رأسمالي فوضوي.. من هو خافيير ميلي الذي انتُخب رئيسا للأرجنتين؟
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
شخصية تلفزيونية مثيرة للجدل، وطالما يتم تشبيهه بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وبالفعل كان الأخير من أوائل المهنئين له عقب انتخابه رئيسا للأرجنتين.. فمن هو خافيير ميلي؟.
حصد ميلي نحو 56 بالمئة من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية الأرجنتينية، بحسب نتائج جزئية رسمية نقلتها وكالة "فرانس برس".
وحصل منافسه وزير الاقتصاد، سيرخيو ماسا، على حوالي 44.2 بالمئة بعد فرز 95 بالمئة من الأصوات، وبالفعل أقر بهزيمته وهنأ ميلي في اتصال هاتفي.
كان من بين أوائل المعلقين على نبأ انتخاب ميلي، هو دونالد ترامب، حيث كتب على منصته للتواصل الاجتماعي، تروث سوشيال: "أنا فخور بك. ستغير بلادك وتجعل الأرجنتين عظيمة مرة أخرى".
كما أصدر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بيانا الإثنين، جاء فيه أن الانتخابات هي "شهادة للمؤسسات الانتخابية والديمقراطية في الأرجنتين"، مشيرًا إلى أن واشنطن "تتطلع إلى العمل مع الرئيس المنتخب ميلي وحكومته بشأن أولويات مشتركة".
رجل الاقتصاد والموسيقىيبلغ ميلي من العمر 53 عاما، ويصف نفسه بأنه "رأسمالي فوضوي"، ودخل رجل الاقتصاد المعترك السياسي فقط قبل عامين، بحسب "فرانس برس".
ويأتي فوزه في وقت تحاول فيه الأرجنتين حل مشكل التضخم الذي وصل معدله إلى 143 بالمئة، وهو من بين الأعلى في العالم، بجانب الفقر الذي يعاني منه نحو 40 بالمئة من السكان، بالإضافة إلى أزمة الديون وتراجع قيمة العملة المحلية.
وانتشرت مقاطع فيديو لميلي بعد تأكده من الفوز بالانتخابات وهو في حالة فرحة عارمة.
The President-elect of Argentina seems a bit excitable. pic.twitter.com/nxnzVkcVce
— Ron Filipkowski (@RonFilipkowski) November 20, 2023وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية، إن ميلي "عانى في طفولته بسبب معاملة والديه السيئة، بجانب التنمر في المدرسة خلال فترة الثمانينيات".
ويعشق الرئيس الأرجنتيني المنتخب الموسيقى، وكان مغنيا رئيسيا لفريق موسيقي في السابق، وطالما أحب بوب مارلي وفيردي، بحسب الصحيفة.
وحصد ميلي شهرة واسعة خلال ظهوره التلفزيوني كمحلل اقتصادي، حيث طالما تحدث عن المعاناة بسبب التضخم، بجانب الحديث على الهواء مباشرة عن مواضيع جنسية.
ولفت تقرير "غارديان" إلى أن شخصية ميلي "طالما تهدف إلى لفت الأنظار، مما ساعده على دخول عالم السياسة". ويشبهه أصدقاؤه وأعداؤه على حد سواء بترامب وأيضًا بالرئيس البرازيلي السابق واليميني أيضًا، جايير بولسونارو، وأطلق عليه "ترامب الأرجنتين".
"أهون الشرين"انتخب ميلي في البرلمان الأرجنتيني عام 2021 لصالح حزب "لا ليبرتاد أفانزا"، قبل أن يصل إلى الرئاسة في ظل غضب الناخبين من الفساد وسوء الإدارة إثر أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها البلاد منذ عقدين.
وبحسب "فرانس برس"، فإن بعض الأرجنتينيين وصفوا التصويت لميلي بأنه اختيار "أهون الشرين"، ما بين الخوف من الحلول الاقتصادية المؤلمة التي اقترحها ميلي، والغضب الذي يكنه البعض لماسا بسبب الأزمة الاقتصادية.
"اليوم تبدأ نهاية الانحطاط".. أول خطاب لرئيس الأرجنتين المنتخب بعد فوزه قال الرئيس الأرجنتيني المنتخب الاقتصادي الليبرالي المتطرف، خافيير ميلي، في خطاب النصر الذي ألقاه، مساء الأحد، إن "اليوم تبدأ نهاية الانحطاط" وتنطلق "إعادة إعمار الأرجنتين"، محذرا من أنه لن تكون هناك "أنصاف حلول".وتعهد ميلي بالتوصل لحل للأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، بداية من إغلاق البنك المركزي والتخلص من العملة المحلية (البيزو) ودولرة الاقتصاد وخفض الإنفاق والتخلص من "الطبقة الطفيلية"، وهو ما لاقى استحسان الناخبين رغم صعوبة هذه الإجراءات.
لكن يرى بعض الخبراء، بحسب "غارديان"، أن ميلي "سيتراجع عن سياساته المتشددة وسيكون مجبرا على الاعتدال مع توليه مقاليد الأمور الشهر المقبل، وذلك بسبب ما قد يواجهه من صعوبة تنفيذ خططه، في ظل امتلاك حزبه 38 مقعدا في الغرفة التشريعية العليا بالبلاد، من أصل 257 مقعدا، بينما في مجلس الشيوخ يمتلك 8 مقاعد من بين 72 مقعدا".
وخلال حملته الانتخابية، تعهد بوعود شبيهة بما طالما تحدث عنه ترامب بالنسبة لأميركا، وقال إنه "سيجعل الأرجنتين عظيمة مرة أخرى"، وهو الشعار الذي عُرفت به الحملة الانتخابية لترامب (لنجعل أميركا عظيمة مجددا).
وصرح الرئيس الأرجنتيني المنتخب، مساء الأحد: "اليوم تبدأ نهاية الانحطاط، وتنطلق إعادة إعمار الأرجنتين"، محذرا من أنه لن تكون هناك "أنصاف حلول"، بحسب فرانس برس.
وخاطب ميلي الآلاف من أنصاره في مقر حملته في العاصمة بوينس آيرس، وقال: "انتهى النموذج الطبقي الفقير، واليوم نتبنى نموذج الحرية كي نصبح مجددا قوة عالمية. اليوم تنتهي طريقة مورِسَت بها السياسة، وتبدأ طريقة أخرى".
ويتولى ميلي الرئاسة في 10 ديسمبر المقبل، خلفا للرئيس ألبرتو فرنانديز.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فرانس برس
إقرأ أيضاً:
كيف سيتعامل الاحتياطي الفيدرالي مع ترامب؟.. القانون يقيد رغبات الرئيس المنتخب
تناول تقرير في صحيفة "فاينانشال تايمز" التحديات التي قد تواجه رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جاي باول، في حال فرض الرئيس المنتخب ترامب سياسات اقتصادية عدوانية، مثل رفع الرسوم الجمركية، ويستعرض السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك استراتيجيات مواجهة أي تعيين غير ملائم لمجلس الاحتياطي.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة بعد يومين من الانتخابات الأمريكية الأسبوع الماضي، وقد كان ذلك متوقعًا، ولكن المفاجأة الأكبر كانت في اللهجة العدائية التي تحدث بها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جاي باول في رده على الأسئلة المتعلقة بمستقبله في ظل إدارة ترامب؛ حيث أكد أن الرئيس المنتخب لا يستطيع إقالته "بموجب القانون".
كان بإمكان باول أن يقول إنه لن يجيب على سؤال افتراضي، لكنه اختار الإجابة بوضوح، وقد أوضح لاحقًا أن إجاباته المقتضبة عكست الواقع؛ حيث لن يتمكن ترامب من تعيين رئيس البنك المركزي القادم من اختياره حتى تنتهي ولاية باول في أيار/مايو 2026، وسيحتاج هذا الترشيح إلى موافقة مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريين، لذا لا ينبغي أن يكون ذلك عائقا، وفقا للصحيفة.
وأضاف التقرير، أن اللحظة الحاسمة الأقرب قد تكون ترشيح بديل في مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي لأدريانا كوغلر، التي تنتهي ولايتها في كانون الثاني/يناير 2026، وبخلاف ذلك، فإن الغالبية العظمى من ولايات محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي تستمر إلى ما بعد رئاسة ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يفكرون في خطة ماكرة إذا رشح ترامب شخصًا من شأنه أن يعرض الاقتصاد الأمريكي للخطر لمنصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وتتمثل هذه الخطة في أنه إذا لم يكن الرئيس القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي مقبولًا لدى اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، فإن بقية أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة سينتخبون رئيس اللجنة بأنفسهم، وسيؤدي ذلك إلى تحييد رئيس مجلس الإدارة ويُبقي رئيس السوق المفتوحة قادرًا على الحفاظ على السياسة النقدية على نفس المستوى.
وبحسب الصحيفة، فإن هذا سيكون خيارا متطرفا للغاية وسيضع المسؤولين غير المنتخبين في موقف صعب؛ حيث سيبدو الأمر وكأنهم يتآمرون على الرئيس، وقد يرغب مجلس الاحتياطي الفيدرالي أيضًا في تحديث قسم الأسئلة والأجوبة على موقعه الإلكتروني الذي يقول بشكل قاطع "يشغل رئيس مجلس الإدارة منصب رئيس اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة".
وأردفت، أنه إذا كان اختيار ترامب خطيرًا إلى هذا الحد، فهناك طريقة أقل إثارة للجدل، وهي التصويت ضد السياسات السيئة التي قد يقترحها رئيس اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الجديد، إلا أن هذه القصة تشير إلى أن ترامب سيخلق الكثير من الدراما داخل بنك الاحتياطي الفيدرالي عبر انتقاده باستمرار، ثم سيختار شخصًا مقبولًا لدى بقية البنك، وعندما يصبح هذا الشخص رئيسًا، سينتشر السلام.
معايرة سياسات فترة ترامب الثانية
ونشرت الصحيفة تقريرا الأسبوع الماضي وصفت فيه معاناة الاقتصاديين الذين يحاولون وضع نماذج لسياسات ترامب، فهي غير محددة المعالم، ولا يعلم الاقتصاديون ما إذا كان سيتمتع بالقدرة على تنفيذها؛ كما أن النماذج الاقتصادية سيئة في التنبؤ بآثار التحولات الهيكلية الكبيرة.
وأكدت، أن الأمر الذي أصبح أكثر وضوحًا الآن هو أن الجمهوريون بزعامة ترامب بالأغلبية في مجلس الشيوخ، ومن المرجح أيضًا أن يسيطروا على مجلس النواب.
أما بقية الأمور وفق الصحيفة، فهي لا تزال غير واضحة في الوقت الراهن، على الرغم من أن طلب ترامب من روبرت لايتهايزر، أن يكون ممثله التجاري يشير إلى تهديد حقيقي بفرض رسوم جمركية جديدة واسعة النطاق.
وقد أقر باول بهذه الصعوبات في مؤتمره الصحفي بعد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، لكن هذا يضع بنك الاحتياطي الفيدرالي أمام الأمر الواقع إذا فرض ترامب تعريفات جمركية كبيرة بعد تنصيبه مباشرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسواق المالية تواجه صعوبة في معايرة التأثير المحتمل لسياسة ترامب؛ ففي أفق خمس سنوات، تعكس الزيادة في العوائد الاسمية ارتفاع معدل التضخم المتوقع، والعكس صحيح في أفق العشر سنوات؛ حيث تعكس الزيادة ارتفاع العوائد الحقيقية.
ويتسق هذا النمط مع توقع الأسواق المالية أن تؤدي التعريفات الجمركية إلى رفع مستوى الأسعار، ولكنها في النهاية لن تسبب مشكلة تضخمية، وأنه سيتم احتواء التضخم ضمنيًا بين السنة الخامسة والعاشرة، وستؤدي السياسة المالية الأكثر إسرافًا إلى رفع العائد الحقيقي على ديون الخزانة في كلا السيناريوهين.
وذكرت الصحيفة أن الاحتمال المتزايد لفوز ترامب في الفترة التي سبقت الانتخابات أدى إلى اعتدال توقعات خفض أسعار الفائدة في سنتي 2024 و2025. غير أن الأسواق لا تزال تتوقع خفض أسعار الفائدة في كانون الأول/ديسمبر، مما يرفع العدد الإجمالي لمرات خفض الفائدة هذه السنة إلى أربع مرات، أما بالنسبة لسنة 2025، تتوقع الأسواق المالية الآن خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة فقط، انخفاضًا من خمسة في أيلول/سبتمبر.
وأكدت، أن الأمر الأكثر دلالة هو التباين الهائل في توقعات أسعار الفائدة في السوق في جميع الأوقات، لذلك لا ينبغي لنا أن نبالغ في تفسير تحركات الأشهر القليلة الماضية باعتبارها تشير إلى أن الأسواق المالية لديها فكرة واضحة عن السياسة الاقتصادية في عهد ترامب.