تم الكشف مؤخرًا عن ظواهر طبيعية تشكلت على مر السنين بفعل الأنهار والأجسام الجليدية محفوظة تحت قشرة الجليد القطبية الشرقية في أنتاركتيكا لأكثر من 30 مليون سنة.

وباستثناء بضع قمم جبلية، تتغطي جميع الملامح الجيولوجية في أنتاركتيكا تقريبًا بطبقة جليدية بسمك يزيد عن كيلومترين. وقد كشفت الرادارات عن ملامح واضحة للمناظر والظواهر الطبيعية المخفية، ولكن التفاصيل لا تظل غامضة إلى حد كبير.

وقام ستيوارت جاميسون في جامعة دورهام في المملكة المتحدة وزملاؤه بفحص قياسات الرادار بواسطة الأقمار الصناعية لسطح الجليد في شرق أنتاركتيكا للحصول على رؤية جديدة، ثم قاموا بمقارنة التضاريس المستدلة من سطح الجليد مع القياسات المباشرة من خلال الرادار الذي يخترق الجليد والمسجل من خلال المسوحات الجوية.

وكشفت قياسات الرادار عن منطقة تم تسميتها بـ «هايلاند إيه»، وهي منطقة مميزة عن المناظر الطبيعية المحيطة بها.

تضم هذه المنطقة بمساحة 32,000 كيلومتر مربع ثلاث كتل أرضية، مفصولة بأخاديد عريضة. وقال الخبراء: إنه إذا تمت إزالة الجليد، فإن التضاريس لن تكون مختلفة كثيرًا عن قمم ووديان منطقة بحيرة العراق في المملكة المتحدة.ويرجح الباحثون أن الملامح المكتشفة تصف تاريخًا جيولوجيًا يمتد إلى انفصال أنتاركتيكا عن القارة العملاقة جوندوانا قبل حوالي 180 مليون سنة. وأشاروا إلى أن «الفيوردات» بين كتل الأرض تم تشكيلها بفعل الأنهار التي انسابت من خلال شقوق ناتجة عن الانفصال، ثم نحتتها الأجسام الجليدية بعد تبريد المناخ قبل حوالي 34 مليون سنة. ومع تسارع عملية التبريد ونمو الجليد فوق المنطقة، تم مسح تضاريس المناطق المحيطة بها. ولكن جاميسون يقول: إن تضاريس هايلاند إيه تم الاحتفاظ بها لأن الأجسام الجليدية شكلت قاعدة باردة تحت قشرة الجليد تحمي الصخور وتمنع التآكل. ويمكن أن يسهم هذا الاكتشاف في تحسين النماذج التي تدرس نظام الجليد في القارة القطبية الشرقية، وهي قليلة الدراسة، وكيف ستستجيب لارتفاع درجات الحرارة العالمية بسبب تغير المناخ، وفقًا لماثيو مورليجم في جامعة دارتموث.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

اكتشاف أقدم عمل فني تصويري في العالم بإندونيسيا

خلصت دراسة حديثة إلى أنّ رسماً يمثّل خنزيراً أحمر كبيراً محاطاً بثلاث شخصيات بشرية أُنجز على جدار كهف في إندونيسيا، هو أقدم عمل فني تصويري في العالم، بما أنّه يعود إلى أكثر من 51 ألف عام.
وقال عالم الآثار آدم بروم، أحد معدّي الدراسة المنشورة الأربعاء في مجلة "نيتشر"، إنّ الرسم، وعلى الرغم من أنّ مظهره بسيط "يجسّد بوضوح قصة تشكل أقدم دليل معروف على السرد" ضمن عمل فنّي، وهو أقدم حتى من الرسوم في كهفي لاسكو وشوفيه في فرنسا. 
ويعود الرقم القياسي السابق لأقدم رسم تصويري إلى عمل فني يمثّل مشهد صيد اكتشفه فريق الباحثين نفسه عام 2019 داخل كهف إندونيسي، وأشارت التقديرات إلى أنّه يعود إلى قرابة 44 ألف عام.
وأكّد المشارك في إعداد الدراسة ماكسيم أوبير من جامعة غريفيث الأسترالية، أنّ الاكتشاف الأخير داخل كهف في ماروس-بانكيب في جزيرة سولاويسي، يؤكد أننا أمام عمل "يتجاوز عمره الـ50 ألف عام للمرة الأولى".
وأضاف إنّ قدرة الممثلين الأوائل لجنسنا البشري على رواية قصة "بهذا التعقيد" من خلال الفن، قد تعيد صياغة فهمنا للتطور المعرفي للإنسان العاقل.
ولتحديد تاريخ اللوحة، استخدم الباحثون طريقة جديدة تستند إلى أشعة الليزر وبرامج كمبيوتر لإنشاء "خريطة" لعينات صخور.
وأشار أوبير إلى أنّ تقنية الليزر هذه أكثر دقة وأسهل وأسرع وأرخص وتتطلب عينات صخرية أصغر بكثير من الطريقة السابقة.
ولا تتيح التقنية الجديدة تحديد تاريخ اللوحة بشكل واضح، بل تحدد تاريخ كل طبقات المعادن التي تراكمت عليها مع مرور الزمن. وتمكّن الباحثون من الوصول إلى الطبقة الأقرب إلى الطلاء وبالتالي تحديد الحد الأدنى لعمرها بدقة.
واختبر الفريق التقنية الجديدة للمرة الأولى على الرسم الذي يحمل الرقم القياسي السابق لأقدم رسم تصويري في العالم. وأشار إلى أنّ الرسم الذي يمثل نشاط صيد يعود أقله إلى 48 ألف سنة، أي أقدم بأربعة آلاف سنة مقارنة بما أفضت إليه طريقة التأريخ التي استُخدمت عام 2019.
ثم اختبر الفريق طريقة الليزر على لوحة غير مؤرخة، رُصدت للمرة الأولى داخل كهف في جزيرة سولاويسي عام 2017. وتوصّلوا إلى أنّ الحد الأدنى لعمرها هو 51200 عام.
"فجوة كبيرة"

أخبار ذات صلة رئيس الدولة يهنئ هاتفياً رئيس إندونيسيا المنتخب بنجاح العملية الجراحية زلزال بقوة 5 درجات يضرب إندونيسيا

وتمثل اللوحة التي كانت في حالة سيئة، ثلاث شخصيات حول خنزير بري.
ومن الصعب فهم معنى هذه الرسوم ذات اللون الأحمر، لكنّها تصف بوضوح حدثاً ما، على غرار رسم غامض في كهف لاسكو يعود إلى 21 ألف عام ويمثل رجلاً برأس طائر أوقعه جاموس.
ويفترض أوبير أنّ هذا العمل ربما أنجزته المجموعات الأولى من البشر الذين عبروا جنوب شرق آسيا قبل وصولهم إلى أستراليا، قبل نحو 65 ألف سنة. وقال "ربما تكون مسألة وقت فقط قبل أن نجد رسوماً أقدم".
وتمثل الرسوم الأولى التي أُنجزت على أيدي بشر والمعروفة حتى الآن، خطوطاً وأنماطاً بسيطة مصنوعة في أحجار مغرة، اكتُشفت في جنوب إفريقيا ويعود تاريخها إلى مئة ألف سنة.
وأشار أوبير إلى "فجوة كبيرة" بين هذا النوع الأوّلي من الفن ورسوم الكهوف الإندونيسية التي أُنجزت بعد 50 ألف سنة.
وقبل هذه الاكتشافات في إندونيسيا، كان يُعتقد أنّ الأعمال الفنية التي تجسّد أولى الروايات قد ظهرت في أوروبا الغربية، خصوصاً مع اكتشاف تمثال عاجي لرجل برأس أسد في ألمانيا، يعود تاريخه إلى 40 ألف سنة.
وقال كريس سترينغر، وهو عالم أنتروبولوجيا في متحف التاريخ الطبيعي في لندن لم يشارك في الدراسة، إنّ التاريخ التقديري للفن الصخري الإندونيسي "مذهل بشكل كبير"، لأنه أقدم بكثير مما تم اكتشافه في أماكن أخرى بينها أوروبا.
وتبدو الاستنتاجات التي خلصت إليها الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر" قوية، لكن ينبغي تأكيدها من خلال تأريخ أكثر تعمقاً، بحسب سترينغر.
وقال لوكالة فرانس برس "في رأيي، يعزز هذا الاكتشاف الفكرة القائلة بأنّ الفن التصويري تم إنجازه للمرة الأولى في إفريقيا قبل 50 ألف سنة، وأن هذا المفهوم انتشر بصورة أكبر مع انتشار جنسنا"، مضيفاً "إذا كان ذلك صحيحاً، فستكون هناك أدلة جديدة كثيرة في مناطق أخرى وخصوصاً إفريقيا، لم تظهر بعد".

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • هل تنهي قمة شنغهاي في أستانا معادلة القطب الواحد؟
  • 431 من طلبة 16 دولة عربية يشاركون في برامج موهبة الإثرائية الصيفية 2024
  • اكتشاف أقدم عمل فني تصويري في العالم بإندونيسيا
  • ترامب يصف بايدن بـ كومة خردة قديمة .. فيديو
  • ضبط قطعة أثرية تعود لعصور تأريخية قديمة والقبض على حائزيها في نينوى
  • فيروسات عملاقة تحدّ من ذوبان الجليد
  • «هنو وكجك» أسماء تاريخية (قديمة ومملوكية) في حكومة مدبولي الجديدة
  • استدعاء أمين عام حزب تونسي بعد إعلانه الترشح للرئاسة للتحقيق بقضية قديمة
  • دراسة: تسارع وتيرة ذوبان الجبال الجليدية في ألاسكا بخمسة أضعاف والتغير المناخي في دائرة الاتهام
  • روسيا تصنع سفينة دعم تقني لكاسحات الجليد النووية