اكتشاف وديان قديمة تحت أغطية جليدية في القطب الجنوبي
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
تم الكشف مؤخرًا عن ظواهر طبيعية تشكلت على مر السنين بفعل الأنهار والأجسام الجليدية محفوظة تحت قشرة الجليد القطبية الشرقية في أنتاركتيكا لأكثر من 30 مليون سنة.
وباستثناء بضع قمم جبلية، تتغطي جميع الملامح الجيولوجية في أنتاركتيكا تقريبًا بطبقة جليدية بسمك يزيد عن كيلومترين. وقد كشفت الرادارات عن ملامح واضحة للمناظر والظواهر الطبيعية المخفية، ولكن التفاصيل لا تظل غامضة إلى حد كبير.
وقام ستيوارت جاميسون في جامعة دورهام في المملكة المتحدة وزملاؤه بفحص قياسات الرادار بواسطة الأقمار الصناعية لسطح الجليد في شرق أنتاركتيكا للحصول على رؤية جديدة، ثم قاموا بمقارنة التضاريس المستدلة من سطح الجليد مع القياسات المباشرة من خلال الرادار الذي يخترق الجليد والمسجل من خلال المسوحات الجوية.
وكشفت قياسات الرادار عن منطقة تم تسميتها بـ «هايلاند إيه»، وهي منطقة مميزة عن المناظر الطبيعية المحيطة بها.
تضم هذه المنطقة بمساحة 32,000 كيلومتر مربع ثلاث كتل أرضية، مفصولة بأخاديد عريضة. وقال الخبراء: إنه إذا تمت إزالة الجليد، فإن التضاريس لن تكون مختلفة كثيرًا عن قمم ووديان منطقة بحيرة العراق في المملكة المتحدة.ويرجح الباحثون أن الملامح المكتشفة تصف تاريخًا جيولوجيًا يمتد إلى انفصال أنتاركتيكا عن القارة العملاقة جوندوانا قبل حوالي 180 مليون سنة. وأشاروا إلى أن «الفيوردات» بين كتل الأرض تم تشكيلها بفعل الأنهار التي انسابت من خلال شقوق ناتجة عن الانفصال، ثم نحتتها الأجسام الجليدية بعد تبريد المناخ قبل حوالي 34 مليون سنة. ومع تسارع عملية التبريد ونمو الجليد فوق المنطقة، تم مسح تضاريس المناطق المحيطة بها. ولكن جاميسون يقول: إن تضاريس هايلاند إيه تم الاحتفاظ بها لأن الأجسام الجليدية شكلت قاعدة باردة تحت قشرة الجليد تحمي الصخور وتمنع التآكل. ويمكن أن يسهم هذا الاكتشاف في تحسين النماذج التي تدرس نظام الجليد في القارة القطبية الشرقية، وهي قليلة الدراسة، وكيف ستستجيب لارتفاع درجات الحرارة العالمية بسبب تغير المناخ، وفقًا لماثيو مورليجم في جامعة دارتموث.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مكي المغربي: دعوا جبل الجليد يرسو!
العالم بأسره يشهد حالة من الارتباك والتحول الحرج والخطير من أحادية إلى تعددية الأقطاب، والسودان ليس استثناءً من هذا المشهد المضطرب. بناءً على ذلك، أتمسك بالقراءة التالية حول الفيتو الروسي:
من الواضح أن البعثة السودانية في نيويورك قد تفاجأت بالفيتو الروسي، وهذا افتراض راجح. لكن افتراض أن الحكومة السودانية، أو ركنًا مهمًا فيها، قد تفاجأ أيضًا يبدو غير مرجح. بل ربما كان هناك تعمُّد في إخفاء التفاهمات وتوجيه النقاشات نحو “تشليع” مشروع القرار، مع ترك الجميع يتوقعون أن روسيا ستكتفي بالامتناع عن التصويت. السبب بسيط للغاية، لو علمت الدول صاحبة مشروع القرار (أومن يعمل لصالحها داخل الدولة، كما أشار الفريق العطا) بالفيتو مسبقًا، لما منحت هذه الدول السودان فرصة للاستفادة منه، حتى لو أدى ذلك إلى تعطيل طرح القرار.
في الواقع، كان الغرض من الفيتو إعلانًا مشتركًا عن تقارب سوداني روسي، ولم يكن بالإمكان تحقيق ذلك إلا بهذه الطريقة.
هل هناك مضاعفات سلبية؟
نعم، قد تشعر بعض الدول الصديقة للسودان، مثل الصين والجزائر، بالحرج، خاصة أنها اجتهدت في تعديل القرار ليصل إلى الصيغة التي وافق عليها السودان (وفقًا لرواية فرنسا وأمريكا). نعم، هناك قدر من الارتباك، وهنالك أيضًا سؤال مشروع (وليس اتهاما): من أبلغهم بالموافقة؟ السفير الحارث ببساطة يمثل الرئيس، ويتحرك برضاه وعلمه، ولكن لكل قرار مسار.
أما الخطورة في صراع الأفيال العالمي، فهي حقيقة لا يمكن إنكارها. لكننا في معركة حتمية مفروضة علينا، ولم يكن السودان من اختارها.
الأمر الإيجابي هنا هو أن جبل الجليد الدبلوماسي السوداني الوزير علي يوسف، العريض المنيع، يسد الأفق حاليا، ويمتلك القدرة على احتواء ومعالجة الآثار الجانبية والمضاعفات الدبلوماسية، بالإضافة إلى إعادة ترتيب الصفوف والمحطات. دعوه يعمل.
وعندما قلنا إنه أدرى الناس بالاختيار بين الشرق والغرب، أو بين الرسوخ والطفو بينهما، كنا نعلم أنه قادم بالمفاجآت.
مكي المغربي
إنضم لقناة النيلين على واتساب