لجريدة عمان:
2024-11-18@11:38:17 GMT

افتتاحية: إعادة التفكير في التفكير

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

افتتاحية: إعادة التفكير في التفكير

تُعرف الفلسفة أحيانًا بوصفها «إعادة التفكير في التفكير» وهو منطلقٌ مهم في رأينا للوصول إلى استنتاجات علمية ومهمة، أي ماذا لو لم يهتم العالم إسحاق نيوتن بسقوط التفاحة بجانبه، وقال: إنه من المعتاد أن تسقط الأشياء باتجاه الأرض؟. أو لو أن أرخميدس لم يهتم باختلاف منسوب المياه حين ذهب للاستحمام باعتباره أمرا متوقعا، ولم يخرج بقوانين الطفو؟ قد تظهر هذه الاستنتاجات لاحقًا، ولكن تأخرها كان من الممكن أن يُغير شكل العالم كما نعرفه اليوم.

ليس علينا الخروج بنظريات تستحق جائزة نوبل في كل مرة نعيد فيها التفكير فيما حولنا ونقوم بتجريده مما ألصقنا عليه من توقعات، ولكننا بذلك نستطيع على الأقل أن نفهم لماذا تحدث الأشياء وحتى الأفكار؟ ولعل ذلك يقودنا لحياة أفضل! وفي العدد السادس من ملحق جريدة عمان العلمي، ندعوك لإعادة التفكير في قضايا قد يعتبرها البعض «بديهيات»، مثل رغبتنا في تركنا لأثر أو إرث لنا بعد الموت! أي هل هي حاجة ثقافية أم نفسية؟ وما أصلها؟. ننكش معك أيضًا في عاداتك اليومية ونجيب عن تساؤل غياب الوعي خلال النوم. ونواصل في عددنا هذا نقاش العلماء وجهودهم للوصول إلى معادلة علمية شاملة لفهم الكون، وإذا ما قاربنا على الحصول على «نظرية كل شيء»، ونذهب معك إلى الأصل الأول للاتصالات والتطورات التي لحقتها حتى يومنا هذا، كما نعرج على وسائل التواصل الأولى التي تركها لنا الإنسان العماني في أودية العامرات من خلال الحجارة والرسائل التي أراد تخليدها. ونتطرق في عددنا هذا إلى ابتكارات عمانية رائدة في البيئة والطب، حولت تحديات التلوث البيئي إلى فرص اقتصادية واعدة. ولا عليك أن تقلق من كم المعلومات التي ستتلقاها بين جنبات «عمان العلمي» حيث لدماغك القدرة على فهم وتخزين ذلك كله وأكثر، وحتى أن زيادة اطلاعك قد تقيك من الخرف كما ستقرأ في موضوع «بنك الدماغ» لاحقًا . قراءة ماتعة

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التفکیر فی

إقرأ أيضاً:

اللغة التي يفهمها ترامب

ما اللغة التى يفهمها الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو؟!

الأول يفهم لغة المصالح، والثانى يفهم لغة القوة، والاثنان لا يفهمان بالمرة لغة القانون الدولى وحقوق الإنسان والمحاكم الدولية وقرارات الشرعية الدولية.

هل معنى ذلك أن الرؤساء الأمريكيين، وكذلك رؤساء الوزراء الإسرائيليون السابقون كانوا ملائكة ويقدسون لغة القانون والشرعية الدولية؟!

الإجابة هى لا. جميعهم يفهمون ويعرفون لغة القوة والمصالح، لكن تعبيرهم عن ذلك كان مختلفا وبدرجات متفاوتة، وكانوا دائمًا قادرين على تغليف القوة الخشنة بلمسات ناعمة وقفازات حريرية ملساء والقتل والتدمير بعيدًا عن كاميرات وعيون الإعلام. والدليل أن المذابح والمجازر الإسرائيلية مستمرة منذ عام 1948 حتى الآن، وخير مثال لذلك كان رئيس الوزراء الأسبق شيمون بيريز.

نعود إلى ترامب ونقول إنه يصف نفسه أحيانًا بأنه مجنون ومن يعرفه يقول عنه إنه يصعب التنبؤ بأفعاله، وأنه لا ينطلق من قواعد معروفة. هو لا يؤمن بفكرة المؤسسات، والدليل أنه همش حزبه الجمهورى، وهمش وسائل الإعلام وتحداها. كما يزدرى المؤسسات الدولية، بل إنه ينظر مثلًا إلى حلف شمال الأطلنطى باعتباره شركة مساهمة ينبغى أن تعود بالعوائد والأرباح باعتبار أن الولايات المتحدة هى أكبر مساهم فى هذه الشركة أو الحلف.

تقييم ترامب لقادة العالم يتوقف على قوتهم وجرأتهم وليس على التزامهم بالأخلاق والقيم والقوانين.

حينما علق على خبر قيام إيران برد الهجوم الإسرائيلى، نصح إسرائيل بتدمير المنشآت النووية الإيرانية، وقبل فوزه بالانتخابات الأخيرة نصح نتنياهو أن ينهى المهمة فى غزة ولبنان بأسرع وقت قبل أن يدخل البيت الأبيض رسميًا فى 20 يناير المقبل.

وإضافة إلى القوة، فإن المبدأ الأساسى الذى يحكم نظرة وقيم ومبادئ ترامب هو المصلحة. ورغم أنه يمثل قمة التيار الشعبوى فى أمريكا، والبعض يعتبره زعيم التيار المحافظ أو اليمين المتطرف، فلم يعرف عنه كثيرًا تعصبه للدين أو للمبادئ. هو يتعصب أكثر للمصالح. وباعتباره قطبًا وتاجر عقارات كبير، فإن جوهر عمله هو إنجاز الصفقات.

وانطلاقًا من هذا الفهم فإنه من العبث حينما يجلس أى مسئول فلسطينى أو عربى مع ترامب أن يحدثه عن قرارات الشرعية الدولية أو الحقوق أو القانون الدولى. هو يعرف قانون المصلحة أو القوة أو الأمر الواقع.

ويحكى أن وزير الخارجية الأسبق والأشهر هنرى كسينجر نصح وزيرة الخارجية الأسبق مادلين أولبرايت قبل أن تلتقى الرئيس السورى الأسد، وقال لها: «إذا حدثك الأسد عن الحقوق والشرعية قولى له نحن أمة قامت على اغتصاب حقوق الآخرين أصحاب الأرض، وهم الهنود الحمر، وبلدنا تاريخها لا يزيد على 500 سنة، وبالتالى نؤمن بالواقع والقوة وليس القانون».

هذا هو نفس الفكر الذى يؤمن به ترامب، لكن بصورة خشنة وفظة. هو يتعامل مع أى قضية من زاوية هل ستحقق له منافع وأرباح أم لا.

وربما انطلاقًا من هذا المبدأ يمكن للدول العربية الكبرى أن تقدم له لغة تنطلق من هذا المبدأ. بالطبع هناك أهمية كبرى للحقوق وللشرعية وللقرارات الدولية والقانون الإنسانى، ومن المهم التأكيد عليها دائمًا، لكن وإضافة إليها ينبغى التعامل مع ترامب باللغة التى يفهمها. أتخيل أن اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية يمكنها أن تتفاوض مع ترامب بمجرد بدء عمله فى البيت الأبيض. بمنطق أنه إذا تمكن من وقف العدوان الإسرائيلى على فلسطين ولبنان فسوف تحصل بلاده على منافع مادية محددة، أما إذا أصرت على موقفها المنحاز?فسوف تخسر كذا وكذا.

بالطبع هذا المنهج يتطلب وجود حد أدنى من المواقف العربية الموحدة، ولا أعرف يقينًا هل هذا متاح أم لا، وهل هناك إرادة عربية يمكنها أن تتحدث مع الولايات المتحدة وإسرائيل بهذا المنطق الوحيد الذى يفهمونه أم لا؟

الإجابة سوف نعلمها حتمًا فى الفترة من الآن حتى 20 يناير موعد دخول ترامب إلى البيت الأبيض
خصوصًا أن تعيينات ترامب المبدئية كلها لشخصيات صهيونية حتى النخاع، وهى إشارة غير مبشرة بالمرة.

أما عن نتنياهو فكما قلنا فهو لا يفهم إلا لغة القوة. وقوته وقوة جيشة وبلاده مستمدة أولًا وثانيًا وثالثًا وعاشرًا من قوة الولايات المتحدة، وبالتالى سنعود مرة أخرى إلى أن العرب والفلسطينيين يقاتلون أمريكا فعليًا وليس إسرائىل فقط.

(الشروق المصرية)

مقالات مشابهة

  • حول الآيات| كيف تحرر الشريعة الإنسان من القيود إلى التفكير الحر؟
  • الإحصاء في التعليم الحديث: أداة لتطوير مهارات التفكير والتحليل
  • حسن مدن يوقع كتاب «في مديح الأشياء وذمها»
  • أشبال الأخضر يجتازون الكويت في افتتاحية ” عربية اليد “
  • 3 اتهامات تُلاحق المذيعة المشهورة في واقعة مُخدر اغتصاب الفتيات
  • قبل ما تشتري "كاوتش" للسيارة... تأكد من فحص هذه الأشياء
  • اللغة التي يفهمها ترامب
  • المقاولون يهزم مودرن فى افتتاحية مهرجان براعم منطقة القاهرة
  • رئيس أبخازيا: سنواصل العمل رغم الاحتجاجات
  • مزور: النفايات التي ننتجها غير كافية للصناعة و العالم كيضارب عليها