوال القامة مثلًا، إلا أنّ هناك دراسة جديدة مثيرة للاهتمام، كشفت أنّ الرجال زاد طولهم ووزنهم بمعدل أسرع بكثير من النساء على مدار القرن الماضي، ما يسلط الضوء على التفاوت الجسدي المتزايد بين الجنسين.
تأثير ظروف المعيشة على طول الرجال والنساءيكشف البحث الجديد، الذي استند إلى بيانات من منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الدولية والسجلات البريطانية، أنّ الرجال اكتسبوا ضعف ما اكتسبته النساء من حيث الطول والوزن، تزامنًا مع تحسن ظروف المعيشة والتغذية وانخفاض أعباء الأمراض، إذ يقول البروفيسور لويس هالسي من جامعة روهامبتون: «نحن نرى رؤى حول كيفية تشكيل الاختيار الجنسي لجسم الذكر والأنثى، وكيف أن البيئات المحسنة، من حيث الغذاء وانخفاض عبء المرض، غيرت كل المفاهيم».
ووفقًا لصحيفة «جارديان» البريطانية، استخدم «هالسي» وزملاؤه بيانات من منظمة الصحة العالمية والسلطات الخارجية وسجلات بريطانيا، لمعرفة كيف يتغير الطول والوزن مع ظروف المعيشة، وجرى قياس الأخير من خلال مؤشر التنمية البشرية (HDI)، وهي درجة تعتمد على متوسط العمر المتوقع، والوقت الذي يقضيه في التعليم ودخل الفرد، والذي يتراوح من صفر إلى واحد.
وقد وجد تحليل السجلات من عشرات البلدان، أنه مقابل كل زيادة قدرها 0.2 نقطة في مؤشر التنمية البشرية، كانت النساء في المتوسط أطول بمقدار 1.7 سنتيمتر وأثقل بمقدار 2.7 كيلوجرام، في حين كان الرجال أطول بمقدار 4 سنتيمترات وأثقل بمقدار 6.5 كيلوجرام، وهذا يشير إلى أنه مع تحسن ظروف المعيشة، يزداد الطول والوزن، ولكن بمعدل أسرع بمقدار الضعف لدى الرجال مقارنة بالنساء.
ولمعرفة ما إذا كانت اتجاهات مماثلة قد ظهرت داخل البلدان، نظر الباحثون في سجلات الطول التاريخية في بريطانيا، إذ ارتفع مؤشر التنمية البشرية من 0.8 في عام 1900 إلى 0.94 في عام 2022، وخلال النصف الأول من القرن، ارتفع متوسط طول الإناث بنسبة 1.9% من 159 سنتيمترا إلى 162 سنتيمترا، بينما ارتفع متوسط طول الذكور بنسبة 4% من 170 سنتيمترا إلى 177 سنتيمترا.
يقول البروفيسور هالسي: «ولوضع هذا في المنظور الصحيح، كانت واحدة من كل 4 نساء ولدن في عام 1905 أطول من الرجل المتوسط المولود في نفس العام، لكن هذه النسبة انخفضت إلى حوالي واحدة من كل 8 نساء بالنسبة لأولئك المولودين في عام 1958».
وفي دراسة نشرت في مجلة «Biology Letters» بعنوان «الجسم الذكري المثير والهائل: طول ووزن الرجال هما سمتان جنسيتان مختارتان وتعتمدان على الحالة»، يتكهن العلماء بأنّ التفضيلات الجنسية لدى النساء، ربما غذت اتجاهًا نحو الرجال الأطول والأكثر عضلية، على الرغم من أنه في عصر السمنة، لا يعني الثقل بالضرورة في العضلات.
وأشار «هالسي» إلى أنّ القامة واللياقة البدنية، هما المؤشران الرئيسيان للصحة والحيوية، في حين أن الاختيار الجنسي يفضل أيضًا الرجال الأكثر قدرة على حماية شركائهم وأطفالهم والدفاع عنهم ضد الآخرين، إذ قد تجد النساء طول الرجل جذابًا، لأنه قد يجعله أكثر قوة، وأنّه على الرغم من تقدمهم في السن، لم يتأثروا بالضغوط التي يتعرضون لها في البيئة السيئة، لذا فقد وصلوا إلى أقصى طول ممكن لهم، وهذا مؤشر على أنهم يتمتعون ببنيان جيد.
النساء يرغبن في الرجال الأطول قامةتستند هذه النتائج إلى دراسة سابقة وجدت أنّ النساء يرغبن في الرجال الأطول قامة، أكثر من رغبة الرجال في النساء الأقصر قامة، لكن هناك جوانب سلبية لكون الشخص طويل القامة، ففي حين يميل الأشخاص الأطول قامة إلى كسب المزيد من المال، فإنهم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، ربما لأن لديهم المزيد من الخلايا التي يمكن أن تتراكم عليها الطفرات التي تؤدي إلى المرض، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وقال مايكل ويلسون، أستاذ علم البيئة والتطور والسلوك في جامعة مينيسوتا، إن الزيادة السريعة في طول ووزن الذكور كانت مدهشة، مضيفا أنّ هذا يتفق مع فكرة راسخة منذ فترة طويلة، مفادها أن الإناث هي الجنس الأكثر تقييدًا بيئيًا بسبب متطلبات التكاثر، خاصة في الثدييات حيث الحمل والرضاعة المكلفان من حيث الطاقة.
وأضاف أستاذ علم البيئة: «يبدو أن الاستثمار في زيادة حجم الجسم، من جانب الذكور حساس للظروف الغذائية، فعندما يكبر الرجال وهم يتناولون أطعمة غنية بالطاقة، فإن أجسامهم تنمو بشكل أكبر، إلى حد أكبر من النساء».